زيارة البطريرك الراعي الراعوية الى كندا


زيارات رسولية

 

بارك غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قصر المؤتمرات الجديد في كندا هاليفاكس بدعوة من مالكيه اللبنانيين آل رميا بحضور رئيس اساقفة هاليفاكس ويارمث المطران انطوني مانسيني الذي رحب بغبطته وبالجماعة اللبنانية في كندا ولا سيما آل رميا “الذين انجزوا قصر المؤتمرات في وقت قياسي،” منوها بانخراط اللبنانيين السريع في المجتمع الكندي وتفانيهم في اعمالهم على كافة الصعد.”

بعدها ازاح غبطته الستار عن تمثال المغترب اللبناني وكانت كلمة القاها القنصل وديع فارس اكد فيها على “الجهود التي بذلها اللبنانيون في كندا منذ زمن بعيد والتي شكلت ركيزة لحضور هذه الجالية المميز اليوم،” لافتا الى احتضان كندا الخاص للبنانيين واتاحتها الفرص لهم لتحقيق انجازاتهم، والمساهمة في بناء وتطوير الولايات التي يعيشون فيها.”

ووجه فارس تحية لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مرحبا بصاحب الغبطة و بالمسؤولين الكنديين الرسميين الحاضرين شاكرا لكندا احتضانها ودعمها لهم، ولا سيما لجهة بناء تمثال المغترب اللبناني تخليدا لاوائل اللبنانيين الذين هاجروا الى كندا، وزرعوا لبنانهم في كل بقعة وجدوا فيها.

والقى غبطته كلمة بالمناسبة قال فيها:” بتأثر كبير نتابع هذا اللقاء في مدينة هاليفاكس، واوجه تحياتي لرئيس مجلس الوزراء الكندي الحاضر معنا ورئيس مجلس النواب ورئيس بلدية المدينة، وللحضور الكريم. اول مغترب لبناني دخل الى كندا من هاليفاكس لذلك تسمى ببيت المغترب اللبناني الأول. وشكر غبطته كندا التي اعطت”شعبنا امكانية تحقيق ذاته وامكانية رد الجميل لها من خلال مساهمته في حياتها. وكلبناني اشعر بما يقوله هذا التمثال الناطق لنا من خلال كلمات ثلاث تختصر شعبنا اللبناني وهي الخروج من الأرض والمغامرة والطموح وهذا يجسد كل اللبنانيين الذين غامروا وتركوا وطنهم قادمين الى بلاد لا يعرفونها ولا يعرفون سكانها، يغامرون ويطمحون. ان الرسميين الكنديين تكلموا عن الشعب اللبناني وميزاته وهذا التمثال يخاطب اللبنانيين والمسؤولين اللبنانين في لبنان ليقول لهم ايضا كلمات ثلاث: انا خرجت من الوطن وقدمت التضحيات واطلب منكم الخروج من مصالحكم وحساباتكم الصغيرة على حساب لبنان. لا تخافوا فانا لم اخاف تركت ارضي واهلي ولكنني وجدت الكثير من خلال مغامرتي وانتم ايضا لا تخافوا من ان تتركوا مصالحكم الصغيرة لكي تبنوا وطنا ودولة فما تبنونه لمصالحكم الخاصة سيطير معكم ولكن الدولة هي التي تبقى وتعطيكم معنى لحياتكم.”

واضاف غبطته:” ويقول لهم هذا التمثال انا غامرت فغامروا انتم ايضا وسيروا الى الأمام لأنكم من دون مغامرة لن تتمكنوا من بناء دولة كانت موجودة ويتم تخريبها وانتم مسؤولون عن بناء هذه الدولة ذات الأعوام ال99 والتي سميت بسويسرا الشرق. نحن لا نقبل ان تكون من اواخر الدول اليوم غامروا ببنائها ولا تخافوا. وليكن عندكم الطموح اخرجوا من تقوقعكم ومن الحسابات الرخيصة ومن عالمكم الصغير واطمحوا الى العالم الأكبر فالكل ينظر الى لبنان ولا يمكنكم ان تجعلوه بمستوى حجمكم دعوه يكبر. انتم جاليتنا في كندا حققتم ذاتكم ولكنني اشعر بخوفكم على وطنكم الذي من اجله اتيتم لكي يكون على غرار الدول التي استقبلتكم ومن خلا ل هذا التمثال تقولون ما هو في قلوبكم.”

وختم غبطته:” في بداية التاريخ طلب الله من ابراهيم ان يترك ارضه وعشيرته لكي يبني امة. ما من احد يستطيع بناء شيء عظيم ان لم يخرج من ذاته ومن صغره. وابن الله يسوع المسيح خرج من الآب ودخل في مغامرة مع البشر وطمح وبنى الكنيسة التي ملأت الكون. ابراهيم بخروجه اسس شعبا بقدر رمال البحر، يسوع المسيح خرج من الآب وبنى الكنيسة وملكوت الله ملأ الكرة الأرضية. اول خطاب لقداسة البابا فرنسيس قال فيه ايتها الكنيسة اخرجي الى العالم. وهذه قصة شعبنا اللبناني يخرج يغامر ويطمح.”

 

عظة البطريرك رعية سيدة لبنان، هاليفاكس

قال غبطته:” انت هو المسيح ابن الله الحي انت بطرس الصخرة عليها ابني كنيستي.”

كل ما تفعلونه اليوم هو فعل ايمان يولد في القلب شجاعة وحبا للمسيح. هذا هو الأساس الذي عليه بنيت الكنيسة منذ الفي سنة والذي تبنى عليه كنيستكم في هذه الرعية التي كبرت وهي تنتقل الى المبنى الجديد. في قيصرية فيليبس المكان على سفح جبل حرمون الذي ينتهي بصخور شاهقة ينبت من تحتها نهر الأردن وهناك بنى هيرودوس الملك قصرا لإبنه فيلبس وهناك كانوا يعبدون الها وثنيا. لم يبق من كل ذلك سوى بعض الحجارة هناك سأل يسوع تلاميذه من يكون بالنسبة اليهم وكان جواب سمعان بطرس انت هو المسيح ابن الله الحي. استمد سمعان ايمانه من الموقع انت المسيح المنتظر ابن الله الحي ولست مثل القيصر وقصره الذي اندثر. انت الإله الحي وكان جواب يسوع طوبى لكيا سمعان هذا ليس منك بل هو نور من علو. وقال له مستوحيا من الصخور الشاهقة يا سمعان انت بعد اليوم تدعى الصخرة الحية وصخرة الإيمان انت صخر ناطق وعلى صخرة ايمانك ابني كنيستي التي لن تقوى عليها قوى الشر. هذه الكنيسة التي تبقى وتدوم الى الأبد وامامها تندثر كل الممالك وكل السلطات البشرية والأصنام. “

اليوم احتفلنا بما جرى في قيصرية فيليبس وبما فيكم من ايمان صلب تربيتم عليه في هذه الكنيسة وربيتم اولادكم عليه برعاية الأساقفة الذين ادوا الرسالة والكهنة ومعاونيهم هذا الإيمان الإلهي الذي نور عقولكم وولد في قلوبكم حبا للمسيح وشجاعة فبدأتم بمشروع الكنيسة الجديدة التي باركنا هيكلها. لولا هذا الإيمان في قلوبكم لما كنتم سخيتم لبناء هذه الكنيسة الجديدة المفخرة لكم ولنا جميع. كل شيء ينطلق من الإيمان الذي هو عطية من الله. يعطى الينا عندما ندرك الحقيقة التي نحبها ونصبح اهل شجاعة. المؤمن محب. وهو لا يسأل عن المال ولكن تذكروا ما قاله الرب ان لم يبن الرب البيت عبثا يتعب البناؤون . الذي يبني معكم هو الله وسيدة لبنان شفيعة هذه الكنيسة الجديدة ومجمعها ولذلك انتم لستم بحاجة لأن تسمعوا كلمة لا تخاف لأن المؤمن لا يخاف.”

الإيمان والشجاعة والحب انهم سر حياتكم وشجاعتكم ونجاحكم لذلك ككنيسة نفاخر بكم انتم المنتشرين في العالم سرتم جميعا على طريق الإيمان الذي هو نور الهي في عقولكم. سرتم على نور الحقيقة وصفاتكم هي الشجاعة والحب وما جرى في قيصرية فيليبس يجري اليوم في هاليفاكس المسيح هو هو والبشر يتغيرون اما المسيح فيواصل طريقه مع المحب والمؤمن والشجاع.

من خلالكم احيي كل ابنائنا في الكنيسة المشرقية واشكر من يمثلون الكنائس بيننا وجالياتنا في كندا وفي العالم اجمع.

 

 

وفي عشاء الرعية كانت كلمة للبطريرك الراعي جاء فيها: “هذا النهار هو يوم تاريخي في الكتاب المقدس كما يقول الرب تعالوا نسر ونفرح فيه. وهذا معناه ان الرب موجود بيننا هو الذي يوحي لنا بكل خير وحق وجمال. اهنئ رعية هاليفاكس على ما تمكنت من تحقيقه في خلال سنة على الرغم من الظروف الصعبة، وذلك بشفاعة مار شربل. كل الذي حققتموه كانت بارادة الرب بحضوركم في كندا وهاليفاكس وقد اثنى عليه المسؤولون الرسميون في كندا. نفاخر بان هذا الوطن الصغير اعطى قديسين معاصرين رفعوا على المذابح واعطى رجال الأدب والفكر والثقافة والفنون فنشكر ربنا على هذا الشعب اللبناني الذي زرع الفرح والحداثة والتقدم اينما حل. ولكن ما يؤلمنا ويؤلمكم ان هذا الشعب العظيم الذي اعطى الكثير لا يوجد قبالته جماعة سياسية عظيمة على مستواه. للأسف هناك هوة كبيرة بين المجتمع المدني اللبناني والمجتمع السياسي. بفضلكم وبفضل ابنائنا المقيمين والمنتشرين اجتمعت الأسرة الدولية في غضون شهرين لدعم لبنان وانتم تعلمون ان مؤتمر سيدر هو لدعم الإقتصاد اللبناني الذي يمر بمرحلة صعبة جدا جدا جدا، والتزم المجتكعون بتقديم معونات ومساعدات وقروض ميسرة بفوائد متدنية قيمتها 11 مليار دولار بشرط المباشرة بالإصلاحات. تمت الإنتخابات النيابية وكلف رئيس الحكومة الجديدة بتشكيل حكومة ولكننا اليوم في منتصف الشهر الرابع من دون حكومة والمجلس النيابي لا يستطيع القيام باي شيء والدول تنظر الينا متسائلة. فما هو هذا النوع من السياسة هذا يؤلمنا ويحزننا كثيرا. “

اضاف غبطته:” اتساءل معكم ماذا يقولون عنا. ما من حكومة البلد بحالة اقتصادية خطيرة وكل متمسك بمصالحه والدين يرتفع شبابنا يهاجرون ونحن نخسر قوانا الحية ماذا ستقول عنا الأسرة الدولية. هل يعقل انه ما من احد من بين المجموعات التي لا زالت على خلاف فيما بينها القول بان لبنان موجود وعلينا حماية الدولة اللبنانية ، هل هذا يعني ان لبنان غير موجود هل يعقل ان الولاء للذاتية وللشخصية وليس للبنان. هذا نرفضه رفضا قاطعا. الا يوجد ام للصبي الذي هو لبنان يضحي من اجل حياة لبنان. حتى الساعة لم نجد من هو ام الصبي في لبنان المستعدة للتخلي عن اغلى ما تملك من اجل حياة ابنها. بعد احداث ال58 مع انتهاء عهد الرئيس شمعون وبداية عهد الرئيس شهاب شكلوا حكومة طوارئ لكي تخلص البلد من التناحر تألفت من اربعة وزراء مع احترام القاعدة اي المناصفة المسيحية الإسلامية وتمكنت هذه الحكومة مع الرئيس شهاب ان تبني المؤسسة التي اسمها الدولة اللبنانية الحقيقية وانطلق البلد. انا شخصيا طلبت تأليف حكومة طوارئ من شخصيات لبنانية غير حزبية او تابعة لأي تكتل نيابي وعددها 30 وهي بدورها تتحمل المسؤولية وكما يدل عليها اسمها فهي حكومة طوارئ الفت لأمرين اولا اتمام الإصلاحات المطلوبة لمؤتمر سيدر في باريس للإستفادة من ال11 مليار ونصف المليار وتؤسس لوحدة وطنية بين الأفرقاء الذي يتبادلون الإساءات الشخصية ومن المستحيل ان يجلسوا معا. هم بحاجة لأن يتصالحوا مع بعضهم وهذا هو دور حكومة الطوارئ وانا لا ارى غير هذا الحل طالما لا يوجد هناك من يريد التضحية من اجل حياة لبنان. وبهذا الشكل يستفيد لبنان والجميع فينتعش لبنان من جديد ونتأمل ان يسمع احد ما الصوت. “

وختم غبطته:” لقد قدمنا هذا الطرح من اجل راحة الضمير. واعتبر انني اتحدث باسم شعبنا المتألم. وهو لاقى استحسانا عند البعض. لا يختلف اثنان على الفضل الكبير على المستوى المدني والرعوي والكنسي للقنصل وديع فارس الذي ارضى ربه بشخصيته وحقق كل ذاته.” 

________________________________________________

Click here for Photo Albums

Photos: Patriarch Rai visit to Canada_22.9.2018