هو موسى بطرس بن سعاده من بلدة البارده، في بلاد عكار، المعروف بموسى العكّاري. انتخب سنة 1524، وارسل في حياته اربع بعثات الى الأحبار الرومانيين فقوّى بذلك علاقات الطائفة والبطريركيّة بالكرسي الرسولي.
حاول طلب مساعدة الأوروبيين لنيل الاستقلال، فوجّه رسالة إلى الأمبراطور شارلمان، مؤرّخة في 25 آذار 1527 مما جاء فيها : “… منذ أربع سنوات، ونحن نترجّى جلالتكم كي تهتموا بمساعدتنا على نيل استقلالنا، وعندنا 50 ألف مقاتل من الرماة مدرّبون أحسن تدريب، وعلى أتم الاستعداد لخدمتكم في الحرب الاستقلالية، ….”. لم يصل البطريرك الماروني إلى مبتغاه، فحاول الاتصال بالسلطان العثماني الذين كان سيطر على الشرق قبل سنوات قليلة، فأوفد إليه سنة 1550 الأب طانيوس الحصروني الذي التقى السلطان سليم الثاني في مدينة حلب، وشرح له حال الموارنة في جبل لبنان، وما كانوا يتعرضون له من ظلم على أيدي المماليك، طالباً رفع الظلم عنهم، والمحافظة على استقلالهم الداخلي، فكان له ما أراد وحمّله السلطان العثماني “خطًّا همايونيًّا” إلى قاضي طرابلس، يأمره بعدم التعرّض للموارنة.
عاش البطريرك موسى العكاري في قنوبين، وأدار بحكمة شؤون الكرسي البطريركي في قنوبين. وتوفّي في 19 آذار سنة 1567، وله من العمر 85 سنة، ودفن في دير قنوبين.