نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

شجب غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عملية خطف السيد سعد ريشا في منطقة شتورا البقاعية مناشدا الخاطفين أطلاقه فورا واعادته سالما الى عائلته. ودعا غبطته الاجهزة الامنية الى تكثيف جهودها من اجل اطلاقه والى تشديد تدابيرها في حق المجرمين الذين يسرحون ويمرحون دون حساب من اجل وضع حد لهذه الاعمال الاجرامية الغريبة عن ثقافتنا اللبنانية وبالتالي حماية المواطنين وتعزيز الاستقرار الامني. وقد تابع غبطته مع راعي ابرشية زحلة المطران جوزف معوض كافة التطورات حول هذه القضية.

الى ذلك استقبل الكردينال الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 20 كانون الثاني 2017، في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ الذي قال بعد اللقاء:” تأتي هذه الزيارة في اطار استلهام الروحانية والمعنويات التي يمنحها صاحب الغبطة في خضم المخاض الحاصل اليوم لإنتاج قانون جديد للانتخابات والتموضع السياسي العام في البلد. هناك نوع من التخبط الذي نلحظه بالنسبة لتعزيز الشراكة الوطنية، واعطاء الفسحة اللازمة لكل القوى السياسية الموجودة للتعبير عن رأيها. لقد عرضنا لنظرة حزب الكتائب وافكاره بما يتعلق بقانون الإنتخاب الذي يجب ان يكون بديلا عن قانون ال60، وضرورة ان يراعي الخصوصية المناطقية للمجتمع المدني والقوى الحية الموجودة فيه والتي لا تختصرها ابدا الأحزاب السياسية. في لبنان ما من قانون عصري للأحزاب على الرغم من اننا حزب سياسي يمثل ما يمثل ولكنه لا يمكن ان يكون عندنا حصرية التمثيل الشعبي ولذلك علينا اعطاء افضل النماذج السياسية لكي نتمكن من ان نستقطب الجميع.

وردا على عدد من الأسئلة حول موقف حزب الكتائب من قانون الإنتخاب، تابع الصايغ:” لقد فتحنا مروحة اتصالات واسعة بدأت مع التيار الوطني الحر وتمثلت بزيارة النائب كنعان للنائب الجميل وزيارة الوزير رياشي لبيت الكتائب. التمثيل المسيحي يجب ان يكون وفق قانون تمثيل عادل يؤمن صحة التمثيل. ومن الضروري ان تكون القوى المسيحية التي لا تملك حصرية التمثيل واعية للشراكة الوطنية التي هي ليست التحالفات السياسية الني يمكن ان تتبدل بين اليوم والآخر. وما يحمي التمثيل المسيحي على اساس الشراكة الوطنية هو القانون المستتب حيث تصل الحقوق الى كل القوى من دون استثناء وبغض النظر عن التفاهمات او التحالفات السياسية. القضية غير محصورة فقط بالمكون المسيحي وانما هناك مكونات اخرى لها كلمتها في البلد ولديها هواجسها، ونحن طبعا لدينا تواصل مهم مع كل القوى ويجب ترجمتها بسرعة في الأيام القليلة المقبلة وفق تفاهم وطني واسع واعطاء الدفع للعهد الرئاسي الذي عبر عنه رئيس الجمهورية، وذلك من خلال عملية اصلاحية تنفذ في هذه اللحظة الزمنية التي قد لا تتكرر وانتاج قانون عصري للإنتخابات. فاذا لم يتمكن الرئيس عون من القيام بهذا الأمر انا لا اعلم من يمكنه في المستقبل القيام به. علينا الإستفادة من هذه الفرصة التاريخية من دون اي تحد وانما بالتفاهم مع الجميع. ولنصنع لمرة واحدة قانونا يخدم جيلا من اللبنانيين فيعزز اللحمة الوطنية من ناحية ومن ناحية اخرى يطمئن كل المكونات الوطنية بكل خصوصياتها.”

واضاف الصايغ :” نتمنى ان يعتمد قانون ال128 دائرة الدي يقول عنه الجميع بانه قانون جيد. ولكنهم لم يمنحوه الوقت الكافي ربما لأنه لم يعط اية ضمانات لأي فئة حول النتائج مسبقا. ولكن المطمئن لوضعه الشعبي ولمحبة الناس له لا يخاف من هذا القانون. وبالنسبة للقوانين الأخرى فان قانون النسبية قد يطرح على اساس المحافظة وارى ان هذا القانون يمكن العمل عليه وهو قانون المختلط الذي لا يتم الحديث عنه. الوتيرة المعتمدة اليوم غير كافية يجب ان تسرع اكثر وتتمأسس اكثر ويجب ان يكون هناك قيادة لهذا الموضوع. وهذا ما قام به الشيخ سامي عندما ناشد رئيس الجمهورية لكي يبادر الى هذا الأمر ويوليه جهدا اكبر. نحن نفهم الرئيس عون، فهو لا يجب ان يكون مؤتمنا على موازين القوى وانما صانعا لها. هكذا نريد رئيس الجمهورية. نريده رئيسا قويا في لبنان والا ما نفع الحديث عن الدور المسيحي. هذا الدور يجب ان يكون رائدا ليكون ضرورة والا فهو دور فضفاض فولكلوري ليس اكثر. لهذا نضع يدنا بيد رئيس الجمهورية في هذا الموضوع لأنه الأساس للمستقبل. فليبادر الى صناعة قانون تكون فيه النسبية وهو اصلا يقول انه يريد النسبية، كما علينا التحدث عن مشروع مجلس الشيوخ واللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية اضافة الى مشروع اللامركزية الذي تقدم به الشبيخ سامي الى مجلس النواب والذي قال عنه الرئيس بري انه يجب وضعه على جدول الأعمال.”

وبعد الظهر التقى غبطته وفدا من الكونغرس الأميركي ضم عضو الكونغرس الاميركي والنائبة عن الحزب الديمقراطي، تولسي غابارد وزوجها، العضو الديمقراطي السابق في الكونغرس الاميركي دينيس كوسينيتش وعقيلته، يرافقهم السيدان ايلي وبسام الخوام، في زيارة تخللها تبادل لوجهات النظر حول عدد من المواضيع الإقليمية والدولية ولا سيما النزاع الدائر في منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على عدد من الدول من بينها لبنان.

وقالت غابار بعد اللقاء:” لقد كان من المهم جدا بالنسبة الينا التعرف الى اهمية وتأثير دور البطريرك الراعي ليس فقط هنا في لبنان والمنطقة وانما ايضا في العالم، وهذا الأمر كان من بين اهم الاسباب التي دفعتنا الى زيارة هذا الصرح لنحمل معنا رسالة غبطته الى الولايات المتحدة وتحديدا الى الشعب الذي يود الإستماع الى رأي زعيمه في عدد من المواضيع التي تهمه، وتحديدا في هذا الوقت الذي يتحدد فيه مسار السلام الذي يعنينا جميعا.”

وأضافت غابار:”انها زيارتي الأولى للبنان وللمنطقة، ولقد شكلت تجربة عظيمة بالنسبة لي، لأنني استمعت في خلالها الى وجهات النظر لقيادات سياسية وروحية من بينها صاحب الغبطة الكردينال الراعي وهي قيادات لا زالت تؤمن وتعمل على تعزيز الحرية الدينية والحفاظ على مجتمعات حرة متنوعة، يعيش فيه الناس معا بسلام على مختلف انتماءاتهم الدينية. وهذه رسالة عظيمة ومهمة جدا، ليس للمنطقة هنا فقط وانما للعالم اجمع. لذلك علينا العمل معا على كافة شرائح المجتمع وكافة شرائح العالم لتنفيذ مهمة السلام هذه.”

بدوره اعرب كوسينيتش عن سروره لزيارة لبنان مجددا ولقاء البطريرك الراعي والإستماع الى وجهة نظره في عدد من المواضيع، وقال:” انا اؤمن بالدور الريادي الذي يقوم به البطريرك الراعي ليس فقط على صعيد المنطقة وانما في العالم، واهمية صوته في الكنيسة الكاثوليكية على امتدادها.”

  وشدد كوسينيتش على “اهمية زيارة اعضاء الكونغرس لهذا البلد ليتعرفوا الى الوضع فيه، ويحملوا رسالة معهم الى بلادهم تؤكد على ضرورة العمل لمكافحة الإرهاب ودعم التنوع الذي تؤمن به الولايات المتحدة الأميركية. فالمجتمعات المتنوعة في سوريا ولبنان تعتمد على احترامنا للسيادة وعلى احترامنا للحرية الدينية. واليوم تتشكل اللحظة الحاسمة للعمل من جديد لإحلال السلام على اساس احترام الآخر وقبوله.”  

بدوره اكد ايلي خوام ان “سياسة اميركا في المنطقة ستتبدل اليوم كليا مع انتخاب الرئيس ترامب وادارته الجديدة،” مؤكدا ان “مهمة الوفد هي تكوين فكرة واضحة عن الوضع في لبنان، والأولوية تبقى مكافحة الإرهاب المتأسلم التكفيري الذي يجتاج المنطقة والقضاء عليه. ” 

PHOTOS: Patriarch Rai Activity_Bkerki_20.1.2017