عظة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في رعية مار شربل – كوتونو


عظات

في اطار زيارته الراعوية لابرشية سيدة البشارة في افريقيا الغربية والوسطى، كرّس غبطة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي كابيلا سيدة ايليج في المجمّع الراعوي في رعية مار شربل في كوتونو – البينان ثم ترأس الذبيحة الالهية في كنيسة القديس شربل عاونه فيها راعي الابرشية المطران سيمون فضول بمشاركة رئيس مجلس اساقفة البينان المطران فيكتور اغبانو ولفيف من الكهنة بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية وممثلين عن الاحزاب والتيارات السياسية اللبنانية.

بعد الانجيل المقدس القى غبطته عظة بعنوان: “يوقد السراج ليوضع على منارة”، وجاء فيها:

 

1. يسعدني ان اقوم بهذه الزيارة الراعوية مع سيادة اخي المطران سيمون فضول وقد بلغنل اليكم بعد زيارة خمسة بلدان في الابرشية ونحن اليوم في البلد السادس من زيارتنا التي تشمل سبعة بلدان.

2. يوقد السراج ويوضع على منارة. نعم نحن جعلنا بالمعمودية وكلمة الله ونعمة الاسرار وتعليم الكنيسة، نور المسيح، لكي نشهد له في اعمالنا ومبادراتنا. تنكشف لنا في انجيل اليوم الهوية والرسالة. الهوية هي اننا نور المسيح، والرسالة هي اننا مدعوون لنعكس نور المسيح في عائلاتنا ومجتمعاتنا وفي اعمالنا وفي الدولة التي نعيش فيها. للانارة الآخرين بنور محبة المسيح، وبنور الحقيقة التي اعلنها للعالم: حقيقة الله، وحقيقة الانسان، وحقيقة التاريخ.

هذه الهوية وهذه الرسالة هما شرف يعطى لنا، ومسؤولية ملقاة على عاتقنا.

3. وجود رعية منظمة وابرشية تنتمون اليهما انما هما بهدف يثبتكم في هويتكم ورسالتكم، لكي تكون حياتكم في كوتونو وبنين، ليس فقط لتأمين العمل وتحقيق القدرات وتأمين العيش الكريم لكم ولعائلاتكم، والاسهام في تنمية هذه البلاد، اقتصاديًا وتجاريًا بمختلف الحقول، بل ايضًا وبخاصة لكي تشهدوا في مجتمعها لقيمكم المسيحية: الروحية والاخلاقية والانسانية، ولتقاليدكم اللبنانية والاجتماعية.

4. لقد أسعدت أمس بلقاء اللجان المتنوّعة التي تؤلف المجلس الراعوي برئاسة كاهن الرعية وتوجيه سيادة راعي الأبرشية. ان عمل هذه اللجان والمجلس الراعوي يندرج في خط تعليم انجيل اليوم: مساعدة ابناء الرعية وبناتها ليستنيروا بنور المسيح، ويعكسوه في حياتهم العائلية والاجتماعية والوطنية وفي هذه الدولة العزيزة. وهذا ما رأيناه بارتياح في الرعايا الخمس التي زرناها في كل من اكرا بغانا، دكار بالسنغال، واغادوغو في بوركينا فاسو، وابديجان في شاطىء العاج، واللومي في التوغو. وهذا ما سمعناه من السلطات المدنية والكنسية في هذه البلدان. نشكر الله على نعمة وجود رعايانا وابرشياتنا التي تنير وتعلم وتحفظ ابناءنا وتجمعهم وتجعلهم اشعاع نور في مجتمعاتهم.

 5. ان لبنان، وطننا الحبيب، عرف ويعرف بأنه نور في المنطقة المشرقية بقديسيه وبالكنيسة ومؤسساتها، التربوية والاستشفائية والاجتماعية والانسانية، وبابرشياتها ورهبانياتها، وبتقوى شعبها. ويعرف لبنان بنوره الثقافي والفني، وبصيغة العيش معًا المسيحي – الاسلامي، على قاعدة الوحدة في التعددية. مسؤوليتنا كلبنانيين ان نحافظ على وجه النور الذي يمثّله لبنان في محيطه العربي. كنت سعيدًا طيلة هذا النهار بلقاء مختلف الأحزاب والهيئات اللبنانية الملتزمة كلها بالشأن الوطني والحريصين على نهوض لبنان من معاناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية. وقد اعربوا كلهم عن عدم ارتياحهم للممارسة السياسية التي اوصلت لبنان الى شفير الهاوية، واعربوا عن استعدادهم في المؤازرة للنهوض.

6. وما يعزّي هو رؤية هؤلاء اللبنانيين في هذه البلدان الافريقية، وفي سائر بلدان الانتشار، يعيشون الوحدة في التنوّع، ويتكاتفون، ويعكسون وجه لبنان الجميل، ويسترون سلبياته. لكن لديهم عتب على المسؤولين السياسيين في لبنان هو عدم اكتراثهم بالمنتشرين الذين هم ثروة لبنان بكل معانيها وابعادها، فيشعرون وكأنهم يتامى الوطن.

7. نقدّم معكم هذه الذبيحة المقدسة على نيتكم جميعًا وعلى نية عائلاتكم ومرضاكم وامواتكم واعمالكم. ونصلي ايضًا من اجل نهوض لبنان من كبوته ومن اجل السلام في بلدان الشرق الاوسط وعودة جميع اللاجئين والنازحين الى اوطانهم. فلتكن حياتنا كنور المسيح تمجيدًا دائمًا للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس. آمين.

وكان راعي الابرشية المطران سيمون فضول قد القى في مستهل القداس كلمة ترحيب وشكر توجه فيها لغبطة البطريك والحضور من رسميين وروحيين الى جانب ابناء الرعية والجالية وابرز ما ورد فيها انه سنة 2000 وضع البطريرك صفير حجر الاساس لهذه الكنيسة عندما كان غبطة البطريرك الراعي مطرانا على جبيل وفي 2009 قام غبطة البطريرك الراعي بتدشينها.

ويستذكر مع غبطته عام 2014 حين شائت العناية الالهية ان يستدعيه غبطته ويعينه راعيا لابرشية افريقيا الغربية والوسطى في محاولة لتاسيسها.

وانه من بعد 4 سنوات من العمل الدؤوب مع الكهنة تم في 2018 تلبية لرغبة غبطته وللمجمع المقدس ان تعلن ابرشية سيدة البشارة وان تتأسس في عهدكم.

واضاف انه من دواعي سروره ان تكون هذه الزيارة هي الاولى لغبطة البطريرك الراعي بعد ارتقائه السدة البطريركية. وقد لمسنا وشهدنا بأم العين محبة الناس لكم ولهفتهم في استقبالكم ومن خلال الحضور الذي لم يقتصر على الموارنة او المسيحيين فقط بل شمل المسلمين وكل اللبنانيين. وختم سيادته: لقد اتخذت ابرشيتنا منذ ست سنوات شعارا لها “رسل موارنة”، وذلك انسجاما مع طبيعة كنيستنا المارونية بأن تكون رسولة ورسالية ومرسلة الامر الذي نجده يتلاءم اليوم مع تفكير ابناء الابرشية وتطلعاتهم. اننا نشكر الله على محبة ابينا البطريرك وحكمته ونسأله ان نتابع معه المسيرة بكل امانة واخلاص على قاعدة الشركة والمحبة.  

     

LINK TO GALLERY: www.media.bkerki.org



PHOTO ALBUM: Africa Cotonou_Benin Mass_17.10.2019