هو سركيس بن يوحنّا الرزي، من بقوفا، وهو شقيق البطريرك مخايل، وخليفته في محبسة مار بيشاي في وادي قزحيا، وعلى الكرسي الأنطاكي. انتخب سنة 1581، وثبّته البابا غريغوريوس الثالث عشر في 5 آذار سنة 1582، وهذا البابا نفسه هو الذي أنشأ سنة 1584 المدرسة المارونيّة في روما، والَّتي تعتبر فخر إنجازات الطائفة المارونية. وفي زمن بطريركيته، ظهر الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير. وأرسل الكرسي الرسولي الأب جيروم دنديني اليسوعي سنة 1596، زائرًا رسوليًّا على الطائفة المارونيّة ليتفقّد أحوالها وشؤونها حتى تنطلق في تنظيم أمورها الكنسيّة والروحيّة، وشارك في المجمع الطائفيّ الّذي عُقِدَ في قنّوبين في 18 أيلول 1596. قضى الأب دنديني نحو 3 سنوات في جبل لبنان، جال خلالها في العديد من المناطق التي يسكنها الموارنة، ودوّن مشاهداته فوصف وصفاً دقيقاً المجتمع الماروني: روحيًّا وثقافيًّا واجتماعيَّا وسياسيَّا وعمرانيًّا، ولاحقًا، أصبحت تلك المدوّنات من أهم المراجع التي يستند إليها لوصف الحياة في جبل لبنان ذلك الوقت. فأظهر حسن ديانة الموارنة، وأقرّ أن الهرطقات والرزايا التي اتّهموا بها سابقًا كانت كلّها تجنّي عليهم ودون الصواب.
توفي البطريرك سركيس الرزي في 25 أيلول سنة 1597، ودفن في دير قنوبين.