حفل العشاء السنوي لرابطة الاخويات في لبنان


نشاط البطريرك

رعى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء اليوم السبت 18 شباط 2017، حفل العشاء السنوي الذي نظمته رابطة الاخويات في لبنان في فندق الريجنسي بالاس في ادما، بحضور السفير البابوي في لبنان غابرييل كاتشا ممثلا قداسة البابا فرنسيس، راعي أبرشية بيروت للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيريللوس بسترس، المشرف على الأخويات راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المطران طانيوس الخوري، المرشد العام الأب ادمون رزق، رئيس الرابطة جوزيف عازار رؤوساء البلديات والمخاتير والفعاليات اضافة الى الأخويات والشبيبة والطلائع والفرسان والمرشدين.

قدم للحفل الإعلامي يزبك وهبة، وكانت محطات للفنان ريمون صليبا.

ثم القى غبطته في الختام كلمة وجه فيها تحية محبة وتقدير باسم مجلس البطاركة والأساقفة للحضور محملا السفير البابوي كل “المحبة والصلاة التي نرفعها على نية قداسة البابا لكي يتمم الله امنياته الكبيرة.”

وقال غبطته:” نبشر رابطة الأخويات التي تنبثق عن مجلس البطاركة والأساقفة والتي تشكل عنصرا اساسيا داخله ان مركزها الذي هو قيد الإنشاء سيبصر النور قريبا. ونحن نتمنى لهذه الرابطة بمكوناتها كافة التوفيق. ونشكر الرب على هذه النعمة الكبيرة المتمثلة ب21 فرع للأخوية تغتني بها كنيسة لبنان. اعبر باسم الكنيسة عن شكرنا للرب وللعذراء مريم والقديسين التي وجدت الأخويات على اسمهم. انها نعمة وهي غير موجودة في اية كنيسة على وجه الأرض بالقوة التي هي موجودة فيها في لبنان. فاخوياتنا بشبيبتها وفرسانها وطلائعها وعمدتها ومرشديها هي حياة رعايانا وابرشياتنا لا بل هي خلايا اساسية في جسم الكنيسة. ومن خبرتي الشخصية معها يوم كنت مطرانا، اؤكد ان الرعية التي يوجد فيها اخوية ممثلة بالشبيبة او الطلائع او الفرسان نشعر بتميزها، فندخل اليها وكأننا ندخل الى بيوتنا وعائلاتنا. اما الرعية التي تخلو من الحركات الرسولية فنحن نشعر داخلها وكأننا غرباء. من هنا نقول ان هذه نعمة كبيرة. فالروح الجميلة والإلتزام بحياة الكنيسة ووجود الأخوية الى جانب الكاهن باستمرار تميز الأخويات التي تقوم بخدمة المحبة في كل المناسبات والنشاطات الليتورجية والقداسات والجوقات. اشكر الرب الذي اعطانا هذه الخلايا الحية في كنيستنا التي هي بالنسبة لنا نعمة كبيرة لأنها المدرسة التي ننشأ فيها على الإيمان ونعيش من خلالها مواقف ايمانية في بيوتنا ومجتمعاتنا ونكون في داخل حياة ورسالة الكنيسة في كل ما يختص بنشر الإنجيل وقيمه في حياتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا في خدمة المحبة التي هي رسالة الكنيسة الأساسية.”

وأضاف غبطته:” اشكركم على التزامكم بالأخويات. فالأخوية ليست خلية حية في حياة الكنيسة فقط وانما هي خلية حية في المجتمع اللبناني وفي حياة الدولة والوطن. اعضاء اخوياتنا يشغلون مراكز مدنية وسياسية وحزبية وهم بمثابة الخميرة الجيدة التي نريدها لعجينة الوطن. اخوياتنا هم خميرة حلوة في الوظيفة العامة سواء على المستوى البلدي او الإختياري ونحن نتمنى ان ينتخب من بينكم نوابا ووزراء ومسؤولين في الدولة لتكونوا ايضا خميرة جيدة. اننا بحاجة اليوم لأن تكون قيم الإنجيل ورسالته وحيويته ومبادئه في صلب ثقافة مجتمعنا اللبناني. دوركم كبير جدا عليكم ان تؤدونه من خلال عائلاتكم باعتماد التربية على حياة وطنية وعلى محبة لبنان ومحبة القانون والدولة والعدالة. ان تشجعوا اولادكم على الإنخراط في مؤسسات الدولة هم الذين تربوا في بيوتكم على القيم الروحية والإيمان عليهم ان يدخلوا في حياة الدولة اللبنانية لكي يوقفوا حال التخبط الذي نعيشه اليوم. لسنا بحاجة الا للمبادئ الاخلاقية وللروحية الوطنية العالية في مجتمعنا وهي لا تظهر على الأرض الا من خلال التجرد والتفاني والعطاء. اشكر الرب على عنايته التي قادتكم ورافقتكم على مدى 330 سنة وهذا ليس بامر عادي. ربنا يريد الأخويات والا لما عاشت لغاية الساعة. ما من حزب دام مثل كل هذه المدة ولا حتى الأنظمة، انما الأخويات عاشتها وهي لا تزال تنمو وتقوى وتزداد. وهنا نسأل الله ان يرحم الأب جورج خوري الذي اسس الرابطة منذ 66 سنة فهو صاحب الصوت الذي لا يزال مسموعا حتى اللحظة والقائل:” كل مسيحي هو رسول بحكم المعمودية والميرون.”

وتابع غبطته:” طالما عندنا اخويات، فرسان، شبيبة، طلائع وغيرها من الحركات الرسولية فان لبنان بالف خير وكذلك كنيسته لأن الأوطان تعيش بشعبها. ما دام الشعب حيا ومؤمنا ومخلصا فهذا يعني خروج الوطن من ازماته مهما كانت. نحن بالوعي والإدراك علينا النظر الى البعيد لكي ندرك اهمية الحقيقة وذلك بانخراطنا بالأخويات وتشجيعها.”

وختم غبطته موجها” تحية دعم وتقدير للآباء المرشدين للأخويات على اهتمامهم باخوياتهم،” طالبا منهم “البقاء دائما الى جانب اخوياتهم ومساعدتهم على النمو بالإيمان، وتنشئتهم وتثقيفهم ليشعروا من خلال كهنة الرعايا والمرشدين انهم فعلا حركة اساسية في حياة الكنيسة، فتسود الروح العائلية والمحبة التي تحمي لبنان وتدفعه الى الأمام والتي ان فقدها فقد كل شيء معها.” 

PHOTOS: Patriarch Rai Activity_18.2.2017