زيارة البطريرك الراعي الى جنوب افريقيا
زيارات رسولية
في اليوم الثالث من زيارته الراعوية الى جنوب أفريقيا بدأ غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي نشاطه بالصلاة في كنيسة سيدة الأرز مع الآباء المرسلين قبل أن يلتقي الصحافة المحلية في جنوب أفريقيا مطلقًا أمامها مواقف عدة عن أوضاع المسيحيين في لبنان والشرق . فقد عبّر غبطته عن أسفه “أن تتحول أرض الشرق الأوسط التي انطلق منها الانجيل وارتفع صليب الفداء الى أرض حرب ونزاعات وعنف، فتواجد المسيحيين في هذا الشرق يعود الى أكثر من 2000 سنة وقد بنوا مع المسلمين حضارة العيش معا. كنا أول من رحّب بالربيع العربي المحقّ في الشرق لأن البلاد العربية بحاجة الى اصلاحات دستورية لكن الحركات الاصولية اطاحت بالمطالب المحقة وبدأت بالخراب والدمار وانتزاع الشعوب من أرضهم، وهذا ما بات اليوم يشكل خطرا على السلام العالمي لأنه يشجع الارهاب والعنف في العالم ويشكل كارثة على لبنان الذي يتحمل تبعات هذه الأزمات في بلدان الشرق الأوسط مع استضافته اكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني وأكثر من مليون ونصف نازح سوري أي أكثر من نصف سكان لبنان ما يجعلنا أمام كارثة تربوية واقتصادية واجتماعية وصحية وامنية. والحل يكمن في أن تتحمّل الأسرة الدولية مسؤوليتها بايقاف الحرب في العراق وسوريا وفلسطين وايجاد الحلول السلمية والكف عن مساندة الارهاب ومده بالسلاح لأجل مصالح استراتيجية وسياسية.” واضاف غبطته: “السياسة العالمية فقدت أخلاقيتها وقداسة البابا فرنسيس الذي قارب العالم مقاربة انسانية، وصف الحرب الضارية بـ “تجارة الأسلحة”. العالم لا يحميه السلاح ولا المال بل الانسانية. والعمل السياسي اليوم وللأسف فقد روح الانسانية التي تجمع البشر على تنوع أجناسهم وألوانهم واعراقهم وفقدانها يجعلنا سجناء أنانيتنا”.
وفي رده على سؤال عن الجالية اللبنانية واندماجها في مجتمع جنوب افريقيا، قال الكردينال الراعي: “أفريقيا الجنوبية قامت بخطوات جبّارة للتقدّم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية ونجحت في نضالها ضد التمييز. واللبنانيون أتوا الى جنوب أفريقيا التي كانت أرضًا غريبة بالنسبة لهم لكن سرعان ما اندمحوا مع ثقافتها وساهموا في حياتها الوطنية . مع الانتشار الماروني في العالم أصبحت المارونية حاضنة لكافة الجنسيات بانفتاحها على الآخر فهي اغتنت وأغنت الحضارة الأفريقية. لذا فان كنيستنا المارونية غنية بهذا التنوع.”
بعدها ألتقى نيافته أبناء الجالية اللبنانية واعضاء من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، خلال حفل اقيم على شرف غبطته وتخللته كلمات ترحيب واشادة بالزيارة التاريخية لغبطته الى جنوب افريقيا بعد الزيارتين اللتين قام بهما غبطة البطريرك صفير.
وفي كلمة شكر له تمنى غبطته ان “يأتي اليوم الذي تتوحد فيه رئاسة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وكلمتها”. واضاف: “نؤكد لجاليتنا بعد ان تعرفنا اليها عن كثب، انها دائما في صلاتنا، ونتطلع معها الى التعاون الدائم لشد روابط ابنائها بوطنهم الحبيب لبنان عبر سفارتنا ورسالتنا المارونية هنا. ومعكم نحمل همّ لبنان، بدوره وقيمته ورسالته. وقد قال لي احدكم هنا: “لبنان منيح بس نحنا مش مناح معو”. نعم، ان هذا الكلام يعكس الواقع المرّ. وكم يجرحنا ما نسمعه من بعض اللبنانيين من كلام مهين ومذل بحقّ لبنان. ان هذا النوع من الكلام مرفوض تمامًا، فلبنان هو كرامتنا وهو من اعطانا جنسية وثقافة وتاريخ وجمال وقوة، وهو كنزنا وفخرنا واعتزازنا. صحيح ان وطننا يمرّ بصعوبات انما علينا ان نساعده للخروج منها، ولذلك فهو بحاجة الى كل واحد منا. نشعر بان هناك اهتماما دوليا بلبنان وحرصا على الاستقرار فيه وهذا يعود الى اللبنانيين الذين كسبوا ثقة واحترام وتقدير السلطات المدنية والسياسية في كل البلدان التي حلّوا فيها.”
وختم البطريرك الراعي: “علينا ان نصبر ونثبت ونتعاون كل من موقعه من اجل مساعدة لبنان على عبور هذه المرحلة الصعبة التي يتأثر فيها بكل ما يجري من حوله من حروب ونزاعات. وبالرغم من كل شيء فإن لبنان صامد بحماية العناية الالهية وسيدة لبنان.”
من المرفوض تماما ان كلمة لوطن المقيم والمقام البطريركي من جهة وبين الوطن المنتشر في كل أصقاع المعمور كما لسياسته الحكيمة لانقاذ لبنان الجريح واعادته معافى لأولاده.
PHOTOS:Patriarch Rai Activity_South Africa_21.5.2016