البطريرك الراعي يختتم زيارته الراعوية الى قطر بلقاء الأمير تميم
زيارات رسولية
استهل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة يطرس الراعي اليوم الأحد 22 نيسان 2018، وهو اليوم الرابع والاخير من زيارته الراعوية الى قطر، يرافقه المطرانان سمير مظلوم وبولس الصياح، سفير لبنان في قطر حسن نجم، السفير البابوي فرانشسكو باديللا، النائب الرسولي كاميليو باللين والاب شربل مهنا ومدير المكتب الاعلامي وليد غياض، بزيارة وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي رحب بغبطته والوفد المرافق، مشددا على “اهمية الحفاظ على العلاقات الودية بين شعبي البلدين، والتطلع الى المزيد من التعاون”.
واثنى وزير خارجية قطر على زيارة البطريرك الراعي الى قطر، مشيرا الى “الدور المهم الذي يقوم به صاحب الغبطة لجمع كافة اطياف الشعب اللبناني سواء في لبنان او خارجه”.
وشدد على “ان المجتمع القطري هو مجتمع منفتح، وان الامير تميم بن حمد لا يسمح بأي تمييز بسبب دين او عرق او مذهب، بل كل ما يهم الدولة هو ان تعيش الجاليات فيها وعلى تنوعها بسلام وتوافق”.
بدوره، ثمن غبطته مبادرة الامير تميم بتقديم مساحة ارض لبناء اول كنيسة للموارنة في الدول العربية، منوها “بحفاوة الاستقبال الذي تميزت به هذه الزيارة الرعوية،” وشدد على “ضرورة توطيد اواصر العلاقة بين البلدين”، لافتا الى “تقدير الجالية اللبنانية لقطر لحسن معاملتها واحترامها لها بكل اطيافها”.
بعدها التقى غبطته والوفد المرافق رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وكان تأكيد من الطرفين “على أهمية وجود الجالية اللبنانية في قطر نظرا لااحترامها للقوانين ولعملها المتقن في مختلف المجالات.”
وكان بن خليفة قد وصف الجالية اللبنانية في قطر “بالجالية الراقية.”
بعدها التقى البطريرك الراعي أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الاميري القطري، في زيارة اعرب فيها غبطته عن شكره للمبادرة التي قام بها الامير بتقديم مساحة لبناء كنيسة القديس شربل في مجمع الاديان في الدوحة، منوها “بكل التسهيلات والحفاوة التي خصصتها الدولة لإتمام هذه الزيارة الراعوية.”
كما هنأ غبطته الامير تميم على ما” تشهده البلاد من تطور على مختلف الصعد ولا سيما في المجالين الثقافي والتنموي “لانهما من ركائز المجتمعات الناجحة ودليل اهتمام الدولة بشبابها الذين هم ثروة المستقبل”.
بدوره، رحب الامير تميم بزيارة البطريرك الراعي وبنجاحها، وشدد على ان “إيمان دولة قطر بالتعايش بين كل الديانات في العالم العربي لانه ميزة فريدة”. واعرب عن “احترام كبير للجالية اللبنانية في قطر للجهود التي بذلتها ولا تزال ولبصمتها الخاصة في تطور الحياة في البلاد”.
كما هنأ لبنان “بوحدة ابنائه وتضامنهم في وجه الازمة التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط والتي كان لها تداعياتها على لبنان، ولكن بوحدة ابنائه تمكن من المحافظة على الامن والاستقرار”.
وشدد الامير تميم على “أهمية دور البطريرك الذي هو دور رجل السلام والحوار والانفتاح، هذا الدور الذي يدفع في اتجاه تعزيز الحوار والتواصل بين الشعوب في العالم العربي والعالم أجمع.” وكان توافق على ضرورة ايجاد الحلول السلمية والسياسية للكافة ازمات المنطقة لتجنيبها المزيد من العنف والضحايا والخسائر.”
وبعد اللقاء اجاب غبطته على اسئلة الصحافيين، وقال ردا على سؤال عن اجواء لقائه بالامير تميم،: “اليوم كان تتويجا لليومين الماضيين، ولكنني أسارع إلى القول إن هذا من فضل القديس شربل لان لقاءاتنا مع سمو الامير وقبله مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية كانت غنية جدا. لقد سمعنا من سمو الأمير الشاب، كلاما متزنا ومحبا، كلام سلام يدعو فيه إلى التفاهم بين الشعوب والدول، وهو خص لبنان بكلمة مميزة بسبب جاليتنا اللبنانية التي تعمل هنا في قطر وتعيش كما قال لتحقيق ذاتها، ولكنها في الوقت عينه تعيش بولاء كبير لقطر وكأنه وطنها الثاني، وهو يقدر جدا الوقفة التي وقفتها الجالية معه”.
وشكر غبطته للسفير اللبناني حسن نجم مرافقته الدائمة في خلال الزيارة، وقال: “صاحب السمو الامير تميم يحب لبنان واللبنانيين وهو عبر عن فرحه الكبير بقدرة لبنان ووحدة شعبه على تجاوز المرحلة الصعبة التي مرت بها المنطقة، إذ كان بامكان لبنان ان ينزلق بسهولة الى صراع لا يريده احد. وكان يدعو شخصيا من خلال اتصالاته مع المسؤولين إلى التروي والهدوء وعدم اتخاذ قرارات سريعة ويتحدث عن لبنان وكأنه يتحدث عن قطر، ما يعني ان اللبنانيين مدعوون الى مزيد من المحبة لوطنهم ووحدتهم. وقال الأمير أكثر من مرة ان لبنان بلد مميز وديموقراطي وتعايشي، فيه الحريات ولكن له دور عليه ان يلعبه”.
أضاف غبطته: “رأينا تقدم قطر وتطورها سواء لتعاونها مع سبع جامعات عالمية أو من خلال إنشائها للمكتبة الوطنية الفريدة في العالم من حيث مزاياها المتطورة جدا، ورأينا الى اين توصل محبة الدولة وحكامها لابنائها. من هنا اقول لكل المسؤولين المدنيين في لبنان ان لبنان يجب ان يكون جنة من جنات المنطقة ويجب ان يكون ولاؤنا له وان نعطيه من كل قلبنا.”
وتابع غبطته: ” لقد استقبلونا في قطر استقبالا مميزا وحارًا، بحب واخلاص وحفاوة ولكن كل هذا بفضل القديس شربل الذي يعمل في القلوب وهو خاطب قلب سمو الامير الذي قدم الارض وقال انا مستعد لدعم هذا المشروع وتقديم كل الدعم للبنانيين. من هنا نأمل بأن نعمل مع شعبنا اللبناني ليبقى لبنان حاملا الرسالة”.
واضاف غبطته: “اشكر باسم كل اللبنانيين سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الخارجية وكل المسؤولين ووزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري الذي رافقنا في الزيارة بمحبة كبيرة، كما اشكر كل المسؤولين القطريين الذين التقينا بهم. واخص ايضا بالشكر الشيخ فيصل بن قاسم صاحب متحف فيصل الفريد من نوعه وأحيي الجالية اللبنانية في قطر وسفيرنا وكاهن رعيتنا الاب شربل مهنا والمطران باللين المسؤول عن جماعاتنا المسيحية في شمالي شبه الجزيرة العربية وسفيرنا البابوي الذي شرفنا من الكويت. لبنان بلد محبوب بشعبه وأرضه لذلك علينا ان نحبه اكثر”.
وبعد توجهه بالشكر إلى وسائل الاعلام اللبنانية التي رافقت الزيارة، اجاب غبطته ردا على سؤال عن تحذير دول الخليج رعاياها من زيارة لبنان، قائلا: “على العكس، قال الامير ان لبنان بلد نحبه وسمعنا من الجميع انهم من الممكن ان يزوروا لبنان في الصيف المقبل، ولكن علينا ايجاد اجواء ملائمة لكي يتمكنوا من المجيء الى لبنان. هم يحبون لبنان واللبنانيين ويريدونه ان يبقى كما هو، سبحان الله هم يحبون لبنان”.
وعن مسألة اعطاء إقامات العمل في قطر أجاب غبطته: “تحدثنا مع سمو الامير في الموضوع وأعرب عن استعداده لحل المشكلة، وقلت له إن الشركات تعاني اليوم من المشكلات بسبب تأشيرات العمل، ولكنه وعدني خيرا.”
وعن دعم كنيسة القديس شربل لإتمام بنائها قال غبطته: “عرضت الامر على سمو الامير وقال ان اللبنانيين قادرون بسبب مهاراتهم على اتمام العمل في سنتين، وقلت له اننا نأمل دعمكم فقال ان شاء الله وكلمة ان شاء الله تعني خيرا”.
وفي اطار برنامج زيارة قطر زار البطريرك الراعي المدرسة اللبنانية في الدوحة حيث استقبله مجلس امناء المدرسة رئيسا واعضاء، الهيئتين التعليمية والادارية، الطلاب وعدد من ابناء الجالية.
جال غبطته مع المسؤولين على أقسام مختلفة من المدرسة والتقى الطلاب بدءا من صفوف الحضانة ومنحهم بركته الرسولية وهم بدورهم رحبوا بغبطته على طريقتهم منشدين الأغاني ومطلقين الهتافات الترحيبية.
وأكد عضو مجلس امناء الجامعة المهندس انطوان سعادة ان “زيارة البطريرك هي الثالثة للمدرسة اللبنانية ولكنها على قدر كبير من الاهمية لانها تعزز روابط الجالية اللبنانية المقيمة في قطر بالبلد الام لبنان. هذه الزيارة المعنوية تعطي دعما كبيرا للجالية هنا في قطر، ففي كل زيارة نستمد من غبطته القوة ويقوى ايماننا بان كنيستنا الام ساهرة وراعية دائما لنا اينما كنا في مختلف اقطار العالم”.
واوضح سعادة:” تأسست المدرسة اللبنانية في قطر في العام 1975 على يد الشيخ عبدالله بن حمد العطية الذي يحب لبنان وشعبه بشكل كبير. وهي تطورت وتقدمت حتى وصل عدد طلابها اليوم الى 2300 طالب غالبيتهم الساحقة من اللبنانين ومن المتوقع ان يصل العدد في العام المقبل الى نحو 2500 طالب.”
وتابع سعادة:” الجسم التعليمي والإداري يتميز بمهارات متفوقة نظرا للنتائج المميزة التي يحصل عليها تلامذتنا اينما توجهوا سواء الى لبنان او غيره من الدول والعواصم العالمية. والمدرسة تطبق البكالوريا اللبنانية بحيث يقدم الطلاب امتحاناتهم الرسمية في السفارة اللبنانية في قطر.”
وفي ختام الزيارة وقع غبطته على العلم اللبناني المعروض في بهو الإستقبال داعيا جميع الطلاب والأهل والمعلمين الى ان يكونوا القدوة والمثال الممتاز لكي يبقى هذا العلم مرفوعا بعزة وعنفوان وشهامة بأبنائه في لبنان وفي بلدان الإنتشار.”