البطريرك الراعي يبارك بيت رفقا – جربتا


نشاط البطريرك

برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بارك غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مبنى وكنيسة “بيت رفقا” للمسنين في حرم دير مار يوسف جربتا حيث ضريح القديسة رفقا الراهبة اللبنانية الحملاوية. 

استهل الاحتفال بازاحة الستائر عن اللوحات التذكارية ثم بقطع الشريط على المدخل الرئيسي حيث بارك غبطته المبنى ثم توجه الجميع الى كنيسة السيدة العذراء المكللة بالمجد حيث كرّس البطريرك الراعي باب الكنيسة ومذبحها بالميرون المقدس خلال رتبة كنسية حضرها فخامة الرئيس وحشد من الوزراء والنواب والرسميين مع السيد سليم الزير الذي بنى “بيت رفقا” على نفقته الخاصة.

وبعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظةً بعنوان “أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي” وجاء فيها: “تعيش منطقة البترون ودير القديسة رفقا فرح لقائكم فخامة الرئيس وتدشينكم هذا البيت وهذه الكنيسة الصغيرة على إسم مريم المكللة بالمجد، وعندما دخلت الى هذا المكان سمعتك تقول “لا خوف” ونحن نقول لك إن قديسي هذه المنطقة عطروها بأريجهم، والراهبات والمؤمنين وراعي الأبرشية وجميع الحاضرين يصلون لك لكي تقود سفينة هذا الوطن الى بر الأمان. والإنجيل يحدثنا عن بناء الكنيسة المبنية على صخرة الإيمان وفي الرسالة الأولى التي سمعناها يسمي بطرس المؤمنين بالحجارة الحية ما يعني أن كنيسة المسيح المتمثلة بالحجارة هي كنيسة بشرية حيّة وكل واحد منا حجر فيها.

فخامة الرئيس، على المستوى الوطني أنت لست مجرد حجر في الوسط، أنت حجر الزاوية لأنك تحمل مسؤولية تختلف عن كل المسؤوليات في الدولة ولذلك ثقل البلاد يقع على عاتقك، على حجر الزاوية، وأنت تتكل على من يعضدونك في عملك، على القديسين في السماء وعلى ذوي الإرادات الطيبة. التحديات كثيرة وكبيرة ولا تخفى على أحد، وكلنا معك ونقول لك مع القديسين واظب على إيمانك بهذا الوطن وحمايته فأنت دُعيت لكي تكون أباً وراعياً لهذا الوطن فأنت الوحيد الذي أقسمت على الدستور، وعلى حماية المؤسسات والكيان وخير الشعب. أنتم تحملون المسؤولية على الأرض والتحديات كثيرة وكبيرة وكلنا نصلي معك لكي تواصل إيمانك بهذا الوطن وتعمل لخير الشعب.”

وختم البطريرك الراعي: “أود أيضاً بإسمي وبإسم الآباء المطارنة الأباتي والراهبات أن أوجه كلمة شكر الى رجل الخير سليم الزير والى عائلته هم الذين قدموا بسخاء هذا العمل لتكريم الله من خلال المسنين وتكريمهم هو تكريم العناية الإلهية فنحن نصلي كي يكافئهم الله على كل شيء. وأنتم فخامة الرئيس تدشنون مشاريع إنمائية مهمة لهذه المنطقة نأمل أن تعم في عهدكم هذه المشاريع كل لبنان لكي يستعيد دوره والشعب ثقته التي هو بأمس الحاجة إليها لكي يواصل حبه للبنان وكلنا نرافقك بصلواتنا دائماً كي توصل السفينة الى ميناء الأمان.

وكان الرئيس عون قد دوّن على السجل الذهبي لبيت رفقا كلمة اعرب فيها عن تقديره للراهبات اللبنانيات وما يقمن به من اجل الكبار في السن، معتبرا انها مبادرة تحافظ على مكانة الانسان واحترامه، وترسخ القيم المسيحية التي نشأت عليها القديسة رفقا وقدمت نفسها في سبيلها. واضاف: ” بيت رفقا، بيت جديد على اسم قديسة من لبنان، بها نرتفع الى اسمى محطات الايمان والرجاء، ومع خدمة المسنين وكبارنا، تبلغ الخدمة الاجتماعية مداها. نهنىء القيمين على هذا البيت، ونشكر الذين سعوا لانشائه. مع اطيب التمنيات والتوفيق.”

بعد ذلك كانت جولة في ارجاء البيت ثم القيت كلمات للرئيسة العامة للراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين ولرئيسة الدير الاخت ميلاني مقصود وللسيد سليم الزير وقد ركزت على فكرة انشاء “بيت رفقا” ومعانيها واهميتها خصوصا من اجل تكريم المسنين في شيخوختهم وخلق اجواء تساعدهم في تحمل اوجاعهم الامر الذي عاشته القديسة رفقا بفرح كبير.

ثم قدمت جوقة معهد القديسة رفقا بقيادة الاخت مرانا سعد لوحات غنائية كما تم عرض فيلم وثائقي عن “بيت رفقا”.

في ختام الاحتفال ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: “أجمل كلام يمكن أن نختم فيه هذا اللقاء الغني هو شكر ربنا والجميع وعلى رأسهم فخامة الرئيس وكل الوجوه الطيبة الحاضرة معنا المطارنة والرئيس العام والرئيسة العامة ورؤساء الأديرة والرهبان والراهبات، نشكر ربنا على هذه النعمة الكبيرة التي تحققت بفضل السيد سليم الزير والسيدة ماري والدته. وقبل كلمته سمعت منه يردد لا أحد يأخذ معه شيء من هذا العالم سوى أعماله وعندما سالته عن معنى شعار بيت رفقا أجابني بدون تردد يدين مفتوحتين لتلقي النعم من ربنا فقلت هذا أنت فربنا وضع عينه عليك منذ ما قبل ولادتك مع القديسة رفقا لنصل الى ما وصلنا إليه اليوم هكذا يفعل الآب الذي لا ندري متى يبدأ مشاريعه ولا القديسة رفقا هذا عملهما وترتيبهما. نحن نريد أن نشكركم جميعاً، وقد أعطيتم لهذا اللقاء رونقه ونشكر كل الذين تعبوا في هذا المكان والقديسة رفقا التي أعطت الحياة لكل هذه المنطقة مع القديسين شربل ونعمة الله والأخ إسطفان، أعطت عنواناً لهذه المنطقة فأصبح الناس يطلقون عليها دير القديسة رفقا. واليوم أصبح عندنا الدير والمعهد والبيت ولا ندري ماذا تخبئ لنا القديسة مستقبلاً. لكننا نعرف أن هذا كله عمل السماء نهنئ كل المنطقة ولكن نهنئ بنوع خاص أهلنا المسنين بهذا المكان المخصص لتكريمهم وأقول للسيد سليم ولوالدته بالأمس واليوم وغداً في عملكم هذا تكرمون الله من خلال المسنين لأنه لا يتسنى للكثيرين الوصول الى الشيخوخة الإمتياز الذي يحققه الله في الإنسان، لذا فإن تكريمهم هو تكريم للنعمة الإلهية التي شاءت أن تميز هؤلاء المسنين بالعمر الطويل لندرك أن إلهنا هو سيد الأعمار وهم أمامنا شهادة مسيرة نحو الله كي لا نضيع في شبابنا وفي ملذات هذا العالم فنرى من خلالهم المسيرة الصالحة نحو الله. ونحن نتمنى للجميع أن يصلوا الى عمر متقدم.

أشكر الراهبات وكل القيمين على هذا البيت لأنكم أعطيتم للمسنين حياة فرح وسعادة وقيمة للحياة وتجعلون من سنين عمرهم المتبقية بركةً يرددونها لكل مساعد “الله يبارككم الله يحميكم” وبذلك هم يصبحون بركتنا وصلاتنا الدائمة لذلك خدمتهم وتكريمهم تكريم وخدمة لربنا. وبضعفهم ووهنهم يواصلون ألام المسيح وتكريمهم تكريم للمسيح وألامه وصليبه لأنهم يتألمون في شيخوختهم ويتعبون بأمراضهم رغم كل ما تخلقونه لهم من سعادة وبهذا المكان تجعلونهم يشعرون بقيمة أيامهم المتبقية. وأعطي مثالاً على ذلك عدم تمكن البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما لم يتمكن من تأدية صلاة الشكر، فكان صمته وعدم قدرته على الكلام أصدق تعبير وكان له التأثير الكبير في العالم.

وتوجه غبطته الى المسنين بالقول إياكم أن تعتبروا أن أيامكم المتبقية لم تعد نافعة فأنتم في هذا العمر تفيدوننا أكثر من الماضي. وأختم كلمتي بشكر جوقة القديسة رفقا التي ذكرتنا بصوت القديسة رفقا الرخيم. أشكركم جميعاً وأشكر العناية الإلهية وشفاعة مار يوسف والقديسة رفقا ترافقكم في كل أعمالكم لتعيشوا بفرح تكرمون نعمة الله بيننا.   

PHOTOS:Patriarch Rai_Beit Rafqua_Jrabta_25.8.2017