هو البطريرك الماروني الانطاكي الرابع والعشرون، والأول بهذا الإسم. وهو البطريرك الأخير الذي أقام في دير سيدة يانوح – المغيري، ودفن فيه. وهكذا يكون دير سيدة يانوح، المقرّ الثاني للبطاركة الموارنة، قد احتضن 21 بطريركًا، طيلة 370 سنة متتالية.
جرت في أيّامه الحملات الصليبية، وقد أدّت مساهمة الموارنة في فتوحات الصليبيين في كل المنطقة المجاورة إلى تعزيز دين النصارى. واستمر الموارنة على عاداتهم يحكمهم أعيانههم وأمراؤهم على طريقة الاقطاعيين، ومرجعهم بطريركهم. فكانوا أحرارًا في إدارة شؤونهم الداخلية، الروحية والزمنية برئاسة بطريركهم. وقد حافظ الصليبيون على امتيازات البطريرك الماروني واحترموه، إذ رأوا فيه رئيسًا دينيًّا وسياسيًا لأمّته، ومثلاً لوحدتها القوميّة. في عهده استعمل الموارنة النواقيس النحاسية بدلًا من نواقيس الخشب، وشرعوا ببناء الكنائس والأديرة والمدارس.