كلمة البطريرك الراعي افتتاح مؤتمر الرابطة الكتابية
أخبار نشاط البطريرك

في افتتاح مؤتمر الرابطة الكتابيّة في لبنان والشرق الأوسط
بكركي 26 كانون الثاني 2025
1. يسعدني أن أرحّب بكم في افتتاح مؤتمركم بموضوع: “الرجاء لا يخيّب” (روم 5: 5) المأخوذ من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، والذي اختاره قداسة البابا فرنسيس موضوعًا لليوبيل الكبير والسنة المقدّسة 2025. فنا هو هذا الرجاء، ولماذا لا يخيّب؟
نقرأ في التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة أنّ الرجاء فضيلة إلهيّة مجّانيّة، نضع فيها ثقتنا بمواعيد المسيح، مستندين لا إلى قوانا، بل إلى معونة الروح القدس، الذي أفاضه علينا بوفرة يسوع المسيح. وهو الرغبة في ملكوت السماوات والحياة الأبديّة. إنّ فضيلة الرجاء تصوننا من تخاذل عزيمتنا، وتساندنا حين التخلّي، وتطيب نفوسنا في ترقّب السعادة الأبديّة (1817-1818).
ان صلاة الكنيسة وصلاتنا الشخصية تغذيان فينا الرجاء. والمزامير على الأخص بلغتها الحسّية والمتنوعة تعلمنا ان نضع رجاءنا في الله: “رجوت الرب رجاءً فحنّا عليّ وسمع صراخي” (مز 40: 2). ونقرأ في رسالة بولس الرسول الى اهل روميه:” ليؤتكم إله الرجاء ملء الفرح والسلام في الايمان، حتى تفيضوا رجاء بقوة الروح القدس” (روم 15: 13).
ان فضيلة الرجاء تتأسس على الثبات في الايمان، وتغتذي من المحبة، وتسمح لنا بالسير الى الامام. فيقول القديس أوغسطينوس: “في أي نوع من أنواع الحياة، لا يمكن العيش من دون ميول النفس الثلاثة: ان تؤمن وترجو وتحب”.
2. لماذا الرجاء لا يخيب؟
الرجاء لا يخدع ولا يخيّب، لأنه يولد من الحب، ويتأسس على الحب الذي يفيض من قلب يسوع المطعون بحربة على الصليب. ونقرأ في رسالة بولس الرسول لأهل رومية: “فان كان الله صالحنا بموت ابنه، ونحن أعداء، فكم بالحري، ونحن في مصالحته، ان نحيا بحياته” (روم 5: 10).
ولان الروح القدس، بحضوره الدائم في حياة الكنيسة، يشعّ بنوره على المؤمنين، نور الرجاء. ان نوره يبقى وضيئًا كمشعل لا ينطفئ ابدًا لكي يعضد حياتنا ويساندها. (راجع رسالة البابا فرنسيس، الاعداد 2-3). ولكن ينبغي علينا ان نغذّي ايماننا ونحفظه بفطنة وعناية، وان نقصي كل ما يعارضه كالشك واليأس والقنوط.
بنور هذا الرجاء نفتتح مؤتمركم، راجين له النجاح في نشر كلمة الله، نورًا للشعوب، ولشعبنا المؤمن، ولغير المؤمنين.







