زيارة البطريرك الراعي الى ابرشية زحلة المارونية – اليوم الثاني


زيارات رسولية

 

استهل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم الثاني من زيارته الراعوية الى أبرشية زحلة المارونية، بلقاء الهيئات واللجان والمجالس الراعوية في المطرانية.

كنيسة مار شربل ومزار السيدة العذراء

بعدها زار كنيسة مار شربل ومزار السيدة العذراء، حيث استقبله رئيس وجمهور دير مار انطونيوس للرهبنة اللبنانية المارونية.

 

مار انطونيوس الكبير في الكرك

ثم توجه برفقة المطران جوزف معوض الى رعية مار انطونيوس الكبير في الكرك، حيث بارك تمثال القديس انطونيوس البدواني الجديد في ساحة الكنيسة.

وبعد رفع الصلاة داخل الكنيسة، رحب الخوري ايلي بشعلاني كاهن الرعية  بصاحب الغبطة والوفد المرافق، معتبرا أن هذه الزيارة هي “تاريخية للبلدة، وهي تعزز فيها الرجاء للمضي بمسيرة الشراكة والمحبة.”

 بدوره، منح غبطته المؤمنين بركته الرسولية، شاكرا لهم حفاوة الإستقبال وداعيا اياهم الى التشبث بايمانهم لأنه السبيل الوحيد الى الخلاص.”

 

سيدة المعونات ومار جرجس – المعلقة

بعدها توجه غبطته الى المعلقة في زحلة، وقد نظم له استقبال شعبي ورسمي حاشد، بحضور أمين سر الرهبنة اللبنانية  المارونية الأب ميشال ابو طقة ممثلا الرئيس العام للرهبنة وآباء وكهنة وراهبات ورؤساء وممثلي هيئات سياسية وحزبية وعسكرية وتربوية واجتماعية واختيارية وبلدية.وحشد من المؤمنين. 

بداية، ألقى خادم رعية مار جرجس الأب انطوان بدر كلمة ترحيبية اعتبر فيها “هذا اليوم هو يوم تارخي، فالمعلقة التي استقبلت منذ مئتي عام ونيف ابنة حملايا القديسة رفقا، تستقبل اليوم ابن حملايا رأس الكنيسة المارونية صاحب الغبطة البطريرك الراعي، يحمل بركاته الأبوية لابناء المعلقة بكل كنائسها”. 

وتابع بدر: “بلدتنا بحق مدينة الشراكة المسكونية نلتقي فيها عائلة واحدة موارنة وارثوذكس وملكيين كاثوليك انسجاما مع شعار غبطتكم “شركة ومحبة”.

وأشار الى “الدور التاريخي والتجاري والحكومي البارز التي لعبته المعلقة على مر السنين، لافتا الى أن “أولى سرايا الجيش اللبناني تنظمت في هذه البلدة”. 

وختم بدر: “نقف اليوم لنستقبلكم وأنتم ما زلتم صوت الضمير والحق الصارخ في وجه الظلم والظالمين، حاملين قضايا الناس ومعاناتهم انسجاما مع رسالة البطريركية المارونية على امتداد الاجيال”. 

بدوره، وجه غبطته  تحية الى شعب المعلقة، لافتا الى أن “هذه الصفحة التاريخية أعادتنا الى الجذور لنكون حاضرنا ونستشرف مستقبلنا”، محييا “الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن زحلة وعن لبنان”.

وقال غبطته: “نعيش اليوم أزمة هوية، ولكننا لن نسمح بأن تستمر هذه الأزمة. عمرنا على الساحل اللبناني ألفي سنة. هناك تكونت أولى الجماعات المسيحية لنكون شهودا للانجيل والقيم، نحن متجذرون في هذه الارض، وشهداؤنا دفعوا ثمنا غاليا للحفاظ على لبنان، فعلينا أن نكون على مستوى هذا الدم الغالي، وأن نعيش هويتنا اللبنانية العريقة”. 

وختم البطريرك الراعي: “نتكل عليكم للمحافظة على الروح الوطنية والكنسية وجعل شبيبتنا تحب لبنان أكثر وتلتزم به أكثر”.

وفي الختام، قدمت الهدايا التذكارية لغبطته الذي زار كنيسة مار انطونيوس للروم الارثوذكس وكنيسة سيدة المعونات وكنيسة مار جرجس، في حضور فعاليات البلدة والمؤمنين الذين منحهم بركته الرسولية، والذين قدموا باسم رعاياهم الهدايا التذكارية. 

 

كنيسة مار الياس – حوش الأمراء

وتابع البطريرك الراعي زيارته فوصل الى باحة كنيسة مار الياس – حوش الأمراء، حيث استقبله المؤمنون يتقدمهم كاهن الرعية الأب طوني برهوم، السيدة الأولى منى الهراوي والوزير السابق خليل الهراوي وحشد من الفعاليات والمؤمنين ورجال الدين.

وألقت الهراوي كلمة قالت فيها: “من متابعتنا  لجولاتك الراعوية في لبنان وعالم الإنتشار، نتمثل بمسيرتك يا صاحب الغبطة على خطى المسيح في زياراته المدن والقرى تبشيرا. يا سيدي، يكون أن يصطدم عهدك البطريركي بالصعوبات الوطنية التي يجتازها لبنان وتعطيها من قلبك ورعايتك في هذا الزمن المحاط بأشواك الصليب، ولكن إيماننا بك كبير، في أنك الحضور المطمئن في هذه الحقبة المريرة من تاريخ لبنان. أقولها في ثقة اليقين كما عشتها قبل سنوات مريرة، فالرئيس الياس الهراوي عانى في عهده الصعب، أشواك الصليب، لكن الله قدره أن ينقل لبنان من تمزق الدويلات الى لحمة الدولة”.

وختمت الهراوي: “ها نحن اليوم معكم يا صاحب الغبطة على طريق الجلجلة التي تقود الى القيامة، قيامة لبنان من عذاباته، ونحن رعيتك التي تعرف انها معك، سوف نصل الى القيامة مهما طال زمن الآلام”.

بدوره، رحب غبطته بالحضور، مستذكرا “روح رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي”، لافتا الى أن الراحل كان قد “تلقى سر العماد في كنيسة مارالياس وحمل إسم شفيعها، وإنه بإيمانه الكبير إجتاز الصعوبات”.

وتابع غبطته: “الصعوبات ضرورة في حياتنا، وحوش الأمراء أعطت ولا تزال تعطي الأمراء بالمفهوم الديني ، أمراء بالمحبة والسلام والتواضع والأخوة. هناك الكثير من التفاهة في الحياة، ولكي يكون لهذه الحياة قيمة فعلية، علينا أن نكون الملح الذي يعطيها الطعم والقيمة، فكونوا هذا الملح الذي يحمي ايضا من الفساد، وليبدأ كل واحد منا بنفسه للحفاظ على عائلاتنا وبيئتنا من أي فساد”.

بعدها، رفع غبطته في  كنيسة مار الياس الصلاة، ثم تسلم الهدايا التذكارية. 

 

 

الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار مارون – زحلة

وظهرا ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار مارون – زحلة، عاونه راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزاف معوض، رئيس الرهبنة الانطونية الآباتي مارون أبوجودة والأبوان وديع الجردي وجوزاف أبوعسلي، في حضور فعاليات رسمية وسياسية من وزراء، ونواب سابقين وحاليين، هيئات رسمية مدنية، عسكرية، رؤساء بلديات، اتحادات بلديات، مخاتير ومجالسهم، رؤساء لجان راعوية، حركات كشفية، رسولية، رهبان، راهبات وحشد كبير من المؤمنين من أبناء المنطقة والبلدات المجاورة.

قبل البدء بالقداس، ألقى المطران معوض كلمة قال فيها: “تعبر زيارتكم يا صاحب الغلطة عن محبتكم لأبناء الكنيسة في هذه الأبرشية، وهذه مناسبة لننقل اليكم هواجسنا وآمالنا ملتمسين من غبطتكم أن تشملوها باهتمامكم. تزداد هجرة الشباب لبلداتهم بحثا عن العلم والعمل، لذلك ترى الأبرشية نفسها مدعوة الى العمل على تنمية هذا الإنتماء لدى المؤمنين، الإنتماء الى أرضهم وبلداتهم وعائلاتهم”.

وقال معوض: “زحلة مدينة نابضة بالحياة، تشهد على التعاون بين الأكليروس والمؤمنين بمختلف الكنائس، وتنتظر الإنتخابات النيابية التي نتمنى أن تحصل بتنافس حضاري، وباختيار مسؤول من قبل الشعب”، شاكرا للراعي وللمؤسسة الإجتماعية المارونية “المشروع السكني الذي أتمته في ضهور زحلة”، آملا في أن “يتم العمل على تنقية نهر الليطاني الذي هو شريان حيوي للمنطقة ودعم قطاع الزراعة على مساحة الأبرشية”.

وختم معوض بالقول: “أنتم البطريرك الراعوي والوطني، تقودون الكنيسة بكلمة الحق التي تنير البصائر، وتديرون شؤونها التنظيمية، وتعلون في الوطن صوت الضمير، وأنتم ما برحتم تدعون الى اداء سياسي واقتصادي متجرد ومنتظم يخدم المصلحة العامة، وأمام ما يواجه المواطن من صعوبات ويقود الى إيجاد تمويل مناسب لسلسلة الرتب والرواتب ولا سيما في القطاع التربوي، انه آداء يحفظ الدولة والمؤسسات، بعيدا عن الحسابات الفئوية وتدخلات النافذين. نشكر لكم هذه الزيارة التي جددت الأبرشية في مختلف المجالات في الرعايا والمدارس وزادتها ثباتا في الإيمان”.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان:

“تعظم نفسي الرب لأن القدير صنع لي العظائم” (لو1: 46 و49)، قال فيها: “تحتفل الكنيسة اليوم بحسب تقليد التقوى الشعبية بأحد الوردية المقدسة، وتتلو في الكنائس مسبحتها الوردية الكاملة بأسرارها الأربعة: الفرح، والنور، والحزن والمجد. وتتلوها وفقا للنية التي شاءتها السيدة العذراء في ظهوراتها في لورد سنة 1858، وفي فاطيما سنة 1917، وهي ارتداد الخطأة إلى التوبة وإيقاف الحروب وإحلال السلام، وتجنيب العالم كوارث الحروب والكوارث الطبيعية.

وتحتفل الكنيسة اليوم أيضا بعيد القديسة تريز الطفل يسوع.

إننا في هذين العيدين “نعظم الله مع مريم الكلية القداسة، على العظائم التي أجراها فيها، وأجراها على مدى تاريخ الكنيسة الخلاصي، وفي شخص القديسة تريز الطفل يسوع. وهو ينتظر من كل إنسان أن يكون معاونا له، لكي يواصل عظائمه كل يوم”.

أضاف غبطته: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية في هذه الكاتدرائية مع سيادة أخينا المطران جوزيف معوض السامي الاحترام، الذي أشكره على دعوتي لزيارة مدينة زحلة العزيزة، بعد أن زرنا في السابق معظم رعاياها، بل كلها. لقد شملت هذه الزيارة التي دامت يومين: جميع السادة المطارنة، وثماني رعايا، وسبع مدارس. فتفقدنا أوضاعها، وشجعنا على العمل الراعوي وخدمة الرسالة التربوية. وشددنا روابط الشركة الكنسية، وأثنينا على الوحدة والتعاون القائمة بين رعاة الكنائس الأجلاء، والعمل الرسولي المشترك.

إننا نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نية زحلة العزيزة، شعبها ورعاتها ومؤسساتها، ملتمسين فيض النعم والبركات، على الجميع”.

وتابع غبطته: “إن مدينة زحلة، عروس البقاع، تشكل نموذج الوحدة في التنوع،القائمة عليها الثقافة اللبنانية والنظام السياسي في لبنان. فلا يمكن أن يكون لبنان أحاديا في اللون أو الدين أو الحزب أو المذهب أو الرأي السياسي. ولا يمكن أن يحكم من فريق أو حزب أو جماعة دينية أو مذهبية، دون سواه. ولا يحتمل الإقصاء والإبعاد والتهميش لأي فريق من أي نوع كان. هذه الميزة والخصوصية اللبنانية هي في أساس النظام الديموقراطي الذي يعتمده الدستور، وفي أساس العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة بالمناصفة والتوزان في الحكم والإدارة؛ وفي أساس إقرار الحريات العامة كلها؛ والحوار الوطني الذي يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار”.

أضاف غبطته : “هذه المقومات تقتضي إقرار لبنان من قبل منظمة الأمم المتحدة “مركزا دوليا لحوار الأديان والثقافات والحضارات”، وفقا للمشروع الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية أمام الجمعية العمومية لهذه المنظمة. ومن المعلوم أن الشرط الأساس من قبل اللبنانيين، لدعم هذا المشروع، مثلث الأبعاد: الأول، أن نعيش داخليا هذا الحوار بكل أبعاده؛ والثاني، المحافظة على حياد لبنان وتحييده عن الصراعات الإقليمية والدولية؛ والثالث، التزام لبنان بتعزيز قضايا العدالة والسلام وحقوق الإنسان في المنطقة، والدفاع عنها”.

وقال غبطته: “تعظم نفسي الرب، لأن القدير صنع لي العظائم” (لو1: 46 و49). لقد صنع الله لمريم العظائم: عصمها من الخطيئة الأصلية منذ لحظة الحبل بها في حشا أمها، معدا إياها لتكون أما لابن الله المتجسد، وشريكة له في عمل الخلاص والفداء. حفظها بتولا قبل الميلاد وفيه وبعده، وجعلها مثال المكرسين والمكرسات. جعل أمومتها شاملة لكل إنسان بشخص يوحنا الحبيب، عند الصليب (راجع يو19: 26-27)، حتى أصبحت الكنيسة، جسد المسيح السري. وأخيرا لا آخرا رفعها بنفسها وجسدها إلى مجد السماء، وتوجها ملكة السماء والأرض. إنها عظائم مجانية من الله لمريم، ابنة الناصرة المتواضعة والمنسية. لكنها عرفت كيف تقول دائما “نعم” لإيحاءات إرادة الله كيفما تجلت بحلوها ومرها: من البشارة، فالميلاد وما رافقه من حرمان وفقر وتهجير، إلى رسالة يسوع الصعبة ومعاكساتها، فإلى الآلام والصلب وابتعاد الجميع ونكران الجميل”.

أضاف غبطته : “إن مريم الكلية القداسة نموذج لنا وشفيعة. نقتدي بها في قبول إرادة الله، ولو كانت عكس منطقنا وتطلعاتنا ورغباتنا. ونلتمس شفاعتها وعونها في هذا القبول.

إن أسرار مسبحة الوردية الأربعة تكشف لنا تصرفات مريم حيال إرادة الله المتجلية في شخص المسيح، ابن الله المتجسد، عبر محطات أربع: نفرح معها في تأمل سر الكلمة الذي صار بشرا؛ ونستنير بأنوار حياة المسيح العلنية وآياتها؛ ونشاركها في آلام الفداء، مشركين آلامنا بآلام الفادي الإلهي فتكتسب قيمة خلاصية؛ ونمجد الله معها متأملين في سر القيامة وحلول الروح القدس ومشاركتها في المجد السماوي. ولكن من أجل أن تعطي تلاوة الوردية ثمارها، ينبغي أن نقف لدقيقة تأمل في كل بيت من أسرارها، وترداد صلاة المزمور: “عرفني، رب، الطريق الذي أسلكه، فإني إليك رفعت نفسي” (مز 142: 8).

وتابع غبطته: “إن عظائم الله تتواصل في النفوس التي تفتح القلب والعقل والإرادة إلى الله وتقبل إرادته. ولنا في القديسة تريز الطفل يسوع خير مثال. فاكتشفت أن الطريق الأمثل إلى الله والإنسان إنما هو طريق المحبة. واعتبرت أن الأعمال لا تقاس بحجمها بل بالمحبة التي بها نحقق أعمالنا، صغيرة كانت أم كبيرة. وهي لنا المثال في قبول إرادة الله الصعبة بالنسبة إلينا. فقبلت مرض السل الذي أشركها في آلام الفداء، كقوة دعم للرسالات والمرسلين في كل الأرض.

وبلغت درجة البطولة بعمر أربع وعشرين سنة. فأعلنها البابا بيوس الحادي عشر “شفيعة الرسالات الخارجية” معتبرا إياها “نجمة حبريته”، وأعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر “المحامية الثانية لفرنسا” مع القديسة جان – دارك، كما أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني “معلمة للكنيسة الجامعة الثالثة والثلاثين”.

وختم غبطته: “أيها الإخوة والأخوات الاحباء، كل واحد وواحدة منا مرشح لكي يعاون الله في تحقيق عظائمه فينا، وفي العائلة والمجتمع والكنيسة والدولة. وهنا تكمن قيمة وجودنا وحياتنا. فنسأل الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة زحله، والقديسة تريز الطفل يسوع، أن يمنحنا الإيمان والشجاعة والمحبة لنقول “نعم” لإرادته، كيفما تجلت. فنرفع نشيد المجد والتعظيم للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

بعد القداس، التقى الراعي المؤمنين في صالون مطرانية زحلة للموارنة. 

 

مار الياس – وادي العرايش

وبعدها زار غبطته  رعية مار الياس في وادي العرايش حيث نظم له استقبال شعبي ورسمي حاشد، والقيت كلمات ترحيبية بالمناسبة لكل من كاهن الرعية الخوري مروان غانم الذي اعتبر هذه الزيارة “بركة لأبناء البلدة وان تولي البطريرك سدة البطريركية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الشرق الاوسط ما هو الا علامة رضا منا عند الله”.

ولفت غانم الى “ان وادي العرايش هي ارض قداسة، وفيها نبتت دعوات كهنوتية ورهبانية و كنيستها تعيش الوحدة بين الكنائس فيصلي فيها الجميع من دون استثناء”. 

بعدها افتتح البطريرك الراعي السجل الذهبي للبلدة، ثم بارك القاعة الجديدة للكنيسة التي حملت اسمه، وشكر لأبناء البلدة حفاوة الاستقبال والعاطفة التي ابدوها”، مثنيا على “وجود العائلات الملتزمة فيها والتي قدمت للكنيسة دعوات رهبانية وكهنوتية. 

وطلب غبطته من ابناء البلدة “الحفاظ على ايمانهم وعلى روح الصلاة والوحدة لمواجهة التحديات”، مؤكدا “اننا جماعة رجاء ولسنا جماعة الخوف.”

ووجه غبطته تحية تهنئة لاهالي البلدة بشبابها من فرسان وطلائع لالتفافهم حول الكنيسة، داعيا اياهم الى “البقاء في وجه الموجة الهدامة التي اجتاحت بيوتنا من دون استئذان مع تقنيات التواصل فكانت أداة للخراب”.

وبالمناسبة ألقى الشاعر الياس حبشي قصيدة باسم الرعية رحب فيها  بالبطريرك الراعي وذكر بتاريخ البلدة، مثنيا على دور الكنيسة التاريخي ودور الراعي “الوطني والكنسي وسط الازمة التي يعيشها الشرق اليوم”. 

 

مار شربل – قاع الريم

ثم تابع البطريرك الراعي جولته وبارك رعية مار شربل في قاع الريم. وألقى كاهن الرعية غابي البعيني كلمة، قال فيها “إن رعايا قاع الريم فرحة بوجود صاحب الغبطة، فهو رجل الدين والدولة”، لافتا الى ان “وجود غبطته يزيد أبناءالرعية ايمانا ويرسخ فيهم محبة الله والقريب”.

وأضاف البعيني: “يغمرنا شعور عميق بالبهجة، لأن حضوركم بيننا يعزز انتماءنا لكنيستنا المشرقية، ويحمل لنا الأمل رغم كل الجراح والمصاعب التي نعيشها”.

كما كانت هناك كلمة لرئيس البلدية وسام التنوري، قال فيها: “ان غبطتكم يحمل في شخصه مآثر البطاركة العظماء، الذين رفعوا كيان لبنان”، مضيفا “قريتنا قدوة في الايمان والوحدة ورائدة في العمل والانتاج، وجميعنا واثق بأنكم ستقودون مسيحيي الشرق الى شراع الخلاص”.

بدوره، جدد البطريرك الراعي شكره للمطران جوزف معوض على “تنظيمه هذه الزيارة”، وقال: “افتخر بزيارة قاع الريم، التي سبق وزارها المثلث الرحمات البطريرك الياس الحويك سنة 1918″، شاكرا للعائلات “حفاوة استقبالهم”، طالبا منهم “الحفاظ على ايمانهم لمواجهة الصعوبات لأن الايمان وحده قادر على المساعدة لتخطي الأزمات”. وفي الختام قدمت الهدايا التذكارية للبطريرك الراعي وللمطران معوض.

 

كنيسة مار شربل؛ كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس؛ سيدة النياح للروم الكاثوليك؛ كنيسة مار روكز

بعدها، زار البطريرك الراعي كنائس البلدة، فرفع الصلاة داخل كنيسة مار شربل وبارك المؤمنين. ثم توجه الى كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس، حيث قدم له كاهن الرعية الاب فرام بإسم الرعية صليب القيامة، وبعد رفع الصلاة شكر الراعي الاب فرام، ووجه تحية الى المطران انطونيوس الصوري، متحدثا عن “سخائهما عن المحبة والتقدير العميقين” اللذين يكنهما لهما.

كما رفع الصلاة في  كنيسة سيدة النياح للروم الكاثوليك حيث بارك المؤمنين بعد كلمة الترحيب للاب سابا سعد، الذي اشار فيها الى ان “الرب يسوع انعم علينا بنعمة كبيرة في قاع الريم، اذ اننا لا نفرق بين كنيسة واخرى ونصلي مع بعضنا البعض ونعيش الشركة لأنها من الايمان المسيحي”.

بدوره، وجه غبطته “تحية للبطريرك يوسف عبسي”، متمنيا له “خدمة موفقة على رأس الكنيسة”، مثنيا على “جمال قاع الريم حيث الكنائس متلاصقة، وهذا هو غنى الكنيسة بجمال تراثها، فهي تشكل الفيسفاء، وقاع الريم تعطينا الصورة الحلوة عن وحدة هذه الكنائس ومؤمنيها.”

وقبيل مغادرته تسلم الراعي الهدايا التذكارية، وزار بعدها كنيسة مار روكز ورفع الصلاة وبارك المؤمنين. 

 

مدرسة مار يوسف دار الصدقة للرهبنة المخلصية الشويرية

ثم إختتم البطريرك الراعي زيارته لأبرشية زحلة المارونية في منطقة حوش الأمراء في زحلة حيث كانت محطته الأخيرة في مدرسة مار يوسف دار الصدقة للرهبنة المخلصية الشويرية.

فرفع صلاة التبريك في كنيسة مار إلياس، وبارك المؤمنين من الهيئتين التعليمية والإدارية وفاعليات البلدة.

رحب مدير المدرسة المونسنيور عبدالله عاصي، في كلمة ألقاها بالبطريرك الراعي، وقال: “أنتم تمثلون كنيسة المسيح، وتؤكدون أنها كنيسة الحب والمحبة والأمل، وتشعرون الناس بحرارة هذه المحبة، وتحيطون رعاياكم يا صاحب الغبطة بدراية ومحبة، فلا يشعر أي مؤمن لأية طائفة إنتمى، أنه مهمش أو بعيد عنكم”.

أضاف: “أهلا بكم، فلطالما كنتم منذ ثلاثين عاما الى إنتخابكم بطريركا وقد أعطي إليكم مجد لبنان،الأخ الكبير والمرشد الذي يسأل عنا بإستمرار”.

بدوره، اعرب غبطته  عن إمتنانه وتقديره “لسخاء زحلة في هذين اليومين، سواء لجهة الوقت الذي قدمه الناس أو لحفاوة الإستقبال، وقال: “أشكر في ختام زيارتي الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي أمنت الأمن والسير، ونتمنى لهم الخير والتقدم، ونحن نعلن لهم محبتنا وتقديرنا، فهم شرفنا وكرامتنا، وهم يعلموننا الوفاء للوطن، كما نستحضر كل شهدائنا من جيش وقوى أمنية سقطوا في ظروف صعبة مررنا بها ولم تنته حتى اليوم، ولكن إيماننا كبير بيد العناية الإلهية التي لن تتركنا، فهي لطالما حافظت علينا في كل مرة كدنا نصل فيها الى شفير الهاوية”.

وفي الختام قدم كاهن الرعية هدية تذكارية لغبطته، وكرمز للشراكة بين الكنائس، بارك البطريرك الراعي القربان والخمر والزيت على مذبح الكنيسة.

 

PHOTOS: Patriarch Rai Pastoral Visit to Zahle_Day2_1.10.2017