ملخص عام لليوم الخامس من زيارة البطريرك الراعي الراعوية الى أبرشية سيدة البشارة في أفريقيا الغربية و الوسطى الممتدة من ١٠ ولغاية ٢١ تشرين الأول ٢٠١٩
زيارات رسولية
بزخم روحيٍّ كبير واصل صاحب الغبطة والنيافة زيارته الراعوية في يومها الخامس إلى أبرشية سيدة البشارة في إفريقيا الغربية والوسطى، وفي يومها الثاني في بوركينا-فاسو. وكان ختم ليلة البارحة بعشاء أقامته على شرفه الجالية اللبنانية وتحدّث فيها كلّ من كاهن الرعية الخوري فادي البستاني وسعادة القنصل الفخري للبنان السيد جوزف الحاج وغبطة السيد البطريرك.
كلمة كاهن الرعية كانت كالتالي:
“صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق، نيافة الكردينال فيليب اويدراغو رئيس أساقفة واغادوغو، صاحب السيادة المطران سيمون فضول راعي أبرشية سيدة البشارة، حضرة قنصل لبنان الفخري السيد جوزف الحاج، حضرة القناصلة الفخريين، حضرة الآباء المحترين، حضرات الأخوات المحترمات، إخوتي وأخواتي الأعزاء.
بفرح عظيم نجتمع هذا المساء في كنيسه سيدة لبنان في واغادوغو، في منتصف شهر الوردية وتحت حماية قلب مريم الطاهر الذي كرّستم يا صاحب الغبطة وطننا العزيز لبنان له.
المناسبة تصبح استثنائية بحضوركم الساهر، رغم كل التحديات أخذتم المبادرة لإقامة هذه الزيارة الراعوية التي طال انتظارها.”
وتابع الخوري البستاني هاتفًا: “اسمحوا لي أن أهلّل وأهتف نيابة عن هذا كل الجمهور الفاضل الحاضر ههنا وباسم جميع أبناء الرعية، وأجاهر بشرف: أهلا بكم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والأب الضامن لإيماننا في إفريقيا وقي كل أرض يسكنها إيمان آبائنا بالشركة التامة مع إيمان الرسل والكرسي الرسولي الذي نحيّيه بشخص القائم بالأعمال المونسنيور لوكاس كانادي.
اليوم، وأكثر من اي وقت مضي، نشعر بالاطمئنان لمحبتكم الأبوية. ونحيي أعضاء الوفد المرافق المحترمين الذين بمرافقتك، يجسدون صورة الوحدة المطمئنة التي تميز كنيستنا المارونية.”
وحيّا مطران الأبرشية وكلّ الجماعة الحاضرة قائلاً: “كما نحيّي أيضا، وبمودّة كبيرة وبعرفان، المحبة الراعوية لأسقفنا المطران سيمون فضول الراعوية، وغيرته الرسولية، مع جميع العمّال الراعويين في أبرشيتنا: الكهنة والمكرسين والمكرسات والمؤمنين الذين تكرّسوا لإعلان الإنجيل. ونرحب أيضا في هذا المناسبة السعيدة إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات، في الواقع كيف لا نحيّيكم ونحن في بيت البشارة، الابرشية التي تحمل اسم وحدة لبنان، العيد الذي يوحد المسيحيين والمسلمين.”
وبالختام قال ما يلي: “نعم، مسكننا هذا مبارك ببركاتكم. هو لشرف عظيم وفرحة كبيرة تغمرنا في إفخارستية الوحدة هذه! نرفع لك كل المجد يا رب اليوم لأن رسالتنا مدعومة اليوم أكثر فأكثر ومنطلقة بشكل كامل بزيارتكم الأبوية، يا راعي البشارة في أبرشيتكم (سيدة البشارة). طالبين بركتكم يا صاخب الغبطة، إطمئنّوا، أنتم دائمًا في صلاتنا. وشكرًا.”
أمّا كلمة سعادة القنصل فكانت الآتية ذكرها:
” نرحب بكم يا صاحب الغبطة باسم الجماعة الراعوية والجماعة اللبنانية في بوركينا فاسو لقد تشرفنا بزيارتكم التي أضفت جوًا من المحبة والفرح والأخوة
اسمحوا لي بداية ان استذكر في هذا اليوم المميز جميع الذين سقطوا من جراء يد الغدر والموت التي طالتهم ونرفع صلواتنا لراحة نفوسهم ولتوبة الذين يزرعون ثقافة الموت فلنقف دقيقة صمت عن ارواحهم
أنتم اليوم يا صاحب الغبطة بين ابنائكم وبناتكم وفي البلد الذي فتح لنا ابوابه ليكون على غرار بلدنا الحبيب لبنان.
لقد منحنا هذا البلد كل ما هو ثمين لقد منحنا السعادة والأمن والسلام وعاملنا كأبنائه ونحن من دون هذا الاندماج والمعاملة لما كنا ما نحن عليه اليوم ولم نشعر يوما باننا غرباء ونتيجة لهذه الضيافة الأسطورية ثمانين بالمئة من الجالية اللبنانية التي يبلغ عددها نحو ١٣٠٠ شخص في هذا البلد نالت الجنسية البوركينية.
وبفعل مناخ الأمن والاستقرار المتوفر للجالية اللبنانية تمكنت الأخيرة من المشاركة في تطوير مقدرات البلد في قطاعات مختلفة بدءًا من الاستثمار مرورًا بالتربية والتجارة وصولًا الى الصناعة.
والجالية اللبنانية موجودة منذ أكثر من عقد في بوركينا فاسو ونعلمكم ان اول لبناني وطأت قدماه هذه الأرض كان في العام ١٩١٤ وعلى الصعيد الكنسي تتميز علاقتنا بالكنيسة الأم وذلك بفضل رعايتها الدائمة لنا ففي العام ١٩٩٩ بنينا اول كنيسة للموارنة هنا ونحن نرفع فيها صلواتنا ونمارس طقوسنا المارونية التي نعتز بها.
نشكركم يا صاحب الغبطة باسم الجميع هنا ونسألكم ان تحملونا وبوركينا فاسو ورئيسها في صلواتكم.”
من جهته شكر البطريرك الراعي الجماعة الحاضرة على استقبالها وعلى وحدتها وعلى تعلّقها بلبنان وجاء في كلمته:
“أشكركم على حسن الاستقبال وأنا لم أفاجأ لرؤيتكم مجتمعين كجماعة الليلة وسط اجواء مميزة ملؤها التناغم والمحبة وهذا ما نلحظه دائما في خلال زياراتنا الراعوية الى بلدان الانتشار نلاحظ هذا العدد الملفت من اللبنانيين ما يدفعنا للتساؤل عمن بقي في لبنان إذا؟ وأجبته ان هذه الجماعة موجودة هنا ولكنها على تواصل مستمر مع وطنها لبنان وهي تحتفظ بالحنين الى بلدها الأم وهي تتابع أخباره.”
وتكلم عن التواصل الدائم مع كنيسة لبنان والقيم اللبنانية ونقلها لبوركنيا فاسو بقوله: “وللكنيسة والابرشيات والرعايا تأثيرهم المباشر على الحفاظ على هذه العلاقة. وأبناؤنا في بلدان الانتشار هم سفراء حقيقيون لبلدانهم فينقلون التراث والقيم الإنسانية والثقافة الخاصة ببلدهم الأم الى الدول التي يعيشون فيها ولطالما سمعنا من مسؤولي وسلطات هذه الدول ومن كنائسها الكلام الجميل عن جالياتنا بأنهم شعب طيب ومجتهد يساهم في نمو وتطور البلد الذي يحتضنه.
وهذا امر نفتخر به كثيرا ونقدره عاليا فهم ايضا يساهمون في دعم عدد من الأنشطة في بلداتهم في لبنان وهم اوفياء تجاه بلدهم الأم وتجاه بوركينا فاسو بلدهم الثاني وهم يتعاونون مع السلطات المدنية والرسمية من اجل ازدهار البلد.”
وناشد غبطته المجتمعين للوقوف إلى جانب لبنان بقوله: “لبنان بمساحته الصغيرة التي لا تتجاوز العشرة آلاف كلم وسكانه الذين يبلغ عددهم نحو ٤ ملايين نسمة يستقبل على ارضه نحو مليون ونصف مليون نازح سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني اي ان عددهم يوازي نص عدد سكان لبنان ومع هذا الثقل الكبير الذي يتحمله لبنان والذي يفوق قدرته بأضعاف يغادر أهل البلد ارضهم مع خطر فقدان هويتنا على المدى البعيد إذا ما استمر الرضع على نار هو عليه.
لم نشأ يوما إغلاق أبوابنا بوجه السوريين واستقبلناهم في بيوتنا وعلى ارضنا في انتظار ان يعودوا الى ارضهم الا ان الأسرة الدولية غير مكترثة ولا تريد ايجاد حل لهذه الأزمة ناهيك عن كون مسألة اللاجئين الفلسطينيين لم تحل وهي التي مر عليها سنوات طويلة والشعب الفلسطيني يعيش في المخيمات في ظروف مأساوية وسط انتشار السلاح داخل المخيمات والأسرة الدولية حتى اليوم لم تحرك ساكنا.
أقول هذا الأمر أمامكم لأننا بحاجة الى أصواتكم ترتفع في آذانكم وتدعو الى إنقاذ لبنان.
أضف الى ذلك ان لبنان بلد الرسالة للشرق والغرب يحتاج الى صوتكم لتتحرك الأسرة الدولية وتجد حلولا تريح المواطنين.”
وختامًا كانت دعوة صريحة لغبطته لأبناء الجالية إذ قال: “أنتم يمكنكم كجالية لبنانية في بوركينا فاسو ان تسألوا المسؤولين في لبنان لماذا يحرمونكم من هذه الفرصة ببناء البلد. نحن نتكل على صوتكم.”
بهذا ختم غبطته اليوم الأول لزيارته بوركينا فاسو. أمّا اليوم الثاني فكان أيضًا حافلاً باللقاءات وكان محطاته ثلاث.
بداية كانت زيارة لمدرسة سيدة لبنان في المجمّع الرعوي ويشرف على إدارتها راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات ورحّبت بغبطته الأخت ريما نادر المسؤولة عن المدرسة قائلة: ” باسم الهيئة التعليمية وجمعية أخوات القديسة تريزيا الطفل يسوع المارونيات، وباسم أهالي الطلاب، نرحّب بكم، يا صاحب الغبطة والوفد المرافق الموقّرين، في بوركينا فاسو.”
وتابعت بقولها: “مدرستنا هذه هي كمثل عائلة الناصرة، مرتع للقيم يجمع بين جميع الطبقات الاجتماعية، الإفريقية، اللبنانية، المسيحية والإسلامية. نحييكم باسم الله أبينا، الرحمن الرحيم، إله المحبة والغفران. نحن سعداء انكم معنا لأنكم لنا أب بطريرك وزيارتكم سوف تؤكد وحدتنا إلى الأبد. يا أبانا البطريرك، الكلمة لكم، أولادكم يصغون.”
بدوره شكر غبطة السيد البطريرك الهيئة التعليمية وإدارة المدرسة على استقبالهم وألقى كلمة تشجيعية كانت كالتالي:
” أحيي جميع الأطفال واشكرهم على هذا الترحيب. أصابتني الدهشة عندما أيقنت أنّ الأولاد هنا يحصلون على تعليم مثلّث: أولا تعليم الولاء للبلد بوركينا فاسو وقد عبّروا عنه في النشيد الوطني، وتعليم الولاء لبلدنا الأصلي الذي أعرب عنه النشيد الوطني اللبناني والتعليم الثالث هو التربية الدينية: التعبّد لسيدة لبنان التي عبرت عنها الترنيمة الموجهة لسيدة لبنان. أهنئك حقًا يا أختي على هذا التعليم المثلّث، أشكرك مع الهيئة التعليمية بأكملها: أستاذة وأهل وطلاب.
وتمنّى للمدرسة ولإدارتها الازدهار والنمو بقوله: “ونتمنى مع الأسقف المحلي المطران سيمون فضول مع الوفد القادم من لبنان، نتمنى لكم دائما الازدهار والنجاح، بحيث تنمو هذه المدرسة قليلا بقليل. أحيي كاهن الرعية الأب فادي، أحيي قنصل لبنان ولجنة الكنسية والشخصيات المتواجدة معنا. هي جماعة صغيرة هنا، لكن كل شيء يبدأ صغيرًا. هذه البذرة من الإنجيل هي الأصغر ولكن بعد ذلك، ومع الوقت تصبح شجرة. أهنئ جميع الذين كانوا في أساس بناء هذه المدرسة. الله، وبشفاعة سيدة لبنان، يبارك المدرسة فتنمو أكثر فأكثر بالنجاح والازدهار.”
وفي الختام خاطب الطلاب قائلاً: “ولكم جميعا يا أعزاءي الطلاب، أتمنى النجاح في جميع صفوفكم وسنواتكم. شكرا لك للترحيب، شكرا لك على حبكم، لكم حبّنا. كونوا دائما في الفرح واستعدوا جيدا لمستقبلك، فإنه على مقاعد الدراسة حيث يعدّ كل واحد منا مستقبله. أتمنى لكم يوما طيبا ودوام النجاح كل يوم وكل عام. “
واحتفل غبطته بالقداس الإلهي في كنيسة مار شربل في كولوبا – بوركينا فاسو، وفي مستهل القداس ألقى رئيس أساقفة بوركينا فاسو الكردينال فيليب اويدراوغو كلمة ترحيبية بغبطته. أبرز ما جاء فيها:
“صاحب الغبطة، بعد الشكر لله ولكم، يأتي الشكر الكبير للجالية اللبنانية بشكل عام، وعلى الأخص أفراد عائلة رعية سيدة لبنان المميزة، شكرا لك يا صاحب الغبطة على الاحتفال الليلة الماضية، حسب الليتورجيا الجميلة وفقًا للطقوس المارونية، صحيح أننا لا نفهم اللغة العربية لكننا نقدّر ما عشناه معكم، وأود أن أشكر الجالية الكاثوليكية، الكاثوليك الموارنة على وجودهم المميز هنا معنا وبيننا .
ونحن نشكركم على تواجدكم معنا هنا، هذه الزيارة المشجعة والضامنة لكل تضامن أخوي ناشط. نشكركم أيضًا على رعايتكم الملموسة على مستوى الكنيسة بشكل عام، في أبرشياتكم الممتدة في بقاع الأرض والشاهدة للبشرة السارة، كما يريدها المسيح ويشدد عليها البابا فرنسيس وقد أراد أن يكون شهر أكتوبر هذا بمثابة شهر مميز للبشارة.
نعم في الواقع الكنيسة موجودة للتبشير كما يقول البابا بولس السادس، كنيسة إرساليّة رسولية، حيث ينتشر بنوها في أقاصي الأرض، ترسل الكنيسة كل المعمدين كرسل بشارة وهذا ما يقوم به الموارنة هنا… “
وبعد الإنجيل المقدس ألقى السيد البطريرك العظة بعنوان الزرع الجيد هم ابناء وبنات الملكوت” قال فيها:
” المثل اليوم، الحَب الزرع الجيد، الذي زرعه الرب يسوع في حقل العالم، يريد كل واحد منا ان يكون هذا الزرع الجيد. والقديس شربل شفيع هذه الكنيسة هو زرعٌ جيدٌ بامتياز، زرعه الله في حقل العالم في حقل لبنان تحديدًا في حقل الكنيسة المارونية في حقل الرهبانية اللبنانية المارونية الجديدة في الدير في المحبسة فعاش زرعًا جيدًا بكل معنى الكلمة، ففي الحياة البشرية بصلاته الخفية في الدير والمحبسة كان يسند حياة الكنيسة واليوم والى الأبد وهو يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. لا أحد منا يستطيع أن يحصي ان النعم وثمار الخير التي يزرعها في النفوس والقلوب في القارات الخمس. ليس فقط العجائب التي لا تحصى ولكن الثمار الروحية التي يثمرها في قلوب المؤمنين. كثير من الناس يجهلون لبنان بحد ذاته واين هو على الخريطة لكنهم يعرفون القديس شربل، ذلك لأنه يخاطب القلوب، يتكلم لغة جميع الناس.”
وخاطب أسرة رستم قائلاً: “أسرة فادي رستم العزيزة، كانت ردة الفعل عندكم وفاة فادي والمرحوم عمر نسيبكم وكل اللبنانيين اللذين راحوا ضحية وغيرهم من أهالي بوركينا، لكن هذا الجرح العائلي الذي اصابكم بالصميم كان جرحًا بليغًا في قلوبكم وفي قلوب الوالدين، الله يرحم الوالد ويعطي العمر الطويل للوالدة، ردة الفعل كانت هذا الإيمان فأنشأتم وأسستم هذه الكنيسة ايماننًا منكم أن موته المأساوي وموت نسيبكم عمر هو انتقالٌ إلى الملكوت. بهذه الكنيسة أنتم مدركون انهما هنا في سر ذبيحة الرب. الذبيحة التي تحتفلون بها على المذبح مع كاهن الرعية والكهنة انتقلت الى البيت فأصبحت ذبيحتكم الشخصية وفي كل مرّة تلتقون سواء في كنيسة مار شربل أو في كنيسة سيدة لبنان أو في اية كنيسة تتذكرون انهما وكل موتانا حاضرون في ذبيحة القداس. هذه هي النعمة الكبرى، هذا هو الحب الكبير الذي اعطاه الرب يسوع للكنيسة والمؤمنين أن موتانا أحياء في سر القربان، هنا نلتقيهم على المذبح، ليس في ظلمة القلوب هناك يركضون على رجاء القيامة لكنهم هنا أحياء. هذا ما أردتم أنتم أن تقولوه بتأسيس هذه الكنيسة. وأنتم يسعدكم كثيرًا عندما يأتي كاهن الرعية ويحتفل تشعرون أكثر فأكثر بحضورهم هنا.”
وتابع غبطته قائلاً: “نحن نسأل الله ان نجعل كلنا من حياتنا زرعًا جيدًا يريده الرب. أنتم زرع جيد هنا في ارض بوركينافاسو وفي اي مكان، لكن نحن هنا في بوركينافاسو، هويتنا اننا زرع جيد. كيف زرع جيد نحمل صورة الله زرع جيد، معمدون بالمسيح وممسوحون بالميرون وجعلنا زرعًا جديدًا في حقل هذا العالم.
نتناول جسد الرب ودمه لنكون زرعًا جيدًا لكي نثمر كما يثمر الزرع الجيد فتعطي الحبة مئة هذا هو معنى وجودنا في في اي مكان ومعنى وجودكم في وغادوغو خاصة وفي بوركينا فاسو عامة. هذه الهوية يعطينا اياها مار شربل في انجيل اليوم. الانجيل الذي يتلى في يوم عيده وها هو كما يقول الرب في الانجيل يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب. نحن مدعوون لأن نتلألأ في ملكوت الآب. لكن الطريق الحق هو أن نكون ونحافظ على هويتنا، زرعًا جيدًا زرعه الرب في حقل عالمنا وفي حقل الكنيسة، وفي حقل العائلة، وفي حقل الدولة.”
وتكلّم عن حياة القديس شربل سفيع الكنيسة قائلاً: “نطلب شفاعة القديس شربل الذي عرف أن يعيش بامتياز هذا الزرع الجيد في البيت الوالدي في بقاعكفرا، عاش مسيحيا حتى عمر ال ٢٨ سنة وكانوا يسمونه القديس وهو بعده يعيش في العالم، أنه كان يعيش زرعًا جيدًا بمثله وصلاته. وعندما دخل دير الرهبانية الجديدة ممثلة بيننا بالمدبر العام منير فخري.
هناك أكثر فأكثر عاش جمال هذا الزرع الجيد وتقدس كل يوم أكثر من يوم ودخل المحبسة ليكون الذبيحة الالهية الكاملة للرب ولكي ينضج كزرع جيد مجبولاً من جميع الناس بعيدًا عن جميع الناس ولكن في اتحادٍ عميق مع الله بالمسيح وعندما فارق الدنيا الى ملكوت الآب تلألأ كالشمس في الملكوت السماوي وكانت العلامة كما تعلمون انه على مدى اسبوع بعد وفاته ليلة عيد ميلاد ليلة ميلاد ابن الله على الأرض، ولد في الملكوت فأشع النور على مدى اسبوع من قبره علامةً أنه كان يتلألأ كالشمس والى الأبد. نحن نمضي وينتهي زمننا وتنتهي حياتنا وكل انجازاتنا كبيرة او صغيرة وشربل يبقى صديق لكل انسان، نور لكل انسان. نصلي لكي نحن أقل نحافظ قدر ما يمكن على جمال هذا الزرع الجيد الذي زرعه الرب بيده.”
وفي الختام صلّى غبطته قائلاً: “ونحن نقدم هذه الذبيحة في ذكرى المرحوم فادي والمرحوم عمر وكل الضحايا اللذين سقطوا في تموز ٢٠١٤ في ذكراهم نحن نرفع صلاتنا اليك لكي ينعموا في رؤياك السعيدة ويكونوا لنا ولعائلتهم خير شفيع ولكي نعمل على مثال القديس شربل نحافظ على هويتنا وطبيعتنا كزرع جيد في حقل العالم والكنيسة باسم الآب والإبن والروح القدس. آمين.”
وخُتِمت الزيارة بالغداء الذي اقامه قنصل لبنان السيد جوزف الحاج على شرف غبطته في بوركينا فاسو. وأبرز ما جاء في كلمة سعادة القنصل كان ما يلي:
“بسعادة يعجز القلم أن يخط جمال وقعها على قلوبنا، نحن أبناء الجالية اللبنانية في بوركينا فاسو بحضور راس الكنيسة المارونية غبطة أبينا البطريرك الذي مجد لبنان أعطي له كيف لا وهو الحاضن تحت عباءته المباركة كل أطياف الشعب اللبناني في الوطن والمهجر.
إنها السعادة لا توصف أن تكون بيننا یا صاحب الغبطة. زيارة لا طالما اشتاقت اليها قلوبنا ومينا النفس بتحقيقها وانتظرناها لسنين طويلة حتى كان شهر مريم شهر تشرين الأول.”
وخاطب أبناء الجالية ذاكرًا علاقتها الدائمة بالبطريركية المارونية قائلاً: “وها أنتم بيننا، بين أولادكم أبناء كل الجالية اللبنانية الضاربة بالقدم هنا في بوركينا فاسو، الوطن الذي قدم لنا قدمنا له كل غال و ثمين فعشنا في ربوعه والوطن الأم و ساهمنا في نهضته و سعينا کی يكون تجذرنا أعمق في كأن نا روحيا من خلال وثاق المحبة بيننا و بين كنيستنا الأم عبر النيابة البطريركية في صربا، حيث أننا و ببركة صاحب السيادة غي نجيم راعي النيابة آنذاك وبهمة أبناء الجالية أخذنا نسعى لتشييد كنيسة لسيدة لبنان هنا في واغادوغو، وانطلق هذا المشروع في تسعينات القرن الماضي حتى أبصر النور صرحا كبير يضم الكنيسة والمدرسة وصالة كبيره.
وما كنا أنجزنا ما أنجزناه لولا بركة البطريركية المارونية ممثلة براعي النيابة في صربا أولا سيدنا غي نجيم وبعده سيدنا بولس روحانا اللذين دعمانا بمحبتهما وصلواتهما وإرسالهما الكهنة لخدمتنا يدا من الخوري ميشال جبور، الخوري فرنسيس حبيقه، الخوري جان فرح، والخوري أندره جعاره، ثم الخوري نبيل شلهوب وحاليًّا مع الخوري فادي بستاني وتكللت هذه البركة بتسمية راعينا صاحب السيادة سيمون فضول على أبرشية سيدة البشارة الفتية في أفريقيا.
هذه الغيرة الرسولية النابعة من قلب سيد بكركي كانت الشعلة الدائمة التوقد في قلب الجالية هنا في بوركينا، وكانت المدماك الأول وحجر الزاوية الذي على أساسه قام هذا الصرح المبارك.”
وتوجّه إلى غبطته بكلامٍ مؤثر قائلاً: ” فأنا وباسم الجالية اللبنانية التي أمثل وباسم لجنة وقف سيدة لبنان باسمي الشخصي وبوصفي قنصل لبنان الفخري هنا في بوركينا فاسو نرحب بكم ترحيب الأبناء بلقيا الأب العطوف ألحامل من أرز لبنان عبق قداسة ومن وادي قنوبين سيرة النعمة وفائض البركات ومن قديسي لبنان شربل ورفقا والحرديني ويعقوب الكبوشي وإسطفان نعمه حكاية شعب تجذر بالقداسة فكان صورتها البهية في أصقاع العالم الغافل عن الله وإنعاماته.”
وشهد أمام غبطته بإنجازات الجالية في بوركينا فاسو بقوله: “نعم يا صاحب الغبطة كان حلمنا أن نبني للأجيال ملاذا روحيا وواحة تربوية تساهم أكثر فأكثر بتجرنا في تراب الوطن ولو كنا بعيدين عنه، وما كنيسة سيدة لبنان الأخير شاهد على التفافنا نحو سيد بكركي وأسقف الأبرشية كاهن الرعية، ناهيك عن المدرسة التي تتبع المنهاج التربوي ال لبناني بكل تفاصيله فيتلقى أبناء الجالية الثقافة اللبنانية ويحيون في معنى ثروتنا الفكرية والعلمية لا سيما وأن أساتذتنا من ذوي الاختصاص، وكان للضرورة أن استعنّا بأساتذة من لبنان لدعم رسالتنا.
دون أن ننسى وثاق اللحمة بين كل أطياف الجالية اللبنانية مسلميها ومسيحييها، علاقة يشهد لها تاريخنا وحضورنا المميز هنا في بوركينا فاسو بحيث أن أعيادنا واحدة، جاليتنا واحده، عيشتنا واحدة ودربنا للخير العام واحدة.”
وختم قائلا: “فأهلا وسهلا بكم في قلوبنا يا صاحب الغبطة سائلين الرب بشفاعة سيدة لبنان وبركتكم الأبوية الخير والازدهار والتقدم لحضورنا في عالم الانتشار ليبقى مجد لبنان أيقونة سلام على جبين هذا العالم والسلام.”
هذه كانت أبرز المحطات في الجزء الثاني من الزيارة إلى بوركينا فاسو، غادرها صاحب الغبطة تاركًا فيها بركة وعبقًا من بخور أرز لبنان.
#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة
LINK TO GALLERY: www.media.bkerki.org
PHOTO ALBUM: President Burkina Faso Visit_14.10.2019
PHOTO ALBUM: Mass Burkina Faso_Africa_13.10.2019
PHOTO ALBUM:Africa Burkina Faso_St Charbell Mass_14.10.2019