نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
استقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 12 آذار 2021، في الصرح البطريركي في بكركي، وفد اللجنة الوطنية لمتابعة مقررات المؤتمر المسيحي- الإسلامي في الأزهر الشريف ووثيقة الاخوة الإنسانية، برئاسة رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة وعضوية الوزير السابق خالد قباني، النائب السابق فارس سعيد، الدكتور محمد السماك، الدكتورة منى فياض، الدكتور انطوان مسره، والدكتور خالد زيادة.
القى السنيورة بعد اللقاء كلمة باسم اللجنة قال فيها:” جئنا اليوم، مسيحيين ومسلمين، لنجدِّد وقوفنا إلى جانب غبطته في دعوته لتحييد لبنان عن سياسات المحاور، والتدخلات المسلَّحة ولعبةِ الأمم في المنطقة، صَوْناً لعيشنا المشترك، وتوكيداً لرسالة لبنان في محيطِه العربي والعالم، وحثّاً للمجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته حيال عضوٍ مؤسسٍ في منظَّمته الدولية وشريكاً في كتابةِ ميثاقِها. ولاسيما وأن لبنان يشهد اليوم، وكما أشار صاحب الغبطة، انقلاباً موصوفاً على ميثاقِه ودستورِه وسيادةِ دولته، ما يعني اعتداءً على معناه ومبرِّرِ وجوده.
جئنا إلى هذا الصرح الوطني الكبير، والذي ما كان يوماً إلا وطنياً وكبيراً ومنيعاً على سهام التشكيك والتجريح والافتراء، لأننا نرى في دعوة صاحب الغبطة الشجاعة كلمةَ حقٍّ في وجهِ متسلّط جائر، يستقوي على شعب لبنان بفائضِ قوَّةٍ من الخارج وفائضِ تَخَلٍّ واستهتارٍ أو استئثارٍ في الداخل. إنّ مبادرة غبطته هي صرخةُ الراعي الصالح والمقتدِر في وجه الذئاب الكاسرة والخِرافِ الضّالة في آنٍ معاً، وعليه ندعو اللبنانيين بجميع فئاتهم وطوائفهم إلى احتضان مبادرة غبطة البطريرك.
جئنا لأننا نرى في دعوة صاحب الغبطة سَيْراً واثقاً وحثيثاً على طريق “الأخوَّة الوطنية والإنسانية” التي اشتَقَّها قداسةُ البابا فرنسيس وفضيلةُ شيخ الأزهر بتوقيعهما تلك الوثيقة الشهيرة، بكلِّ ما يمثّلان من قوة الاعتدال والتسامح في هذا العالم المضطرب، والتي أكّد قداسته عليها في لقائه مع المرجع الأعلى السيد علي السيستاني. وها هو قداسةُ البابا نفسُه يواصلُ اشتقاقَ هذه الطريق وتعبيدها بزيارته التاريخية للعراق الشقيق التي تسهم في صون تعدُّديته وعيشِه المشترك وسيادةِ دولتِه. وقد قال قداسة البابا وهو يغادر العراق إنه يريد أن يزور لبنان الذي يواجهُ أزمةً وجودية. لقد أحسّ غبطة البطريرك بالأزمة مثل سائر اللبنانيين، وهو يفكر ويسعى مع كل اللبنانيين من أجل الرشاد والإنقاذ، فكيف لا نقف معه، وندعم أفكاره ومساعيه؟
من هذا الصرح الوطني في بناء لبنان الوطن، جئنا لنقولَ معكم إنَّ خلاصَ لبنان يكونُ بجميع أبنائه أو لا يكون، ولجميعِ أبنائه أو لا يكون، وبقوَّةِ التوازن لا بموازين القوى أو لا يكون!
جئنا لنقول معكم، إنَّ حمايةَ لبنان تكونُ بحمايةِ وثيقةِ وفاقِه الوطني ودستورِه، وبالحفاظ على نظامه الديمقراطي البرلماني، وتطبيقِ قرارات الشرعية الدولية المتعلّقةِ بسيادتِه ودولته.. وهذه ثلاثيَّةُ خلاصِنا الوطني، لمن يريد الخلاص. عشتم وعاش لبنان.”
وبعد الظهر استقبل غبطته القائم بأعمال السفارة البريطانية في لبنان مارتن لنغدن وكان تشديد على “ضرورة تشكيل حكومة في اقرب وقت لإنقاذ البلاد من المزيد من الإنهيار.”
واشار لنغدن بعد اللقاء الى ان”هذا هو لقائي الأول مع صاحب الغبطة بعد تسلمي مهمتي الدبلوماسية في لبنان في شهر كانون الثاني الماضي. وانا ممتن له لإستقبالي.”
وتابع:” أجرينا مناقشات صريحة حول الوضع الحالي المؤلم وتشاركنا قلقنا العميق لمعاناة الشعب اللبناني. وشكرت البطريرك على جهوده لدوره القيادي والداعم في هذه الأوقات الصعبة. كما أكدت على دعم المملكة المتحدة الثابت للبنان خلال واحدة من أصعب فترات تاريخه، والتزامنا حياده وسياسته في النأي بالنفس. ومهما كان الوضع الحالي قاتماً، فإنني أرى في لبنان إمكانات هائلة: لبنان يمكن أن يكون مزدهراً ومستقراً وآمناً. هو بلد قادر على أن يكون سيداً وقويّاً ومستقلاً؛ بلد يمكن أن يكون له حكومة تكون خاضعة للمساءلة، حكومة شفافة تستحق ثقة كل اللبنانيين.”
وأضاف:” للأسف هذا ليس لسان حال اليوم. وأراني أتساءل إلى أي مدى يجب أن يسقط لبنان بعد قبل أن تتحمل قياداته المسؤولية؟ ما هو مقدار الألم الذي يجب أن يتحمله الناس – في جميع أنحاء البلاد – قبل أن يتوقف التسييس وتبدأ الإجراءات العملية لتحسين الأمور؟ ومتى يتوقف أصحاب النفوذ عن الانزلاق في الكارثة الاقتصادية والإنسانية، ويظهرون بدلاً من ذلك التصميم والوطنية المطلوبة لتشكيل حكومة إصلاحيّة قادرة على وقف الانحدار المتهوّر للبلاد؟لن يكون التغيير الإيجابي أمراً سهلاً – فلا شيء ذو قيمة حقيقية بأمر سهل. أصدقاء لبنان الدوليون على استعداد، كما هو الحال دائمًا، للمساعدة. والطريق نحو مستقبل أفضل موجود. غير أنّه لا يمكننا أن نصبو إلى هذا المستقبل أكثر منكم. فعلى قيادة التغيير أن تنطلق من الداخل.”
وختم لنغدن:” آمل أن يتمكن كل من يحملون مصلحة لبنان في صميمهم أن يعملوا معاً على إنجاز هذه المهمة الصعبة. لكن يجب أن يحدث هذا قريباً. فالوقت، مثل صبر الشعب اللبناني الذي طالت معاناته، بات ينفد بسرعة “.
Photo Album: Bkerki Meetings_12.3.2021