البطريرك يوسف التيان من مدينة بيروت، وتعود أصوله إلى بلدة حدتون في جرود منطقة البترون. ولد في بيروت في 5 آذار 1760، وهو البطريرك السابع باسم يوسف. تابع دروسه في المدرسة المارونيّة في روما، وتخرج فيها باللغات والعلوم المتنوعة وفاق أقرانه. انتخب أسقفًا على دمشق الشام في 6 آب 1786، ثمّ استقال بعد سنتين وجعل نائبًا بطريركيًّا في الروحيّات. وانتخب بطريركًا بالإجماع في دير بكركي في 28 نيسان سنة 1796، ثبّته البابا بيوس السادس في 24 تمّوز سنة 1797. وأقام معظم سنيّ حبريته في قنوبين، وفي دير مار شليطا مقبس، الذي أقرّ بإجماع المطارنة مقرًّا للبطريرك، وذلك بعد أن رأوا، أنّ دير بكركي لا يصلح لأن يكون مركزًا بطريركيًّا لرداءة مناخه، ولوجوده على قارعة الطريق.

لـمّا كان البطريرك يوسف التيّان يؤثر حياة النسك والزهد والاستحباس والميل نحو العيشة الانفراديّة، من جهة، وقد صعب عليه حلّ مشاكل الطائفة، ولا سيّما الزمنيّة منها، خاصّة بخلافه مع الأمير بشير الشهابي، مندّدًا ورافضًا من بينها سياسة الظلم والقهر والإستبداد ورفع الضرائب على الفقراء التي كان يتّبعها هذا الأخير، من جهة ثانية، قرّر التنازل برضاه عن الكرسيّ البطريركيّ سنة 1808، بعد 12 سنة أقام فيها جاهدًا وباذلاً كل ما بوسعه لأجلها.

فضلًا عمّا كانت عليه حياته من الصلاح والتقوى والميل نحو العيشة الانفراديّة، كان مشهودًا بالعلم والفضيلة. اهتمّ البطريرك التيان بفتح مدرسة عين ورقة والسهر عليها ووضع قوانينها وترجمتها الى العربية، بعد أن كان البطريرك يوسف اسطفان قد حوّل هذا الدير الى مدرسة عمومية للطائفة. بعد اعتزاله، زار الأراضي المقدّسة، ومكث قليلاً في دير مار يوحنا مارون في كفرحيّ، وقضى بقيّة حياته في أعمال النسك في دير سيدة قنوبين، حيث توفيّ في 20 شباط سنة 1820، ودفن فيه. ولا يزال جثمانه في دير قنوبين محفوظًا وغير بالٍ حتى الآن.