البطريرك الراعي يعود الى لبنان بعد زيارة كندا وروما
زيارات رسولية
عاد غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى بيروت بعد ظهر اليوم، بعد زيارة راعوية لكندا، شارك بعدها في أعمال سينودوس الأساقفة في روما. وكان في استقبال غبطته في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، المطارنة: بولس مطر، بولس صياح ومطانيوس الخوري، أمين سر البطريركية الخوري شربل عبيد، الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي عبد الله الهاشم، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمون سعد، والآباء جوزف خوري وطوني الآغا.
وقد عرضت لغبطته ثلة من قوى الأمن الداخلي، بعدها تحدث البطريرك الراعي عن زيارته لكندا، حيث شارك في مؤتمر مطارنة الانتشار، وقام بزيارة راعوية، مشيرا إلى انه كان يوجه يوميا من كندا “نداءات إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية، للاسراع في تأليف الحكومة”، وأنه حين كان في روما لمدة ثلاثة أسابيع، حيث كان يشارك في مؤتمر سينودس من أجل الشبيبة، “كل فكرنا كان شبيبة لبنان، حيث شارك أكثر من 300 شاب من خمس قارات، وكل فكرنا كان شبيبة لبنان، لأن المستقبل هو الشبيبة، مستقبل الأوطان، مستقبل العيلة، مستقبل المجتمع والكنيسة، ومن المؤكد أننا نحمل في فكرنا وقلبنا الكثير من الأفكار، حتى نعمل مع شبابنا اللبنانيين الذين هم اليوم بأمس الحاجة إلى عمل ليعيشوا فرح الحياة ويعرفوا كيف يعطون معنى لحياتهم”.
أضاف غبطته: “سواء كنا في روما، أم في كندا، الكل يحمل هم لبنان، والكل يسأل عن الحكومة والكل حامل هم الاقتصاد وهم الهجرة”، مشيرا إلى أنه “في كندا يوجد الكثير من اللبنانيين، وما يعزيني أن كنائسنا وأبرشياتنا ومطارنتنا، حاضنين كل الشباب، وليس فقط الموارنة، حتى يظل هذا الرباط بين لبنان المنتشر ولبنان المغترب”.
وتوجه غبطته إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري “وكل القوى السياسية في لبنان”، بالقول: آن الأوان لأن يصبح عندنا حكومة”، مضيفا: “أنا كنت دائما أقول، وما زلت، لا يوجد أي مبرر للتأخير منذ اليوم الأول، ولا نستطيع إكمال الطريق هكذا، والعالم كله يتساءل هل نحن معنيين بوطننا، أم غير معنيين؟ وهل اللبنانيون يهمهم وطنهم أم لا؟ فالدول ركضت واجتمعت بغضون شهرين وعقدت ثلاثة مؤتمرات في أول آذار ونيسان من أجل لبنان، ونحن حتى اليوم لم نؤلف حكومة، فهم يشمتون فينا”، آملا أن “تتشكل الحكومة قريبا لتتحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية”.
وردا على سؤال، عن استمرار تعثر تشكيل الحكومة، وهل يمكن أن تبصر النور من دون مشاركة “القوات اللبنانية”؟ أم أنه سيكون هناك تسوية في هذا الموضوع؟، قال: “إذا كانوا يتكلمون عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أنها ستضم كل القوى السياسية وتتمثل بها، وإلا، لا يمكننا أن نسميها حكومة وحدة وطنية، فالوحدة الوطنية لا تكون محصورة ببلوكات نيابية، التي فازت في الانتخابات. أريد أن أشير إلى أنه ماذا نفعل ب 51% من الذين لم يشاركوا في الانتخابات النيابية، وهم من غير الحزبيين؟ فهؤلاء ال 51% هم بمثابة نصف الشعب اللبناني، ألا يحق لهؤلاء المشاركة بالحكومة؟ فاذا كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أن كل القوى السياسية في لبنان الحزبية وغير الحزبية، يجب أن تشارك بهذا الوطن، الذي هو بحاجة لكل سواعد أبنائه اللبنانيين”.
وعما اذا كانت ستشهد بكركي قريبا لقاء بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أجاب غبطته: “أنا التقيت بالوزير سليمان فرنجية في روما، وهو الذي قال لي إنه بعد عودتي سيكون هناك لقاء مع الدكتور جعجع في بكركي. كنا قد انطلقنا في نيسان 2011، عندما التقينا القوى الأربع السياسية الكبرى- وليسمحوا لي بقول القوى الأساسية- وإنها هي كانت كذلك، اجتمعنا حينها، ويمكن أن نسميها بالمصالحة بين الجميع، وانطلقنا من ذلك، وإن ما يقوله سليمان بك فرنجية هو أن المصالحة، التي تمت في بكركي، لنعمل على استكمالها، وأكمل الفريق، هذا ما عرفته منه شخصيا”.
وحول توقيت اللقاء، قال غبطته: “أتمنى أن يكون منذ أول يوم، وأن يكون مستمرا، ولا أخفي القول إنه عندما حصل هذا التقارب بين القوات والتيار الوطني الحر، أنني تساءلت أين البقية، وأنه يجب أن يكون التقارب ما بين الفرقاء الأربعة. أريد أن أوضح للرأي العام أنه صحيح أننا كنا نلتقي كموارنة، إنما كان الاتفاق مع باقي المسيحيين ومع المسلمين، أننا نجتمع في بكركي ليس فقط للشؤون المارونية، وفي ذلك الوقت كنت قد استشرت القيادات الأخرى، الذين قالوا لي أن أبدأ مع الموارنة، وإذا وحدنا كلمتنا، نكون نحترم كل المجتمع اللبناني، لذلك علينا أن نعود ونلتقي كل اللبنانيين، وساعتئذ نتكلم عن الوحدة الوطنية الحقيقية، وأنه لا يمكن الأستغناء عن أي أحد”.
بعدها توجه غبطته والوفد المرافق الى الصرح البطريركي في بكركي حيث كانت في استقباله اسرة الصرح وعدد من الكهنة والراهبات والرهبان والمؤمنين وعبر غبطته عن “فرح اللقاء بالمؤمنين سواء في بلاد الإنتشار او في لبنان،” وقال:” لقد امضينا اضافة الى زيارتنا الراعوية الى كندا نحو ثلاثة اسابيع في روما في الفاتيكان للمشاركة في سينودس الأساقفة من اجل الشبيبة. تحية الى فخامة رئيس الجمهورية الذي تكرم واوفد معالي وزير الطاقة سيزار ابي خليل . كما احيي اخوتي السادة المطارنة والرؤساء العامين والآباء والرهبان والراهبات وكل الأحبة.
وتابع غبطته :”كما احيي قداسة البابا الذي حملني بركته للبنان وللشعب اللبناني وللكنائس وذلك في اللقاء الخاص معه كما اننا كنا نلتقي معه يوميا ولكننا امضينا معه يوم الإثنين وقتا خاصا ومميزا . لقد وعدت قداسته ان نصلي من اجل ان يحقق امنياته وهو كما تعلمون يعيش ظرفا كبيرا على صعيده الشخصي وعلى صعيد الكنيسة. وكما كرر قداسته البارحة في ختام السينودس علينا ان نواصل صلاة المسبحة ونطلب شفاعة مار ميخائيل رئيس الملائكة لأن الشيطان يعبث بالكنيسة ويقسمها ويحاربها من الداخل وشعرنا بالم قداسته الشخصي على كل ما يحصل من الداخل . وظهورات العذراء دائما هي المسبحة وهي قوتنا في زمن الحروب والمرض والمشاكل.
واضاف غبطته:” كانت فرحتنا كبيرة بلقاء جالياتنا في كندا واحيي مطارنتنا ونقدر كل ما تقوم به الرهبانات من رسائل محبة . شبابنا معظمه في الخارج ولكن يجب الحفاظ على الرباط بين ابناء شعبنا المغتربين والمقيمين.
ووجه غبطته تحية للمطران بول تابت راعي ابرشية كندا ل”إهتمامه بالرعية اللبنانية في كندا، على كل ما يقوم به من اجل الرعايا. وفي روما نشكر ربنا على لقاء شبيبتنا اللبنانية وقد تركزت اعمال السينودس على لشبيبة وراعويتها والموضوع العام “الشبيبة والإيمان وتمييز الدعوة. وهذا يقتضي سماع الشبيبة ومعرفة واقعهم والتفسير لمفهوم الواقع ودور الشبيبة على ضوء كلمة الله. هذه هي المواضيع الأساسية التي تقود راعوية الشبيبة وعلينا الإلتزام بها مع الرؤساء العامين والراهبات. نشكر ربنا على نعمه التي تقود خطوات الكنيسة ونحن ابناء الرجاء وايماننا بالمسيح المنتصر على الموت. هذا هو السر الذي نحمله وهو مصدر شجاعة نشكر ربنا ولتكون حياتنا كلها انشودة تمجيد.”
_____________________________________________________________________________
PHOTOS: Patriarch Rai Arrival to Bkerki_28.10.2018