زيارة البطريرك الراعي الى بلدة خربة قنافار في البقاع الغربي
زيارات رسولية
زار غبطة البطريرك الكردينال ماربشارة بطرس الراعي بعد ظهر يوم السبت 20 تموز 2019، بلدة خربة قنافار في البقاع الغربي، للإحتفال بالذبيحة الإلهية بمناسبة عيد مار الياس الحي، يرافقه راعي ابرشية زحلة للموارنة المطران جوزف معوض والمطران الياس نصار، وسط حضور رسمي وشعبي حاشد، حيث كان في استقباله عند مدخل البلدة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ، وزير الصناعة وائل ابو فاعور ممثلا بنواف التقي، النائب سيزار المعلوف ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، النائب هنري شديد، النائب السابق فيصل الداوود، وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز من منطقة راشيا، رئيس واعضاء المجلس البلدي، مختار البلدة وفعاليات اجتماعية ودينية وثقافية من ابناء البلدة والقرى المجاورة.
وازاح غبطته الستار عن نصب تذكاري يُخلّد ذكرى يوبيل ١٥٠ سنة على بناء كنيسة مارالياس رفع في باحة الكنيسة ثم بارك أعمال بناء المجمّع الماروني للرعية والمؤمنين الذين نظموا استقبالا لافتا من مدخل البلدة وصولا الى باحة الكنيسة تخللته مفرقعات نارية ونثر للورود وعزف للموسيقى الترحيبية.
ثم ترأس غبطته الذبيحة الالهية,عاونه فيها المطارنة جوزف معوض والياس نصار, وكاهن الرعية الخوري وسام بونصار، بحضور نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي, وزير الإعلام جمال الجراح، الوزيرين السابقين خليل الهراوي وايلي ماروني، النواب سليم عون ممثلاً الوزير جبران باسيل، هنري شديد، سيزار معلوف، والنواب السابقين : أمين وهبة، وأنطوان سعد, المحافظ كمال أبو جودة, مدير المخابرات العميد طوني منصور, العقيد حسان أبو ناصر أمين سرّ مديرية المخابرات, وفعاليات مدنية وعسكرية، ممثلي احزاب وتيارات سياسية، الأخويات والحركات الرسولية والكشفية.
قبيل القداس القى المطران معوض كلمة قال فيها:” ان حضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة, يعطي دفعاً لأبناء هذه البلدة وبلدات البقاع الغربي, من أجل تعزيز العيش فيها, والمحافظة على الأرض التي هي إرث العائلة, وعلامة الرباط بالبلدة, والانتماء الى الوطن. وحضوركم يشجّع على الثبات في الايمان ومتابعة مسيرة الشهادة التي بدأها الاسلاف.”
وأضاف: ” أعطت رعية خربة قنافار شخصيات مرموقة للوطن والكنيسة، وهي تشكّل في البقاع الغربي طاقة فاعلة للخير والبناء، من خلال حضور أبنائها فيها، والعمل معاً بقلب واحد على تقدمّها روحياً وانمائياً، ومن خلال مؤسساتها الزراعية والتربوية والصناعية والاستشفائية والسياحية “.
وختم المطران معوض قائلاً : ” لا يزال البقاع الغربي يحتاج الى اهتمام متزايد من قبل الدولة في مختلف مجالات الانماء, في سبيل خلق فرص عمل وترسيخ المواطنين في بيئتهم”.
وبعد الإنجيل القى البطريرك الراعي عظة قال فيها:
“لا يُقبل نبيٌّ في مدينته” (لو24:4)
وفي ختام القداس ألقى كاهن الرعية الخوري وسام بو نصار كلمة, قال فيها:” ان العائلات المارونية القنافارية قررت أن تطلب شفاعة مارالياس منذ لحظة تواجدهم في هذه الأرض الطيّبة, فبنوا هذا المقام, ووضعوا صورة شفيعهم فيها حاملاً سيف الايمان المسلط على عنق الكفر والالحاد وعبادة الاصنام”.
وبعد القداس بارك غبطته المجمع الراعوي, ثم كانت كلمة لفضيلة الشيخ القاضي عبد الرحمن شرقية, قال فيها :
” ان هذه الزيارة ليست راعوية فقط انما هي زيارة وطنية بامتياز, هي وصل للبقاع بالجبل, وللجبل بالساحل, ووصل لأجزاء لبنان التي تهتز في هذه الأيام بفعل أمور مؤلمة قد تأخذ طابعاً طائفياً أو مذهبياً, فيأتي أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة والفضيلة ليرمموا هذه الجسور وليبنوا هذه القواعد في النفوس. ولا بدّ من يد الرعاية أن تكون حاضرة, وحضور غبطة البطريرك الذي أسعدنا وأتحفنا وملأ قلوبنا بهجة وفرحاً, يشكّل بسمة خير وبركة, فأهلاً بكم في كل القلوب المحبّة, وفي قلوب كل اللبنانيين والوطنيين.”
وأضاف: ” ان الشراكة التي ناديتم بها منذ تولّيكم هذه المسؤولية الكريمة تتطلب من راعيها مراعاتها ورعايتها، فأنتم مثال الميزان، والميزان له كفّتان، والّلسان هو الذي يربط بين الكفّتين ويساوي بينهما، فأي نقطة في وطننا تشكو ألماً، تتطلّب من رعايتكم أن تكفكف هذا الخلل، والاّ فالشراكة لا تكون بين شريكين غير متساويين. وأنتم بما مُنحتم من سعة علم ووعي ورعاية وآفاق شاملة واسعة، تستطيعون أن تستوعبوا هذه الثغرات.”
وختم قائلاً :” ألا تذكر يا غبطة البطريرك ماذا فعلت قب الياس بمسلميها ومسيحييها عندما احتشدت على أبواب البلدة وسرتم أنتم جنباً الى جنب وقلت لك آنذاك ، نحن نهنّأ ونعزّي ونشارك أفراحها وأتراحها ؟ واليوم نقول في خربة قنافار، حللتم في قلوبنا أهلاً وفي أرضنا سهلاً”.
بعدها ألقى إمام بلدة تمنين علي السيد قاسم كلمة ترحيب قال فيها: ” تحيات وسلام الى غبطة البطريرك، رائد الحوار والفكر والموعظة الحسنة. من الجميل أن نلتقي وأن نتبرّك من هذه الوجوه. أنه الحوار، وما أجمل كلمة الحوار، الحوار الذي يعني الآخر، الانسان الذي تعيش معه وتفكّر معه، فمن جمال هذا البلد المتعدّد بطوائفه، أنه أيقونة الشرق الأوسط ، بجناحيه الاسلامي والمسيحي، وهو ما لا نجده في أي بلد في العالم، وهذا سرّ وجودنا وبقائنا معاُ، فهكذا تُبنى الأوطان، بالحوار والتفاهم والتعايش”
وأضاف :” أتوّقف اليوم لأتذكّر كلمات عظيمة ذُكرت في الكنائس، انها كلمات امام الحوار السيّد موسى الصدر، الذي دعى في كنيسة دير الأحمر وفي بكركي وفي كل لبنان، وقال ان الطوائف نعمة والطائفية نقمة. لهذا يا غبطة البطريرك، يُشرّفنا أن نأتي لاستقبالكم لنؤكد معاً على أهميّة حوار الأديان، فكلنا نؤمن بالله الواحد”.
وختم قائلاً :” ان وجود غبطتكم اليوم، يؤكد على ثوابت الوطن والعيش المشترك والوحدة الوطنية، وأهلاً بكم”.
بدوره ردّ صاحب الغبطة قائلاً :” لا يسعني أن أقول الاّ “فليَكن” لكلامكم، فما عشناه داخل الكنيسة من صلاة، عشناه الآن سوياً بالشكل الوطني والتعايشي. ان هذه البلاغة الرائعة التي تكلمتم بها، والصور التي قدمتموها، ان كان صورة الجناحين، أم صورة الميزان، هي حقيقة لبنان، ودعوتنا جميعاً للحفاظ على هذا التوازن بين مسلميه ومسيحييه، فهذه رسالتنا في محيطنا المشرقي والغربي. هذه الرسالة نؤمن بها ونعيشها، ولو مرّت بعض الصعوبات، فيجب علينا تجاوزها، وقد فعلنا هذا سابقاً، في خلال الاحداث المؤلمة التي تعرّض لها لبنان. ويقول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ان لبنان أكثر من وطن، انه رسالة، ويُضيف في ختام السينودوس، ان الذي خلّص لبنان من الحرب الأهليّة التي عاشها، هي ثقافة اللبنانيين وثقافة العيش معاً ، وهذا ما عكسته الكلمات التي تفضلتم بتلاوتها الآن”
وأضاف :” يضيع لبنان يوم تضيع هذه الروح والثقافة، ثقافة العيش المشترك، ولكنها لن تضيع، وعلينا أن نربّيها عند أولادنا وفي عائلاتنا ومدارسنا وجامعاتنا.
وختم غبطته قائلاً :” أريد أن أشكر حضوركم معنا، وكلماتكم اللطيفة، ومن هذه البلدة حيث أشعر أنني بين أهلي، وقد تذكرت كل المحطات التي سبق وزرتها ولقيت حفاوة غير مسبوقة”
ثم انتقل الجميع للمشاركة في العشاء السنوي لمناسبة عيد مارالياس, حيث ألقى الشاعر نزار فرنسيس بعض القصائد التي تحدثت عن مزايا صاحب الغبطة.
ومن ثم كانت كلمة لرئيس بلدية خربة قنافار السيد طوني شديد قال فيها : ” نحتفل اليوم بـ١٥٠ سنة على تأسيس كنيسة مارالياس التي ما زالت حتى اليوم تجمع أبناء البلدة الذين يحبونك ويعتبرونك بطريركاً غيوراً على مصلحة المسيحيين واللبنانيين. وان زيارتكم جعلتني أتخطى وجعي وألم الحادث الذي تعرضت له لأنه لا يمكنني تفويت هذه الفرصة, لأعدك بتجديد الولاء لكم وللكنيسة لمواجهة التحديات, وأسأل الله أن يعطيكم النشاط والصحة وأتمنى لكم العمر المديد.”
والقى النائب هنري شديد، كلمة، أبرز ما جاء فيها : ” ان الكلام في حضرتكم يا صاحب الغبطة، فرصة لا تسنح الا نادراً, وان الحضور معكم يُغنيني عن الكلام، وبشكل خاص كلّما تذكرت كلامكم الداوودي الذي تتوجه به الى الرعية لترتقي بها ومنها الى جيمع اللبنانيين والى المسؤولين السياسيين والاداريين، لتقويم مسار الحكم، انطلاقاً من مقولة، تعرفون الحق والحق يعرفكم”.
وختم شديد قائلاً: ” اذا كان على الكنيسة والكهنة قيادة أبنائها على طريق الايمان، فان على المسؤولين الاهتمام بشؤون المواطنين”.
وفي ختام اللقاء وزعت دروع تكريمية على أعضاء المجلس الرعوي السابقين تقديراً لعطاءاتهم.
link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org
PHOTO ALBUM: Khorbet Anafar Visit_20.7.2019