البطريرك يوسف ابن حليب من العاقورة، وعرف أيضاً بيوسف العاقوري، وهو ابن المطران بطرس العاقوري، هو الرابع بهذا الاسم. كان متزوجًا كوالده، وقد دخل الى السلك الكهنوتي بعد وفاة زوجته، وصار كاهنًا. في سنة 1626، رقّاه البطريرك يوحنا مخلوف مطرانًا على صيدا.

إنتخب بطريركًا في دير قنوبين، في 15 آب سنة 1644، وثبّته البابا اينوشنسيوس العاشر في العاشر من أيلول سنة 1646. تنقّل في إقامته ما بين قنّوبين ودير مار يوحنا حراش في كسروان، الذي أسّسه وبناه سنة 1641، لسكنى الراهبات المنسكات، فازدهر الدير في أيّامه، حتى بلغ عدد الراهبات بـ 30 راهبة. وعقد فيه مجمعًا (1644). كما أقام لفترة في دير مرت موره في إهدن، حيث عقد مجمعًا آخر، وتوفي في 3 تشرين الثاني 1648 في العاقورة بلدته، ودفن في كنيستها.

كان رجل أحكام واخلاص وثقافة، وعنده خبرة في الادارة وصاحب مبادرات وتحقيقات. كان شجاعًا ورعًا محبًّا للعلماء، غيورًا في أمور الدين، راغبًا في إنشاء الكنائس. في أيّامه، تمّ طبع الغراماطيق السرياني الذي ألّفه البطريرك يوسف سنة 1645 في روما، وطبع الشحيمة الصغيرة، المعروفة بالشحيمة اليوسفية في روما أيضًا سنة 1647. وللبطريرك يوسف العاقوري أشعار عاميّة أو زجليات أكثرها في الموارنة والملكيين.