زيارة غبطة البطريرك الراعي الى رميش والقليعة


زيارات رسولية


 

ترأس غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الأحد 17 كانون الأول 2017،  الذبيحة الإلهية في كنيسة التجلي في بلدة رميش الحدودية، بعد تدشينها وتكريس مذبحها، عاونه المطران شكرالله نبيل الحاج راعي ابرشية صور للموارنة، وكاهن الرعية نجيب العميل، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، النائب حسن فضل الله، ممثلين عن القادة العسكريين والأمنيين، سفراء وهيئات سياسية ودبلوماسية، وعسكرية، وقضائية، ممثلين عن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، وممثلين عن الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، إضافة الى لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات والحركات الكشفية والرسولية والأخويات وحشد من المؤمنين من أبناء المنطقة والقرى المجاورة.

 

استهل القداس كاهن الرعية الخوري نجيب العميل بكلمة ترحيبية عبر فيها “عن فرح أهل البلدة والمنطقة بهذه الزيارة من قبل من أعطي له مجد الطائفة ومجد لبنان”، مشيرا الى انها “الزيارة الثالثة لغبطته للمنطقة، وهي ستثبت أبناءها أكثر وأكثر بإيمانهم وتعلقهم بأرضهم”.

ولفت العميل الى ان “مشروع بناء الكنيسة أسس له المثلث الرحمة المطران يوسف الخوري الذي وضع حجر الأساس سنة 1980، وبفضل السواعد والأيادي الخيرة تم تشييد هذا المقام حتى وصل الى مرحلته النهائية”.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “ما إن فكر يوسف بهذا، حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم “(متى 1: 20)، جاء فيها: “إن الجمع بين تفكير يوسف بتطليق سري لخطيبته مريم الحامل بكلمة الله، بقوة الروح القدس، وتراءى الملاك له في الحلم قبل تنفيذ قراره، إنما يدل على جهوزية مزدوجة، جهوزية الله لإعلان تصميمه، وجهوزية يوسف لقبول الوحي الإلهي والعمل بموجبه. ففي الواقع، “ما إن فكر يوسف بهذا حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم. ولما نهض يوسف من نومه، صنع كما أمره ملاك الرب” (متى1: 24).

وقال:” يسعدنا أن نحتفل معكم، يا أهالي رميش والمنطقة الأحباء، بهذه الليتورجيا الإلهية التي نكرس فيها، مع سيادة أخينا المطران شكرالله نبيل الحاج راعي الأبرشية الساهر والغيور،مع كهنة الرعية،كنيسة التجلي الرعائية ومذبحها. فأشكر من صميم القلب سيادته على هذه الدعوة التي أتاحت لي الفرصة الجميلة لزيارتكم مرة أخرى، وللصلاة معكم من أجل الجنوب وبخاصة من أجل منطقته الحدودية وأنتم منها وفيها. ويطيب لي، ونحن في مسيرتنا الروحية نحو عيد ميلاد مخلص العالم وفادي الإنسان، ربنا يسوع المسيح، أن أقدم لكم أخلص التهاني مع أطيب التمنيات بأن يسطع في حياتكم نور المسيح الذي يبدد عنكم كل ظلمات الحياة. ونرجو أن يفيض عليكم مع العام الجديد 2018 خيراته ونعمه”.

أضاف غبطته: “إنا نقدم هذه الذبيحة الإلهية من أجلكم جميعا، أيها الحاضرون. ومن أجل كل أبناء رعية رميش العزيزة. فنذكر موتاكم، ونصلي من أجل شفاء مرضاكم، ونرافق بصلاتنا كل المقيمين والمنتشرين. ونذكر في الدعاء والصلاة كل الذين لهم تعب في هذه الكنيسة وفي حلتها الجديدة وكل المحسنين، من أهالي رميش وسواها، الذين سخوا من ذات يدهم سواء بالقليل أم بالكثير، وفق مقدورهم. ونخص بالذكر المهندس سعيد شوفاني الذي بإحسانه على الكنيسة أراد أن يحقق وعده لله الذي زال عنه معاناته الصحية وبارك أعماله بنجاح وافر، ونذكر معه افراد عائلته الاحياء والاموات”.

وقال غبطته: “بالعودة إلى البيان ليوسف، نرى جهوزية عالية عند الله الذي أرسل ملاكه ليبدد قلق يوسف. ونرى الجهوزية في قلب يوسف المنفتح على الكلمة الإلهية، بفهمه لروحية الشريعة وبانفتاحه على فهم أمور جديدة. هذه الجهوزية سمحت للرب أن يتدخل. إن الرب جاهز على الدوام، وهو ينادي كلا منا في كل لحظة من حياتنا. ولكن يسمعه فقط القلب الجاهز لسماع الحقيقة، فيدخله على ما يقوله الرب يسوع في سفر رؤيا يوحنا: “أنا واقف على الباب أقرع، من يفتح أدخل وأتعشى عنده” (رؤيا3: 20). هذا تماما ما يدعونا إليه ربنا بقوله: “إسهروا وصلوا” (متى 26: 41). فالصلاة هي “صلة” دائمة مع الله”.

أضاف غبطته: “لقد كشف الملاك ليوسف ما سبق وبشر به مريم خطيبته:

أ – إن المولود منها هو من الروح القدس (الآية 20). صدق يوسف ولو لم يفهم هذا الكلام عن الروح القدس وفعله، وهو مجهول في كتب العهد القديم. بهذه الثقة قبل الواقع والمهمة.

ونحن أيضا، في مسيرتنا مع الله، توجد أمور كثيرة قد لا نفهمها أو نستوعب كيف تحصل. الله يفوق كل العقول. هو سر، وسيبقى على الدوام سرا. لذلك، المؤمن مدعو للثقة بالله، حتى وإن لم يفهم كل شيء. وكما طمأن الرب يوسف وأعطاه بعض الإشارات، يعطينا نحن ايضا إشارات مطمئنة تدلنا على وجهة سير الأمور. هذا ما نسميه في الكنيسة “علامات الأزمنة”، إذ نجد أن أمورا تدفعنا نحو خيار معين وأننا كلما سرنا نحوه، وجدنا سلاما، وإن محفوفا بالخوف أحيانا أو بالصعوبات أو حتى بالاضطهادت. عندها نعلم أن الرب يدعونا إلى هذا الخيار. هكذا نكتشف دعوتنا في الحياة. من ينتظر أن تتوضح له كل الامور حتى يقول “نعم” لله، لن ينطلق أبدا. 

ب – سوف تلد ابنا، فسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم”(الآية 21).

كل الناس هم شعب الله. بل كل الذين يتوبون عن خطاياهم وينالون خلاص المسيح يصبحون شعب الله. المسيح أتى لغاية واحدة: أن يخلص كل إنسان من خطاياه ويبلغ به إلى نور الحقيقة، فتسلم حياته الخاصة والعائلية والاجتماعية والوطنية. ذلك أنه يستنير بنور المسيح، ويعكس هذا النور في ظلمات الحياة الخاصة والعامة.

في نصف الليل، في ذروة الظلمة الحالكة ولد المسيح وسطع نوره حول الرعاة الساهرين. الظلمة رمز الخطيئة ومحن الحياة ومصاعبها. وحده نور المسيح الخلاصي، نور كلامه ونعمة الفداء، يبدد هذه الظلمة بكل وجوهها.الاستعداد لعيد الميلاد يقتضي منا الدخول في نور المسيح من أجل خلاصنا”.

وتابع غبطته: “لا يسعنا ونحن على الحدود الجنوبية إلا أن نذكر بصلاتنا القدس المدينة المقدسة التي على أرضها تم عمل الفداء: من ميلاد ابن الله إنسانا، إلى إعلانه ملكوت الله والدخول إليه بالتوبة والولادة الجديدة، فإلى صلبه وقيامته لفداء الجنس البشري وخلاصه، وإلى تأسيس كنيسته وتثبيتها بحلول الروح القدس، وإرسالها على هديه لتعلن إنجيله، إنجيل المحبة والأخوة والسلام، وجعلها أداة الخلاص الشامل. القدس مدينة مقدسة أيضا للديانتين اليهودية والإسلام. فيها مدعوون، بتدبير إلهي، ليعيش معا بسلام جميع المؤمنين بالله من الديانات الثلاث، ويبنوا في العالم سلام الله”. 

وقال غبطته: “لا يمكن القبول بتهويد القدس، كما يرمي إليه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصدره في 6 كانون الاول الجاري، وأعلن فيه القدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب. فمن الضرورة التمسك بموقف الكرسي الرسولي وهو أن “يكون للقدس وضع دولي خاص يحمي جميع الأماكن المقدسة التابعة لكل من الديانات الثلاث، وأن تكون القدس رمزا عالميا للأخوة والسلام، مبنيا على سلام مستقر فيها”.

أضاف غبطته: “لقد أظهر تاريخ المدينة البعيد والقريب أنه لا يمكن لأي شعب أو دين أو دولة أن يحتكرها، بالرغم مما شهدت من حروب واحتلالات. فعلى مدى تاريخها القديم والحديث والمعاصر هوجمت 52 مرة، وتم الاستيلاء عليها وإعادة تحريرها 44 مرة، وحوصرت 23 مرة، ودمرت مرتين. وعلى هذه الأرض الفلسطينية توالى الكنعانيون فاليهود فالرومان الوثنيون فالمسيحيون فالمسلمون فالصليبيون فالأيوبيون فالمغول فالمماليك فالعثمانيون فالبريطانيون إلى أن وافقت الجمعية العمومية في 29 تشرين الثاني 1947 على مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة إسرائيلية ودولة عربية، على أن تبقى القدس تحت إدارة دولية “كجسم مستقل”. ونشبت الحرب بين اليهود والعرب، وكانت نكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين، أهل الأرض؛ وأعلنت دولة إسرائيل. وانقسمت القدس غربية إسرائيلية وشرقية عربية. وفي 23 كانون الثاني 1950 قرر الكنيست أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، فنقض مجلس الأمن هذا القرار في قراره رقم 478 وأعلنه باطلا. وفي سنة 1967 بعد حرب الأيام الستة احتل اليهود القدس الشرقية التي فيها معظم الأماكن المقدسة للمسيحية والإسلام (راجع التفاصيل في مقال للمطران كيرلس سليم بستروس: “لمن القدس؟” في جريدة النهار 18 كانون الأول 2017، السنة 285، العدد 26442). هكذا تعيش القدس اجواء الخطر والحرب والتمير فيما يجب ان تكون ارض السلام”

وختم البطريرك الراعي بالقول: “لن يعرف الشرق الأوسط السلام ما لم تجد الشرعية الدولية حلا عادلا ودائما وشاملا للقضية الفلسطينية، يضمن للشعب الفلسطيني حقه المشروع بأن تكون له دولته الخاصة على الأرض التي عاش فيها طوال قرون، وسقاها بعرق جبينه، ورواها بدماء شهدائه. فمن قلوب مؤمنة بالسلام والأخوة فليرتفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

 هذا وكان قد نظم استقبال رسمي وشعبي لافت للبطريرك الراعي عند مدخل بلدة رميش حيث رفعت اليافطات المرحبة والأعلام اللبنانية والبطريركية، وعلت الزغاريد، كما عزفت فرقة من موسيقى قوى الأمن الداخلي نشيد الترحيب وكان في مقدمة المستقبلين النائب حسن فضل الله وفعاليات سياسية واجتماعية ودينية، وسط حضور امني كثيف للقوى الأمنية والعسكرية.

 والتقى البطريرك الراعي في ختام الذبيحة الألهية فعاليات المنطقة وأبناء البلدة، حيث القيت كلمات للمناسبة منها كلمة لرئيس البلدية فادي مخول لفت فيها الى “أجواء الفرح التي عمت البلدة، في استقبالها صاحب الغبطة”، مشيرا الى “الحشد الكبير الذي أتى لملاقاة رأس الكنيسة المارونية، والذي لا يمكن وصفه الا بالراعي الساهر نظرا لالتفاتته الخاصة والمميزة جدا الى هذه المنطقة الحدودية من لبنان واهتمامه بها”.

بدوره، أكد المهندس سعيد الشوفاني الذي ساهم في إكمال مشروع ترميم الكنيسة، “على مدى تعلق ابناء هذه المنطقة بأرضهم، مرحبا بزيارة صاحب الغبطة واهتمامه قولا وفعلا بهذه المنطقة، الأمر الذي يشجع أبناءها كثيرا على التمسك بجذورهم والتشبت في إيمانهم”.

 وقدم كاهن الرعية هدية تذكارية لغبطته، تظهر خارطة الطريق الذي سلكها السيد المسيح في لبنان، إضافة الى هدية تذكارية من رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي.

عين ابل

بعدها توجه البطريرك الراعي يرافقه المطران شكرالله نبيل الحاج الى بلدة عين إبل التي سبق إن وضع فيها حجر الأساس لبرج ومعبد ام النور العام الماضي، فرفع مع المؤمنين الذين تجمعوا لإستقباله الصلاة وانشدوا طلبة ام الله.

وشكر البطريرك الراعي للمؤمنين حضورهم، لافتا الى “أن المشروع يشبه قيم هذه البلدة التي أعطت للكنيسة رجال دين، وأعطت للبنان رجالا عظماء بفضل عائلاتها المؤمنة”، منوها “بجهد المطران الحاج ومهماته وكاهن الرعية الأب حنا سليمان، على اهتمامهم وعملهم الدائم مع أبناء البلدة لإتمام بناء المعبد الذي هو علامة الإيمان الكبير الذي يتمتع به المؤمنون في هذه المنطقة”.

وقال غبطته: “لا ظلم في حياة المسيحيين، فالرب كفيل في تبديد ظلماتنا، والعذراء تعرف كيف تبارك وتعوض،”متمنيا لأهالي المنطقة “أعيادا مجيدة وسنة مليئة بالخير والعطاء”.

ثم استمع غبطته الى عرض مفصل  من المهندس بول ناكوزي لأهم مراحل المشروع التي طبقت في انتظار ان يرتفع البرج نحو 70 مترا”.

واثنى رئيس البلدية عماد الللوس، على زيارة البطريرك الراعي الى البلدة، مشددا على “أنها قدمت المزيد من الدعم لمشروع لم ولن  يتوقف فيه العمل أبدا”.

وطلب المطران الحاج بركة صاحب الغبطة لكي تذلل كل الصعوبات، قائلا:”يمينكم المرفوعة ولو من بكركي تطالنا جميعا، فكيف لرعية أن تهدأ وراعيها لا ينعس ولا ينام؟” 

القليعة

ثم توجه البطريرك الراعي الى بلدة القليعة حيث نظم له استقبال حاشد فنثرت الورود والأرز واحرق البخور، عند مدخل البلدة حيث كانت وقفة لغبطته في حديقتها العامة التي تحمل اسم القديس شربل، في حضور النائبين قاسم هاشم وانور الخليل، راعي ابرشية صور ومرجعيون للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، المونسنيور منصور الحكيم، قائمقام مرجعيون وسام الحايك، قائد اللواء السابع في الجيش العميد الركن روجيه الحلو، قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل الجنرال الإسباني خافيير روميرو، كاهن رعية القليعة الأب بيار الراعي وفاعليات وحشد من أبناء البلدة والجوار.

وسيرا على الأقدام توجه البطريرك الراعي مع الحشد لرفع صلاة المساء في كنيسة مار جرجس في البلدة، حيث رحبت به الناشطة في المجلس الرعوي نسيمة نهرا قائلة: “لا نحتاج لزيارة بكركي لنحمل همومنا اليها، فها هو سيدها يزورنا بكل تواضع ليستمع الى همومنا ويباركنا. انكم المثال الحقيقي للأبوة يا صاحب الغبطة”.

والقى المونسنيور حكيم كلمة باسم رعية القلعة، قال فيها: “نحن ابناء هذه البلدة، مقيمين ومغتربين، من اين لنا ان يأتي الينا رأس كنيستنا المقدسة للمرة الثانية. هذا شرف عظيم لنا، رعيتنا القابعة هنا والمؤمنة لن تتخلى يوما عن دورها الديني والوطني، ولن تزعزع ايمانها بالكنيسة على الرغم مما اصابها من محن منذ نشأتها”. منذ 500 عام.”

أضاف: “لنتذكر اليوم ابناءنا الذين اضطروا لترك بلدتهم بشكل قسري، نصلي لكي يعودوا الى ارضهم والى مجتمع اعتادوا العيش فيه، ونتمنى على المسؤولين المساعدة بهذا الملف”.

وكانت كلمة لرئيس البلدية حنا الخوري رحب فيها بالبطريرك والوفد المرافق، وأكد ان “وجود لبنان هو بإرادة الهية، لذلك لا تهزه العواصف وسيبقى شامخا برعاية البطريرك الراعي واسلافه. تحملنا الكثير ونحن ثابتون وباقون في ارضنا ومؤمنون بدور الوطن الجامع وعيشنا وتواصلنا مع محيطنا”.

ووجه الخوري تحية الى قائد الجيش العماد جوزيف عون معتبرا ان وجوده يزرع الأمل والطمأنينة وسأل الله ان يمده بالصحة والعافية لإتمام دوره الوطني.”

بدوره وصف المطران الحاج زيارة البطريرك الراعي ب”نجمة ميلادية تشق ظلام اليأس، وتحمل صرخة البعد عن ابنائنا الذين تركونا في العام 2000″، وقال: “تزوروننا غبطتكم لتثبيتنا على ايمان الاجداد ولنكون رجال العيش الواحد ونسائه ونتمسك بالمحبة والايمان بالوطن”.

وفي الختام تسلم غبطته هدايا تذكارية بالمناسبة وهي عبارة عن ايقونة سيدة الانتقال بتوقيع سارة نقولا ابنة القليعة، مفتاح البلدة من رئيس البلدية، ايقونة مار بهنام من وفد من ابناء العراق الذين يسكنون البلدة منذ 3 سنوات وصليب من المغترب اللبناني اسعد ضاهر.

 شكر البطريرك الماروني الحضور، مشيرا الى ان بلدة القليعة “ملفتة بجغرافيتها وشعبها وصمودها”، وسائلا الله “عودة ابناء البلدة وابناء العراق الى وطنهم”.

ووجه “تحية تقدير ومحبة لأبناء البلدة من مقيمين ومغتربين وممن تركوها قسرا”، لافتا الى ان “رئاسة الجمهورية تولي اهتماما بهذا الموضوع الذي نأمل ان يتم ايجاد حل سريع له”.

كما شكر غبطته “اللفتة الرمزية” من ابناء القليعة الذين ارادوا غرس ارزة تحمل اسمه في حديقة البلدة، معتبرا انها “تدل على صمود ابناء القليعة، تماما كالارزة التي تقويها العواصف والثلوج”، وقال: “الكلمات التي سمعتها تزيدنا عزيمة وثقة بان هذا الوطن يزداد صموده كل ما ازدادت صعابه، فالاوطان تبنى على ايدي ابنائها جميعا وليس على ايدي المسؤولين فقط، والاسرة الدولية مهتمة باستقرار لبنان وامنه، لذلك علينا ان نعمل للحفاظ على هذا الامر، فاهتمام الدول يأتي نتيجة اعتبارها ان لبنان حاجة لهذا الشرق، فهو كما يقولون عنه ارض حرية ولقاء وسخاء وهو قيمة حضارية ثمينة”.

وختم البطريرك الراعي قائلا للحضور: “صمودكم في هذا الجنوب يزيدنا يقينا ان لبنان حاجة بسبب تميزه وعيشه المشترك وتعدديته الدينية والثقافية وانفتاحه على الشرق والغرب”.

بعدها توجه البطريرك الراعي الى صالون الكنيسة حيث التقى ابناء البلدة.”

 LInk for the full album

PHOTOS: Patriarch Rai visit to Rmaich and Klayaa_17.12.2017