زيارة البطريرك الراعي الى المجر
زيارات رسولية
واصل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية والكنسية الى المجر يرافقه النائب البطريركي المطران بول عبد الساتر وسفيرة لبنان جوانا-ماريا قزي ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول وليد غياض.
استهل غبطته اليوم الثالث والاخير من الزيارة بلقاء نائب رئيس الحكومة المجري جولت شميان الذي اعرب عن اهتمام حكومته البالغ بوضع المسيحيين في الشرق الاوسط وباستقرار لبنان واستعدادها لتقديم الدعم الكامل له من اجل مواجهة تداعيات الحروب الدائرة من حوله مؤكدا على وجوب عودة النازحين الى بلادهم ومساعدتهم في تلك العودة وهذا حقهم الطبيعي.
ثم التقى رئيس مجلس النواب لاسلو كوفير بحضور عدد من النواب وكبار مستشاريه. واعرب كوفير عن سروره بلقاء البطريرك الراعي لافتا الى العلاقات المميزة التي تربط المجر بلبنان. كما اعتبر ان لبنان يشكل النموذج والمثال للشعوب ويؤدي رسالة العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين بتعاون واخاء مشيرًا الى ان هنغاريا تتطلع الى تعاون اوسع مع لبنان. من جهته شكر غبطته للحكومة المجرية اهتمامها بقضايا لبنان وبشؤون الكنيسة والمسيحيين في الشرق الاوسط داعيا اوروبا والمجتمع الدولي الى التمييز بين الاسلام والارهاب وعدم الخلط بينهما لا بل الى مواجهة المنظمات والحركات الاصولية معاً. كما اكد على الثقافة المشتركة التي بناها المسيحيون والمسلمون في الشرق الاوسط وعلى النموذج اللبناني الذي يحتاج اليه العالم في العيش الواحد وحوار الاديان والانفتاح.
بعد ذلك التقى الكردينال الراعي وزير العدل المجري الدكتور لاسلو تروتشانيي بحضور وزير الخارجية الاسبق يانوش مارتونيي وسكرتيرة الدولة لشؤون الاسرة والشباب كاتالين نوفاك وسكرتير الدولة للشؤون العدلية للاتحاد الاوروبي والعالم كريستيان كتشمار ورئيس مديرية الاعلام والعلاقات الدولية تيفادار ريففي وعدد من كبار الموظفين.
ثم اقامت سفيرة لبنان جوانا-ماريا قزي حفل استقبال على شرف غبطته في مقر السفارة اللبنانية شارك فيه حشد من كبار المسؤولين المجريين وسفراء الدول. وكانت كلمة ترحيب للسفيرة قزي قالت فيها: “اهلا بكم في بيت لبنان في بودابست حيث نفتخر اليوم بوجود من اعطي له مجد لبنان.” واضافت متوجهة الى غبطته: “كنتم وما زلتم في خلال مسيرتكم سفيرًا للسلام ورسولاً للمحبة، شاهدًا للحق ثابتًا في الشدائد والمشقات، مدافعًا عن وحدة لبنان وعن العيش المشترك بسلاح الحق وقوة الله.” واشارت السفيرة قزي الى ان التمثيل الرسمي العالي في استقبال غبطته هو دليل ساطع على عمق العلاقات التي تربط لبنان والمجر وعلى مدى الاهتمام الذي توليه المجر للبنان، مشكورة.”
ثم القى نائب رئيس الحكومة جولت شميان كلمة ترحيب نوه فيها بقراءة البطريرك الراعي للاحداث في الشرق الاوسط مؤكدا على دعم المجر لقضايا لبنان وعلى استعدادها لدعم مشاريع اجتماعية وانمائية وكنسية تساهم في ترسيخ الحضور المسيحي في لبنان والشرق الاوسط وفي الحد من هجرة الشباب اللبناني. واضاف: “ان شعب لبنان يستحق كل التقدير: اولا لانه يحافظ على التراث المسيحي في المنطقة، وهنا احيي جهود الكنيسة المارونية، وثانيًا لتحمّل لبنان العبء الكبير جراء استضافته للنازحين. وهنا نؤكد على ضرورة عودتهم بكرامة الى ارضهم في اسرع وقت وهذا حقهم المقدس.”
ورد غبطته بكلمة شكر استهلها بتوجيه تحية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والى السلطات الرسمية اللبنانية والمجرية، ونوه فيها بتميّز المواقف المجرية التي تركّز على النواحي الانسانية والاجتماعية للنازحين من سوريا معتبرا انه اذا فقدنا الحسّ الانساني فقدنا كل شيء.
ومن السفارة اللبنانية توجه غبطته الى كنيسة الملائكة المقدسة حيث غرس في حديقتها ارزة لبنانية ثم بارك كابله القديس شربل التي وضع فيها الكردينال بيتر اردو رئيس اساقفة المجر ذخائر القديسين اللبنانيين. وكانت كلمة ترحيب لكاهن الرعية الاب كارولي سيدركنيي عبر فيها عن فرح ابناء الرعية بوجود الذخائر في كنيستهم معتبرا ان القديس شربل الذي تخطى كل المسافات وعبر كل القارات يبارك المجر وسوف يغدق عليها الرب بشفاعته الكثير من النعم والبركات. ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي شكر فيها الكردينال اردو وكاهن الرعية على اقامة كابله القديس شربل معتبرا ان ذلك هو من وحي العناية الالهية. ثم توقف عند حياة القديس شربل ومعانيها الروحية مشيرا الى ان الله وحده يعلم كم سيمنح من النعم على يد قديس لبنان في بودابست. وختم: لقد تميز القديس شربل في حياته بالجدية والالتزام حتى انه لقب بالقديس وهو لا يزال في بلدته بقاعكفرا. ثم كرس نفسه كليًا للرب في محبسة عنايا ليجعله الرب فيما بعد سفيرا له في كل الارض ولدى كل الشعوب.”
____________________________________________________________________________
Photos: Patriarch Rai Visit to Budapest_21.8.2018