سمعان عوّاد الحصروني، وهو البطريرك السابع باسم سمعان، من بلدة حصرون في جبة بشري، وهو ابن أخ البطريرك يعقوب عوّاد، وتلميذ المدرسة المارونيّة. عرف باستقامته. رقّاه عمّه أسقفًا على دمشق سنة 1716، وكان متسلمًا أبرشية صيدا. كونه أقدم الأساقفة وأكثرهم علمًا وثقافة وعقيدة، انتخبه الأساقفة في دير عين ورقة في كسروان سنة 1742، لكنّه أبى قبول الانتخاب زهدًا وتعفّفًا وتورّعًا، وخوفًا من المسؤوليات الجسام التي كان يتصوّرها. فحصل بعد ذلك خلاف بين المطارنة وانتخب فريق منهم المطران الياس محاسب والفريق الآخر طوبيا الخازن. لكن روما حكمت ببطلان الانتخابين وأعيد انتخاب سمعان عوّاد لحسم الخلاف. فثبّته البابا مبارك الرابع عشر في 13 تموز سنة 1744. تنقّل في حبريته ما بين دير قنوبين ودير سيدة مشموشة الذي كان قد بناه للرهبان البلديين اللبنانيين سنة 1737، في منطقة جزين.
في أيّام هذا البطريرك، نشب خلاف بين الطائفة المارونية والآباء اليسوعيين، بخصوص رهبنة قلب يسوع الأقدس التي أنشأتها الراهبة هندية عجيمي في دير بكركي، وقد كتب البطريرك الى روما مدافعًا عنها وطالبًا تثبيت قانونها سنة 1752، وراجيًا عدم الأخذ بأقوال المغرضين الذين يشوّهون سمعة “أخوية بنات قلب يسوع” وذلك منعًا للسجس والشكوك والتبلبل في الطائفة سنة 1753.
في أيّامه عقد 3 مجامع طائفية : 1744 في دير بقعاتة كنعان كسروان، 1747 في دير مشموشة، و1755 في دير قنوبين.
ترك البطريرك له عدة كتب : “ترجمة حياة البطريرك العلامة اسطفان الدويهي”، “النجاة” وهو يشتمل بعض مواعظه البليغة، كتاب “اللاهوت الأدبي”، كتاب “الأسرار المقدّسة”، وكتاب “حل المشاكل الواردة في الأسفار المقدّسة” وكتاب “زيارة الأسقف الصالح لأبناء أبرشيته”،…
وبعد استقرار الحالة في الطائفة واستتباب الأمن، أخذ البطريرك يتفاني بحراثة كرم الرب، مكدًّا بالوعظ والتعليم، إلى أن توفيّ في دير سيدة مشموشة، في 12 شباط 1756، ودفن فيه.