صلاة ميلادية مشتركة برئاسة البطريرك الراعي وكلمة للاب العام مارون مبارك باسم مكتبي الرئيسات العامات والاقليميات والرؤساء العامين والاقليميين
نشاط البطريرك
قبيل توجيهه رسالة ميلاد 2021، ترأس غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في التاسعة من صباح اليوم الجمعة 24 كانون الأول 2021 في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي صلاة ميلادية مشتركة بحضور عدد من الاساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.
في ختام الصلاة ألقى الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة قدس الأب مارون مبارك كلمة بإسم مكتبي الرئيسات العامات والاقليميات والرؤساء العامين والاقليميين والحضور بعنوان: «جئنا نسجد له» وجاء فيها:
تطلّ علينا الأعياد المجيدة، وللمرّة الثالثة، في ظلّ ظروف أليمة لم نعد نرغب في وصفها ولا تعداد مآسيها، حتى لا تعكّر صفو لقائنا، لأنّنا نريد أن نفرح بالعمانوئيل، الله معنا.
عندما سَمِع الرعاة بشارة الملائكة ذهبوا مُسرعين إلى بيت لحم ليَرَوا ما سَمعوا؛ وعندما رأى المجوس نجمه فتّشوا عن الملك المولود وأكّدوا قائلين: «جئنا نسجد له». فعاد هؤلاء، بعدما قدّموا هداياهم، في طريقهم الجديد لأنّهم التقوا بمَن «هو الطريق والحقّ والحياة»؛ أما أولئك فعادوا يمجّدون الله، فانعكست ليتورجيّة الملائكة في السماء في ليتورجيّتهم على الأرض.
جئنا اليوم، راهبات ورهبانًا، وملؤنا فرح الرعاة وشغف المجوس، حتى نرى الملك المولود ونسجد له؛ لا لأنّنا أضعناه أو ضِعنا عنه، بل لأنّنا نتشوّق إلى رؤيته حتى يهدينا الطريق ويملأنا من سلامه؛ فمملكته ليست من هذا العالم. إنّه «وديع ومتواضع القلب، نيره طيّب وحمله خفيف».
ملوكٌ كُثُر طغوا بسلطانهم فعبثوا بسلامنا وهناء عيشنا:
أوّلهم، ملك المال: يأسر الرغبات ويسيطر على الأفكار، يستغلّ الضعفاء ويفسد الأقوياء؛ حتى أنّ فساده لامس بعض المختارين فأفقدهم نقاوة القلب وسرق منهم صفاء الضمير وشوّه خدمتهم.
ثانيهم، ملك الكذب: يستقوي بالمعرفة ليجعل منها شطارة، يدّعي الحكمة فيسيء إليها بالحنكة، يرتدي ثوب السياسة فيحرف مسارها كالذئب الخاطف، يزعزع الاستقرار ويزرع الشقاق. لقد حذّرنا الربّ يسوع «من الكذاب وأبي الكذّابين». فلا حريّة إلاّ بالحقّ.
آخرهم، ملك الخوف: يغلق أبواب المستقبل ويسدّ الأفق، فينشر القلق على المصير ويهدّد الأمان. إنّه ظلمة خانقة، وإن حجبت نور الأمل فسوف تغلبها إشراقة «الرجاء الصالح لبني البشر».
نعم، جئنا اليوم «نسجد له»، هو «الملك الكلمة»: «كلمة ليست كالكلمات». إنّه الكلمة الصامتة، ولكنّها متجسّدة، وبتجسّدها هي متجرّدة، وبتجرّدها هي جذّابة.
فكلّ من دنا منها ملأت قلبه؛ لأنّ الكلمة متى دخلت اشتغلت، ومتى اشتغلت غيّرت، ومتى غيّرت تألّقت ومتى تألّقت أثمرت صلاحًا وخيرًا. لهذا «جئنا نسجد له».
صاحب الغبطة والنيافة، نحن اليوم، راهبات ورهبانًا، على غنى مواهب رهبانيّاتنا وتنوّع روحانيّاتها، نرفع درجة تأهّبنا في خدمة «الملك الكلمة» حتى نجسّد حبّهُ بكلّ تجرّد في تكثيف العطاء ونشر الرجاء. نضاعف جهودنا، حتى بتوجيهاتكم الأبويّة، نحمل إلى أبناء الوطن الذين تعبوا من ظلمة الظلم، وعثرة الإهمال، وعبء الفوضى؛ نحمل لهم ما نلناه من فيض الملك الكلمة، نعمة فوق نعمة. فلا خوف بعد الآن لأنّ الله معنا.
ولهذا كلّه نتبادل المعايدة وكلّنا ثقة، لأنّنا «نسير معًا» ونحن نمجّد الله على مثال الرعاة، ونسلك طريق الجهاد بفرح على مثال المجوس، لأنّنا «جئنا نسجد له».
فكلّ عيد وأنتم بألف خير.
Photo Album:Christmas_Bkerki_24.12.2021