زيارة البطريرك الراعي الى رابطة كاريتاس لبنان
زيارات رسولية
زار غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الجمعة 3 تشرين الثاني 2017، مستوصف “مار مخايل” في سد البوشرية التابع لكاريتاس لبنان، وذلك في اطار برنامج زيارة عدد من المراكز التابعة لرابطة كاريتاس لبنان، يرافقه المشرف على رابطة كاريتاس لبنان راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، أمين سر البطريرك الاب بول مطر والمحامي وليد غياض. وكان في استقباله رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الاب بول كرم، رئيس بلدية الجديدة البوشرية انطوان جبارة والطاقم الاداري والطبي التابع للمستوصف.
رحب المطران قصارجي بالبطريرك الراعي بحضور عدد من المستفيدين من الخدمات الطبية للمستوصف من عراقيين وسوريين، متمنيا عليه ان “يحمل قضية النازحين العراقييين الداعية الى معاملتهم اسوة بالنازحين السوريين، ولا سيما ذوي الامراض المستعصية ومساعدتهم للحصول على العلاج المطلوب.”
ونوه البطريرك الراعي “بالخدمات الانسانية التي يقدمها المركز من خلال كاريتاس والمحبين”، موجها تحية شكر ومحبة للعاملين في المستوصف من مستخدمين ومتطوعين و”للمستفيدين من خدماته من اهلنا ومن العراقيين والسورييين”، معلنا “التضامن الكامل معهم.”
وأسف غبطته “لطريقة تعاطي المجتمع الدولي مع الناس وكأنهم ليسوا كائنات بشرية،” وقال: “نأسف لطريقة التعاطي مع الناس في ايامنا هذه. لقد مات الضمير العالمي والانسانية، ولكن ربنا هو الذي يرعى كل الناس ويساعدهم”.
هذا وشكر المطران عون صاحب الغبطة على الزيارة، معتبرا انها “بركة، وان التحديات كبيرة جدا في مجتمعنا، لذلك يجب على الدولة ان تستجيب لطلبات هذه المؤسسات الإنسانية التي لا تميز بين اعراق واجناس ومذاهب الناس وتقدم لهم الخدمات المجانية بكل محبة.”
وفي السياق نفسه اكد الأب كرم أن “نسبة الخدمات التي تقدمها كاريتاس ارتفعت الى 65 بالمئة نظرا لحاجات الناس الكثيرة والمتزايدة في ظل الظروف القاهرة التي يعيشها الشرق من حروب وتهجير”، لافتا الى انه لولا دعم المؤمنين لكانت هناك صعوبات جمة تعترض عملية تأمين هذه الخدمات”.
وشدد جبارة على ان “الشعب مقهور وهو اتى من ارض مغتصبة محروقة بالنار، لذلك يجب الوقوف الى جانبه والتضامن معه”، معتبرا ان “زيارة البطريرك الراعي للمركز تشجع العاملين فيه لمزيد من العطاء وتشدد من عزيمة كل من يود المساعدة”.
ثم جال غبطته على اقسام المستوصف واستمع الى معاناة عدد من المستفيدين الذين سألوا غبطته مساعدتهم من اجل العودة الى ارضهم وبلادهم.
وكانت المحطة الثانية من زيارة غبطته، في مركز ايواء العاملات الأجنبيات واطفالهن من مختلف الجنسيات في “بيت الأمان”، التابع لكاريتاس لبنان.
وأوضحت المسؤولة جويل شرفان ان “المركز يستقبل العاملات الاجنبيات المعنفات والمعتدى عليهن جسديا ومعنويا وجنسيا واللواتي لا يملكن اقامات وهن من جنسيات مختلفة تنوعت بين الاثيوبية والبنغلادشية والفيليبينية والسيرلانكية وغيرها. كما ان المركز يؤمن لهن الملجأ والمتابعة القانونية والنفسية والاجتماعية والطبية” الى حين تسوية اوضاعهن،”مشيرة الى ان “مدة اقامتهن في المركز تتراوح من اسبوع الى سنة”.
ثم جال غبطته على مختلف اقسام المركز، يرافقه طاقم العمل تتقدمهم رئيسة المركز حسن صياح التي قدمت موجزا عن ابرز ما يقدمه المركز من “خدمات لمساعدة هذه النساء على مواجهة الحياة من جديد.”
ووجه البطريرك الراعي بالمناسبة شكره للقيمين على المركز والعاملين فيه قائلا:” خدماتكم التي تقدموها لأخواتنا من جنسيات مختلفة تجسد محبة المسيح وهذه المحبة هي قيمة الكنيسة ورابطة كاريتاس المعطاءة واليد المساعدة لكل من هو محتاج من دون استثناء.”
وخاطب غبطته المستفيدات اللواتي قدمن له بطاقة معبرة يدوية الصنع بالقول: “لا تخفن، ما حصل معكن عابر، ولكن تأكدن ان الله والمسيح معكن على الدوام”.
ثم انتقل غبطته والوفد المرافق الى مكتب شؤون العمليات دائرة التحقيق والاجراء في الامن العام في ساعة العبد، وكان في استقباله رئيس المكتب العميد الركن خالد موسى، وفرقة من قوى الأمن في حضور اعضاء مركز كاريتاس التابع للدائرة، وعزفت له فرقة موسيقى الامن العام نشيد الترحيب.
والتقى البطريرك الراعي في المركز المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي رحب بزيارة البطريرك وقال: “ما تقومون به يا غبطة البطريرك هو عمل جبار، نشكر لكم هذه الزيارة التي تمنحنا المزيد من الدعم والقوة. نحن بحاجة لاشخاص كأعضاء كاريتاس العاملين هنا لكي يقوموا بالخدمات التي لا يمكن للعسكر القيام بها”.
وتابع ابراهيم: “ان المحتجزين هنا ليسوا مجرمين، ونحن نتعاطى معهم بصفتهم مخالفين للقانون، اما على الصعيد الانساني فنحن نتعاون مع رابطة كاريتاس حيث هناك تكاملا تاما في العمل”.
وجدد ابراهيم الترحيب بزيارة الراعي وقال:” هذه الزيارة تختصر بخدمة الانسان، ونحن نرى فيكم رجل دين مميز في هذا الوطن اختصر مهامه لخدمة البشر. انتم اليوم بيننا تعطوننا الدفع لانجاز مهمتنا لنوفر الطمأنينة النفسية ومستلزمات السجين ليشعر بأنه انسان وليس محتجزا”، مؤكدا “ان المركز هو ممر بسيط للموقوف الذي نتمنى له ان يخرج منه حاملا انطباعا بأنه عومل كإنسان وليس كمجرم”.
وختم ابراهيم: “زيارتكم ليست غريبة، فنحن نقدر تماما قيمتها. هي اعطتنا دفعا، وما بعدها لن يكون كما قبلها”.
بدوره، وجه البطريرك الراعي تحية محبة وتقدير للواء ابراهيم ولجميع العاملين في النظارة، من عسكريين واعضاء كاريتاس، وقال: “أغتنم الفرصة لأعبر عن تقديري ومحبتي للعمل الذي تقومون به، ووجود هذه النظارة في هذا المكان اللائق دليل محبة لكرامة الانسان”.
اضاف غبطته: “كأمن عام في دائرة التحقيق، انتم تقومون بما هو لازم، وكاريتاس تهتم بكل الشؤون الحياتية والمعنوية. تحية للموقوفين الـ 540 الموجودين هنا، ونتمنى ان يعودوا الى حياتهم العادية من جديد. اؤكد ان ما من شيء في الحياة أجمل من العطاء، وهذا ما تقومون به يا سعادة اللواء ويا كاريتاس، نحن نفتخر بكم وبعمل هذه الدائرة.
وعرض العقيد بسام فرح، عبر شاشة كبيرة، تقريرا عن أعمال مكتب شؤون العمليات، لافتا الى ان مقره السابق “كان تحت الارض تحت جسر الرئيس الياس الهراوي، وقد تم نقله منذ نحو سنة الى المركز الحالي فوق سطح الارض”، مشيرا الى انه “يتضمن نظارة، تتألف من قسمين للنساء والرجال وعنده قدرة استيعابية لنحو 720 موقوفا”.
وأوضح فرح “ان عمل النظارة هو استلام المخالفين، لناحية أوراقهم او لنظام الاقامة من الجنسيات كافة. وقد جهز المركز بساحة للنزهة وقاعة طعام وهاتف للعموم. كما انه يضم قسما خاصا لكاريتاس تتواجد فيه سيدات بشكل يومي لمتابعة الحالات الخاصة عن قرب وتأمين ما يلزم من مساعدات مادية ومعنوية ونفسية للموقوفين”.
بعدها جال البطريرك الراعي مع اللواء ابراهيم على اقسام المركز وتحدث الى عدد من الموقوفين من رجال ونساء مستفسرا عن وضعهم.
ثم زار البطريرك الراعي مطبخ كاريتاس في الدكوانة، حيث شارك العائلات مائدة الصداقة، في حضور رئيس البلدية المحامي انطوان شختورة، الذي اعتبر”ان زيارة البطريرك الراعي هي الثانية للدكوانة، وهي تأتي اليوم لتجسد المشاركة الحقيقية بين ابناء الدكوانة بكل اطيافهم، هذه المشاركة مع عائلة كاريتاس والحضور الكريم في هذا الغداء الذي يجسد الشراكة الحقيقية والمحبة الابوية”.
وطلب شختورة من غبطته “المساعدة للقضاء على آفة “القمار” في الدكوانة والتي تفشت من خلال اعطاء تراخيص رسمية للمحال، وهي تعيث فسادا بالعائلات وتفكك البعض منها وتشرد البعض الآخر”، موضحا “ان عددا كبيرا من الشباب بدأ يتعاطى المخدرات من جراء تردده الى تلك المحال التي هي اوكار شياطين تضرب العائلة المسيحية في صلب ايمانها”.
كما اشار شختورة الى مسألة النزوح السوري وقال:” “اننا نتعامل انسانيا مع هذا الملف بحسب تعاليم الكنيسة، آخذين بين الاعتبار كل الخطوات القانونية اللازمة”.
بدوره عبر البطريرك الراعي عن تأييده ودعمه الكامل للخطوات التي يتخذها رئيس بلدية الدكوانة، مشددا على “ضرورة التعاون لابعاد هذا الخطر الأخلاقي عن العائلات”، لافتا الى “ان الحرب كانت عسكرية في ما مضى. اما اليوم فهي حرب مخدرات ومعيشة تضرب الانسان في الصميم”.
كما شكر غبطته رابطة كاريتاس ومؤسسات الكنيسة على “تعاونها وتقديمها المساعدة للعائلات التي تزداد فقرا وحرمانا”، لافتا الى “الهجرة التي اصبحت صعبة، وعلينا التعاون سويا للحفاظ على عائلاتنا”.
وتميزت المحطة ما قبل الأخيرة من زيارة غبطته لرابطة كاريتاس لبنان بزيارة مشروع “بيت الف” في الاشرفية الذي يديره مكتب الخدمات الاجتماعية للاباء اللعازاريين في الاشرفية بالشراكة مع كاريتاس النمسا الممول للمشروع وكاريتاس لبنان الذي يتابع الاطفال وعائلاتهم.” وكان في استقباله الرئيس الاقليمي للاباء اللعازاريين الاب زياد الحداد والقيم الاب طوني فياض والمسؤولين والمعلمين.
بداية، عرض الاب حداد النشاطات المدرسية التي ينفذها المعلمون الذين يواكبون الاطفال، لافتا الى تضحياتهم في سبيل خير هؤلاء الاطفال الذين هم من مختلف الجنسيات.
وكانت جولة لغبطته على صفوف الحضانة والروضتين الأولى والثانية والأطفال التلامذة الذين ينتمون الى جنسيات مختلفة. ومانحهم البركة. ورحب الاطفال بالراعي على طريقتهم، فأنشدواالترانيم وهتفوا بعبارات الترحيب، رافعين الاعلام اللبنانية. وفي هذا الإطار لفت الاب حداد الى ان عدد الاطفال الذين يستفيدون من هذا المشروع بلغ 127 مستفيد منذ تأسيسه.
بدوره، أثنى غبطته على التعاون بين رابطة كاريتاس لبنان والاباء اللعازاريين، منوها بعملهم الذي” يؤمن للاطفال الرعاية وهم في أعمار طرية في الوقت الذي تشهد فيه بيوتهم جروحا قوية. واكد “ان هؤلاء الاطفال بحاجة الى الشعور بالامان والطمأنينة ليبتعد شبح الصعوبات التي يعيشها اهلهم عنهم”.
وشكر غبطته “فريق العمل من مربين ومشرفين على المساعدة التي يقدمونها للاطفال لتخطي الجروح النفسية ويتمكنوا من عيش الفرح الذي رأيناه اليوم على وجوههم وهذا نتيجة لجهودكم.”
وختم غبطته متوجها الى فريق العمل قائلا: “انتم تزرعون شتولا في ارض طيبة فتعود بعدها الى مجتمع خال من الجراح، صغارنا هم رسل في بيوتهم، وعلى المجتمع اللبناني ان يدرك ويتعرف الى عمل كاريتاس والمساعدات التي يقدمها في هذا المجال، لذلك اتمنى على وسائل الاعلام تغطية هذه النشاطات الاجتماعية والانسانية لتأكيد وجود وجوه تحب وتبني وليس فقط اعلان الاخبار السلبية”.
ومساء، ختم غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته على مراكز رابطة كاريتاس لبنان بزيارة مستوصف مركزية كاريتاس في سن الفيل، حيث نظم له استقبال ملفت، وعلى وقع عزف فرقة الموسيقى انغاما وطنية ودينية ووسط حضور فعاليات اجتماعية ودينية ومسؤولين وقيمين ومستخدمين ومتطوعين اضافة الى شبيبة كاريتاس بلباسهم الخاص يتقدمهم الاب رولان مراد رئيس جهاز الاقاليم في كاريتاس لبنان والمرشد العام الارشمندريت جورج نجار. وبعد جولة على اقسام المستوصف اشارت المسؤولة مارولا سماحة الى الخدمات التي يقدمها المركز لنحو 900 مستفيد شهريا من خدمات طبية ومساعدات للبنانيين والاجانب من كافة الجنسيات.
بعدها انتقل البطريرك الراعي مع الحضور الى قاعة المحاضرات التابعة للمركز وكان عرض قدمه الاب مراد لأهم الخدمات التي تقدمها كاريتاس لبنان في كافة المناطق وللعقبات التي تواجهها.
وبعد لقاء اعضاء مجلس ومكتب كاريتاس ومسؤولي الأقسام اوجز رؤساء الأقسام لمهمات مراكزهم وتطلعاتهم والنتائج التي حققوها مشددين على انهم في خدمة الكنيسة ومعلنين التزامهم بتعاليمها.
وفي السياق نفسه وجه رئيس كاريتاس الاب بول كرم تحية شكر لاعضاء كاريتاس على “تفانيهم وتضحياتهم في خدمة الانسانية”، مستذكرا مدير البرامج والعمليات برونو عطية للانجازات الذي قدمها، سائلا الله ان “يمده بالصحة ليعود مجددا الى عمله”.
وشكرت مديرة كاريتاس ريتا رحيم فريق العمل الذي “يحمل تعاليم الكنيسة”، مثنية على حضور البطريرك الراعي ومؤكدة انه “يمنحهم البركة والدعم”، وقالت: “45 سنة من الرسالة في عالم مليء بالظلم والقهر ولكن الفرح يملأ قلوبنا لان ايماننا كبير ونحن سنتابع الحلم وكل ما نطلبه اليوم هو بركة صاحب الغبطة ونعاهده السير قدما.”
بدوره شكر البطريرك الراعي الحضور والقيمين وقال:”بعد الذين سمعناه من المسؤولين عن الاقسام لمسنا الفرح والاندفاع الذي يتحلون به. ونحن بدورنا نستلهم من نجاحاتهم الكلمات. لقاؤنا معهم جعلنا ندرك ونلمس الفرح الذي يعملون به، وهذا يزيدنا يقينا بأنكم تخدمون محبة المسيح بكل ما للكلمة من معنى، وتؤكدون على وجود محبة الروح القدس في قلوبكم”.
واضاف غبطته: “انه عمل الروح الذي يجمعنا، ونحن مع مجلس البطاركة والاساقفة نقدر ما تقوم به رابطة كاريتاس ونشجع اخوتنا على التعرف اكثر الى اعمالها ونشاطها في خدمة للكنيسة، اضافة الى الشفافية التي تعمل من خلالها والتي تعطي الثقة للمانحين”.
وحث غبطته الجميع على “تقديم المساعدة من خلال كاريتاس لبنان نظرا للجهود والتضحيات والخدمات الانسانية التي تقدمها”.
وختم شاكرا المشرف على رابطة كاريتاس المطران ميشال عون متابعته ولأدق التفاصيل في عمل هذه الرابطة ومرافقتها لتصل دائما الى نتائج لخير الإنسان من دون اي تمييز. كما شكر الاب كرم على عمله معتبرا انه “كنز كبير وقد تجلت الثمار الجيدة للعمل الذي يقوم به من خلال الثقة المتبادلة بينه وبين طاقم العمل”.
واطلق البطريرك الراعي الطابع البريدي لكاريتاس الذي اصدرته وزارة الإتصالات بالتعاون مع ليبان بوست بمناسبة مرور 45 سنة على تأسيس الرابطة. وقدم الأب كرم إلى البطريرك الراعي الرقم الأول من هذا الطابع. ثم رحب غبطته بالمطران سمير مظلوم، الذي ترأس رابطة كاريتاس في السبعينيات مثنيا على “الأساس المتين الذي وضعه في قاعدة بناء كاريتاس الذي ينمو يوما بعد يوم.”
بدوره، اعتبر المطران مظلوم ان “هذا الأساس المتين سببه بركة صاحب الغبطة الذي كان مرشدا لكاريتاس وبركة الكنيسة”، متمنيا لهذه المؤسسة “النمو أكثر فأكثر لان الحاجات كثيرة، والوطن في حاجة إلى وجود الكنيسة بجانبه، لا سيما في عمل المحبة والخدمة والعدالة الاجتماعية”.
وشدد مظلوم على أن “الوطن بحاجة إلى التأسيس على العدالة الاجتماعية”، مشيرا إلى أن “كاريتاس لبنان يجب ان تتحول إلى أداة لنشر هذه العدالة وتغيير جبلة الوطن”.
بعدها، كرس البطريرك الراعي المذبح الجديد لكابيلا المركز التي حملت اسم الطوباوي يعقوب الكبوشي الذي اعتمدته رابطة كاريتاس لبنان شفيعا لها، وبارك ذخائر القديسين شفعاء كاريتاس الدولية مارتان دو بوريس والأم تريزا دو كالكوتا والأسقف الشهيد اوسكار روميرو، ورفع الستارة عن لوحة تخلد المناسبة.
ثم ترأس غبطته قداسا احتفاليا في مركز كاريتاس الرئيسي – سن الفيل، بحضور بطريرك السريان الكاثوليك يوسف الثالث يونان، بطريرك الارمن الكاثوليك غريغوار العشرين، ومشاركة المطارنة ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان، ميشال عون، سمير مظلوم، بولس مطر، وكميل زيدان، وجهاد بطاح، الرئيس العام للرهبنة الأنطونية قدس الأباتي مارون أبو جوده، الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة قدس الأباتي مالك بو طانوس، والآباء: بول كرم وشربل بو عبدو وبول مطر.
وحضر القداس وزير الاتصالات جمال الجراح، وزير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، النائب غسان مخيبر، المطران، وفاعليات رسمية وسياسية ودينية ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات مدنية وعسكري واعضاء رابطة كاريتاس لبنان.
بعد الإنجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة قال فيها: “إيمان ومحبة وعدالة اجتماعية، هذا هو مضمون إنجيل اليوم كما هو مضمون رسالة مار بولس التي سمعناها، ومضمون هذا المكان والأمكنة التي زرناها منذ الصباح”.
وتابع غبطته: “إن الإيمان بالله يعني إيمانا بالذات وبالكنيسة وبالمجتمع وبالدولة، وبكل من يعطي من ذاته ومن قلبه. الايمان هو العطية الفضلى التي يعطيها الله للانسان. لا نستطيع ان نبني حياة من دون إيمان. والمحبة التي أنشدها بولس الرسول هي ترجمة الإيمان، فمن يؤمن يحب، ومن يحب يعطي من دون حساب. هذا ما نحتاج إليه كل يوم في حياة المجتمع والكنيسة والدولة.”
واضاف غبطته:” اما العدالة الاجتماعية فهي تعني أن يعطى كل إنسان الحق بأن يعيش بشكل لائق على هذه الأرض، و الثلاثية التي ترتكز عليها حياتنا وعمل رابطة كاريتاس لبنان هي إيمان ومحبة وعدالة اجتماعية. لقد احتفلنا اليوم بتبريك كابيلا على اسم الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي، الذي اعتمده كاريتاس شفيعا له، ووضعنا ذخائر القديسسين مارتن دو بوريس والام تريزيا دو كلكوتا والاسقف الشهيد أوسكار روميرو، ليكونوا شهودا على خدمة الرسالة والمحبة لكاريتاس. زرنا مراكز كاريتاس اليوم، وشاهدنا بأم العين الإيمان والمحبة والعدالة الاجتماعية سواء في مركز مار مخايل الذي يعطي بكل سخاء، أم في بيت الأمان الذي يحمي سيدات غريبات عن لبنان، اونظارة الأمن العام حيث لمسنا التعاون العميق بين كاريتاس والأمن العام. وتقاسمنا لقمة محبة، وأكلنا أطيب خبز وطعام في مطبخ كاريتاس، وانتقلنا إلى فرح كبير بزيارة أطفال بيت “ألف”، والتقينا أطفال الحضانة والروضات الأولى والثانية من الجنسيات المختلفة. رايناهم يعيشون الفرح العظيم من جراء المعاملة الممتازة التي تقدمها لهم كاريتاس. وخلال لقائنا في المستوصف المركزي بالشبيبة وكوادر كاريتاس لبنان ومجلسه التنفيذي اختصرنا ما يعيشه كاريتاس من إيمان ومحبة وعدالة اجتماعية في كل مراكزه، ومن خلال ال750 موظفا وعملهم الناشط في خدمة أشخاص محرومين”.
وقال غبطته: “شكرا لله على رابطة كاريتاس التي تخدم ليس فقط باسم الانسانية، وإنما أيضا باسم الدولة اللبنانية، علينا دعمها بالصلاة وماديا لكي تساعد إخوتنا على تجاوز محنهم”.
وشكر الوزير الجراح على “إصداره الطابع البريدي الخاص بكاريتاس في ذكرى مرور 45 عاما على تأسيسها”، متحدثا عن “معناه الذي يمثل انحناءة رجل لمساعدة رجل آخر على النهوض”، وقال: “يمكن لكل واحد منا في الكنيسة والحكومة والمجلس النيابي والإدارة أن يحمل في قلبه هذا الطابع، ويعيش انحناءة المحبة نحو الضعيف، فمجتمعنا ودولتنا مدعوان للانحناء نحو الشعب الذي يتطلع إليهما، فليساعداه على النهوض من كبوته الاجتماعية والاقتصادية”.
وختم غبطته: “نذكر كل المحسنين في قداسنا، والذين خدموا كاريتاس وما زالوا، ومن سبقنا، ونرفع التمجيد لله ليزرع في قلوبنا جميعا الإيمان والمحبة وروح العدالة الاجتماعية”.
وقبيل البدء بالقداس، ألقى رئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم كلمة شكر فيها “للبطريرك الراعي تخصيصه نهارا كاملا لزيارة مراكز رابطة كاريتاس ولقاء اطباء المستوصفات ومسؤولي الأقسام والمستخدمين والمتطوعين”.
كما شكره ل”إطلاقه الطابع البريدي الخاص بكاريتاس وتكريسه المذبح الجديد لكابيلا كاريتاس والاحتفال بالذبيحة الالهية”، معتبرا أن “هذا هو فعل شكر لكل العطاءات الخفية والظاهرة لمن آمنوا بالإنسان وكرامته وحريته”.
وتطرق كرم إلى “وضع المجتمع الصعب، في ظل أزمة النزوح من سوريا والعراق، هربا من المآسي”، لافتا إلى أن “الفقر يزداد وكلفة الاستشفاء من الأمراض المستعصية باهظة”، وقال: “رغم كل ذلك، وباسم عائلة كاريتاس، نصرخ باعتزاز 45 عاما ولا نتعب”.
واعتبر كرم أن “زيارة البطريرك الأبوية وبركته الرسولية تشكلان حافزا جديدا لرابطة كاريتاس”، وقال: “إن مجتمعنا اليوم تطاله حالات حرمان وجهل ونقص عمل وعبودية وغيرها، ولكن سنتابع العمل على أمل أن يتحسس كل مسؤول مؤتمن على مقدرات وخيرات هذا البلد. ومع مسيرة العهد الرئاسي، نتطلع معكم ونأمل أن يدعم الجميع، من وزارات وأصحاب مبادرات، عمل وأنشطة كاريتاس لبنان”.
PHOTOS: Patriarch Rai Activity_A day with Caritas_Beirut_3.11.2017