النص الثاني عشر: الليتورجيّا

المجمع البطريركي الماروني 2003-2006


النص الثاني عشر: الليتورجيّا


مقدّمة

  1. الليتورجيّا هي الكنـز الحيّ للكنيسة المارونيّة وهي في سفرٍ نحو ملكوت الآب، منها تغتني وتغني اختباراتها الروحيّة والإنسانيّة. تحتلّ الليتورجيّا موقعًا محوريًّا في مسيرة الكنيسة، فتشكِّل واحدة من أهم ثوابتها المكوّنة لها إنطلاقًا من الحدث الفصحيّ: موت الربّ على الصليب وقيامته من بين الأموات. إنّها الينبوع الّذي منه تغرف روحانيّتها فتتمنطق بالقداسة، وهي الغاية الّتي إليها تصبو كلّ الأعمال الكنسيّة الّتي تتناول الحياة المتعلّقة بالأسرار والجهود الرسوليّة عبر حضورها في العالم.

شكّلت الليتورجيّا الموضوع الرئيس الّذي عالجته مجمل المجامع المسكونيّة، والملف الأوّل في المجمع الفاتيكانيّ الثاني، الّذي أصدره في دستور خاصّ في أولى جلساته، مشيرًا بذلك إلى أهمّيّة الليتورجيّا في حياة الكنيسة. وقد نالت الطقوس بدورها، إهتمامًا أساسيًّا في مجامع الكنيسة المارونيّة المحلّيّة منذ القرن السادس عشر وحتّى منتصف القرن العشرين، مـا جعلها تتجاوب بسهولة مع تعاليم المجمع الفاتيكانيّ ونداءات البابوات المتكرّرة، وآخرها الإرشاد الرسوليّ “رجاء جديد للبنان”، فتجدّد طقوسها، بنيةً ونصوصًا، ملبّيةً شعار “دستور في الليتورجيّا” بالعودة إلى الينابيع والأصول[1]. وتشكِّل المسيرة المجمعيّة، في هذا السياق، مناسبة مميّزة لهذا التجديد.

تحتلّ الليتورجيّا المكانة المركزيّة الأولى في الكنيسة والمحور الأساس؛ فهي من إحدى الثوابت المكوّنة لها. إنّها التعبير الصافي لاختبار الكنيسة الروحيّ والمصلّي. لذا تبلغ الليتورجيّا أوجها في فعل العبادة العظيم، فتؤدّي الكنيسة المحتفلة المجد للثالوث المحيي.

ومن هنا تصبح الليتورجيّا المربّية الحقيقيّة للحياة المسيحيّة والخلاصة الأكمل لمظاهرها المتنوّعة؛ فهي، في الواقع، ذروة حياة الكنيسة وينبوعها[3]. إنّها اشتراك في سرّ المسيح وكنيسته، تؤوّنه وتدعو المؤمنين إلى التأمّل فيه وعيشه، رافعة الشكر للربّ من أجل محبّته اللامتناهية.

تلخّص الليتورجيّا المارونيّة الإختبار المارونيّ وتجسّده في معظم أبعاده وجوانبه. فاللاهوت، والروحانيّة، والكتاب المقدّس، والرسالة التبشيريّة، تتجلّى كلّها في الليتورجيّا.

وانتماء الكنيسة المارونيّة إلى المدرسة الأنطاكيّة السريانيّة يجعلها جزءًا من هذه المدرسة. إنّر كلّ ما لديها من إرث آبائيّ وليتورجيّ ولاهوتيّ وروحانيّ وكنسيّ ينبع من هذه الثقافة العريقة: واللاهوت المارونيّ، بشكلٍ عامّ، يظهر في مفاصله الكبيرة والأساسيّة في الكتب الطقسيّة. فالصلوات النثريّة والشعريّة والحسّايات والألحان في القدّاس والأسرار وسائر الرتب الطقسيّة تزخر بميزات لاهوتيّة وكتابيّة تعكس روحانيّة خاصّة بهذه الكنيسة. وإنّ الشعار الّذي أطلقه مار أوغسطينوس، “شريعة الصلاة هي شريعة الإيمان”، ليجد له صدًى واضحًا في الليتورجيّا المارونيّة؛ فإيمانها يتجلّى صريحًا في اختبارها العريق والعميق لصلاتها عبر العصور، وهـذا الاختبار يعكس جليًّا عقيدتها اللاهوتيّة ويعبّر، بحقّ، عن أنّ الليتورجيّا هي مدرسة إيمان.

الفصل الأوّل : الليتورجيّا المارونيّة

أوّلاً: أساسها وطبيعتها

هناك دراسات متعدّدة تُظهر التفاعل العضويّ بين الطقوس الآتية: المارونيّ والسريانيّ والكلدانيّ؛ ولقد توصّلت بعض الأبحاث إلى القول بأنّ لليتورجيّات السُريانيّة الثلاث أصل مشترك هو ليتورجيا مدينة الرها. وقد عرفت هذه الليتورجيّات تطوّرًا في أطر كنائسها، الّتي تنتمي إلى الحضارة الأنطاكيّة – السُريانيّة[4].

ثانيًا: تطوّرها

الحقبات التاريخيّة الأساسيّة الّتي مرّت بها الليتورجيّا المارونيّة هي الآتية[6]:

         إذًا، هيّأت هذه المرحلة الأخيرة من تاريخ الليتورجيّا في الكنيسة المارونيّة النفوس لقبول الرتب المصلحة من خلال مناخ إيجابيّ بالتثقيف الليتورجيّ، وهو تثقيف يشكّل ركيزة جوهريّة لقبول النصوص الطقسيّة والاحتفال بها بفعاليّة روحيّة مميّزة.

  1. نستنتج من الحقبات التاريخيّة ما يأتي:
  2. إنتماء الليتورجيّا المارونيّة إلى الكنيسة الأنطاكيّة وارتباطها العضويّ بالثقافة السريانيّة في قسمَيها الغربيّ والشرقيّ في آنٍ، وهذا ما جعلها تستقي مصادرها من ليتورجيّات أساسيّة هي أنطاكية وأورشليم والرها.
  3. العناصر الليتورجيّة المشتركة بين الطقس المارونيّ والطقوس السريانيّة والملكيّة والكلدانيّة، والّتي تثبّتها “الليتورجيّا المقارنة” وبعض مخطوطات القرنين السابع والثامن، وهذه تشكّل ثابتة تاريخيّة من شأنها أن توجّه العمل الإصلاحيّ نحو إبراز ما هو مشترك، وتطوّره وتجعله أساسًا في مشاريع الإصلاح الطقسيّة، حتّى يُسْهِم في توطيد روابط المحبّة والوحدة بين هذه الكنائس ذات الأصل المشترك. فالعمل المسكونيّ ينمو ويقوى إنطلاقًا من اختبار الكنيسة المصلّي.
  4. يؤكّد تاريخ الليتورجيّا المارونيّة تفاعلها المتبادل مع سائر الكنائس؛ وما أُخذ عن الطقس الرومانيّ بقي محدودًا بعض الشيء في مجال الفنون الكنسيّة والثياب البيعيّة وبعض أشكال الممارسة الليتورجيّة والأعمال الطقسيّة والصِيغ الّتي تتعلّق بمفهوم لاهوتيّ محدّد. أمّا بُنية الرتب ونصوصها الأساسيّة فحافظت على الطابعَ المارونيّ – السريانيّ. وأمّا التأثير السريانيّ غير الخلقيدونيّ فقد تناول بعض النصوص، ولاسيّما في مرحلة الانتقال من حقبة المخطوطات إلى حقبة الكتب المطبوعة في بعض قرى جبل لبنان.
  5. تُظهر هذه الناحية حرص الموارنة على أن تحافظ رتبهم، في مضمونها وجوهرها، على الأصالة المارونيّة. لذلك سعوا، خلال حقبات طبع الكتب، إلى تشذيب العناصر الخارجيّة الّتي تتنافى وعقيدتهم، وتحدّ من تطوير طقسهم ولاهوتهم.
  6. أسهم طلاّب مدرسة روما، بانفتاحهم على الثقافة الغربيّة وعلومها، في تنقية الطقوس المارونيّة من كلّ ما هو دخيل. وما كثافة الطبعات الطقسيّة، خلال فترات زمنيّة قصيرة، إلاّ تعبير عن رغبتهم في إصلاح الطقوس وتجديدها والحفاظ على تفرّدها. الليتورجيّا، بالنسبة إلى الموارنة، هي ثابتة مكوّنة لكنيستهم، سكبوا فيها روحانيّتهم ولاهوتهم وعبّروا عن إيمانهم وعقيدتهم. لذلك عرفت الكنيسة المارونيّة حركة إصلاحيّة ليتورجيّة شبه متواصلة.
  7. عمل البطريرك إسطفان الدويهيّ على تجديد الطقوس وإعادتها إلى أصالتها المارونيّة، فوضع القواعد الثابتة الّتي منها ينطلق الإصلاح الليتورجيّ الحديث.
  8. عرف تاريخ الليتورجيّا المارونيّة تجاذبًا بين العودة إلى الجذور وإدخال عناصر غريبة على الطقس، إلى أن أتى المجمع الفاتيكانيّ الثاني ودعا بصراحة إلى العودة إلى الجذور وإبراز الهويّة اللاهوتيّة والليتورجيّة الخاصّة بكلّ كنيسة، ولاسيّما روحانيّات الكنائس الشرقيّة وآبائها، حتّى تُسهم في إغناء الروحانيّة على مستوى الكنيسة الجامعة. فكلّ توجيهات الكنيسة الجامعة والدوائر الرومانيّة والبطريركيّة المارونيّة تصبّ في هذا الاتّجاه، يُحتّم وبجِدّيّة عالية، تنشئة ليتورجيّة باتّجاه أنطاكيّة والحضارة السريانيّة المارونيّة، دون إغفال الواقع الرعويّ وكلّ التحدّيات والتغييرات الّتي تواجه الكنيسة في الشرق وفي بلدان الانتشار. وانطلاقًا من هذه المنهجيّة، عمدت الكنيسة المارونيّة، عبر اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة، إلى إنعاش الحياة الطقسيّة وإظهار ثوابتها اللاهوتيّة والروحانيّة[10].

ثالثًا: وضعها الحاضر وآفاق مستقبليّة: دور الليتورجيّا في توحيد الموارنة في النطاق البطريركيّ وفي عالم الانتشار

  1. ينتج الواقع الطقسيّ الراهن في الكنيسة المارونيّة من تشعّبات وتراكمات تاريخيّة مختلفة، يضاف إليها تيّارات فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة متعدّدة أثّرت في الليتورجيّا طقوساً ونصوصاً.

تجاه هذا الواقع، قامت حركة طقسيّة ناشطة في مختلف الحقول، ولاسيّما في تأليف الصلوات والتراتيل، فكثر المصلحون، كلٌّ بحسب إلهامه، حتّى بتنا نجد كتبًا مختلفة، ورتبًا متعدّدة، منها القديم والحديث والمستحدث. وسرعان ما تحوّلت هذه الحركة الطقسيّة من عملٍ إيجابيٍّ إلى تضعضع وفوضى في بعض الأماكن والأحيان ومع بعض الكهنة والرعايا. علاوةً على ذلك، راح دعاة كُثر للإصلاح الطقسيّ يسمحون لأنفسهم باستنباط رتبٍ طقسيّة جديدة غير متطورة عن أصل مارونيّ خاصّ[11].

أمام هذا الواقع أصبح الإصلاح الطقسيّ ضرورة ملحّة من أجل ترتيب النصوص وتوحيد الرؤية داخل الكنيسة المارونيّة، فيجتمع الموارنة في النطاق البطريركيّ وبلدان الانتشار كي يحتفلوا أينما حلّوا في ليتورجيا واحدة تعبّر عن أصالتهم وتفرّدهم.

  1. الإصلاح الليتورجيّ يعني بشكل مباشر الانتشار المارونيّ في بلدان متعدّدة من العالم، فالليتورجيّا هي من أهمّ العوامل الّتي تربط الموارنة بالكنيسة الأمّ وتسهم في وحدتهم في بلدان انتشارهم. ففي عالمنا المعاصر، وفي هذه الحقبة التاريخيّة بالذات، حيث نرى صحوة الإتنيّات من جهة، وإعلان النظام العالميّ الجديد من جهة أخرى، يشعر الموارنة بالحاجة القصوى إلى أن ينهجوا نهج الكنيسة المارونيّة الليتورجيّ والكنسيّ والفكريّ المتمثّل بالكرسيّ البطريركيّ في بكركي. وهكذا، فإن الليتورجيّة في بلدان الانتشار تنطلق من الإصلاح المركزيّ وتطوّره، وتتكيَّف مع واقع أبنائها ضمن المجتمعات الجديدة الّتي توجد فيها، مع المحافظة على الشخصيّة المارونيّة وإبراز معالم الهويّة. وهنا، لا بدّ من الثناء على الجهود الكبيرة الّتي تبذلها أبرشيات الانتشار للتواصل الدائم مع الكنيسة الأمّ، منسجمة مع توجيهاتها. كما تجدر الإشارة، في هذا المجال، إلى ضرورة أن يحافظ الطقس على بعض العناصر المشتركة في اللغة السريانيّة مثل “القاديشات آلوهو”، و”كلام التأسيس”، وغيرها من الصيغ الطقسيّة. فوحدة القالب تُسهم في وحدة القلب، وانطلاقًا من الإرث الليتورجيّ يكون الموارنة سفراء كنيستهم وثقافتهم في العالم، ومن خلالها يتفاعلون مع ثقافات الكنيسة الجامعة، ويكون لهم فيها مكانتهم ودورهم.

رابعًا: ميزاتها

الليتورجيّا المارونيّة غنيّة بأبعادها اللاهوتيّة والإنسانيّة. إنّها حقًّا مدرسة إيمان تتجسّد في العالم لتُنير طريقه بأنوار الملكوت. ومن أهمّ أبعادها:

1. البعد التدبيريّ – الثالوثيّ

  1. تبرز معالم هذا التدبير في صلوات الإفخارستيّا المارونيّة. فصلاة النافور لها طبيعة تدبيريّة، والكنيسة تلخّص من خلالها مراحل التدبير الإلهيّ، إذ تشكر الآب لأنّه الخالق المحبّ الّذي أراد أن يخلّص آدم والجنس البشريّ بعد السقطة الأولى. وقد توّج تدخّل الآب هذا في ملء الزمن بأن أرسل ابنه الوحيد – الكلمة، فتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء، ليدبّر كلّ شيء محقّقًا إرادة الآب الخلاصيّة بتقدمة ذاته على الصليب، وتقدمة جسده ودمه لحياة العالم. وأكمل الآب تدبيره، فأرسل روحه القدّوس ليحلّ على التلاميذ في العلّيّة. والكنيسة تطلب إليه أن يحلّ روحه عليها وعلى القرابين الّتي ترفعها، ليحوّلها ويكمّلها كلّها بختمه الإلهيّ. يتمثّل هذا البعد التدبيريّ في مجمل الرتب والصلوات الطقسيّة، لاسيّما في بواعيث الفرض الإلهيّ من خلال صيغ لافتة نذكر منها: “الآب أرسل ابنه إلى العالم، الابن حقّق الخلاص بموته وقيامته، والروح القدس كمّل ويكمّل جميع الأسرار ويختمها بوسمه الإلهيّ”[12].

2. البعد الكريستولوجيّ

  1. تظهر المعاني اللاهوتيّة والكتابيّة لهذا البعد الكريستولوجيّ – المسيحانيّ عبر حدثين أساسيّين في رسالة يسوع المسيح العلنيّة: حدث عماده على يدّ يوحنّا في نهر الأردن، الّذي شكّل بدء رسالته التبشيريّة، وحدث موته على الصليب في الجلجلة وقيامته المجيدة من بين الأموات. لقد جمع العماد في الطقس المارونيّ هذين الحدثين وعكس من خلالهما المفهوم اللاهوتيّ في الطقس الأنطاكيّ السريانيّ، الّذي ركّز على تدبير الابن – الكلمة وتجسّده وعماده ورسالته الخلاصيّة، ومن ثمّ آلامه وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات. فعماد الربّ يسوع أصبح أنموذجًا لعماد كلّ مؤمن، إذ يُعمَّد فيحيا في المسيح ويحمل رسالته إلى العالم، ملكًا يشهد لمحبّة الآب، ونبيًّا يعلن بشرى القيامة وكاهنًا يشترك بكهنوته. وعماد المؤمن يغدو ميلادًا جديدًا، فضلاً عن أنّه موت عن الإنسان العتيق آدم الأوّل، على مثال موت الربّ، ليحيا الإنسان كخليقة جديدة على مثال آدم الثاني، يسوع المسيح القائم من بين الأموات[13].

3. البعد الإسكاتولوجيّ

  1. يتميّز لاهوت الليتورجيّا المارونيّة بنفحة نهيويّة ومعاديّة، تظهر في مجمل الاحتفالات والنصوص الليتورجيّة، وبخاصّة منها النصوص المتعلّقة بالقربان، جسد الربّ والقيامة – الحياة الجديدة. ونصوص الجنّاز المارونيّ الغنيّة تحمل أبعاد الرجاء وعيشه واعتباره قاعدة ثابتة ومتينة للإيمان المسيحيّ. من هذا المنطلق، نفهم روحانيّة يوم سبت النور في الليتورجيّا المارونيّة، ولاهوت النـزول إلى الجحيم وانتظار فجر القيامة، وترقّب مجيء العروس السماويّ “ماران أتا”، الّذي سيُشرق في مجيئه الثاني على “مستقيمي القلوب”. والكنيسة، إذ تحتفل، هنا على الأرض، بالليتورجيّا بكلّ رمزيّتها، تعكس بذلك احتفال السماء بليتورجيا الحمل الإلهيّ. وعليه، فإنّ ليتورجيا الأرض تشكّل تذوّقًا مسبقًا لطعم ليتورجيّا السماء؛ فالليتورجيّا هي احتفال بقيامة الربّ، وفرح بعرس الكنيسة المولودة من حشا جرن المعموديّة، ومن ثَمّ، عيد السماء والأرض في آن[14].

4. البُعد المريميّ

5. اللاهوت الكتابيّ

وعليه، فالجماعة المارونيّة المصلّيّة تُعتبر جماعة كتابيّة في محوريّة اللقاء مع “كلمة الله”؛ فيها تفسّر الكلمة وتعلن البشارة الّتي تحملها الكنيسة رسالة حيّة إلى العالم كلّه[16].

6. البعد الرهبانيّ

7. البعد الإنسانيّ

تتميّز الليتورجيّا المارونيّة ببعدها الإنسانيّ – الأنتروبولوجيّ من خلال نصوصها ورموزها وحتّى هندستها. فلقاء الجماعة المصليّة، وانسجام المؤمنين الخارجيّ مع بعضهم، يعبّر عن وحدة فكريّة وروحيّة تتفاعل فيها القيم الإنسانيّة والاجتماعيّة في كلّ أبعادها وحالاتها وواقعها. وتعكس النصوص الليتورجيّة الإختبارات المتعدّدة الّتي مرّت بها الكنيسة المارونيّة، من آلام واضطهاد وحروب وتهجير، إلى أفراح الشراكة والتضامن والوحدة والمغفرة والمسامحة، إلى أمجاد الانتصار بقيامة الربّ وتحرير الشعب وظفر القدّيسين الطالعين من هذه الكنيسة[18]. والطابع الشعبيّ هو من أهم الخصائص لهذه الليتورجيّا الّتي تتجلّى بالبساطة والعمق في آنٍ. سهولة في اللحن السُريانيّ، بساطة في بُنية الرتب وصيغها، عمق في المعنى اللاهوتيّ وفسحة لمشاركة الشعب في الصلوات والتراتيل داخل الاحتفال القربانيّ وخارجه. يحرص الإصلاح الليتورجيّ المعاصر على صون هذه الخاصّة الّتي تطبع بامتيازٍ الليتورجيّا المارونيّة.

8. لاهوت التوبة

تشكِّل حالة التوبة الّتي يعيشها المؤمن الطريق الّذي يوصل إلى فرح القيامة ورجاء الحياة الجديدة وإلى أداء الشكر لمحبّة الربّ ومواهبه الفيّاضة للبشر[19].

الفصل الثاني : تجديد الليتورجيّا المارونيّة

1. ضرورة التجديد

يتمّ الإصلاح لحقبة زمنيّة معيّنة، لأنّ الليتورجيّا هي صلاة الكنيسة الحيّة، وعليها أن تخاطب إنسان اليوم. فجماعة المؤمنين، الّتي تعيش في مكانٍ وزمانٍ محدَّدين، مدعوّة إلى فهم معاني الليتورجيّا ورموزها والمشاركة فيها بطريقة واعية وفعّالة ومُثمرة.

والتجديدُ الطقسيّ لا يعني العودة إلى الممارسات الماضية، بل هو حسن قراءة للواقع الراعويّ استنادًا إلى التقاليد الثابتة وتطوّرها ضمن الخطّ الليتورجيّ السليم، حتّى تؤدّي إلى مشاركة شعبيّة فعليّة منسجمة مع روح الطقس والذوق السليم.

وتجاوبًا مع توصيات المجمع الفاتيكانيّ الثاني، تقوم الكنيسة المارونيّة اليوم بإصلاحها الليتورجيّ عبر اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة. ينطلق العمل من وضع النصّ السريانيّ أساسًا للنصوص المصلحة الّتي منها تنبعث ترجمات من وحي النصّ الأصليّ وصيغ متطوّرة من النصّ السريانيّ، وكلّها تحافظ على العمق اللاهوتيّ والأصالة الروحانيّة الّتي تشكّل تراثًا تتناقله الأجيال وتعبّر فيه عن اختبارات روحيّة وإنسانيّة صالحة لكلّ جيل، مؤكّدة بذلك المبدأ الآتي: الهويّة والتطوّر هما شريعة الحياة في كلّ شيء[20].

2. مبادئ التجديد: العودة إلى الأصول الأنطاكيّة والتحديث الرعويّ

3. دور اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة

4. دور الأساقفة في الحياة الليتورجيّة

يقوم دور الأساقفة على تعزيز الحياة الليتورجيّة وتنظيمها بحسب رسوم الكنيسة المارونيّة الخاصّة وعاداتها المشروعة، فهم لا يتصرّفون من عندهم، بل يستندون إلى التراث الخاصّ بالكنيسة المارونيّة، وبذلك يحقّقون الشراكة مع إخوتهم الأساقفة. وعليهم أن يتّحدوا مع إكليروسهم ويكونوا حارسين متنبّهين لذاك الضمير الليتورجيّ الحاضر والعامل في الذهن الحيّ لشعب الله في أبرشيّاتهم إنّ شعور الشعب المؤمن جازم في فهم عقيدة الإيمان، لذا يجب الحفاظ على الاحتفال بهذا الإيمان[27]. وعليه، يتوجّب على الأساقفة أن ينشئوا لجانًا ليتورجيّة تتواصل مع اللجنة البطريركيّة وتعمل على تدعيم العمل الليتورجيّ في الأبرشيّة.

وعلى الشعب المؤمن أن يقدر قدرًا عظيمًا الحياة الطقسيّة في الأبرشيّة حول الأسقف، لا سيّما في الكنيسة الكاتدرائيّة، وهذه ينبغي أن تكون مثالاً يحتذى في الحياة الليتورجيّة في الأبرشيّة[28].

ولأجل تعزيز الحياة الليتورجيّة في الأبرشيّة، على الأسقف أن يجهد في تشجيع التنشئة الليتورجيّة المستديمة لكهنته، وذلك من خلال دورات تثقيفيّة ومحاضرات دوريّة تعنى بشؤون الليتورجيّا النابعة من التراث الكنسيّ الأصيل عند الموارنة[29].

وعلى الأسقف أن يقود قطيعه إلى المراعي الليتورجيّة الخصيبة عبر سهره على تطبيق القواعد الطقسيّة الخاصّة بالكنيسة المارونيّة وبتوجيهاتها المستمرّة لتنشيطها ونموّها وتقدّمها، وهي تحافظ على تراثها العريق والغنيّ في آن[30].

الفصل الثالث : التنشئة الليتورجيّة

1. في المدارس الإكليريكيّة والرهبانيّة

2. التنشئة المستمرّة للكهنة

لبلوغ هذه الغاية، على الرعاة أن يتشرّبوا بعمقٍ من الليتورجيّا ومن فعاليّتها وقوّتها ليتمكّنوا من أن يعطوها ويعلّموها ويأمروا بمتابعتها عبر تنشئة مستمرّة لكهنتهم، الأمر الّذي يجعل من هذه التنشئة واجبًا ملزمًا في الأبرشيّات[34].

3. توعية المؤمنين على المفاهيم الليتورجيّة

لذا، يطلب إلى الرعاة أن يجتهدوا، بغيرةٍ وصبرٍ وصدقٍ، في تأمين تنشئةٍ طقسيّة للمؤمنين وتوعيتهم على مفاهيمها الضروريّة، ليتمكّنوا من المشاركة الفعّالة في الاحتفالات، مشاركة روحيّة ترفع قلوبهم إلى الله وهم يحتفلون حسّيًّا بسرّه الخلاصيّ[35].

4. دور المُحتفل والشمامسة والمنشّطين

وعلى خادم السرّ، والكهنة المشاركين، و الشمّاس، والمنشّط، أن يقوم كلٌّ بخدمته خلال الاحتفال الطقسيّ، بحسب ما تمليه درجته الكنسيّة وخدمته الرعويّة وتفرض عليه طبيعة الاحتفال وقواعده الطقسيّة. كما أنّ على كلّ منهم ألاّ يتعدّى حدود دوره، فيتعلّم كيف يساعد بحكمة دون اعتبار نفسه مستقلاًّ وقائمًا بذاته. هذه المشاركة تتطلّب من هؤلاء جميعًا ثقافة ليتورجيّة واسعة وعميقة، وروحانيّة مؤسّسة على الإنجيل ليتمكّنوا من تأدية واجبهم بطريقة صحيحة ومنظّمة[36]. يُسمّى هذا النهج “المشاركة الليتورجيّة”، وهي ممارسة نشأت وتطوّرت بمفهومها الطقسيّ في الكنائس الليتورجيّة الشرقيّة، ثمّ وتوسّعت لتشمل الطقوس المسيحيّة الأخرى[37].

5. دور الجوقة

وفي هذا السياق وجب التمييز والفصل بين الجوقة الطقسيّة، الّتي تؤدّي مهامها خلال الإحتفالات، والكورس الدينيّ، الّذي يعنى بإحياء ترانيم كنسيّة خارج نطاق الاحتفال الطقسيّ.

وعلى الجوقة والمرتّلين الإفراديّين أن يمارسوا مهمّاتهم بتقوى خالصة وترتيب يليق بخدمة بيت الله وسرّه الخلاصيّ، وهم مجلَّلين بروح طقسيّة مشبعة بثقافة ليتورجيّة وروحانيّة وأداء خشوعيّ مصلٍّ.

6. ضرورة إشراك الشعب بشكل فعّال

الفصل الرابع: قواعد عامّة بشأن المشاركة في مختلف الرتب الليتورجيّة

1. أسرار التنشئة المسيحيّة

يُحصر منح سرّ المعموديّة في الأساقفة والكهنة. وفي حال الضرورة، يجوز منحه لا من جانب الشمامسة الإنجيليّين وحسب، بل أيضًا من جانب الإكليريكيّين وأيّ مؤمن مسيحيّ. وعليه، يوصي المجمع البطريركيّ المقدّس بـأن يكون منح سرّ المعموديّة من صلاحيّة خوري رعيّة المعتمد الخاصّ، أو كاهن آخر بإذن مـن ذلك الخوري نفسه أو من الرئيس الكنسيّ المحليّ[42].

يمنح سرّ المعموديّة بالتغطيس الثلاثيّ، بفطنةٍ وتقوى، أو بسكب الماء ثلاثًا على رأس المعتمد. يتمّ المسح بالميرون المقدّس مباشرة بعد التعميد، تركيزًا على التنشئة الكاملة في سرّ المسيح الواحد[43].

وإلى أن تتبنّى السلطة الكنسيّة تدابير ملائمة للتقليد العريق في الكنائس الشرقيّة، أيّ منح أسرار التنشئة في احتفال واحد، يعمل بما يأمر به مجمع الأساقفة.

2. القدّاس أو الإفخارستيّا

يُحتفل بالقدّاس بكامل اللباس الكهنوتيّ المنصوص عليه في التقليد المارونيّ العريق. ويلبس الكهنة المعاونون البطرشيل فوق الجبّة أو العباءة، ولا يُسمح بوضع البطرشيل بغير هذه الحالة.

يُحتفل بالقدّاس في الأعياد والآحاد والأيّام العاديّة باستثناء يوم الجمعة العظيمة، حيث يحتفل برتبة القدّاس السابق تقديسه، ويوم سبت النور. تتمّ خدمة القدّاس بموجب الإرشادات الطقسيّة الصادرة في كتاب خاصّ.

تُعطى المناولة لجماعة المؤمنين المشتركين في احتفال القدّاس، ويجب الانتباه إلى غير المعمّدين الّذين يشاركون أحيانًا في القداديس، فلا تعطى لهم المناولة. كما يحبّذ عدم دعوة غير المسيحيّين إلى المشاركة في القداديس، ويُستعاض عنها بدعوتهم إلى المشاركة في رتب دينيّة خاصّة بالمناسبات ذات الطابعَ الوطنيّ.

يُناط توزيع المناولة بالأسقف والكاهن والشمّاس الإنجيليّ. وإذا اقتضى الأمر، يُسمح للشدياق أو لصاحب درجة كهنوتيّة صغرى بمساعدة الكاهن المحتفل. وعند الحاجة القصوى، وبإذنٍ خاصّ من المطران المكانيّ، يمنح هذا الإنعام للمؤمنين الملتزمين[47].

تُعطى المناولة تحت شكلي الخبز والخمر المقدّسين. ويجب أن يسبق تناول جسد المسيح ودمه الإعداد الصادق الجِدّيّ والروحيّ[48].

3. الكهنوت والدرجات الكهنوتيّة

وفي السياق ذاته، يوصي المجمع البطريركيّ المقدّس أن تستعيد السيامة الشمّاسيّة الإنجيليّة الدائمة مكانتها، وذلك خدمةً لوظائف ليتورجيّة منوطة حصرًا بالشمامسة، وأيضًا من أجل الإسهام في خدمة البشارة وخدمة المحبّة ببُعديها الاجتماعيّ والإنسانيّ. فدرجة الشمّاسيّة قد تكون أساسًا لبلوغ الكهنوت، وقد تكون أيضًا حالة دائمة من أجل مساعدة الأساقفة والكهنة على تدبير الكنيسة، على ما ورد في رسائل القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ[50].

4. التوبة ومسحة المرضى                             

ويحبّذ المجمع البطريركيّ المقدّس أن يمنح هذا السرّ العظيم في إطار رتبة توبة كنسيّة جماعيّة يحتفل بها طقسيًّا[52] ويكون محورها كلمة الله وصلاة الجماعة.

تُمنح المسحة للمريض الّذي يتعرّض لمرضٍ خطير، دون أن يكون ذلك حتمًا في مرحلة النـزاع. وهي رتبة منوطة بالكهنة وحدَهم، وَفقًا لما تنصّ عليه قوانين الشرع الخاصّ[54]. ويحتفل فيها بحضور قسم من جماعة المؤمنين، ولاسيّما ذوي المرضى، الّذين يحتاجون إلى تجديد الرجاء في قلوبهم والتعزية الّتي تأتي من المسيح، الّذي يشفي جراح البشر.

5. الزواج

تحتفل الكنيسة المارونيّة، بحسب تقاليدها العريقة، برتبة الخطبة المسمّاة أيضًا “رتبة الخواتم”، وتسبق عادة “رتبة الإكليل” الّتي يتمّ فيها عقد الزواج. وعليه، يوصي المجمع البطريركيّ المقدّس بتجديد هذا التقليد العريق، الّذي يعبّر عن رضى العروسين في رتبة الخطبة، بينما تهدف رتبة الإكليل إلى الولوج مباشرة إلى كمال الحياة الزوجيّة[56].

6. الصلاة الطقسيّة الخورسيّة

وعليه، يوصي المجمع البطريركيّ المقدّس كلّ أبناء الكنيسة، كهنة ورهبانًا وشعبًا، بضرورة الاحتفال بالصلوات الطقسيّة، جماعيًّا، في كنيسة الرعيّة كما في كنيسة الدير، وذلك وفقًا للكتب الطقسيّة وبطريقة خشوعيّة واحتفاليّة. ويشجّع المجمع على أن تتقن هذه الصلوات في الكاتدرائيّات، الّتي تشكّل الأنموذج الليتورجيّ لسائر الكنائس في الأبرشيّة. وتأتي صلوات الساعات لتُدخل المؤمنين في حالة “الصلاة الدائمة” واللقاء المستمرّ بالمسيح، فتثبّتهم في العبادة الحقّة وتغذّي روحانيّتهم وهم في مسيرتهم نحو الملكوت.

7. سائر الرتب والزيّاحات

وعليه، تشجّع الكنيسة الإحتفالات الجماعيّة، الّتي تُظهر جليًّا قيمة الصلاة الكنسيّة وفق القواعد الليتورجيّة؛ وعلى اللجنة الليتورجيّة، أن تأخذ بعين الاعتبار وجود صلوات تقليديّة ذات طابع رعويّ وشعبيّ، فتُصلحها بشكلٍ يتلاءم مع روحيّة الطقوس وحاجات المؤمنين الروحيّة.

الفصل الخامس : الفنّ الكنسيّ والأعياد

1. هندسة الكنيسة المارونيّة

ولمّا صار المكان مقدّسًا بتجسّد الربّ وموته وقيامته[59]، تحوّل الكون كلّه إلى “بيت لله مقدّسًا”، نعبده فيه بالروح والحقّ (يو 4/23). والكنيسة، جسد المسيح السرّيّ، ستختار مكانًا تجتمع فيه لتعبد الله وتمجّده. وحيث تلتقي جماعة المؤمنين تكون الكنيسة، وهذا المكان سيأخذ اسمه من اسم الجماعة المجتمعة فيه. وعليه، يجب أن تكون الكنيسة، الهيكل الجديد المبنيّ بالحجارة، على صورة الجماعة المؤمنة الّتي تبنيها: بيتًا لله يحتضن إيمان شعب الله، ذات هندسة مقدّسة وفنٍّ معماريٍّ خاصٍّ ينبثق من روحانيّة الكنيسة المارونيّة وتقاليدها العريقة وليتورجيّتها الأنطاكيّة السريانيّة[60].

والمذبح هو التعبير الصريح للعبادة المرتبطة بالذبيحة الجديدة على رأس الجلجلة، به يُحمَد الله على مواهب نلناها، وعليه يتجدّد الاحتفال بعشاء الربّ الأخير، استجابة لوصيّته: “إصنعوا هذا لذكري حتّى مجيئي”. فهو كمالُ قبر الربّ، ومجد قيامته، ومصدر كلّ نعمةٍ أسراريّة، وإيقونة المذبح السماويّ حيث يحتفل الملائكة بليتورجيّا التقديس السرمديّة، وحيث تقدّم كنيسة الأرض القربان مع الابن نحو الآب. وعليه، تعبّر الكنيسة أصدق تعبير عن تجلّي الله وحضوره في وسطها. لذا يجب أن يكون مكانه صوب الشرق ضمن هندسة الكنيسة الداخليّة[61]، وذلك تماشيًا مع المعنى اللاهوتيّ والتقاليد الشرقيّة المشتركة.

2. الثياب الطقسيّة

كما يوصي المجمع بضرورة توحيد اللباس في كلّ طقس أو رتبة أو احتفال. فللحبر لباسه، وللكاهن المحتفل لباسه، وللكاهن المعاون لباسه، وللشمّاس لباسه، وللشدياق والقارئ والمرتّل لباسهم الخاصّ بهم، بحسب درجاتهم. ولكلّ رتبة أو مناسبة لباسها ولونها الخاصّ بها. وعليه، يوصي المجمع بالتقيّد بجميع الإرشادات الّتي تصدر عن اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة في هذا الشأن، والّتي يقرّها مجمع الأساقفة برئاسة غبطة السيّد البطريرك، الّذي يأمر بتنفيذها[62].

3. الأَيقونات

وعليه، يوصي المجمع المقدّس بضرورة استرداد هذا التراث العريق في كنيستنا، بعيدًا عن التأثيرات الغريبة عن تقاليدنا المارونيّة. ويوصي أيضًا بضرورة العمل على توعية المؤمنين إلى أهميّة تكريم الإيقونات المقدّسة، وعرضها، بترتيب وانسجام مع روحانيّة الكنيسة المارونيّة، في المكان الخاصّ بها في الكنيسة، وفي الاحتفالات الّتي يجب أن تظهر فيها بتطابق وتناسق مع الاحتفال الطقسيّ[64].

4. الآنية المقدّسة والأدوات المقدّسة

وعليه، يوصي المجمع المقدّس بالسهر الكامل على الأثاث الكنسيّ، والآنية المقدّسة، واللباس الليتورجيّ، وكلّ ما يمتّ بصلة إلى التحف القديمة والجميلة والعريقة، لئلاّ تتعرّض للتلف أو البيع، بل فليحافظ عليها بعناية فائقة لكونها زينة بيت الله المقدّس[66]، ولتخضع كلّها لصلاة البركة بحسب التقليد الليتورجيّ المارونيّ العريق، قبل البدء باستعمالها.

5. الموسيقى الكنسيّة

وعليه، يوصي المجمع المقدّس بالحفاظ على قواعد التقليد اللحنيّ المارونيّ المعروف في كلّ صلواته واحتفالاته ورتبه الطقسيّة، على أن يراعى الهدف الأوّل للموسيقى الكنسيّة، وهو تمجيد الله وتقديس المؤمنين. وتكلَّف، لهذه الغاية، لجنة موسيقيّة خاصّة تنبثق عن اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة، فتوجّه التأليف الموسيقيّ الكنسيّ وفق مقاييس لحنيّة ولاهوتيّة ثابتة وواضحة، وتسهر على كلّ الأعمال الموسيقيّة الجديدة، وتبدي رأيها قبل أن توافق عليها المراجع الكنسيّة المختصّة. وليتمّ الإهتمام بجمع التراث الموسيقيّ المارونيّ وتجديده بما يتلاءم وحاجات المؤمنين في كلّ بقعة انتشروا فيها. ولتشجّع، في هذا الإطار، الجوقات في الكاتدرائيّات لتسهم في إشراك جماعة المؤمنين الفعّالة في كلّ احتفال طقسيّ. كما يوصي المجمع بأن تعنى الإكليريكيّات وأديرة الرهبان والراهبات بتدريس الموسيقى والألحان الكنسيّة، ولاسيّما تراث المزامير، الّذي يشكل غنى موسيقيًّا مميّزًا[67].

6. الفنّ المقدّس

وعليه، يوصي المجمع البطريركيّ المقدّس، بتفعيل عمل لجنة الفنّ المقدّس التابعة للّجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة، ولجان أخرى فرعيّة تابعة لها على مستوى الأبرشيات، فتسند إليها مهمّة التحقّق من أنّ مشاريع بناء الكنائس أو الكاتدرائيّات أو البازيليكات الجديدة، وتزيينها من الداخل، وترميم القديمة منها، تتوافق ومعايير التقليد الليتورجيّ المارونيّ العريق ومعانيه. تسعى هذه اللجنة إلى الحفاظ على تراث الفنّ المارونيّ المقدّس وتطويره، ولا سيّما رسم الإيقونات، فتنشيء مشاغل لهذا الغرض ترتبط بالأبرشيّات والأديار[68].

7. السنة الطقسيّة والأعياد والأصوام والبطالة

والأعياد هي تعبير إيمانيّ تشرح فيه الكنيسة تعلّقها العميق بالمسيح وبتدبيره الخلاصيّ، عبر محطّات دعتها “أعيادًا”، وصنّفتها “سيّديّة” و”مريميّة”، وميّزتها عن تذكارات الأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين لتكريمهم بعدما غاصوا في محبّة الله، واتّحدوا به، وأصبحوا أمثلة تحتذى، وشفعاء لجماعة المؤمنين، فعيّدت لهم، وكانت “الروزنامة الطقسيّة”، وكانت الأصوام، وكانت رسوم البطالة[70].

ويوصي المجمع البطريركيّ المقدّس، في هذا السياق، بضرورة الالتزام بما يصدر عن مجمع الأساقفة في شأن السنة الطقسيّة والأعياد والأصوام والبطالة. وعليه، فليردّ هذا الطابع بفطنة رعويّة إلى “الروزنامة الطقسيّة” وإلى ما كانت عليه في التقليد المارونيّ ، ولتُلغَ كلّ العناصر الّتي لا تتوافق وروح التقليد الشرقيّ الأنطاكيّ السريانيّ المارونيّ[71].

خاتمة

الليتورجيّا المارونيّة هي بحقّ “بيت غازو”، “كنـزٌ حيّ”، و”ذخيرة” زيّنت الكنيسة عبر تاريخها بالقدّيسين، أبطال الشهادة والإستشهاد. وهي، بحقّ، ينبوع أروى المؤمنين في مسيرتهم نحو أورشليم السماء.

واليوم، وأمام الحاجات الملحّة والتحدّيّات الكثيرة، فإنّ المطلوب هو ألاّ تفقد هذه الليتورجيّا روحانيّتها وبساطتها وعمقها، حتّى تبقى للموارنة وللكنيسة الجامعة الينبوع والغاية، وحتّى تسهم في نشر الروحانيّة المسيحيّة في العالم الجديد، الّذي يحتاج أكثر فأكثر إلى أن يعلن فيه سرّ المسيح المتجسّد، والنازل إلى الجحيم، ليحوّل الموت إلى قيامة وحياة جديدة.

توصيات النصّ  وآليات العمل

الموضوعالتوصيةالآليّة
1- إشراك موارنة الانتشار في ورشة الإصلاح الليتورجيّ.1- يوصي المجمع بضرورة المحافظة على وحدة الطقس المارونيّّ وعلى بعض الصيغ باللغة السريانيّة في جميع الأبرشيّات والرعايا المارونيّة حيثما وجدت.1 – تكلّف اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة تأليف لجان من أصحاب الإختصاص والخبرة، إن في النطاق البطريركيّ أو في بلاد الانتشار، لإصدار الكتب الليتورجيّة والشروحات والإشراف على الترجمات، فتعمل على : المحافظة على وحدة الطقوس. المحافظة على بعض الصيغ باللغة السريانيّة، كمثل “القاديشات آلوهو”، و”كلام التأسيس”، وغيرها من الصِيَغِ الطقسيّة.
2- درس الليتورجيّا وعيشها في دور التنشئة.2- يوصي المجمع المدارس الاكليريكيّة، ودور التنشئة الرهبانيّة، وكلّيّات اللاهوت، ومعاهد التثقيف الدينيّ، بدرس الليتورجيّا وعيشها.  2-أ: تكلّف اللجنة الليتورجيّة، بالتنسيق مع المدارس الإكليريكيّة ودور التنشئة الرهبانيّة وكلّيّات اللاهوت ومعاهد التثقيف الدينيّ، وضع برنامج تدريس الليتورجيّا المارونيّة، وذلك من النواحي اللاهوتيّة والتاريخيّة والروحيّة والراعويّة والقانونيّة. 2-ب: تعنى المدارس الإكليريكيّة ودور التنشئة الرهبانيّة بإتقان الطقوس والإحتفالات الليتورجيّة، كدرس الموسيقى الكنسيّة، وتعلّم التراتيل الطقسيّة، والتمرّس على إلقاء المواعظ، وفنّ الخطابة والتواصل وحسن الأداء.
3- تنشئة المؤمنين دينيًّا وليتورجيّاً في الرعايا.3- يوصي المجمع  الرعاة بتأمين حياة رعويّة وليتورجيّة تحتلّ فيها الصلوات والأسرار والرتب مكانتها المميّزة إلى جانب التعليم المسيحيّ، وذلك لكلّ فئات المؤمنين وأعمارهم وبأفضل الطرق، فيتمكّنون من المشاركة الواعية والفعّالة في الإحتفالات الطقسيّة.3-أ يطلب إلى الأساقفة وكهنة الرعايا، بالتعاون مع المجلس الرعويّ في كلّ رعيّة، والحركات الرسوليّة، والمؤمنين ذوي الكفاءة، وضع برنامج متكامل للتنشئة الدينيّة في رعاياهم. 3-ب: تكلّف اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة وضع دليل ليتورجيّ يتضمّن: شرح الليتورجيّا ورموزها تحضيرًا لمنح الأسرار والقيام بالإحتفالات.شرح السنة الطقسيّة وأعيادها للمؤمنين كلّما سنحت الفرصة.
4- تحضير الأبوين والعرّابين لسرّ المعموديّة.4- يشدّد المجمع على أهمّيّة الاستعداد لسرّ المعموديّة، ويوصي بضرورة تحضير العرّابين والأبوين لمساعدة المعمّد “على أن يسير سيرة مسيحيّة لائقة بمعموديّته ويقوم قيامًا أمينًا بالواجبات الّتي تقتضيها”.4-أ: تكلّف اللجنة الليتورجيّة البطريركيّة إعداد كتيّب لمساعدة الرعاة على إعداد العرّابين والأبوين لسرّ العماد.    4-ب:  يطلب إلى الأساقفة وكهنة الرعايا عدم منح سرّ العماد قبل اللقاء بالأبوين والعرّابين ولو مرّة واحدة إستعدادًا لهذا السرّ.
5- القدّاس يوم الجمعة العظيمة ويوم سبت النور.5- يحتفل بالقدّاس السابق تقديسه يوم الجمعة العظيمة، ولا يحتفل بالقدّاس يوم سبت النور. 
6- نصوص ليتورجيّة لمناسبات معيّنة.  6- يوصي المجمع بكتابة نصوص ليتورجيّة جديدة، مستوحاة  من تقليدنا السريانيّ والآبائيّ، ليحتفل بها في مناسبات معيّنة تقرّها السلطة الكنسيّة المختصّة.6- تكلّف اللجنة الطقسيّة البطريركيّة، مستعينة بذوي الخبرة، كتابة هذه النصوص لتعميمها والإفادة منها.

1. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 199-248؛ الإرشاد الرسوليّ “رجاء جديد للبنان“، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، بيروت 1997، 65-68؛ ج. فغالي، تاريخ قانون الكنيسة المارونيّة، مجامع القرنين السادس عشر والسابع عشر، باريس 1962، (في الفرنسيّة)؛ المجمع اللبنانيّ، “1736”، بيروت 1986، 34-233.

2. كوربون، ليتورجيّا الينبوع، باريس 1980، “في اللغة الفرنسيّة؛ كتاب القدّاس، بحسب طقس الكنيسة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة، بكركي، 1992، 330 – 331.

[3]. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 205 – 206؛ توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 14.

4. ج. اسحاق، القدّاس الكلدانيّ. دراسات ليتورجيّة تحليليّة، بغداد 1988؛ جامّو، هيكليّة القدّاس الكلدانيّ من مطلعه ولغاية النافور. دراسة تاريخيّة OCA 207، روما 1979، (في الفرنسيّة)؛ غ. خوري – سركيس، الليتورجيّا السريانيّة. نافور الإثني عشر، باريس 1950، (في الفرنسيّة). ب. فهد، كتاب الهُدى، حلب 1953؛ أ. جبير، كتاب الهُدى، دراسة أوّليّة، جونيه، لبنان، 1974، (في الفرنسية). إ. هايس، مدرسة الرها، باريس 1930، (في الفرنسيّة). و. ماكومبر، نظريّة أصول الطقوس السريانيّة والمارونيّة والكلدانيّة،  OCP 39(1973)، 235 – 236، (في الإنكليزيّة).

5. م. حايك، الليتورجيّا المارونيّة. تاريخ النصوص الافخارستيّة، تور 1964، 5-12، (في الفرنسيّة)؛ المطران بطرس الجميّل، تجديد الحياة الطقسيّة في الكنيسة المارونيّة، تقرير الى اللجنة التمهيديّة لإعداد المجمع المارونيّ، قرنة شهوان، 1988; ي. سويف، رتب ما قبل النافور ونافور مار بطرس المارونيّ، الرقم الثالث، (شرر). دراسة تاريخيّة وليتورجيّة، روما 1992، (في الفرنسيّة).

6. ب. ديب، دراسة في الليتورجيّا المارونيّة، باريس 1919، 14-33، (في الفرنسيّة). أسّس الأباتي يوحنّا تابت مجموعة “البيت غازو” للمخطوطات الليتورجيّة المارونيّة والتي تشكّل قاعدة أساسيّة في فهم أصول النصوص وتطويرها عبر العصور.

7. يرأس اللجنة الطقسيّة سيادة المطران بطرس الجميّل ويتعاون مع عدد من السادة المطارنة والآباء والعلمانيّين ذوي الإختصاص والخبرة، بتشجيع وقدر صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكلّيّ الطوبى ومجمع الأساقفة الموقّر.

8. أسّس هذا المعهد قدس الأباتي يوحنّا تابت بمعاونة المغفور له الأباتي عمّانوئيل الخوري.

9. أمثال المطران فرنسيس الزايك، والمطران هيكتور الدويهيّ، والخورأسقف ميخائيل الرجّي، الخورأسقف يوحنّا كوكباني، والمونسنيور ميشال الحايك، والخوري يواكيم مبارك.

10. مبارك، الخماسيّة الأنطاكيّة – أبعاد مارونيّة، جزء أوّل، 195-275؛ ر. بيداويد، رسائل البطريرك النسطوري تيموتاوس الأوّل، روما 1956، (في الفرنسية)؛ المطران بطرس الجميّل، قسم الخدم في القدّاس المارونيّ، تاريخ وهيكليّة، OCA 147، روما، 1965، (في الفرنسية). المطران بطرس الجميّل، القدّاس المارونيّ، دروس ونصوص، بيروت 1970، 202؛ ميخائيل الرّجي، في الطقس المارونيّ المشرقيّ، 1935، 481 – 522؛ توجيه لتطبيق المبادىء الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996،3-6.

11. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 211.

12.

 BOUYER L., “The Different Form of Eucharistic Prayer and their Genealogy” SP 8 TU 93 (1996) ; 156-170 ; LANNE E., “Liturgies eucharistiques en Orient et en Occident, 1er – 4e siècles”, DS 9, 884-899; C. GIRAUDO, Eucaristia per la Chiesa, prospettive teologiche sull’eucaristia a partire della “Lex Orandi” (ALOISIONA 22) Brescia-Rome 1989, à partir de la page 452;

 باعوت صلاة نصف النهار ليوم الخميس من الزمن العاديّ. الشحيمة، الكسليك 1982، صفحة 254؛ ي. سويف، الله الآب في الليتورجيّا، سلسلة محاضرات، 26 – الكسليك – لبنان، 2000؛ الروح القدس في الليتورجيّا – سلسلة محاضرات، 25 – الكسليك – لبنان 1999.

13. البيت غازو (ق 12 – 13)، قدّم له وترجمه الأباتي يوحنّا تابت، منشورات معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس، الكسليك – لبنان، سلسلة المصادر الليتورجيّة المارونيّة، أربعة أجزاء في ستّة كتب، منذ سنة 2000 الى سنة 2004، جزء ثالث؛ أ.مهنّا، رتب التنشئة في الكنيسة المارونيّة، OCA 212، روما 1980 (في الفرنسيّة).  

14. الجنّازات المسيحيّة، سلسلة محاضرات، 11، الكسليك – لبنان 1990؛ كوربون، ليتورجيّا الينبوع؛ دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 204.

15. البيت غازو (ق 12 – 13)، قدّم له وترجمه الأباتي يوحنّا تابت، منشورات معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس، الكسليك – لبنان، سلسلة المصادر الليتورجيّة المارونيّة، أربعة أجزاء في ستّة كتب، منذ سنة 2000 الى سنة 2004، جزء أوّل؛ المطران بطرس الجميّل، مريم في الكنيسة المارونيّة، بيروت، 1988.

16. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 211.

17. ي تابت، الفرض المارونيّ، كسليك – لبنان، 1972، (في الفرنسيّة)؛ ر.تافت، ليتورجيّا الساعات في الشرق والغرب، بلجيكا 1991، 67-126، (في الفرنسيّة).

18. البيت غازو (ق 12 – 13)، قدّم له وترجمه الأباتي يوحنّا تابت، منشورات معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس، الكسليك – لبنان، سلسلة المصادر الليتورجيّة المارونيّة، أربعة أجزاء في ستّة كتب، منذ سنة 2000 الى سنة 2004، جزء ثانٍ.

19. البيت غازو (ق 12 – 13)، قدّم له وترجمه الأباتي يوحنّا تابت، منشورات معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس، الكسليك – لبنان، سلسلة المصادر الليتورجيّة المارونيّة، أربعة أجزاء في ستّة كتب، منذ سنة 2000 الى سنة 2004، جزء رابع.

20. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 211؛ توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 18.

21. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 211.

22. المرجع ذاته، 213.

23. إ. دويهي، منارة الأقداس، جزء أوّل، بيروت 1895، 216.

24. المرجع ذاته، 218-220؛ أ. رحماني، الليتورجيّات الشرقيّة والغربيّة. دراسة خاصّة ومقارنة، بيروت 1929. (في الفرنسيّة)؛ ف. برايتمن، ليتورجيّات الشرق والغرب، أوكسفورد 1896، (في الإنكليزيّة). دالميه، ليتورجيّات الشرق، باريس 1980، (في الفرنسيّة).

25. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 21.

26. المرجع ذاته، 41.

27. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 23.

28. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 21.

29. المرجع ذاته، 14- 16.

30. المرجع ذاته 19 – 42.

31. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 17.

32. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 16، الإرشاد الرسوليّ “رجاء جديد للبنان“، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، بيروت 1997، 77.

33. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 17.

34. المرجع ذاته، 14.

35. المرجع ذاته، 19.

36. المرجع ذاته، 28.

37. ر.تافت، ليتورجيّا الشرق والغرب، واشنطن، 1984.

38. هـ. دانزينغر، الطقوس الشرقيّة، جزء أوّل وثانٍ، غراز 1961، (في اللاتينيّة).

39. Rituale, aliægue piæ precationes ad usum Ecclesiæ Maroniticæ, Rome, 1839، دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ لثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 59.

40. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 42؛ أ. مهنّا، رتب التنشئة في الكنيسة المارونيّة، OCA 212، روما 1980 (في الفرنسيّة).  

41. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 44؛ كتاب رتبتي المعموديّة والميرون، بحسب طقس الكنيسة الأنطاكيّة المارونيّة، إعداد اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة، بكركي 2003.

42. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 46.

43. المرجع ذاته، 48 – 49.

44. Diaconale Syriacum juxta ritum Ecclesiæ Antiochenæ nationis Maronitarum, Rome, 1736.

Liber dilationis juxta ritum Ecclesiæ Antiochenæ Maronitarum. Kozhayya, 1816, 1838, 1872, Beyrouth, 1888, 1908.

أما الطبعة الأولى للقداس التي تمّت في روما فهي في سنة 1594، والثانية في سنة 1716. أ. زيادة، القدّاس الشرقيّ، DTC, 11.2، 1343 – 1489، (في الفرنسيّة).  

45. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 57.

46. المرجع ذاته،61.

47. المرجع ذاته، 58.

48. المرجع ذاته، 59.

49. المرجع ذاته، 72.

50. Liber ministerii juxta ritum Sanctæ Syrorum Maronitarum Ecclesiæ. Kozhayya 1854 et 1896

 المرجع ذاته، 76. ي. مرهج، معالم في تاريخ كتاب السيامات المارونيّة (أطروحة دكتوراه في المعهد الكاثوليكيّ في باريس)، 1975.

51. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 88.

52. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 89.

53. المرجع ذاته، 91 – 93.

54. المرجع ذاته، 93 – 94.

55. المرجع ذاته، 79 – 81 – 82؛ رتبتا الخطبة والإكليل، بحسب طقس الكنيسة الأنطاكيّة المارونيّة، إعداد اللجنة البطريركيّة للشؤون الطقسيّة، بكركي 2003.

56. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 85؛ المطران يوحنّا فؤاد الحاج، الخِطبة الزواج والطلاق عبر الأجيال وفي الكنيسة المارونيّة (أطروحة دكتوراه)، 1985، (في الفرنسيّة). المطران يوحنّا فؤاد الحاج، كتاب الناموس لابن القلاعيّ في تاريخ قانون الزواج عند الموارنة، الكسليك 2001، (في الفرنسيّة).

57. Horæ Diurnæ et nocturnæ Maronitarum, Montefiaxone, 1699، دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 59-60؛ الفرض الإلهيّ، سلسلة محاضرات، 21، الكسليك – لبنان، 1987.

58. المرجع ذاته، 225-226؛ الزيّاحات والرتب الطقسيّة، سلسلة محاضرات، 21، الكسليك – لبنان 1996.

59. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 100.

60. المرجع ذاته، 102.

61. المجمع اللبنانيّ “1736”، بيروت 1986، 1-8؛ توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 102-107؛ إ. الدويهيّ، منارة الأقداس، جزء أوّل، بيروت 1895، 93-175.

62. الدويهي، منارة الأقداس، جزء أوّل، 285 -325.

63. بدأت تنمو في الكنيسة المارونيّة اليوم أهمّيّة الايقونوغرافيا وارتباطها بالليتورجيّا. يواكب هذا التطوّر مبادرات لإنشاء مشاغل إيقونوغرافيّة تستوحي أعمالها من التراث السريانيّ المارونيّ العريق، ونذكر منها على سبيل المثال مشغل مطرانيّة قبرص، ومشغل كليّة الفنون الكنسيّة في الكسليك، ومشغل الراهبات الأنطونيّات، ومشاغل بإدارة أفراد من كهنة وعلمانيّين. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 108.

64. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 109.

65. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 122.

66. المرجع ذاته، 126.

67. المرجع ذاته، 242 – 246؛ نلفت الانتباه هنا الى أنّ البطريرك إسطفان الدويهيّ هو الّذي رتّب الألحان السريانيّة المارونيّة آنذاك، واستنادًا إليه، أُنجزِت دراسات موسيقيّة وعلميّة في هذا المضمار. ومن أهمّ من تعمّق فيها: الأب بولس الأشقر، الأب يوسف الخوري، الأب لويس الحاج.

68. دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 246 – 249.

69. مصادر السنة الليتورجيّة؛ دستور عقائديّ في الليتورجيّا المقدّسة، المجمع المسكونيّ الثاني، الوثائق المجمعيّة، مطابع الجميّل، بيروت 1984، 239 – 241؛

[70]. المجمع اللبنانيّ “1736“، بيروت 1986، 1-10؛ هـ. مطر، الكلندار المارونيّ، (أطروحة دكتوراه في المعهد البابويّ الشرقيّ)، روما 1987، (في الفرنسيّة). م. طوني جبران، الجمعة العظيمة في الليتورجيّا المارونيّة، دراسة لاهوتيّة وليتورجيّة، (أطروحة دكتورا، في المعهد البابويّ الشرقيّ)، روما، 2001.

[71]. توجيه لتطبيق المبادئ الليتورجيّة، الواردة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة، منشورات اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، جل الديب، لبنان 1996، 36.