البطريرك جرجس ابن الحاج رزق الله من بلدة بسبعل في منطقة الزاوية زغرتا، وهو البطريرك الثاني بهذا الإسم. انتخب بطريركًا في دير سيدة قنّوبين في أوّل كانون الثاني سنة 1657. وثبّته البابا اسكندر السابع في 7 حزيران سنة 1659. وتنقّل في إقامته ما بين دير سيدة قنّوبين ودير مار شليطا مقبس في غوسطا في فتوح كسروان حيث توفي هناك بداء الطاعون، في 13 نيسان 1670 ودفن فيه.

كان بارعًا في علم الحقوق البيعيّة، وكان علامة عصره. ويجيد التكلم باللغات الشرقية، وخصوصًا باللغة التركية. كان لطيف العشرة، سريع الخاطر، يجذب إليه قلوب الناس مهما علت مراتبهم وتسامت طبقاتهم.

في 22 تشرين الأول 1665، ألغى البابا اسكندر السابع مدرسة رافنّا، شرق إيطاليا، وأمر ببيع أرزاقها وجميع أغراضها وتسليم ما يحصل من البيع الى مجمع نشر الايمان المقدّس لمؤازرة مدرسة البروبغنده المعروفة التي يتعلّم فيها تلامذة المدرسة المارونية في روما.

وفي أيّامه، قدم من فرنسا 4 رجال قاصدين العزلة عن العالم للتجرد لخدمة الله في محابس جبل لبنان، فاختار بعضهم السكن في دير مار آسيا بكفرصارون، وبعضهم في دير مار آبون بأرض الحدث، وبعضهم في دير مار أنطونيوس في جوار قنوبين. فأمر البطريرك بترميم الأديار المذكورة وإصلاحها للسكن، وأن يعطوا الزاد من دير الكرسي البطريركي.