نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
استقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وكان بحث في آخر المستجدات على الساحة المحلية ولا سيما الإتفاق الذي تم على اقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية. وبعد اللقاء تحدث باسيل الى الإعلاميين وقال:” لقد احببنا القيام بهذه الزيارة لصاحب الغبطة لأن القانون الذي هناك اتجاه للسير به اليوم، وهو قانون النسبية مع ال15 دائرة، اخذ شرعيته عمليا هنا في بكركي وتم التوافق عليه، بغض النظر عن ان العماد عون كان قد سبق ان قدم اقتراحا بذلك. ولكن الناس تقدم اقتراحات و لكي تتحول الى مشاريع حقيقية يجب ان تتم موافقات حولها واول موافقة حصل عليها هذا القانون كانت هنا في بكركي من الاحزاب والتيارات الأربعة وكان الخيار الثاني بعد الأورثوذكسي. وبما ان الأورثوذكسي لم يتم السير به وغيره من المشاريع فاليوم اتفقنا على النسبية مع ال15 دائرة.”
وتابع باسيل:” من واجبنا ان نزور سيدنا البطريرك ونقول له ان هذه المهمة يبدو انها على طريق الإنجاز. من المؤكد هي تحتاج الى الإستكمال والمتابعة ونحن سنبقى نقاتل لتحصيل الأفضل والأحسن بما يتعلق بالتمثيل. من واجبي ان اقول وقد قلت لسيدنا نعترف باننا نأمل بالأفضل وكان بامكاننا القيام بالأفضل وانما في كل ظرف تصل الأمور الى الحد الممكن ولكن المعركة تستمر لتحصيل الحقوق واحقاقها وتصحيح التمثيل بشكل كامل لأن تفكيري لا يمكن الا ان يذهب باتجاه الكثير من اللبنانييين الذين مع هذا القانون لا زالوا يشعرون بان تمثيلهم غير مكتمل. على هذا الأساس اعترفت لسيدنا بما فشلنا وبما نجحنا بتحقيقه وهذا الإعتراف كان امام غبطة البطريرك. ونقول اليوم اننا نأمل ان يتم هذا الأمر باستكماله بتحصينه بصحة التمثيل والضمانات والإستكمالات اللازمة معه وخصوصا ان مشروع مجلس الشيوخ كان يجب ان ينجز فان لم نتمكن اليوم لظروف معينة يفترض انجازه قبل الدورة المقبلة.”
وأضاف:” هناك امور اخرى مرتبطة بالمناصفة واذا اردنا فعلا تثبيت الناس في ارضهم يجب ايقاف عملية نقل النفوس الجماعي ووجود الناس هو بتمثيلها وببقائها في ارضها. هناك جملة من الأمور و النقاشات التي انجزت حول قانون الإنتخاب قد تكون مناسبة لكي نتمكن من تثبيت عيشنا ومجتمعنا الذي يشعر به الانسان انه بخصوصيته ما زال محافظًا على تنوعه وهذا هو الغنى اللبناني الأساسي، واعتقد انه يوجد لدينا فرصة اليوم اننا ننجز جملة من الأمور تعطي اكثر وأكثر المزيد من الطمأنينة والمعنى الحقيقي لعيشنا الواحد.”
وفي ردّه على سؤال حول موضوع المناصفة وتثبيتها، أوضح باسيل: “لا أريد الدخول في تفاصيل معيّنة ولكن لكل شيء مساره، فمثلاً تمّ الحديث عن نقل المقاعد ولكننا لم نطرح موضوع المناصفة لأنه ورد مع مجلس الشيوخ، ولكن احدهم طرحه علينا فهل نجاوب بالرفض؟ قد يعرب من جديد عن تغيير رأيه، كل شيء مرتبط بالمسار، فموضوع نقل المقاعد لم نطرحه نحن بل طرحنا ما هو أعمق من ذلك لصحة التمثيل التي تتحقق بجملة من الأمور قد نستعمل اجزاءً منها في بعض الأوقات، ما من شيء جامد فمع إقرار القانون هنالك أمور ننجزها اليوم ويليها أمور أخرى تابعة، فإما ان نأخذ خيار الدولة المدنية ونذهب به الى الآخر عن قناعة بأنه هو الخلاص الحقيقي واما بصحة تمثيل المكونات يجب استكمال هذا الأمر.”
وحول ما اذا كان القانون الذي اتفق عليه يأتي على حساب بعض المسيحيين، أجاب باسيل: ” بالطبع المسيحيون منتشرون على كامل الأراضي اللبنانية وهم يدفعون الضريبة الأكبر، ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد مسلمون مثلهم موجودون في دوائر لا يشكلون فيها الأكثرية ولأن تواجد المسيحي على مساحة كل لبنان يجب ان يكافأ لا ان يجازى من هنا الضوابط التي وضعناها والتي تراعي هذه الخصوصية وهذا التنوّع ليس بالانغلاق وانما بتثبيت وجودهم عندما يشعرون بأن صوتهم يصل وهو فعّال وهم يشكلون عنصرًا اساسيًا في هذه اللعبة، نحن نعترف بأن النسبية تؤمن لهم هذا الأمر وهي ليست كالستين ولكن بات هناك إمكانية لأن يكون تأثير الصوت اقوى. ولكن يمكننا إيجاد ضوابط ومراعاة لتفعيل صوتهم اكثر، لا يجب ان يشعر احد في لبنان بأنه مغبون، بين مسيحي ومسيحي او بين مسلم ومسلم هذا الشعور سيء فكلمة مسيحيي الأطراف ليست جيدة بل عليهم ان يشعروا أينما وجدوا بأنهم القلب. من تحدث عن نقلهم فنحن لا نقبل بنقل نفوس فرد واحد، ونطالب اليوم بقوننة نقل النفوس لكي يبقى ابن عكار متجذرا في ارضه وكذلك ابن البقاع والجنوب وغيرهم هذا هو غنى لبنان والحماية الحقيقية والحفاظ عليهم هو اعطائهم صحة تمثيل ليشعروا بأن حقوقهم السياسية كاملة. يجب تكريمهم لبقائهم في ارضهم.”
وأكد باسيل على أنه من صلاحيات رئيس الجمهورية تعيين المهل وقد عينها بالتوافق مع رئيس مجلس الوزراء، وحدد إقرار قانون الانتخاب بين 7 و20 حزيران، لا يجب ان ننسى ان هنالك الكثير من العمل الذي ينتظرنا بعد هذه المهلة لمجموعة طبيعية من الأمور كذلك يجب ان يعدّ هذا القانون ليرفع الى الحكومة لكي تقره بدورها وهي تحوله الى مجلس النواب.”
وأضاف:” ان القوانين التي عملنا عليها لم تكن تعتمد معايير واحدة، ما من قانون يرضي الجميع، ونحن لطالما قلنا انه يكفينا فخرًا بأننا كتيار نملك الأكثرية الشعبية ونطالب بالنسبية. هل هناك من يقوم بمثل هذا التصرف؟ ولكننا نؤمن بالتنوّع وكل القوانين التي اعتمدناها كانت تعتمد على النسبية، فلم يكن همّنا سوى مشاركة الجميع.”
وردًا على سؤال حول إمكانية تأخير إصدار القانون لحلحلة بعض الأمور التفصيلية، أكدّ باسيل: ” انه ما من خيار الاّ الاتفاق على قانون انتخاب ولا يجوز ان نوقف هذا القانون من أجل تفاصيل غير مهمة، لقد برز هذا القانون من بكركي منذ 4 سنوات، لقد وضع هذا القانون على الطاولة وهو أساسي، لا يجب ان يقلق أحد من هذا الموضوع لأن هذا هو همّنا الأساسي، هذا قانون الانتخاب حكمًا افضل من الستين.”
وأضاف: “نحن لدينا مسؤولية تاريخية بما نفعله اليوم امام الناس، فنحن نتكلم اليوم من بكركي نحن نعد قانون انتخاب لما بعد 2050. كنا نتمنى لو ان المعركة انتهت في 2017 ولكنها ستستمر وسنظل نقاتل لتحصيل حقوق كل لبناني بالتمثيل الصحيح.”
والتقى غبطته الوزير السابق مروان شربل الذي ثمن عملية الإتفاق على قانون انتخابي كان قد سبق ان طرح في حكومة الرئيس ميقاتي ولكن مع 13 دائرة”، متمنيا ان تشهد البلاد ظروفا واوضاعا افضل على كافة الأصعدة.”
PHOTOS: Patriarch Rai Activity_Bkerki_2.6.2017