البطريركية المارونية
عظة البطريرك الراعي في قداس رعية مار يوسف لافال – كندا
عظات
“ابي ما زال يعمل وانا اعمل ايضًا”
الآب ارسل ابنه يسوع المسيح لكي يعمل عمله في تاريخ البشر وعمل الله هو خلاص الجنس البشري القائم على ثلاثة كوّنت عمل المسيح: 1- اعلان كلام الله، 2- فداء الجنس البشري بموت المسيح وقيامته وتقديس المؤمن بعمل الروح والقدس والعمل الثالث تأسيس الكنيسة كأداة وعلامة للخلاص الشامل؛ هذا العمل حققه الرب يسوع فكان يجول القرى والمدن يعلن كلام الملكوت يشفي المرضى ويغفر للخطأة ويحرر المظلومين.
وأشركنا بهذا العمل المثلث من خلال المعمودية والميرون ونحن في هذا المساء نلتقي الرب ليقول لنا “الآب ما زال يعمل وانا اعمل وانتم تعملون” هذه هي رسالتنا المسيحية وهذا هو مبرر وجود كنائس ومطارنة وكهنة وفي هذه الكنيسة نتعلم ونتقبل عمل وكلام الله ونتقدس بنعمة الأسرار ونتوحد برباط المحبة ونخرج كي نعمل عمل الله في عائلتنا ومجتمعنا ومكان عملنا. نحن نلتمس بشفاعة مار يوسف ان يدرك كل واحد منا انه مدعو ليعمل عمل الله في كل ما هو حق وخير وعدل وسلام وجمال.
نختتم هذا اليوم في مؤتمرنا الخامس لمطارنة ابرشياتنا في الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات، وقد تأملنا بختام جلسة الصباح في الزواج والعائلة وعمل الله في الزواج والعائلة من خلال اعادة مفاهيمنا لمعنى الزواج ولمعنى العائلة وقيمتها ورسالتها ودورها في العالم حسب تقدير الله الخلاصي ثم زرنا مركز المسنين حيث وجدناهم يعيشون فرحًا وسعادة كبيرين بفضل الخدمة. اشكر كل الذين يعتنون ويدعمون هذا المركز لأن المسن لا ينتظر الموت واما مفاجأة الحياة وهم يعيشون معنى شيخوختهم. لا يدركن ابدًا من اعطي امتياز العمر الطويل انهم شهودًا للايمان والصلاة.
نصلي من اجلهم ليمنحهم الرب مزيدًا من السعادة والعمر والفرح.
كما احتفلنا مع رعية مار يوحنا الرسول الجديدة والتقينا المؤمنين فيها ومعكم نختتم يومنا الجميل من عطايا الله. وفي رعية مار يوسف اليوم نلتقي بكم واشكركم على تعاضدكم وتكاتفكم مع بعضكم. نحن معًا نعمل لحمل الله وهذه قيمة كل انسان خلقنا على صورته ومثاله وجعلنا على صورة المسيح بالمعمودية وبالروح القدس هياكل الله. لو اننا نتذكر ان كل انسان هو عمل الله لتغيرت سياسات العالم ولتغير التعاطي مع الناس. فلا يمكن ان يوجد عداوة او ازدراء او قلة احترام هذه الثقافة المسيحية التي يحتاج اليه عالمنا اليوم الذي يتميز بروح الانانية والمادية والفردية والاستهلاكية. عالم اليوم يفكر بنفسه ولا يترك مجالاً للتفكير بتعبيره. نحن ندعو الى بناء العلاقات الاجتماعية على هذا الاساس. كما ندين ونستنكر كل اعتداء على اي انسان، فالحروب والقتل والاعتداء انه ضد الانسان وضد الله ولأن كل انسان هو عمل الله وكل اعتداء عليه هو اعتداء على الله لذلك جاء في وصيته لا تقتل. وأضاف في عظته على الجبل “قيل الأولين لا تقتل انا اقول لا تغضب على اخيك لا توجه له كلمة جارحة لأخيك”.
ونقول: ان كل انسان نحبه ونساعده لأنه عمل الله وكلنا مدعو للعمل في عائلاتنا ومجتمعاتنا عمل الله فيتمجد الله.
________________________________________________
PHOTOS: Patriarch Rai Visit to Canada_28.9.2018