كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في ختام الجولة الافتتاحية للمواقع الدينيّة الأثرية الأربعة في منطقة جبّة بشري
أخبار نشاط البطريرك
أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ان حياد لبنان يخدم الجميع ويحرر الجميع ويساعد المترددين اولا ومن اجلهم ننادي بالحياد ولن نتراجع لانه خير للجميع والحياد ليس مشروعا سياسيا بل عودة الى الجذور والثقافة اللبنانية وحضارتنا اللبنانية وكياننا اللبناني الذي يميز لبنان بين كل الشعوب ولن نتخلى يوما كما قالت ستريدا عن هذه الارض ولن نترك ثقافتنا وحضارتنا وكياننا من اجل خير جميع اللبنانيين دون استثناء وهذه الدعوة فعل محبة من بطريرك الى كل اللبنانيين.وقال: البطريرك الراعي القى بدوره كلمة اكد فيها ان الحياد هو في اساس الكيان اللبناني وقال:شكرا للسيدة ستريدا حعحع على كلمتها الصادرة من قلبها الكبير ،شكرا لكم على هذا اليوم الغني وبالحقية عشنا نوعا من رياضة روحية وطنية بدأناه في الوادي المقدس حيث احتفلنا بعيد القديسة مارينا على ضريح السبعة عشر بطريركا عاشوا في قنوبين مدة 400 سنة وفي هذا الوادي مع النساك كانت تختمر بالصلاة والتضحيات فلسفة وفكرة الكيان اللبناني حتى ولد في اول ايلول من العام 1920 فكان هذاالوطن مميزا عن جميع بلدان المنطقة حتى قال عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني انه نموذج للشرق والغرب وهذه مسؤولية في اعناقنا ،نعم هذا اللبنان النموذج اليوم تأملنا فيه واود ان اشكركم عليه ومن دون حسابات هذا الاحتفال في هذه المواقع متناسب مع عيد القديسة مارينا وهذا يعني ان ما صنعتم من خلال هذه المواقع الاربعة التي زرناها اعدتم الحياة الى جذورنا وتاريخنا ومعنى وجودنا وهذا اليوم شكل رياضة روحية وطنية عميقة بدأناه في الوادي المقدس مع البطاركة واكملناه مع النساك واكملناه مع كل الذين سبقونا من الاجداد الذين عاشوا على هذه الارض المعطاء وفي هذه المواقع التي اعدتم الحياة اليها اود ان اوجه تحية كبيرة لمؤسسة جبل الارز التي ترأسها النائب ستريدا جعجع لما انجذته خلال 13 سنة وفي اصعب ظروف حياتنا المادية والاقتصادية اعجبت بالارادة وبكل المحسنين واعجبت بهذا الشعب الذي سبقنا واعطى معنى لوجودنا .
نعم هذه الارض هي ارض الحرية والكرامة والاستقلالية ،هذه هي القيم التي عاش من اجلها بطاركتنا في عمق الوادي وكأنهم سجناء لكي يحيا هذا الكيان اللبناني ،نحن اليوم عندما ننظر الى واقعنا وكيف تشوه كياننا المميزعن كل دول المشرق الذي ولد عام 1920 ثم في سنة 1943 كانت السيادة مع الميثاق الوطني والتي استعادها المثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير اعطانا الله شفاعته .
وتحدث عن النهضة المتميزة التي عاشها لبنان خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما كان محايدا وغير منحاذ لاي طرف سياسي او احلاف سياسية او عقائدية او دينية او عسكرية وكان صديق كل العالم المشرقي والمغربي ومحط الملوك والرؤساء وكانت البحبوحة والازدهار وكان النمو وكان الشعب يعيش بكرامة وهذا عشته انا لذلك اتألم في العمق عندما ارى كيف تشوه لبنان واصبح دولة منحازة دولة تدخل في احلاف سياسية وعسكرية وحروب ونزاعات واصبحنا معزولين من العالم كله ،هذا ليس لبنان وعندما نادينا بالحياد نادينا بالعودة الى الكيان اللبناني ،ليس الحياد فكرة مني ولا ترفا مني وليس كما قال احدهم عن انني احب ان افعل شيئا في بطركيتي .لا الحياد اللبناني هو الكيان اللبناني وعندما كان لبنان محايدا بالكلمتين الشهيرتين سنة 43 مع الميثاق الوطني “لا للشرق ولا للغرب ” اعلن لبنان حياده تجاه الشرق والغرب ولهذا عاش جما ل الازدهار والنمو وعاشه كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين بكل طوائفهم بازدهار ونمو وبحبوحة اما اليوم فنعيش الفقر والحرمان ونعيش المأساة الاقتصادية والمعيشية والتي نعيش كل يوم صفحة جديدة منها وكما يقول المثل الصيني فان المطر لا ينزل على فئة دون اخرى لقد اصبحنا كلنا فقراء ومعدمون وكلنا اصبحنا بدون كرامة اصبحنا شحادين ،هذا ليس لبنان وليست صورة المسلم او المسيحي فيه فحياد لبنان يخدم الجميع ويحرر الجميع ويساعد المترددين اولا ونحن من اجلهم ننادي بالحياد ولن نتراجع لانه خير للجميع .نحن لسنا امام مشروع سياسي بل نحن امام عودة الى الجذور والثقافة اللبنانية وحضارتنا اللبنانية وكياننا اللبناني الذي يميز لبنان بين كل الشعوب ولن نتخلى يوما كما قالت ستريدا عن هذه الارض ولن نترك ثقافتنا وحضارتنا وكياننا واكرر من اجل خير جميع اللبنانيين من دون استثناء وهذه الدعوة فعل محبة من بطريرك الى جميع اللبنانيين .
وختم شكرا لكم على هذا النهار ونحن استشفعنا القديسة مارينا والبطاركة القديسين وفي هذه الرحلة الى المواقع الاربعة استشفعنا اجدادنا واباءنا الذين ناضلوا هنا في الاماكن التي زرناها وادركنا كم قدموا من جهود وتضحيات لنقول نحن اليوم عن شهداءنا ماتوا لنحيا نحن فلنكن على مستوى دمائهم .
كلام البطريرك الراعي جاء في ختام الجولة الافتتاحية التي قام بها ونائبا المنطقة ستريدا جعجع وجوزاف اسحق على المواقع الاثرية الاربعة التي قامت مؤسسة جبل الارز باعادة تأهليها وهي : درب بشري الوادي في بشري – كنيسة مار يعقوب المقطع، محبسة مار سمعان الاثرية في بقرقاشا، درب بزعون الوادي وساحة صغيرة ، طاحونتا مياه أثريتان في حدث الجبة، والتي بلغت كلفت ترميمها الاجمالية نحو نصف مليون دولار اميركي، وذلك خلال عشاء أقامه رئيس بلدية حدث الجبة جورج الشدراوي في قاعة كنيسة مار دانيال – حدث الجبة، على شرف صاحب الغبطة البطريرك الراعي ونائبي المنطقة . وقد حضر العشاء : النائبِ البطريركيِّ العام على جبةِ بشري سيادة المطران جوزف نفاع ، قائمقام قضاء بشري السيدة ربى شفشق ، رئيس اتحادِ بلدياتِ القضاء ايلي مخلوف، رئيس بلدية زوق مكايل ايلي بعينو، رؤساء بلديات المنطقة : بشري فرادي كيروز، حدشيت روبير صقر، حصرون جيرار السمعاني بزعون رامي ابو فراعة، قنات د. انطوان سعاده، عبدين نبيل ابو النصر، بقرقاشا جورج البطي، بان جوزاف خضير وطورزا نانسي سعد. مخاتير القضاء : بشري مادو جعجع، اميل رحمه، فادي الشدياق، فادي كيروز وميشال سكر، بقرقاشا : نايف نهرا وشربل البطي، بزعون : ماريو شعيا، حدث الجبة : دانيال دياب وسعيد الغصين، امين سر البطريركية المارونية الخوري شربل عيد، القيم البطريركي في كرسي الديمان الخوري طوني الاغا ، عدد من الاباء والراهبات، د. روي أسمر، مدير عام مديرية الاثار في وزارة الثقافة المهندس سركيس خوري، مسؤول المكتب الثقافي في منظمة الاونيسكو في بيروت جوزاف كريدي، مسؤولة مكتب مديرية الاثار في الشمال سمر كرم، سعد صفير ممثلا المتبرعين فيليب جبر وجيلبير غسطين ، مدير وادي قاديشا المهندس رولان حداد،المهندس الدكتور جان ياسمين، رئيس الجمعية اللبنانية للابحاث الجوفية الاستاذ فادي بارودي، المهندس الدكتور ميشال شلهوب، المهندس الدكتورهاني قهوجي جنحو، المهندس ريمون ساسين، رئيس جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية شربل عيد ، رئيس مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية ريمون حنا، امين سر منسقية بشري روبير حدشيتي، رئيس مركز بشري رينيه النجار،الرؤساء السابقون في مراكز القوات اللبنانية : بزعون جوزاف موسى، وبقرقاشا جوزاف امين وحدث الجبة الياس غصين، نائب رئيسة مؤسسة جبل الارز د. ليلى جعجع، امين السر المؤسسة ماريو صعب، عضو المؤسسة المهندس نديم سلامه، الخبير المالي فادي عيد، المشرفة العامة على ” مهرجانات الارز الدولية ” رولا عريضه.
من جهتها أكدت النائب ستريدا جعجع في الكلمة التي ألقتها خلال العشاء: “أننا مع غبطة البطريرك الراعي سنكمل نضالنا ومقاومتنا وصمودنا، حتى نبني دولة سيدة حرة مستقلة للمسلمين والمسيحيين، دولة يطمئنّ اليها الانسان في لبنان، وتوفر له حقه، والى أية فئة أو طائفة إنتمى”، مشيرة الى أننا لن نترك أرض أجدادنا، وسنبقى في لبنان الذي بذلنا من اجله أغلى الشهادات والتضحيات حتى نحقق احلامنا”. واضافت : ” إن تحويل هذا الوادي الى معلم سياحي ديني عالمي يضاهي المعالم السياحية العالمية بمعاييره العالية، سيكون مثالا ونموذجا للنضال والتجذر والايمان والمقاومة التي نحن اليوم في أمس الحاجة اليها في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة التي يمر فيها وطننا الحبيب لبنان”.
وجاء في كلمة النائب جعجع :
نحن موجودون هنا اليوم، في حدث الجبة، في حضور ورعاية أبينا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى ، رأس الكنيسة المارونية وسليل البطاركة المقاومين القديسين الذين عاشوا في هذا الوادي المقدس ، وصمدوا فيه على مدى 400 سنة ،دفاعا عن الوجود والإيمان والحرية، وحفاظا على الكيان اللبناني . في هذا الوادي يرقد سبعة عشر بطريركا ويمثلون ذخيرة مباركة لنا وللأجيال المقبلة .إنهم بطاركة آمنوا بربهم وبشعبهم وبأرضهم موئلا للحرية والحق والكرامة، وناضلوا في سبيل هذه الأرض ، ولولاهم لما كنا موجودين هنا وسنبقى هنا مع أحبارنا الكبار وعلى رأسهم سيد بكركي والديمان ، مار بشارة بطرس الراعي الذي صدح صوته عاليا عندما شعر بالخطر يحيط بوطنه ورعيته، واضعا النقاط على الحروف ، مطالبا المسؤولين وبكل وضوح ، بفك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر في لبنان لأنه لا خلاص من دون دولة فعلية سيدة حرة مستقلة، وبإعادة لبنان الى حياده التاريخي الذي لولاه لما كان لبنان”. وتابعت : ” نحن اليوم في وادي قاديشا وادي القديسين، الشاهد الحي على صمود كنيستنا وشعبنا، فمن رحم المعاناة ومن صلب الايمان، بنى الموارنة وطنا ً جميلا، وطن الرسالة كما سماه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، فكان لبنان وسيبقى منارة للشرق. إن من واجبنا الوطني كنواب ومسؤولين، تحويل هذا الوادي المدرج على لائحة التراث العالمي ، الى معلم سياحي ديني عالمي لجميع اللبنانيين، وليس لأهلنا في القضاء فحسب. إننا نطلق اليوم السياحة الدينية من بابها الواسع، ليبقى أهلنا متجذرين في أرضهم محافظين عليها وعلى كرامتهم . إن تحويل هذا الوادي الى معلم سياحي ديني عالمي يضاهي المعالم السياحية العالمية بمعاييره العالية، سيكون مثالا ونموذجا للنضال والتجذر والايمان والمقاومة التي نحن اليوم في أمس الحاجة اليها في هذه الظروف السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة التي يمر فيها وطننا الحبيب لبنان”. وأكدت : ” اننا لن نترك ارضنا، ارض أجدادنا، وسنبقى في لبنان الذي بذلنا من اجله أغلى الشهادات والتضحيات حتى نحقق احلامنا. معكم يا غبطة البطريرك سنكمل نضالنا ومقاومتنا وصمودنا حتى نبني دولة سيدة حرة مستقلة للمسلمين والمسيحيين ، دولة يطمئن إليها الإنسان في لبنان وتوفر له حقوقه، والى أي فئة أو طائفة انتمى” .
صاحب الغبطة ، أيها الأصدقاء والأهل،
ان المشاريع الاربعة التي افتتحناها، تمثل البداية لتحويل الوادي الى معلم سياحي ديني عالمي وهي : درب بشري الوادي -كنيسة مار يعقوب المقطع، محبسة مار سمعان الاثرية – بقرقاشا، درب بزعون الوادي مع ساحة صغيرة، طاحونتا مياه أثريتان في حدث الجبة، هذه المواقع ترمز بشكل معبر الى تاريخنا المسيحي واللبناني، وقد بلغت كلفة ترميمها الإجمالية نحو نصف مليون دولار أ ميركي ” .
واستطردت : ” وفي هذه المناسبة، اتوجه بالشكر والامتنان الى المتبرعين، أصحاب الايادي البيض المؤمنين بالقيمة الروحية والتراثية لهذا الوادي وبتاريخه، وهم : فيليب جبر وجيلبير غسطين، وشخصٌ ثالث لم يرغب بذكر اسمه. كذلك أشكر سعد صفير، على تعبه ومتابعته الحثيثة وايمانه بهذا المشروع، وقد شكل صلة الوصل بين المتبرعين ومؤسسة جبل الأرز. والشكر أيضا لمدير وادي قاديشا المهندس رولان حداد، الذي تولى تأمين كل الشروط القانونية المطلوبة من مديرية الآثار – وزارة الثقافة ومن الاونيسكو، ومن الاوقاف والبلديات الاربع المعنية في : بشري وبقرقاشا وبزعون وحدث الجبة، كون الوادي مدرجا على لائحة التراث العالمي” .
توجهت الى اهالي المنطقة بالقول :” لأهلي في هذه البلدات العزيزة، أقول لهم : الف مبروك على هذه المشاريع. كما نؤكد زميلي جوزاف وانا لأهلنا في قضاء بشري: إننا مستمرون في مشروعنا -الحلم يدا ً بيد، وعلى رأسه غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والرهبانيتان المارونيتان اللبنانية والمريمية، لنحوّل الوادي المقدس الى قِبلة لجميع السياح في لبنان والعالم . اما أهلي الأعزاء في بلدة حدشيت ووادي قنوبين، فأقول لهم : الأرض أرضكم ولن ينتزعها منكم أحد. دعونا معا ويدا ً بيد، نحافظ عليها قيمة تراثية وروحية ونضالية فريدة، وفي الوقت نفسه مصدرا للرزق والعيش الكريم ” .
واردفت :” في هذه المناسبة، لا بد أن اجدد امامكم يا صاحب الغبطة، ولكم ولاهلنا في بلدة حدشيت، بشرى اطلاق المرحلة الثانية بتأهيل وترميم خمسة مواقع أثرية روحية، تقع ضمن نطاق بلدة حدشيت المطل على الوادي وهي : كنيسة مار بهنام، دير مار سركيس، دير مار شليطا، دير مار يوحنا، وكنيسة القديسة شمونة. وقد تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين وقف حدشيت ومؤسسة “جبل الارز” التي ستتولى تنفيذ اعادة الترميم الذي تصل كلفته الى نحو 400.000 دولاراميركي. وإلى مواعيد جديدة ان شاء الله لترميم وإحياء المزيد من المعالم الأثرية في بلدات القضاء المطلة على الوادي المقدس، بما يعيد إليها رونقها وجمالها ويعزز من قيمتها، لتبقى شهادة من الاجداد والآباء نسلمها للأجيال المقبلة”.
وختمت جعجع كلمتها بقول من أقوال المثلث الرحمة المطران كميل زيدان جاء فيه : “الى من يجهل روحانية الكنيسة المارونية نقول، تعال الى زيارة الوادي المقدس، وتأمل جمال الطبيعة المزروعة بالصوامع، وإستنشق رائحة البخور المرتفـع، لتفهم تاريخا ً صنع رجالا قديسين”.
عشتم، عاشت كنيستنا المارونية، عاش الوادي المقدس بأهله وبلداته الأبية، عاشت بشري وجبتها، عاش لبنان .
وكانت جولة افتتاح المواقع الاثرية الاربعة قد استهلت بزيارة موقع درب بشري الوادي – كنيسة مار يعقوب المقطع، حيث كان في استقبال الوفد، الذي ضم : البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ونائبي المنطقة ستريدا جعجع وجوزاف اسحق، والنائب البطريركي العام على الجبة المطران جوزاف نفاع والقائمقام ربى شفشق ورئيس اتحاد البلديات ايلي مخلوف، عند حديقة مار جرجس: رئيس بلدية بشري فرادي كيروز وأعضاء المجلس البلدي ، المخاتير : مادو جعجع، اميل رحمه، ميشال سكر، فادي الشدياق وفادي كيروز، خادم رعية بشري – كاتدرائية مار سابا الخوري شربل مخلوف، ولجنة الوقف، رئيس مركز القوات اللبنانية في مدينة بشري رينيه النجار، وحشد من الاهالي والمحازبين، وسار الجميع على درب بشري الوادي وصولا الى كنيسة مار يعقوب المقطع، حيث قام البطريرك بقص الشريط ، واطلع على اعمال الترميم المنجزة في الكنيسة والدرب، وبارك كل الذين وضعوا جهودهم وتبرعوا لانجاز هذا العمل المميز. وفي المناسبة القى رئيس البلدية كلمة ترحيب جاء فيها :
” نجدد الترحيب بكم يا صاحب الغبطة ونقول لكم نحن الضّيوف وأنتم أصحاب الدار، فهذه الدار هي مدينة بشري، مدينة المقدّمين والشهداء، مدينة النوابغ والقادة، مدينة العطاء التي أعطت الشهداء على كل تراب الوطن ولم تحدث على أرضها معركة.إنها المدينة المدافعة عن الحق، الملتزمة بالزّود عن الكيان وحماية لبنان. فهي إن حكمت تحكم بشفافية وعدل وصدق وإستقامة وإن عارضت فتصوّب المسار الى الأفضل وتحرس بعين ساهرة مصالح الشّعب وترفض الصفقات وضروب الفساد. وإن قالت, فلا تنطق إلا بالحق لأنها تشابه الثلج الأبيض الذي يكلّل جبالها وتستلهم شهادة القديسين في واديها المقدس “.
وتابع : “وما لقاؤنا اليوم إلا فتح نافذة رجاء في عتمة هذه الأيام وبصيص نور في ظلمة هذه الأزمة المعيشية الإقتصادية التي لم يشابهها مثيل في تاريخنا الحديث. لذلك فإن هذا المعبد على اسم مار يعقوب المقطع هو محطة أساسية وبوابة عبور الى الوادي المقدس من مشارف مدينة بشري الى عمق الوادي. فيه عاش اجدادنا أيام الإضطهاد وفي داخله اختبأوا من ظلم الطّغاة والى جانبه حوّلوا الصّخور الى جلال ففلحوا وزرعوا وأكلوا وشكروا ربّ السّماوات. إنه المعبد الذي رُمِمَ عدّة مرات عبر التاريخ كما ذكر المؤرخون، وفي العام 2010 بادرت لجنة وقف مار سابا بعد ان رممت جاره معبد مار جرجس الى تسهيل طريقه وتأهيله بالتعاون مع بلدية بشري والخيرين اصحاب العقارات”.
وختم كلمته القول : ” ها هي اليوم مؤسسة جبل الأرز ترمِمُهُ وتُؤهل الطريق المؤدي اليه ومنه الى عمق الوادي ليكون نقطة جذب للزّوار والسّياح من كل لبنان ومن اقطار العالم وهذا ما يُغّذي من يأتيه بالخيور الروحية والثقافية والتاريخية العريقة ويساهم في حركة السياحة الدينية في مدينة بشري والجوار ويكمل حركة الإستقطاب الى هذه الأرض الغنية من قبل هواة السياحة الدينية والسياحة بشكلها العام التي تحويها منطقتنا من خلال واحات التزلج والرياضة على مختلف انواعها والمهرجانات الدولية والسياحة البيئية والإستجمام وقصد اماكن الجبال العالية والوادي السحيق والمتاحف وغيرها من مجالات السياحة التي تحويها مدينتنا. فأهلاً بكم والف سهلاً “.
بعدها انتقل الوفد الى بلدة بقرقاشا ، لافتتاح موقع محبسة مار سمعان الاثرية ، وكان في استقباله عند مدخل الطريق المؤدي الى المحبسة : رئيس البلدية جورج البطي واعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعية الخوري طوني صوما ولجنة وقف مار نوهرا، مختارا البلدة : نايف نهرا وشربل البطي، الرئيس السابق لمركز القوات اللبنانية جوزاف امين، وحشد من الاهالي والمحازبين وسار الجميع الى المحبسة، حيث قام البطريرك بقص الشريط عند المدخل، واطلع على اعمال الترميم المنجزة في الموقع وبارك كل الذين وضعوا جهودهم وتبرعوا لانجاز هذا العمل المميز. وفي المناسبة ألقى رئيس البلدية كلمة ترحيب جاء فيها :
“اهلا ً وسهلا ً بكم في رحاب بلدة بقرقاشا ، وفي حضن هذه المحبسة الاثرية،محبسة مار سمعان العمودي ، الطاعنة جذورها في عمق التاريخ، فقد تأسست عام 1112 للميلاد، رابضة على كتف الوادي المقدس،حيث يفوح طيب القداسة، ويعم الخشوع خاضعا ً لعظمة الطبيعة وصمتها”. وتابع: “محبسة مار سمعان أدت دوراً ثقافيا ً في الماضي البعيد، إذ حفظت اول مخطوط سرياني ” ريش قربان “، أي “رأس القراءات” ، سنة 1242 ميلادية، وهذا المخطوط القيّم، إن دلّ على شيء، فانما يدل على عمق الثقافة التي يتحلى بها الموارنة منذ مئات السنين. وهنا لا بدّ أن أذكر بفخر بنوتي لبقرقاشا الابية، ان اول مدرسة في الشرق بدأت هنا في دير مار جرجس، ولا بدّ ان اقف عند آل البستاني، وهم بقرقاشيو الاصل، ومنهم المعلم بطرس البستاني الذي لامس العالمية، وهو علم من اعلام الثقافة التنويرية في سائر الشرق، هذا فضلاً عن المدرسة الاكليريكية التي كانت قائمة في بلدتنا، قرب كنيسة مار جرجس ردحا ً من الزمن، وقد تخرج منها الاباء الاجلاء والكهنة، نذكر منهم :المغفور له المطران عون في ابرشية بيروت، ابن بلدتنا الحبيبة”.
واردف : ” صاحب الغبطة ، سعادة النائبين ،بقرقاشا الغالية على قلوبنا، ارض قداسة ومحبة وايمان، فهي جارة القديس شربل، وقد أنبتت رجالاً طيبين أشداء، وترعرع في ربوعها الاب الحبيس انطونيوس شينا،السائر على درب التطويب والقداسة، الذي نطلب شفاعته، ونلتمس صلواته معنا دائما ً”. وختم كلمته :”كي لا نبخس حق احد ممن طال بهم الجهد،لا بدَ ان أنوه بأتعاب السيد الفاضل حنا مارون، الذي كان سباقا ً الى نفض غبار الاهمال عن هذه المحبسة، منذ عشرات السنين، بما توفر من موارد مادية ومعنوية وتبرعات. كما أشكر باسم ابناء البلدة مبادرة النائبين جعجع واسحاق، في استكمال اعمال الترميم، ليبقى مار سمعان العمودي، حارس الوادي المقدس الامين، وملاذ القاصدين من كل حدب وصوب، بعد وضعها على الخارطة السياحية في قضاء بشري . وفقكم الله ، وثبت خطاكم لما فيه خير هذه البلدة وسائر القضاء”.
المحطة الثالثة كانت في بلدة بزعون، حيث كان في استقبال الوفد في ساحة كنيسة مار مارون، رئيس البلدية رامي ابو فراعة واعضاء المجلس البلدي كاهن الرعية ورئيس لجنة الوقف الخوري دومينيك نصر والاعضاء ، المختار ماريو شعيا، الرئيس السابق لمركز القوات اللبنانية جوزاف موسى وحشد من الاهالي والمحازبين، حيث قام البطريرك بقص الشريط عند مدخل الساحة، واطلع على اعمال الترميم المنجزة في الساحة والدرب التي تصل بزعون بالوادي، وبارك كل الذين وضعوا جهودهم وتبرعوا لانجاز هذا المشروع المميز. والقى رئيس البلدية كلمة الترحيب وجاء فيها: ” صاحب الرعاية غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، مجد لبنان أًعطى لكم ولأسلافكم البطاركة القديسين الذين سكنوا هذا الوادي المقدس مقاومين مزودين بحكمة الرب ليقودوا الشعوب إلى برّ الأمان. غبطة أبينا حددتم بالأمس القريب عنفوان الكلمة عبر صرخة تحيد لبنان والنأي عن صراعات المنطقة وجددتم تطلعات البطريرك الحويك في إنشاء دولة لبنان الكبير منذ مئة عام وحرص بطريرك الإستقلال مار نصرالله بطرس صفير على إعادة بناء لبنان الكيان عبر نداء المطارنة الموارنة الشهير” .
وتابع : ” سعادة النائب ستريدا جعجع يا من حملتي في قلبك صفاء هذا الوادي وعنفوان أهل الجبّة وبين يديك وفي وجدانك الإرتقاء بهذه المنطقة إلى مستوى يستحق بكلّ ما للكلمة من معنى لقب نموذج الجمهورية القوية مع النائب العزيز جوزاف إسحق الحاضر دائماً لمساعدتنا والنائب السابق إيلي كيروز وطبعاً بمواكبة رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع لتوجهوا البوصلة نحو إستعادة الحياة لمنطقتنا التي عانت الحرمان لسنوات طويلة قبل وصولكم إلى السدّة البرلمانية.
واردف :” صاحب الغبطة أصحاب السعادة معكم وبالتعاون مع صاحب السيادة المطران جوزاف النفّاع وسعادة قائمقام بشري السيدة ربى الشفشق ورئيس الإتّحاد الإستاذ إيلي مخلوف وزملائي رؤساء البلديات ومع أهلنا نجسّد العلاقة والإرتباط الكامل بين قرانا وبلداتنا والوادي المقدس من بزعون نافذة الوادي التي نتنشق منها عبير بخور القداسة نتحوّل اليوم إلى جسر عبور من الوادي إلى قمم جبل المكمل . نتحول إلى محطة سياحية بعد أن تمكنا معكم من إنجاز العديد من المشاريع الرياضية والترفيهية والزراعية من خلال الملعب الذي نستكمل تجهيزاته والحديقة العامّة التي دشنتموها العام الماضي إلى بئر المياه والبرك الزراعية التي ساهمت في مساعدة الأهالي المزارعين على ريّ أراضيهم ” .
وختم بالقول: ” لا بدّ من توجيه كلمة شكر إلى أعضاء مؤسسة جبل الأرز كافة ، برئاسة النائب ستريدا جعجع التي بادرت إلى إعادة إحياء التواصل بين قرى وبلدات جبّة بشري عبر إقامة الممرات وإعادة تأهيل العديد من المحابس والأديرة لتشجيع السياحتين الدينية والبيئية اللتين تسهمان في إنعاش الحركة السياحية في المنطقة وإبراز تراثها الذي كان له الدور الكبير في رسم صورة ومعالم لبنان الكبير. لبنان الكيان، لبنان السيادة والحرية والكرامة.عشتم…. عاشت بزعون…. عاش لبنان….
اما المحطة الاخيرة من الجولة، فكانت في بلدة حدث الجبة، حيث كان في استقبال الوفد عند بداية الطريق المؤدي الى طاحونتا المياه الاثريتان، رئيس بلدية حدث الجبة جورج الشدراوي وأعضاء المجلس البلدي، مختارا البلدة سعيد غصين ودانيال دياب، كاهن الرعية الاب حبيب صعب، الرئيس السابق لمركز القوات اللبنانية الياس غصين وحشد من الاهالي والمحازبين، حيث قام البطريرك بقص الشريط، واطلع على اعمال الترميم المنجزة في الطاحونتان، وبارك كل الذين وضعوا جهودهم وتبرعوا لانجاز هذا العمل الاثري. والقى رئيس البلدية كلمة جاء فيها :
“إنْ لَمْ يَبْنِ رّبُّ الْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ”.
“مع هبوب رياح التغيير بعد نداء المطارِنَة الموارِنَة أيلول العام 2000، كان أول الغيث إجراء انتخابات نيابية حرّة للمرّة الأولى تزامناً مع جلاء الجيوش الأجنبية عن هذه الأرض المقدّسة تتويجاً لمواقف مثلث الرحمة، بطريرك الإستقلال الثاني، الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. منذ ذلك الحين وأهل البيت وأربابه خلية نحل لا تنام، فمنذ اليوم الأوَّل أُجرِيَ إحصاء دقيق لمقدّرات هذه المنطقة وما أكثرها، ففي حدث الجبّة وحدها -على سبيل المثال – وحيث نقف الآن على ضفاف وادي قاديشا أمام هذه اللوحة الأسطورية الملونة من الطبيعة الخلابة، نفتتح اليوم هذين الطاحونين الأثريين، من أصل سلسلة طواحين ومعاصر كانت تزخر بها الدرب المؤدّية إلى الوادي المقدّس”.
وتابع : “على مقربة من هذا الموقع قليلاً إلى الشمال، مجموعة نواويس تعود إلى زمن ما قبل الميلاد. بعدها ونزولاً أكثر باتجاه الوادي توجد مغارة عاصي الحدد، حيث حوصر نساء وأطفال وشيوخ البلدة من قبل جيش المماليك عام (1283) وأبيدوا بتسميم المياه التي كانت تغذي المغارة بعدما عجزت الجيوش الغازية عن اقتحامها. وقد اكتُشِفَت ٨ مومياءات حُفِظَت بشكل طبيعي في هذه المغارة إضافة إلى ٢٩٣ قطعة أثرية محفوظة جميعها لدى المتحف الوطني.على المقلب الثاني للبلدة توجد إحدى أكبر غابات الأرز في لبنان والمنطقة وفي البلدة نفسها توجد كنيسة النبي دانيال الأثرية وقد مضى 907 سنوات على الإنتهاء من تشييدها خلال العام 1113”.
واستطرد : ” لقد أحصيت جميع هذه المقدّرات ووضعت من قبل البلدية خطة متكاملة لصيانتها وترميم ما يلزم منها لتشكّل حجر أساس لسياحة بيئية ودينية تمرّ بحدث الجبّة ولا تقف عندها، بل تنتقل إلى كلّ بلدة من بلدات القضاء.لكن وضع الخطط وحده لا يكفي وقد أعلن عنها إثر الإجتماع الذي عقد (برعايتكم سيدنا) في بكركي بتاريخ 15 كانون الأوَّل 2015، حيث تلقفت مؤسّسة جبل الأرز ممثلة بسعادة النائب ستريدا جعجع فكرة ترميم هذين الطاحونَين الأثرِيَين واستطاعت، بما لها من مصداقية لدى الجهات المانحة تأمين التمويل اللازم لها. وعلى نقيض ما هو حاصِل في مُجمَل البلاد حيث تفوح روائح صفقات الفساد والمُحاصَصَة وإلإثراء غير المشروع، ها نحن اليوم، نحصد ثمار الشفافية والأمانَة في التعامل؛ فنقف أمام تحفة من الإنجاز المتقن بإحتراف قلّ نظيره”.
وختم كلمته بالقول: “أصحاب النيافة والسيادة والسعادة، ، لن أرَحِّبَ بكم في عرينكم، أناشدكم فقط، كما كلّ اللبنانيين المخلصين، أن تمضوا قدماً وأن نمضي معكم في السير على خطى أسلافكم الستَّة والسبعون بما ينسجم مع الخط التاريخي للبطريركية المارونية، الحريص على السيادة والديموقراطية والحريات العامة وتعميق التواصل بين الشعوب؛ فيستعيد الوطن عافيته ويخلص الشعب ويتبارك الميراث وشكراً .
LINK TO GALLERY: www.media.bkerki.org