تعريف
<p>في خطوة سبّاقة لكنيستنا المارونيّة تم تأسيس مكتب خاص براعويّة المرأة. ففي الخامس عشر من شهر آذار من العام 2012، ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تأسّس “مكتب راعويّة المرأة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة ” على اثر تعيين غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، امرأة منسّقة في دوائر الكرسي البطريركيّ هي الأم دومنيك الحلبي من جمعيّة الراهبات الأنطونيّات، التي باشرت مع سيّدات المكتب الإثنتي عشر، بتأسيس لجان راعويّة للمرأة في الأبرشيّات المارونيّة كافة للعمل عبر التوعية والتثقيف على مساعدة المرأة من أجل تحقيق دعوتها الخاصة والتزامها بدور فاعل وهام في العائلة والكنيسة والمجتمع.</p>
مهمة
تنطلق راعويّة المرأة من دعوة الله الشاملة لكلّ إنسان إلى الحبّ والقداسة والرسالة، ومن دعوة الكنيسة الأمّ إلى كلّ مؤمن ومؤمنة ليشاركوا الكنيسة رسالتها وعملها الرسوليّ. فالمرأة كما الرجل في قلب سرّ المسيح مدعوّان معًا إلى القداسة وبلوغ ملء قامة المسيح. أمّا الخصوصيّة الأنثويّة فتتجلّى في إبداعات النساء عمومًا قولاً وفعلاً، في الكنيسة والعائلة وميادين العمل والمجتمع ككلّ. هي إذًا خصوصيّة دينيَّة ذات تجلّيات إجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة أيضًا.
رؤية
للمرأة دعوة خاصة ودور فاعل وهام في الكنيسة والعائلة والمجتمع، انطلاقًا من حضورها الأصيل في التدبير الالهي وشراكتها الفاعلة الى جانب الرجل في صناعة التاريخ البشري. فهي شريكة فاعلة تتفاعل وتتكامل في مختلف حالاتها (زوجة، أمّ، مكرسة، صبيّة، أرملة) مع أفراد عائلتها وسائر أعضاء المجتمع، في حمل رسالة الكنيسة التي هي شركة ومحبة. المرأة صورة الكنيسة، وأغناها الله بمواهب ذاتيّة وقيم انثويّة هي قيم انسانيّة بامتياز.
الأهداف
ترتبط الأهداف العامّة لمكتب راعويّة المرأة، برؤية ومشروع عمل الدائرة البطريركيّة المارونيّة كونها تنتمي اليها وتعمل تحت مظلّتها. نذكر بعض هذه الأهداف على سبيل المثال لا الحصر:
1-الالتزام بتعليم ونصوص المجمع البطريركيّ المارونيّ الذي انعقد ما بين 2003 و2006، اضافة الى الارشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط “شركة وشهادة” والارشاد الرسولي للبابا يوحنا بولس الثاني “رجاء جديد للبنان” والوثائق التوجيهيّة التي صدرت وقد تصدر في المستقبل عن الكرسي الرسولي وعن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان ولجتنه وعن مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وعن سينودس اساقفة الكنيسة المارونيّة.
2- التنسيق مع مكاتب الدائرة البطريركيّة المارونيّة – بكركي ومع لجنة راعويّة المرأة في المجلس الرسولي العلماني، ومع لجان المرأة حيثما وجدت في الأبرشيّات المارونيّة، ومع الجامعات والمدارس ومع سائر الجهات والجمعيّات المدنيّة والأهليّة واللجان الكنسيّة التي تعنى بشؤون المرأة لتحقيق أهداف مكتب راعويّة المرأة.
3- تنسيق الأعمال التطبيقيّة ومتابعتها وتوجيهها بالتعاون مع السادة المطارنة في ابرشيّاتهم، والرؤساء العامّين والرئيسات العامّات في رهبانيّاتهم ومع جميع المؤسّسات والهيئات الكنسيّة والراعويّة بحيث نكون كنيسة واحدة متنوّعة وغنيّة بمكوّناتها، تعمل بروح ومبادئ الشركة والمجمعيّة.
لمكتب راعويّة المرأة في الدائرة البطريركيّة اهدافه الخاصّة التي يسعى الى تحقيقها بما يتوافق مع رسالته ورؤيته وأطر عمله، وعلى سبيل المثال نذكر الاهداف التالية:
1- تمكين المرأة وتسليط الضوء على حضورها الاصيل في الكنيسة والمجتمع، وبالتالي حثّها على أن يكون حضورها كثيف ويقظ وفاعل في عائلتها، في عملها، في المجتمع وفي الكنيسة.
2- توعية المرأة على موهبتها الخاصّة، وعلى دعوتها ودورها في الكنيسة والمجتمع، وتوعيتها على حقوقها وواجباتها وحسّها العميق بكرامتها، انطلاقا من تعليم الكنيسة لتصبح شريكة فاعلة في مواقع القرار سواء في الكنيسة أو المجتمع.
3- تشجيع المرأة على أن تتمسّك بدورها الأساسي في حماية الحياة بكل أنواعها وأبعادها بما فيها البيئيّة. فالمرأة قويّةٌ بشعورها بأهميّة ما وَكَلَ إليها، وقويّة لأنّ الله “وكل إليها أمر الإنسان” (كرامة المرأة_30)
4- العمل على أن تكون المرأة مؤتمنة على الهويّة الأخلاقيًة لنقلها إلى الأجيال الطالعة، بصفتها مصليّة وملتزمة بمبادئ الإنجيل وقيَمه. وأن تتمكن من المشاركة في القطاعات التربويّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصادية والسياسّة لتحقيق الذات فيما هو أبعد من حدود المنزل، بالمشاركة مع زوجها، خصوصًا من ناحية العلاقة مع الأولاد والحضور والإصغاء.
5- حثّ المدارس والمؤسّسات الكاثوليكية بشكل عام والمارونيّة بشكل خاص، على احتضان واقع الأم العاملة ومساعدتها على تحسين ظروفها من خلال عَيش وتحقيق مسؤولياتها العائليّة، من إنجاب وسهر وتربية وحضور.
6- السهر على تطبيق القوانين التي ترعى حقوق الإنسان، بما فيها حقوق المرأة، وملء الثغرات القانونيّة في الكنيسة، لاسيّما العمل على تحسين واقع المحاكم الروحيّة.
المنسقة
البروفيسور ميرنا عبود المزوّق