مدة ولايته: من 1278 إلى 1282
هو البطريرك الثاني الذي يحمل إسم دانيال. من حدشيت في جبّة بشري، انتخب بطريركًا سنة 1278. وأقام في دير سيدة إيليج في ميفوق. أثبت البابا نقولا الثالث البطريرك دانيال الحدشيتي في خلال سنة 1280، وأمره بأن يتخذ الميرون من زيت الزيتون ومن دهن البلسم لا غير، وكان من قبل يصنع من اثني عشر مادة من الأدهان رمزًا الى اثنتي عشرة فضيلة، أو الى ثمار الروح القدس الاثنتي عشرة بحسب ما ذكره الرسول بولس لأهل غلاطية.
في عهده وصلت حملة المماليك بقيادة الملك الظاهر إلى طرابلس سنة 1264، فتصدى لها الموارنة الهابطون من جبالهم، وأوقفوا تقدم المماليك إلى جبل لبنان، الذين أعادوا الكرّة سنة 1266 دون أن يحرزوا أي نجاح، ومطلع سنة 1282 وجه المماليك حملة كبيرة إلى جبل لبنان بقيادة السلطان قلاوون ولاقاه حسام الدين من دمشق وحاصروا جبة بشري، واجتاحوا حصرون والحدث وحاصروا الموارنة المتحصنين في إهدن بقيادة البطريرك دانيال الحدشيتي الذي كان يقود المقاتلين الموارنة بنفسه مدة 40 يوماً، ولم يتمكنوا من إقتحام إهدن إلا بالحيلة بعد أن قبضوا على البطريرك وقتلوه، ودفن في إيليج سنة 1282.
تجدر الإشارة إلى أنه عندما زال الحكم الصليبي من الشرق إلتجأ إلى جبال الموارنة من بقي من الأوروبيين واندمجوا مع أهالي البلاد، فمنح البابا الكسندر الرابع البطريرك الماروني كل التفويضات والصلاحيات لرعاية المنتسبين إلى الطقس اللاتيني وإعتبارهم كأبناء الطائفة المارونية، ومن هؤلاء المقاتلين الصليبيين الأوروبيين اللاتينيين تتحدر عشرات العائلات المارونية اللبنانية التي ما زال بعضها يحمل أسماء أوروبية. سيطرة المماليك على جبل لبنان، جعلت الموارنة يدفعون ثمن صداقتهم للصليبيين، فراح الحكام الجدد يضطهدونهم ويضيقون عليهم ويحاربونهم وينكّلون بهم، حتى وصل بهم الأمر إلى إعتقال البطريرك جبرائيل الحجولي وقتله.