ولد البطريرك يوحنا الحاج ابن الخوري يعقوب الحاج في الأول من كانون الثاني سنة 1817، في بلدة دلبتا، في كسروان، وهو البطريرك الثاني عشر بهذا الاسم. رقِّيَ أسقفًا على أبرشية بعلبك في 15 آب 1861. انتخبه مجمع الاساقفة في دير سيدة بكركي في 28 نيسان سنة 1890، وكان انتخابه بإجماع الكلمة والرضى التام. ثبّته البابا لاون الثالث عشر في 23 حزيران سنة 1890.

كان ذا فكر ثاقب يرى في مجرى الأمور والأحوار الحاضرة ما سينتج عنه في الزمان الآتي. كان بارعًا في علم الفقه المدني والكنسي، سديد الرأي، ماضي العزيمة، عرك الدهر والدهر عركه، فكان السياسيّ المحنّك والداري المدرّب. وحين تبوّأ العرش البطريركي في السنة الواحدة والسبعين من عمره، قيل فيه : “كان شيخًا في سنّه وشابًّا في نشاطه”.

شيّد دير بكركي بهيئته الحاليّة، وكان قد بوشر بناؤه زمن البطريرك حبيش. أمضى شتاء حوالي اربع سنوات في دير سيدة نسبيه في غوسطا بغية التمكن من ترميم دير بكركي، اذ اضيف على بنائه القديم قسمًا من الطابق السفلي، والطابق العلويّ بكامله. فأقام بعدها في بكركي معظم أيّام السنة، وكان ينتقل صيفاً إلى الديمان.

عهد إليه من روما الاهتمام بإجراء الاصلاح البيعي في 6 نقاط : 1) التربية العلمية والتنظيمية في المعاهد الاكليريكية ؛ 2) الاهتمام بالرعايا والكهنة مع واجباتهم ؛ 3) الاهتمام بالرسامات وتثقيف طلابها ؛ 4) تعليم الديانة المسيحية ونشر كلمة الله ؛ 5) الاعتناء بتنظيم الكنائس وتزيينها ؛ 6) إنشاء المعاهد والمصحات…

في أيّامه، أنشأ نيابة بطريركية للطائفة المارونية في باريس، تهتمّ بشؤون الموارنة هناك ؛ ومركزا للطائفة ووكالة بطريركية في القدس تضمّ زوّار الأراضي المقدّسة من أبناء الطائفة ؛ وتجدّدت المدرسة المارونية في روما سنة 1891. واهتمّ البطريرك أيضًا بإنشاء أبرشية مارونية في مصر.

وتوفيّ البطريرك الحاج في دير بكركي في 24 كانون الأول 1898، ودفن فيه، في ذات اليوم الذي توفي فيه القديس شربل مخلوف في محبسة مار بطرس وبولس في عنايا.