تهاني بعيد الميلاد – بكركي
نشاط البطريرك
واصل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الاربعاء 26 كانون الأول، استقبال المهنئين بعيد الميلاد، في الصرح البطريركي في بكركي، فاستقبل وفدا من قيادة الجيش ضم نائب رئيس الأركان للعديد العميد الركن خليل يحيا والعميد الركن كليمان سعد رئيس فرع مخابرات جبل لبنان ورئيس مكتب كسروان العقيد الركن جوزيف الهاشم الذين نقلوا تهاني قيادة االجيش بالاعياد ورئيس الجمهورية الاسبق العماد ميشال سليمان الذي تمنى”الخير للبنانيين عامة وللمسيحيين خاصة، وللدولة اللبنانية ان تفعل دورها ومسؤوليتها.”
وامل سليمان في “ان تتشكل الحكومة باسرع وقت ممكن، وان يتخلص الجميع من التجاذبات غير المجدية، والأقاويل التي لا تحمل اي معنى، ومنها تدخل الدول او ان هناك من يود بق البحصة، او وجود اعتداء على صلاحيات السلطات الدستورية وكما قال فخامة الرئيس العماد عون لقد اصبح هناك بدعا تلغي الدستور وتقاليده اضافة الى اعراف جديدة.”
وتابع سليمان:” ولكنني اود القول ان هذه الامور انطلقت في عهدي وكانت تؤدي الى التعطيل الذي تحول فيما بعد الى امر طبيعي، سامح الله من قام بهذا الأمر وانا اتأمل العودة الى القواعد الحقيقية وانشاء حكومة وحدة وطنية وكما قال غبطته منذ اسابيع ان حكومة الوحدة الوطنية لا تعني اقلية او اكثرية نيابية وانما يجب ان يكون هناك طرف ثالث مستقل وهذا الطرف غير موجود ولو انه كان موجودا في عهدي لما كنا وقعنا في مشكلتنا الراهنة. وعندها يصبح التأليف سهلا. ومن العيب تحديد المعايير والقول بأنه يحق لكل اربعة ان يكون لهم ممثلا. هذا لا يمكن تسميته سياسة دولة. يجب تسهيل عملية تشكيل الحكومة لأن البلد في خطر.”
وختم الرئيس سليمان:” في عهدي عانيت من مثل هذا الأمر ولكن الإقتصاد كان جيدا وبألف خير، اما اليوم فالخطر كبير جدا والبلد لم يعد يحتمل ونحن لا نعرف متى سينهار على الجميع. فمن يدعي الشطارة سوف يكون من اكثر المتضررين.”
ثم التقى غبطته وفد المركز الماروني للتوثيق والابحاث برئاسة المطران سمير مظلوم الذي قدم التهاني بالعيد باسم الوفد سائلا الله ان يمد صاحب الغبطة” بالعافية لكي بحكمته العميقة وشجاعته المعهودة بقول الحق والحقيقة، يلهم المعنيين لإنقاذ لبنان من الشر المتربص به على كافة المستويات.”
بدوره اثنى البطريرك الراعي على عمل اعضاء المركز الذي “يطلع الكنيسة على جانب كبير من الاوضاع المحلية والعالمية ويلهمها لإتخاذ الموقف الملائم حيالها،” وقال:” استنادا الى المعلومات والدراسات التي قدمها لنا المركز اعددنا تقريرا مفصلا عن عودة النازحين السوريين وتاثيره على لبنان الى قداسة البابا والى الرئيس ترامب وذلك وفق دراسة علمية شملت الجزء المالي والسياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي اي كل بحسب اختصاصه اعد هذه الدراسة وهنا تكمن قوة المركز.”
وتابع غبطته:” نحن نرى اليوم ان الجمهورية تتزعزع بسبب هذه الأمور، لذلك لا بد من دراسة مفصلة لها. لقد اشار فخامة الرئيس عون بالأمس الى طريقة جديدة في التعاطي وتحدث عن اعراف جديدة. هناك امور غير سليمة تجري بحيث ان الدستور في مكان والممارسة في مكان ثاني. انا اقترح تحضير دراسة عن الوضع تلقي الضوء على الخطر الذي يحدق بالجمهورية اللبنانية. لقد انطلقنا من الإنتماء بالمواطنة ووصلنا الى الإنتماء للحزب لم يعد هناك التزام بالوطن وانما بالزعيم وبالطائفة اللذين اصبحا فوق كل اعتبار.”
واضاف غبطته:” بالنسبة لموضوع تأليف الحكومة ننصحكم تحضير دراسة حول الموضوع وقد تكون مقالة البروفيسور انطوان مسرة حول الموضوع في جريدة النهار في 12 تموز وعنوانها “كيف تشوه المعايير الدستورية عندنا” عنوانا لدراستكم. فهو يتحدث فيها عن الثلث المعطل وعن طريقة تأليف الحكومة اليوم مع التكتلات النيابية اي احداث برلمان مصغر ويذكر الزبائنية التي تشوه كل شيء. واذا كانت المطالبة بحكومة مصغرة من اصحاب خبرة واختصاص ليسوا تابعين لاي حزب فيمكنهم اقامة اصلاح على مستوى الدولة والإنسان فيحسنون استخدام ال12 مليار التي وعد بها لبنان هي الحل نحن نجدد مطلبنا هذا، وندعو السياسيين الى لقاء حوار في القصر الجمهوري لحل هذه المشاكل وتسيير امور الناس والبلد. وعلى ضوء هذه الدراسة تتحرك الكنيسة من خلال الإتصالات والمشاورات لأن الكنيسة لا تحكي الا الحقيقة. والمشكلة هي عندما نتوقف عن الكلام بشكل علمي وواقعي. لذلك علينا ان نقول الحقيقة دائما ولكن بشكل علمي مقدمين الأدلة والبراهين.”
ثم استقبل البطريرك الراعي وفدا برئاسة الشيخ حسن المصري موفدا من رئيس مجلس النواب نبيه بري للتهنئة بالعيد، وقال المصري بعد اللقاء: “تشرفنا بزيارة صاحب الغبطة لنقدم له التحية والمعايدة بذكرى ولادة مخلص البشرية السيد المسيح باسم الرئيس نبيه بري وقيادة حركة امل. وكالعادة نقلنا الى غبطته تحيات دولة الرئيس وحملنا شيئين عظيمين للرئيس بري السلام والامل والرجاء الذي يضعه صاحب الغبطة بحكمة وحنكة دولة الرئيس لإخراج البلد مما يتخبط فيه من مآسي وويلات ومؤامرات خارجية وقد تكون داخلية احيانا لننهض بهذا البلد من هذه الكبوة التي طال امدها والتي يضع اللبنانيون كل آمالهم وتطلعاتهم بالحكمة الظاهرة والمستترة الموجودة عند كبارنا الذين يريدون لهذا البلد الخير والصلاح “.
وأضاف المصري:” لقد كانت مناسبة لجولة أفق حول ما يمر به البلد والمنطقة من ازمات ومخاطر قد تكون عسكرية اقتصادية او ما شابه ذلك ولكن يبقى الامل الأكبر على وحدة اللبنانيين جميعا وعلى ان يضعوا في حسبانهم ان قيامة لبنان كقيامة السيد المسيح سوف لن تتحقق الا بالارادة والأمل المشرق الذي يضعه اللبنانيون نصب اعينهم”.
وتلقى غبطته اتصال تهنئة بالعيد من رئيس مجلس الوزراء المكلف سعد الحريري وكانت مناسبة اكد فيها البطريرك الراعي على “ضرورة تأليف الحكومة بأسرع ما يمكن، لأن البلد لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات،” متمنيا للرئيس المكلف “النجاح بإتمام هذه المهمة الضرورية لإنقاذ البلد وأهله.”
كما تلقى غبطته اتصالا من النائب بهية الحريري تمنت فيه لغبطته اعيادا مجيدة.
ومن المهنئين بالعيد النائب نعمة افرام، والنواب السابقون: محمد قباني، وليد خوري، غسان مخيبر، نائبة رئيس المؤسسة المارونية للانتشار روز شويري، قائمقام جبيل ناتالي مرعي خوري، قنصل لبنان في روما كوين ماريل غياض وعائلتها، جماعة قلب يسوع، وفد من الرهبنة اللبنانية المريمية، وفد اعلام الإيمان، رؤساء بلديات ومخاتير، ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.
وبعد الظهر واصل البطريرك الراعي استقبال المهنئين بالعيد والتقى على التوالي: الوزير السابق روجيه ديب، النائب السابق خليل الهراوي، وفد اخويات جبيل، لقاء ابناء الجبل، مؤسسة مار ميخائيل الإجتماعية في سهيلة، الشيخ غسان اللقيس مفتي جبيل، وفد منتدى البترون للثقافة والتراث، الأب رويس الاورشليمي، رئيس المجلس الأورثوذكسي اللبناني روبير الأبيض، وفد رهبان من الجامعة الانطونية برئاسة الأب ميشال جلخ، وفد رابطة قنوبين للرسالة والتراث، وفد من بعلبك الهرمل، رئيس حركة الأرض طلال الدويهي، وفد من مجلس ادارة مستشفى الجعيتاوي، وفد من بلدة حملايا ووفود من اخويات وحركات رسولية ورهبان وراهبات اضافة الى فعاليات ثقافية واجتماعية ودينية واعلامية و حشد من المؤمنين.
وتمنى غبطته كل الخير والبركة للوفود والفعاليات المهنئة بالعيد، سائلا الله”ان يمس ضمائر القيمين على البلد، وضمائر السياسيين الذين يهدمون بمعاولهم ونرفع صلاتنا لكي يستفيقوا ويكفوا عن طعن الشعب الذي منحهم ثقته وهم يقدمون له في المقابل الإزدراء وقلة الإحترام.”
ثم استقبل غبطته السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور على رأس وفد من منظمة التحرير، الذي نقل تحية تقدير وتهنئة بالعيد من الرئيس محمود عباس.
ولفت دبور الى ان “الرئيس عباس الذي رعى اعمال ترميم دير مار شربل واطلاق اسم القديس شربل على اكبر شارع في بيت لحم، يشيد دائما بخطاب البطريرك الراعي مثمنا الزيارة التاريخية التي قام بها الى الأراضي المقدسة والتي تركت اثرا طيبا لا يزال تأثيرها حتى اللحظة في قلوب وعقول الفلسطينيين جميعا.”
بدوره وجه غبطته تحية شكر وتقدير للرئيس محمود عباس وللشعب الفلسطيني، واصفا الرئيس عباس”برجل السلام بامتياز.”
ورأى غبطته انه “على ارض بيت لحم ولد المسيح، ومن هذه الأرض انطلقت البشرية واعلن انجيل السلام. انها جريمة ضد الله ان يحولوا هذه الارض الى ارض حرب ودمار، وهذا تعد على الله . ولكننا نهنئ هذا الشعب على مقاومته ونشكره لحفاظه على قدسية بيت لحم وعلى الأرض المقدسة في فلسطين حيث تراثنا الإسلامي والمسيحي. فبصموده ومقاومته لا يحافظ على وجوده فقط وانما ايضا على التدبير الإلهي والإرادة الإلهية التي تجلت في بيت لحم.”
واضاف غبطته:” لا انسى على الإطلاق زيارتنا للرئيس عباس والقداس الذي رفعناه في بيت لحم فبتأثر كبير زرنا المدينة وكانت عودة الى جذورنا. تحية للسيد الرئيس الذي كان ضنينا على ترميم دير مار شربل وتحقيق هذا المشروع كما انه افتتح شارعا باسم القديس شربل وقال ان هذا الشارع هو للمسلمين وللمسيحيين، واشكره على الكلمة التي وجهها لفخامة رئيس الجمهورية العماد عون ولي شخصيا في خلال هذه المناسبة.” وختم غبطته:”
نحن مع الشعب الفلسطيني ونحن ندعمه فقضيته محقة وهو يهرق الدماء ويقدم الشهداءمن اجل الحفاظ على الأرض. نصلي دائما لعودة السلام الى ارض السلام ارض بيت لحم حيث انشدت السماء المجد لله في العلى وعلى الارض السلام.”
____________________________________________________________________________
link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org
PHOTOS: Christmas Reception_Bkerki_26.12.2018