عظة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس رعية مار جرجس – كورماكيتس شمال قبرص
عظات
“المسيح آت، العريس آت، أخرجوا الى لقائه”
سيادة السفير الباباوي، إخواني المطارنة والآباء، النائب ممثل الموارنة في البرلمان، المخاتير، الراهبات، الوجوه الكريمة، أيها الاخوة والاخوات الاحباء.
في هذه الايام الثلاثة التي نعيشها نحتفل بأعياد كثيرة ليتورجية وكنسيّة، فاليوم نعيّد عيد القديسة بربارة، وغداً نحتفل بمولد يوحنا المعمدان، هذه كلها أعياد نِعم، ونحن نصلي كي يغمركم الله بنعمه. الأعياد الكنسيّة هي زيارة قداسة البابا فرنسيس الى جزيرة قبرص، والتي خلقت في القلوب فرح كبير ورجاء كبير، وعزّت القلوب، وحمل قداسة البابا قبرص والقضية القبرصية في قلبه وفي صلاته، ونحن في هذه الليلة نريد ان نذكره وان نشكره في قداسنا، قداس الشكر.
العيد الكنسي أو ما يمكن أن نسميه عيد لأن فيه فرح، هو زيارة البطريرك الراعوية التي نظمها ورتبها المطران سليم صفير الذي أحيّيه، والذي أراد بمناسبة زيارة البابا أن نبقى ونقوم بزيارة رعائية بدءاً من هذه المنطقة ووصولا الى كل الرعايا حتى يوم الاثنين.والعيد الكنسي الثاني هو تكريس كنيسة مار جرجس بعد ترميمها وبعد أن لبست هذا الثوب الجميل والرائع الذي يدلّ على أن مدينتكم ستستعيد كل مجدها، فطالما أن هذه الكنيسة على إسم مار جريس إستعادت بريقها، فستستعيدون جمال بيوتكم وقراكم، انتم وكل هذه المناطق التي تهجّرت.
أريد أن أعود الى العيد الليتورجي، وهو عيد ميلاد يوحنا المعمدان، وأنتم تعلمون أن إسم يوحنا قاله الملاك لزكريا وتعني الله تحنّن، الله رحوم، كي يُعبّر الله من خلال يوحنا أنه حاضر في هذا العالم برحمته الكبيرة التي لا حدود لها والتي ترافق حياتكم، والتي هي أكبر من كل صعوبات وشرور الحياة، ورحمة الله هذه تتجلى في هذه الكنيسة حيث يُجدّد الله إيماننا كل يوم بالرحمة الإلهية.
أريد أن أعود الى الإنجيل الذي سمعناه اليوم حيث يشبّه الله مجيئه بحياتنا اليومية، ومجيئه في نهاية حياة كل منّا شبّهه بالعريس، وحسب التقاليد كانت العذارى البتولات ينتظرنه حاملات المصابيح مع أنهم لا يعرفون ساعة مجيئه، مصابيحهم مشتعلة،وسأشرح ماذا تعني المصابيح بالنسبة لنا، فلقاء المسيح مع الانسان هو لقاء عرس وفرح وسعادة.
هناك الكثير من الشروحات لأن هذا الانجيل غني جداً، ولكنني سأركز على فكرة واحدة، وهي أنه عندما يقول في الانجيل العريس آتٍ، فيسوع المسيح سيأتي يومياً ليزور حياة كل واحد منا عندما يريد منا موقف ما، يتكلّم يسوع عن المصابيح التي يمتلكها كل واحد منا، مصباح العقل، والإرادة، ومصباح القلب، وهذه المصابيح بحاجة الى زيت، وزيت العقل هو الايمان، وزيت مصباح الارادة هو الرجاء، وزيت القلب هو المحبة، واذا كنت لا أملك هذه الفضائل الإلهية الثلاثة، فلماذا العقل والارادة والقلب؟ فسيكونون مصابيح مطفأة. كل هذه الفضائل التي ذكرتها هي عطيّة من الله شرط أن أقبل حضور الله في حياتي.
أختم بترنيمة نقول فيها: نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة ننتظر مجيئك أيها الرب يسوع، آمين.
PHOTOS ALBUM: Cyrpus Mass_4.12.2021