هو مخايل بن يوحنا الرزّي من قرية بقوفا قرب إهدن، والأوّل باسم مخايل. انتخب في 31 آذار سنة 1567 وكان راهبًا حبيسًا في محبسة مار بيشاي التابعة لدير مار أنطونيوس في وادي قزحيا. عاش في دير قنوبين. عرف بروحه الطيبة، وبطول صبره، وقداسة السيرة، واندفاع في عمل الخير. احتمل مشقات كثيرة في عهد بطريركيته، لأن فور انتخابه جاءت العساكر العثمانية واحتلت الكرسي البطريركي في قنوبين، ونهبوا ووضعوا أيديهم على الماشية وعلى الأواني المقدسة، وطلبوا من البطريرك ضريبة جديدة على الكنيسة. فرضيهم البطريرك بشيء من المال وردّ الاملاك للكرسي البطريركي.
زارت في أيامه بعثة بابويّة الطائفة المارونيّة، فأثنت على طاعة الموارنة للكرسي الرسولي، وتقيّدهم في السير بكلّ توصياته، وقبولهم بفرح لتعليم الإيمان، واعتبارهم لرؤسائهم وإكرامهم العميق للبابا وقصاده. فثبّته حينئذٍ البابا غريغوريوس الثالث عشر سنة 1579.
ومن الأمور السلبية التي حدثت في أيامه، كانت أثناء زيارة الأب إليانو لفحص الكتب المارونية، في قنوبين وفي الأبرشيات والأديار والكنائس، وعمله على حرق بعضها لما كانت تحمله بالنسبة إليه من الأخطاء الكثيرة التي تخالف معتقد الكنيسة المقدّسة، بسبب اختلاطهم بأهل البدع والغرباء، فاندسّ بينهم بعض أغلاط تسرّبت فيهم من كتب الغرباء.
ومن الأعمال الكبيرة التي حصلت في عهده : طلب إنشاء مدرسة مارونية في روما، إعداد لعقد مجمع طائفي 1580، تبحث فيه أحوال الطائفة وأمورها البيعيّة والقانونية وغيرها.
توفي البطريرك مخايل في قنوبين في 21 ايلول سنة 1581، ودفن فيه.