النص الثالث: حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركيّ

المجمع البطريركي الماروني 2003-2006


النص الثالث: حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركيّ


مقدّمة

  1. “رسّخ، يا ربّ، كنيستنا المارونيّة في الأمانة للإنجيل حتى تواصل الشهادة لإرث الآباء والأجداد القديسين، وتكون في هذا الشرق، وفي العالم، علامة لعيش حضارة المحبّة في التلاقي والحوار”.

بهذه الصلاة عبّر مجمعنا البطريركيّ المارونيّ عن إحدى أبقى دعوات الكنيسة المارونيّة. فالعناية الإلهيّة قد شاءت لهذه الكنيسة حضورًا أصيلاً في النطاق الأنطاكيّ، ثم شاءت مصيرها مندرجًا في العالم العربيّ، حتى تبقى وفيّة لحضارة المحبّة عبر تعزيزها التلاقي والحوار مع جميع أبناء هذه البقعة من العالم، ولاسيّما مع المسلمين. والكنيسة المارونيّة، في دعوتها هذه، هي على تواصل أمين مع تعليم ربها وإلهها يسوع المسيح ومع تراثها الزاخر الذي أثراه آباؤها وشهداؤها وقديسوها منذ مارون الناسك، شفيعها ومرشدها الأصل، الذي تزيّنت باسمه لأنه كان “زينة في خورس القديسين الإلهيين”[1].

وتدعو كنيستنا، مع شقيقاتها وشريكاتها في مجلس كنائس الشرق الأوسط، “مواطنينا المسلمين، الذين يشدّنا إليهم الإنتماء الوطنيّ الواحد، والأرض الواحدة، والهمّ الواحد، والمصير الواحد، لنواصل العمل معًا في حوار حياة من أجل مجتمع يحترم التنوّع، ويحقق المساواة، ويحافظ على الحريّات، ويصون كرامة الإنسان وحقوقه”[3].

اللقاء الطيّب بالإسلام والمسلمين في العالم العربيّ هو حقًا من صلب رسالة كنيستنا، ومن أبرز علامات حضورها في الشرق العربيّ. وهي، إذ تمارسه بالتناغم والتكامل مع الكنائس الأنطاكيّة الشقيقة وسائر كنائس الشرق الأوسط، لا بمعزل عنها أو على حسابها، تعي مع سائر الكنائس الكاثوليكيّة في الشرق بأنه يشكّل “جانبًا مميزًا أساسيًّا لهويّة كنائسنا ضمن الكنيسة الجامعة”[4].

أما لذويّ الإرادة الصالحة، فإنّنا “نمدّ أيدينا…في تعاون إنسانيّ صادق ينبذ الزيف والخداع، علمًا بأنّ إيماننا المسيحيّ يحملنا على ألا نرى في أيّ إنسان عدوًا، بل أخًا نسير معه في الحوار وتبادل الخبرات في سبيل الخير العام”[8].

دعوة الكنيسة المارونيّة في علاقتها بالإسلام في العالم العربيّ

أوّلاً: خبرة الماضي المارونيّ الإسلاميّ في ضوء ثوابت التاريخ

وتعني الشراكة الأولى، إذا ما تخطينا النظر إليها حصرًا في إطارها الوطنيّ اللبنانيّ لنلج إلى مقاصدها النهائيّة، أنّ التزام المسيحيّين مع المسلمين باللغة العربيّة، أبعد من كونه دفاعًا عنها ضدّ شتّى الإزدواجيّات إزاء اللهجات المحليّة، إنّما هو التزام بتحديثها الدائم استنادًا إلى جذورها الحضاريّة بين السريانيّة واليونانيّة، وإلى تفاعلها مع اللغات الثقافيّة الحيّة المولدة للحداثة. بكلام آخر، تفيد هذه الشراكة في الحقيقة، بالنسبة إلى الموارنة، إلتزامهم الشامل بتعزيز الثقافة العربيّة بين الحداثة والأصالة.

أمّا شراكة المصير، أيضًا بالنظر إلى مراميها النهائيّة، فمؤدّاها أنّ إلتزام المسيحيّين والمسلمين بنهائيّة الحيّز الوطنيّ اللبنانيّ، أبعد من كونه رفضًا قاطعًا للقائلين بالوطن القوميّ المسيحيّ أو بالدولة الإسلاميّة، إنّما هو، في حقيقته، التزام بتأسيس الوطن اللبنانيّ على مفاهيم الكرامة الإنسانيّة، وحقوق الإنسان الشخص، وحقوق الجماعات، كما فهمتها الأسرة البشريّة بوضوح منذ الإعلان العميم لحقوق الإنسان، الصادر عام 1948، وأقرتها في الإتفاقيّات الدوليّة الملزمة المنبثقة منه. بكلام آخر، تفيد هذه الشراكة في الحقيقة، بالنسبة إلى المسلمين، رفضهم النهائيّ لمقولة الأقليّة وللأحكام التسامحيّة في الذمّة.

ثانيًا: حاضر العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة ضمن النطاق الأنطاكيّ في المنظور المارونيّ من حيث الحقائق والمتطلبات والمعوّقات

1. الحقائق الجديدة في العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكيّ

“تنظر الكنيسة […] بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد، الحيّ القيّوم، الرحمن القدير، خالق السماء والأرض ومكلّم البشر، والذين يجتهدون من صميم روحهم في الخضوع لأحكام الله… وهم، وإن لم يعترفوا بيسوع إلهًا، إلاّ أنّهم يوقرّونه نبيًّا، ويكرّمون أمّه العذراء مريم، بل ويبتهلون إليها أحيانًا بورع. فضلاً عن ذلك، ينتظرون يوم الدين… من أجل هذا يقيمون وزنًا للحياة الأخلاقيّة، ويتعبدون لله، لاسيّما بالصلاة والزكاة والصوم.

 واذا كانت قد نشأت على مرّ العصور منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيّين والمسلمين، فالمجمع المقدّس يحضّ الجميع على أن ينسوا الماضي، وينصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعززوا معًا العدالة الاجتماعيّة، والخيرات الأخلاقيّة، والسلام والحريّة، لفائدة جميع الناس”[24].

“إنّ لبنان ليشعر اليوم بتضامنه الوثيق مع الدول العربيّة لا من حيث الثقافة المشتركة فقط، بل أيضًا وقبل كلّ شيء من حيث المصير المشترك. فهو يعتبر ذاته أداة وصل بين الشرق والغرب، يعمل لنشر راية التفاهم والأخوّة[…] ويطمح بتحويل هذه الرغبة إلى وقائع ناطقة ضمن حدود أراضيه، كما يطمح بالمساهمة بكلّ ما أوتي من قوى لتحقيق الرغبة نفسها في العالم العربيّ”[35].

ويضيف غبطة أبينا البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في السياق عينه، شاهدًا لدور كنائسنا في الشرق بقوله: “إذا كان هناك من يطمعون بالراحة في التقوقع على الذات والاكتفاء برقعة من الأرض ولو ضيّقة يعيشون فيها في مأمن من أيّ إزعاج، فلن يلقوا هذه الراحة، وإذا كانت العناية قد وضعتنا حيث نحن منذ مئات السنوات، فلدور أرادته لنا وهو تأدية الشهادة المسيحيّة تعزيزًا لعيش مشترك.[…] وحسبنا فخرًا أن تثمر شهادتنا لنا ولسوانا مزيدًا من الحريّة المسؤولة والعدالة والمحبّة والتمسّك بالقيم الروحيّة واحترام حقوق الإنسان والإستهداء بنور الحقيقة والشعور بالكرامة، كرامة أبناء الله”[36].

2. المتطلبات الجديدة في العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكيّ

وقد رصد آباؤنا بطاركة الشرق الكاثوليك بعضًا من أوجه هذا المخاض في رسالتيهم الراعويتين الثانية والثالثة (فصح 1992 وميلاد 1994). ونود، مستنيرين بهذا الرصد، أن نعود إلى هذا المبحث بشيء من التفصيل والتأوين في ضوء التردّي المتزايد لحالة الإنسان في منطقتنا العربيّة، لاسيّما بالنظر إلى كرامته وحقوقه الشخصيّة.

ومن واجب كنيستنا أن تذكّر الجميع بأنّها ترفض أيّ خلط بين الايمان والتعصّب الدينيّ. “إنّ الفرق شاسع بين المؤمن والمتعصّب: فالمؤمن يستخدمه الله، أمّا المتعصّب فإنه يستخدم الله؛ والمؤمن يعبد الله، أما المتعصب فيعبد نفسه متوهمًا أنه يعبد الله؛ والمؤمن يسمع كلام الله، أما المتعصب فيشوّهه؛ والمؤمن يرتفع إلى مستوى الله ومحبّته، أمّا المتعصّب فينزل الله إلى مستواه؛ والمؤمن يتّقي الله، أمّا المتعصّب فيهدّد الآخرين باستمرار؛ والمؤمن يكرِم الله، أمّا المتعصّب فيحّط من قدره وسموه؛ والمؤمن يعمل مشيئة الله، أمّا المتعصّب فيضع مشيئته هو مكان مشيئة الله[…] إنّ التعصّب شكل من أشكال إنكار الله والإنسان معًا”[38].

إزاء هذه الأخطار، تودّ الكنيسة المارونيّة أن تذكّر، مع قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني، بأن “الانسان يتخطى مطلق نظام اجتماعيّ، وهو القيمة الأساسيّة”[39]، ومع بطاركة الشرق الكاثوليك، “بأنّ مقياس النظم السياسيّة والاجتماعيّة هو الإنسان[…] ونعني به الإنسان كاملاً، فردًا وجماعة”، وأنّ “حقوق الإنسان مقدّسة بقدسيّة الله الذي خلقه وأراده محطّ حقوق وواجبات “[40].

ولم تتلكّأ الكنيسة المارونيّة، مع شقيقاتها الكنائس الأنطاكيّة، الكاثوليكيّة منها وغير الكاثوليكيّة، في أداء ما يتوجّب عليها لتعزيز حضارة الوجه مع المسلمين على جميع الصعد، رغم المواضيع الشائكة التي ينبغي التصدّي لها من أجل مواجهة المتطلبات التي أفرزها المخاض الحضاريّ العميق الذي يثقل مجتمعاتنا العربيّة. ومن بين هذه المواضيع رفضنا النهائيّ لمفهوم الأقليّة ووضع الذّمة، والمجاهدة مع خيّري المسلمين في سبيل وعي التمييز، على غير تعارض، بين الروحيّ والزمنيّ، بين المقدّس وغير المقدّس، بين الدينيّ والسياسيّ، وفي الوقت عينه، وبعد الفراغ من هذا التمييز، وعي ضرورة إرساء القيم النهائيّة للمجتمع على قاعدة الوصل بين الروحيّ والزمنيّ. وهذا يعني أن نعمل معًا على استجلاء مفاهيم الكرامة الإنسانيّة والحرّية والمساواة في ضوء الحقيقة التي توحي بها تعاليم الديانتين، لا الإيديولوجيّات المناهضة لهما، على أن نضع هذه المفاهيم موضع التطبيق لا بالاستناد إلى أحكام الشرع السالف، مسيحيًّا كان أو إسلاميًّا، بل بما يتفق مع النواميس الدوليّة المعاصرة كما تصورتها الأسرة البشريّة جمعاء في القرن العشرين وأقرتها منظمة الأمم المتحدة منذ “الإعلان العميم لحقوق الإنسان” الصادر في 10 كانون الأول 1948.

3. المعوّقات المتبقية في العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة المعاصرة ضمن النطاق الأنطاكيّ

صحيح أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة لا تقبل بسهولة أن يفصم أحد أعضائها عرى الشركة معها، فيترك إيمانه المسيحيّ ليتبنى دينًا آخر، لذا فهي تقصي هذا العضو من الشركة الكنسية رسميًّا. إلاّ أنّ هذا الإقصاء لا ينطوي على أيّة تبعة مدنيّة، إن في الزواج أو في الميراث أو في الحقّ في الحياة، لأنّ الحقّ في الحريّة الدينيّة هو، في تعليم الكنيسة منذ المجمع الفاتيكانيّ الثاني، محفوظ للجميع دون أيّ تمييز دينيّ أو إثنيّ أو لغويّ. إنّه حقّ من حقوق الإنسان العميمة، وقد أقرّه إعلان 1948 في مادته الثامنة عشرة.

ثالثًا: مستقبل العلاقات المسيحيّة الإسلاميّة في البيت الأنطاكيّ

من صلب دعوة الكنيسة السريانيّة المارونيّة، المتجذرة في المدى الأنطاكيّ، أن تمارس لقاءها مع مسلمي العالم العربيّ في حضرة الله، وأن تمارسه بمعيّة الكنائس الأنطاكيّة الشقيقة، وأن تطوّره وتعزّزه خدمة للإنسان، كلّ إنسان، أيًّا كان دينه ومشربه وانتماؤه، لأنّ الإنسان هو “طريق الكنيسة”[63]. وهي تطمح، عبر الحوار الصادق، والفطن، والودود، إلى إرساء ثقافة جديدة في نفوس طرفيه، ثقافة ركناها الحريّة والمحبّة. لذا فهي تسعى إلى تلقين أبنائها وبناتها ثقافة الحوار والتربية عليه، وإلى ممارسته بانتظام في أشكاله كافة، وذلك في أمانة مطلقة للتقاليد المارونيّة ولتعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة منذ المجمع الفاتيكانيّ الثاني.

إن إعلان البشارة الخلاصيّة بيسوع المسيح ليس اقتناصًا لأحد إلى الحظيرة المسيحيّة، بل هو إيصال حقيقة الإنجيل من أجل التوبة إلى الله. وللتوبة ههنا مدلولان. فهي إمّا تغيّر في القلب، أيّ تحوّل حركته نحو الله، أو تغيير في الإنتماء الدينيّ، أيّ تحوّل إلى اعتناق الدين المسيحيّ[68]. من الجوهريّ أن نعي هذا التمييز، لأنّ هدف الحوار هو التوبة بالمعنى الأوّل، رغم الإقرار بأنّ التغيير في الإنتماء يبقى ممكنًا، وبأنّ حقّ الشخص في تغيير دينه يجب الدفاع عنه بقوّة، وذلك بصفته معطى أساسيًّا من معطيات الحرّية الدينيّة.

خاتمة

توصيات النصّ وآليات العمل

الموضوع التوصيةالآليّة
تنقية الذاكرة تعزيزًا للعيش المشترك.  1- تعزيزاً للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وفق النموذج اللبنانيّ، يوصي المجمع بالقيام بقراءة متأنيّة وصريحة لخبرة الماضي المارونيّ – الإسلاميّ، وبشكلٍ أعمّ لخبرة الماضي المسيحيّ – الإسلاميّ في لبنان والشرق الأوسط، بهدف التوصّل إلى تنقية حقيقيّة للذاكرات والضمائر الذي يتجلّى بممارسة النقد الذاتيّ، وذلك للمضيّ معًا في بناء مجتمعٍ قائمٍ على قيم العيش المشترك.1-أ: تسهم الجامعات المارونيّة، بالتعاون مع أهل الإختصاص، في مشروع تنقية الذاكرة من خلال العمل على قراءة مشتركة وموضوعيّة لتاريخ لبنان الحديث والمعاصر. 1-ب: إقامة ندوات علميّة وحلقات حوار هادفة في هذا المجال.  
2- المعرفة الحقيقيّة والموضوعيّة المتبادلة.2- من أجل أن يكون العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين قائمًا على المعرفة المتبادلة في الحقيقة والمحبّة، يوصي المجمع المؤسّسات العلميّة المسيحيّة بأن تُدخل الإسلاميّات في برامجها الأكاديميّة، متمنيًا أن يحظى الدين المسيحيّ بالاهتمام عينه في المؤسّسات العلميّة الإسلاميّة.  2- لتحقيق هذه المعرفة الحقيقيّة والموضوعيّة المتبادلة:   2-أ:  إعتماد ما هو متّبع في بعض المعاهد الجامعيّة الإسلاميّة-المسيحيّة في لبنان، التي تُسند إلى كلٍّ من المسيحيين والمسلمين مهمّة التعريف بديانتهم بحيث يسمع المسيحيون ما يقوله المسلمون عن أنفسهم، والمسلمون ما يقوله المسيحيّون عن أنفسهم. 2-ب: تنظيم لقاءات ومخيّمات شبابيّة إسلاميّة – مسيحيّة على صعيد المدارس والجامعات. 2-ج: تعميم رسائل مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، لاسيّما تلك التي تتعلّق بالحضور المسيحيّ في الشرق (1992)، والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحين في العالم العربيّ (1994).     2-د: الإفادة بشكلٍ هادف ومدروس من وسائل الإعلام، ولاسيّما المرئيّة منها، لخدمة هذه الأهداف.
  3- دليل مسيحيّ-إسلاميّ لتعزيز الحوار والعيش المشترك.    3- حرصًا على تعزيز العيش المشترك من خلال الحوار المنصوص عليه مرارًا وتكرارًا في الإرشاد الرسوليّ “رجاء جديد للبنان”، يوصي المجمع بإعداد دليل مسيحيّ – إسلاميّ تُعرض فيه الأمور الأساسيّة للديانتين بشكلٍ مبسّط وموضوعيّ مع ذكر المعوّقات التي تُضعف هذا العيش، والوسائل العمليّة لتجاوزها، وإبراز القيم المشتركة.  3-أ: تُعهَد هذه المهمّة إلى فريق من أهل العلم والفضيلة والخبرة في مسألة الحوار الإسلاميّ – المسيحيّ من المؤسّسات العلميّة المسيحيّة والإسلاميّة، على أن تعمل بالتنسيق مع اللجنة الوطنيّة للحوار الإسلاميّ – المسيحيّ ومع مجلس كنائس الشرق الأوسط. 3-ب: تشجيع المبادرات الآيلة إلى تحقيق هذا الحوار.
  4- حوار دينيّ مسيحيّ – إسلاميّ إنطلاقاً من لبنان.  4- نظرًا إلى وضع “لبنان – الرسالة” المميّز على صعيد العلاقات المسيحيّة – الإسلاميّة في العالم، يوصي المجمع بتعزيز الحوار الدينيّ القائم بين المسيحيّة والإسلام إنطلاقاً من لبنان وحيثما يكون هذا الأمر ممكنًا، وهذا من شأنه تثبيت حوار الحياة على أسس عميقة.  4-أ: ترعى الجامعات المسيحيّة، وبخاصّة معاهد الحوار المسيحيّ – الإسلاميّ فيها، هذا الحوار وتنظّمه بالتعاون مع المؤسّسات العلميّة الإسلاميّة. 4-ب: تكرّس الأبرشيّات والرهبانيّات المارونيّة أن البعض من أبنائها للتخصّص في هذا الحوار.

1. ثيودوريطس أسقف قورش، تاريخ أصفياء الله، ترجمة الأرشمندريت أدريانس شكّور، المطبعة البولسيّة، لبنان، 1987، ص 145.

2. رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الأولى، آب 1991.

3. رؤساء الكنائس في الشرق، الرسالة الرعويّة الثالثة، 21 آب 2000، عدد 15.

4. معًا أمام الله، الرسالة الراعويّة المشتركة الثالثة لبطاركة الشرق الكاثوليك، ميلاد 1994، عدد 3.

5. الحضور المسيحيّ في الشرق، الرسالة الراعويّة المشتركة الثانية لبطاركة الشرق الكاثوليك، فصح 1992، عدد 17.

6. الحضور المسيحيّ في الشرق، عدد 50.

7. المرجع ذاته.

8. الحضور المسيحيّ في الشرق، عدد 51.

9. يوحنّا بولس الثاني،الإرشاد الرسوليّ رجاء جديد للبنان، عدد 93.

10. رجاء جديد للبنان، عدد 97.

11. يوحنّا بولس الثاني، خطابه أمام المؤمنين في مقابلة عامة، 1 أيلول 1999؛ الأوسرفاتوري رومانو، الطبعة الإنكليزية، 8 أيلول 1999، ص 7.

12. رحلة ابن جبير، بيروت 1980، ص 259.

13. البطريرك إسطفانوس الدويهي، تاريخ الأزمنة، نشره الأب فردينان توتل اليسوعي، بيروت 1951، ص 145-146.

14. البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، خطابه في افتتاح الدورة العادية السنوية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، 1992.

15. أقدم المراجع المارونيّة التي وصلت إلينا مكتوبة باللغة العربيّة: كتاب “الهدى” (النوموقانون المارونيّ الذي ترجم إلى العربيّة عام 1059 عن أصل سريانيّ مفقود) وكتاب “المقالات العشر” لتوما الكفرطابي (كتاب دفاعيّ وضع عام 1089)، وكتاب “إيضاح الإيمان” لجبرائيل إبن القلاعيّ (خلاصة لاهوتيّة وضعت ابتداء من العام 1494).

16. الخوري ناصر الجميّل، أثر تلامذة المدرسة المارونية في أوروبا، المنارة 25 (1984)، 235-248.

17. رغم أنّ المؤرّخين مجمعون على القول بأنّ مطبعة دير مار أنطونيوس هي أولى المطابع المستقدمة إلى الشرق، فإنّهم ما زالوا مختلفين على تحديد سنة تأسيسها. فقد ذكر المطران اسطفان عواد السمعانيّ (Evode Assemani)، في كتابه (Bibliothecae Medicae Laurentianae et Palatinae codicum mss. Orientalium Catalogus, XXX: Orient, p.411)، أنّ الطبعة الأولى لكتاب المزامير قد أنجزت سنة 1585، لا 1610، وأدرج محتويات هذه الطبعة، التي تختلف بوضوح عن تلك الواردة في طبعة 1610. وتبعه في هذا الرأي سمعان السمعانيّ. لكنّ معظم المؤرخين اللاحقين (شنورر، ده ساسي، شيخو) لم يأخذوا بهذه النظريّة، وذلك لعدم العثور على طبعة 1585. والجدير بالذكر هو أنّ استقدام مطبعة دير مار أنطونيوس قزحيا قد تمّ رغم صدور إرادة سلطانيّة عن بايزيد الثاني، عام 1483، تحرّم استعمال الكتب المطبوعة تحت طائلة الموت.

18. كانت مذكرة البطريرك الحويّك، التي قدمت إلى مؤتمر الصلح في 25 تشرين الأول 1919 باسم جميع اللبنانيين وطالبت باستقلال لبنان “في حدوده التاريخيّة الطبيعيّة”، من الوثائق المؤسِّسة لقيام دولة لبنان الكبير في حدوده الحاضرة.

19. الأب ابراهيم حرفوش، دلائل العناية الصمدانيّة، منشورات الرسل، 2002، ص 658.

20. يوحنّا بولس الثاني، رسالة حول الوضع في لبنان، 7 أيلول 1989، عدد 6.

21. المطران أنطوان حميد موراني، الوجدان التاريخيّ المارونيّ بين القديم والجديد، بيروت 1981، ص 47.

22. يوحنّا بولس الثاني، خطابه أمام السلك الدبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسي الرسوليّ، 11 كانون الثاني 1992.

23. الخورأسقف أسعد داغر، بطاركة الموارنة، المطبعة الكاثوليكيّة، بيروت، 1957، ص 104.

24. المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، بيان “في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحيّة“، (Nostra Aetate)، عدد 3.

25. المجمع المسكوني الثاتيكاني الثاني، دستور عقائدي “في الكنيسة” (نور الأمم)، عدد 16.

26. المجلس الحبري للحوار بين الأديان ومجمع تبشير الشعوب، حوار وبشارة، تأملات وتوجيهات في سبيل الحوار بين الأديان والتبشير بالإنجيل، 1991، عدد 38.

27. يوحنا بولس الثاني، رجاء جديد للبنان، عدد 93.

28. يوحنا بولس الثاني، عظته للشعب اللبنانيّ في القداس الختاميّ لأعمال السينودس من أجل لبنان، 11 أيار 1997.

29. البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، خطابه في افتتاح الدورة العاديّة السنويّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، 1992.

30. المرجع ذاته.

31. المرجع ذاته.

32. المرجع ذاته.

33. الإمام محمّد مهدي شمس الدين، الوصايا، دار النهار للنشر، بيروت، ص 50.

34. الرئيس الإيرانيّ محمد خاتمي، خاتمي يخاطب لبنان، سلسلة “شهادات النهار”، دار النهار، بيروت، أيار 2003، ص 20، 17، 16، 21.

35. البطريرك مار بولس بطرس المعوشي، رسالة لبنان في العالم العربيّ، الرسالة الرعائيّة الخامسة بعد زيارة الأعتاب الرسوليّة، 1959.

36. البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، خطابه في افتتاح الدورة العادية السنوية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، 1992.

37. الحضور المسيحي في الشرق، عدد 10.

38. المرجع ذاته، عدد 47.

39. رجاء جديد للبنان، عدد 114.

40. معًا أمام الله، عدد 36.

41. المجلس الحبري للحوار بين الأديان ومجمع تبشير الشعوب، حوار وبشارة، تأملات وتوجيهات في سبيل الحوار بين الأديان والتبشير بالإنجيل، 1991، عدد 42.

42. المرجع ذاته.

43. حوار الحياة هو العيش اليوميّ بروح انفتاح، وحسن جوار، وتقاسم أخويّ للأفراح والأتراح.

44. حوار المبادلات اللاهوتيّة هو تعميق الفهم والتقدير المتبادلين للتراث الدينيّ وللقيم الروحيّة الخاصّة بكلّ من الدينين.

45. حوار الاختبار الروحيّ هو تشاطر الخيور الروحيّة في الصلاة والتأمّل والدعاء ونشدان وجه الله.

46. حوار وبشارة، عدد 42؛ المجلس الحبري للحوار بين الأديان، موقف الكنيسة من أتباع الديانات الأخرى، 1984، الأعداد 28- 35.

47. معًا أمام الله، عدد 24.

48. يوحنّا بولس الثاني، العبور إلى الرجاء، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، لبنان، 1994، ص 139.

49. راجع مثلاً: Nasser Gemayel, Les échanges culturels entre les Maronites et l’Europe, Beyrouth, 1984, p. 976-998

50. الخوري يواكيم مبارك: – المسيحيّة والإسلام في لبنان: أضواء وتأمّلات، بيروت، محاضرات الندوة اللبنانيّة، السنة 19، النشرة 1108، 1965.

Pentalogie islamo-chrétienne, Publications du Cénacle Libanais, Beyrouth, 1972-3

Recherches sur la pensée chrétienne et l’Islam dans les temps modernes et à l’époque contemporaine, Publications de l’Université Libanaise, Beyrouth, 1977

الخوري ميشال الحايك: – المسيح في الإسلام، المطبعة الكاثوليكيّة، بيروت، 1962.

Le Mystère d’Ismaël, Ed. Mame, Paris, 1964

Nouvelles approches de l’Islam, Conférences du 6 mars 1967, Cénacle Libanais, Beyrouth, in Les Conférences du Cénacle, XXIIe année, N° 9-10, 1968

Les Arabes ou le baptême des larmes, Ed. Gallimard, Paris, 1972

كمال يوسف الحاج حول “النصلاميّة”، مثلاً في:

فلسفة الميثاق الوطنيّ، مطبعة الرهبانيّة اللبنانيّة، بيروت، 1961.

في غرّة الحقيقة، منشورات الندوة اللبنانيّة، بيروت، 1966.

51. يوحنّا بولس الثاني، خطابه أمام السلك الدبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسيّ الرسوليّ، 12 كانون الثاني 1985.

52. يوحنّا بولس الثاني، خطابه أمام السلك الدبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسيّ الرسوليّ، 17 كانون الثاني 1999.

53. يوحنّا بولس الثاني، العبور إلى الرجاء، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، لبنان، 1994، ص 141.

54. المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، بيان في الحريّة الدينيّة، عدد 2.

55. المرجع ذاته.

56. يوحنّا بولس الثاني، رسالته في الإحتفال باليوم العالميّ للسلام، 1 كانون الثاني 1999، عدد 5.

57. محمود أيوب، الحرية الدينية وجريمة الردة في الإسلام، دراسات إسلامية مسيحية((Islamochristiana 20 (1994) 75 – 91، ؛سامي عوض الذيب أبو ساحليّة، جريمة الردة اليوم وآثارها في القوانين العربيّة والاسلاميّة، دراسات إسلاميّة مسيحيّة((Islamochristiana 20 (1994) 93 – 116.

58. يوحنّا بولس الثاني، رسالته في الاحتفال باليوم العالميّ للسلام، 1 كانون الثاني 1999، عدد 3.

59. معًا أمام الله، عدد 26.

60. يوحنّا بولس الثاني، رسالته إلى رؤساء الدول والحكومات في العالم مع مبادئ أسيزي العشرة في السلام، 24 شباط 2002.

61. الحضور المسيحيّ في الشرق، عدد 47.

62. معًا أمام الله، عدد 48.

63. يوحنّا بولس الثاني، فادي الانسان، عدد 21.

64. يوحنّا بولس الثاني، رسالة الفادي، الأعداد 55 – 57.

65. المجمع المسكوني الفاتيكانيّ الثاني، قرار في التنشئة الكهنوتيّة (Optatam totius)، عدد 16.

66. حوار وبشارة، عدد 49.

67. يوحنّا بولس الثاني، رسالة الفادي، عدد 55.

68. حوار وبشارة، عدد 11.

69. يوحنا بولس الثاني، رسالة حول الوضع في لبنان، 7 أيلول 1989، عدد 6.

70. رسالة بطاركة الشرق الكاثوليك الأولى، آب 1991.