عظة غبطة البطريرك في قداس تدشين كنيسة مار شربل الجديدة في ميسياغا – تورينتو – كندا – تبريك تمثال مار شربل في باحة الكنيسة


عظات

 

عندما اعلن سمعان بن يونا ايمانه بيسوع وهو ايمان ملهم من الله وقال له انت هو المسيح ابن الله الحي حوله يسوع الى صخرة فسماه بالآرامية السريانية كيفا التي ترجمتها بطرس، جعله صخرة وعليها بنى الكنيسة ووعد ان قوى الشر لن تقوى عليها. وبدوره بطرس الرسول سمى المؤمنين ونحن منهم حجارة ايمان حية تشيد بيت الله المقدس وهو الكنيسة. نحن اليوم في هذا الاحتفال نجدد هويتنا المسيحية بأن كل واحد وواحدة منا هو حجر ايمان حيّ في بناء بيت الله الذي هو الكنيسة.

يسعدنا ان نحتفل معكم بتبريك الكنيسة الجديدة على اسم مار شربل هي كنيسة صخرية جميلة. كرسناها لكننا نحن تكرستا كنسيًا يوم اعتمدنا ويوم مسحنا بالميرون فاصبح كل واحد منا هيكل الله واصبحنا كجماعة كنسية المسيح البشرية. فرح كبير ان نحتفل معكم اليوم بهذا التكريس، والفرحة تكبر لأننا نزوركم في هذه الزيارة الراعوية الثانية وقد انهينا مع المطارنة في ابرشيات الانتشار والرؤساء العامين اجتماعنا في اللقاء الخامس الذي عقدناه في مونتريال وهذا المؤتمر لم يكن فقط مؤتمر شؤون ودراسات وانما كان لزيارة عدد من رعايانا ومن بين هذه الرعايا التي زرناها والتي تفوق الثماني ها نحن معكم سعداء وانتم تحتفلون ببناء الكنيسة الجديدة. جئنا نلتمس صلاتكم نحن ايضًا لنواصل رسالتنا في بلدان الانتشار. لقد رأينا بأم العين جمال كنيستنا وهويتها بفضل رعاية راعي الأبرشية ومساعدتكم وعندما رأينا العائلة متماسكة مصلية فرحنا كثيرًا ورأينا اجيالنا الجديدة بالمئات يتحلقون حول الكنيسة وفي المذبح ويعيشون بفرح ايمانهم المسيحي وهذا زادنا املاً ورجاءً كبيرًا بمستقبل افضل ولكن في الوقت عينه وفيما نحن نراكم بهذا العدد الكبير كما رأينا سواكم في الرعايا الأخرى نشعر بحاجة ماسة لمزيد من الترابط بين ابرشياتنا في الإنتشار والكنيسة الأم في لبنان وفي الأوطان العربية بالنسبة لمختلف الكنائس كي تظل هذه الروابط حيوية اذ تحملون دائمًا تقاليدكم وتراثكم الليتورجي والروحي والتنظيمي وتشهدون بإيمانكم في الكنيسة والمجتمع الكندي.

نشكر الله عليكم لكننا ايضًا نشاطركم كما غيركم القلق على الحالة والأوضاع التي يعيشها لبنان وبلدان الشرق الأوسط. نعم نحن في قلق لأن هذا النزيف في الهجرة يعود الى الأزمات الإقتصادية والسياسية والى الحروب الدائرة في المنطقة. لكن مع هذا نتمسك بإيماننا ونتذكر اننا لسنا في الشرق عابري سبيل وانما نحن هناك منذ 2000 سنة مؤمنون على الجذور المسيحية ففي شرقنا تجلى كل سرنا وبدأ تاريخ الخلاص ورفع صليب الفداء وتأسست الكنيسة وانطلق انجيل المسيح الى العالم كله لذلك يجب ان نتحد ونترابط ونتساعد لكي نحافظ على وجودنا هناك.

جميلة كنيستكم الحجرية ونسميها مدرسة الإيمان حيث تنالون نعمة الإيمان من خلال سماع كلام الله والأناشيد والصلوات وتعليم الكنيسة والكرازة. هنا مدرسة الإيمان وتتعرف اكثر فأكثر على سر المسيح وهنا سر الكلمة نعيشها على المائدة السرية كلمة الله التي نؤمن بها نقبلها هنا ونعلنها ونحتفل بها ليتورجيًا ونعيشها في العائلة والمجتمع والدولة. هذه هي ابعاد اعلان سمعان بن يونا اعلانه ايمانه بيسوع “انت هو المسيح المنتظر والمرسل، انت حامل الخلاص الى العالم، انت ابن الله الذي اتى الينا لكي يفتح لنا الطريق الى الله”. ولكننا مدعوون لنكون كنيسة بشرية جميلة نعمل على ان نكون حجارة حيّة جامعة مؤمنة في صرح كنيسة المسيح الإنسانية.

نصلي من اجل السلام في بلدان الشرق الأوسط ومن اجل عودة جميع اللاجئين والنازحين الى اوطانهم وبيوتهم لكي يستعيدوا تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم لكي يجدوا الخوف ليك يحافظوا على هذا التاريخ المجيد ونصلي من اجل المسؤولين ليلهمهم الله ويعطيهم نعمة التجرد والتفاني والخروج من المصالح الذاتية ويؤلفوا حكومة تتحمل مسؤولياتها وتواجه هذه الموجة العارمة من الفقر عند الشعب اللبناني ما يضطر اجيالنا لمغادرة الوطن الحبيب.

ولكنني اشكركم على دعمكم لأهلكم في لبنان ومساعدتكم لهم لكي يحافظوا على حضورهم هناك.

ايها الرب يسوع بشفاعة مار شربل قديس لبنان الذي اصبح قديس العالم نسألك اليوم ان تجعل منا حجارة حية فنبني بها كنيستك البشرية لتكون نشيد مجد دائم.

 

 ________________________________________________

Click here for Photo Album

Photos: Patriarch Rai visit to canada_1.10.2018