التنشئة المسيحية – بوركينا فاسو
التنشئة المسيحية
مسبحة الورديّة
نواصل التأمّل في مسبحة الورديّة استنادًا إلى الرّسالة الرّسوليّة للقدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني (16 ت1 2019). فننهي اليوم الفصل الأوّل وهو بعنوان: “التأمّل في وجه المسيح مع مريم“.
تلاوة الورديّة صلاةٌ تأمّليّة، وعندما تكون كذلك، تصبح مثمرةً وفاعلةً فينا. بدأنا الأسبوع الماضي بتناول السّبل التي تقود تأمّلاتنا. ونظرنا في اثنين من أصل خمسة: 1) نتذكّر المسيح مع مريم؛ 2) بمريم نتعلّم المسيح.
اليوم ننظر في الثلاثة الباقين:
1) التشبّه بالمسيح مع مريم (الفقرة 15)
صفة التّلميذ الأساسيّة التشبّه بمعلّمه بشكلٍ أكمل (روم8: 2؛ فيل3: 10 و 21). في المعموديّة والميرون أُفيض الرّوح علينا فصرنا أعضاءً في جسد المسيح (1كور 12: 12؛ روم12: 5). هذه العضويّة تلزمنا أن نطبّق هذه الوحدة مع المسيح في تشبّهنا الدّائم به. بولس الرّسول يدعونا “لنلبس المسيح” (روم13: 14؛ غلا3: 27)، و”لنتخلّق بأخلاق المسيح” (فل2: 5).
بما أنّ مريم هي، من بين كلّ الخلائق، الأشبه بيسوع المسيح، فإنّ التّعبّد لها بتلاوة الورديّة أو أيّة فروض دينيّة أخرى، يجعلنا على شبهها في معرفة وجه يسوع، وفي التّشبّه به معها. وبقدر ما تتكرّس النّفس لمريم، بقدر ذلك تصبح بالفعل ذاته مكرَّسةً للرّبّ. مريم لا تحيا إلاّ من المسيح وتبعًا له. إذا عشنا كذلك تشبّهنا بالمسيح مع مريم.
2) نتوسّل إلى المسيح مع مريم (الفقرة 16)
دعانا المسيح إلى المثابرة في الصّلاة: “إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم” (متى7: 7). كلّ صلاةٍ هي ثالوثيّة: فأساس فعاليّتها صلاح الآب؛ وساطتها المسيح فادينا ومخلّصنا؛ قبولها عمل الرّوح القدس الذي “يشفع فينا”. بهذه المعرفة وهذا الادراك نستطيع أن نعرف كيف نصلّي.
مريم بشفاعتها كأمّ، تدعم صلاتنا التي يصعّدها المسيح والرّوح من قلبنا إلى العرش الإلهيّ، وكأنّ صلاتنا وصلاة الكنيسة محمولتان بصلاة مريم (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة، 2679). فيما يسوع هو الوسيط الأوحد، فإنّ مريم، التي هي شفافيّة المسيح الصّافية، إنّما تدلّنا على الطّريق. هكذا ظهرت في عرس قانا فعاليّة وساطتها، هي التي كانت بقرب يسوع الناطقة بحاجات البشريّة: “ليس عندهم خمر- إفعلوا ما يقوله لكم” (يو2: 3-4).
الورديّة هي تأمّل وتوسّل في الوقت عينه. إنّ وساطة أمومتها كليّة القدرة على قلب ابنها. في الورديّة مريم تقوم أمام الآب الذي ملأها نعمة، وأمام الابن الذي ولدته في العالم، مصلّيةً معنا ومن أجلنا.
3) نعلن المسيح مع مريم (الفقرة 17).
تلاوة الورديّة هي مسيرة إعلانٍ وتعميق: من خلالها يُعلَن سرُّ المسيح ويُعمَّق بالتأمّل، ويُطبَّق على مختلف مستويات الاختبار المسيحيّ. هذه المسيرة تهدف إلى تصوير التلميذ – كلّ واحدٍ وواحدةٍ منّا يصلّيها – حسب قلب المسيح.
إنّ تلاوتها الجماعيّة في الرّعيّة أو في المزارات تشكّل مناسبةً فريدةً للقيام بالتعليم المسيحيّ المعبِّر. لقد شكّلت الورديّة سلاحًا فاعلاً بوجه تحدّيات الكنيسة في تاريخها، واليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى تجب العودة إلى تلاوتها، لأنّها تحتفظ بكلّ قوّتها الفاعلة تجاه التحدّيات الجديدة.
* * *
LINK TO GALLERY: www.media.bkerki.org
PHOTO ALBUM:Christian Initiation_ Burkinafaso_14.10.2019