نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 27 كانون الثاني 2023، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال العميد موريس سليم وكان عرض لآخر التطورات على الساحة اللبنانية.
تحدث سليم بعد اللقاء وقال:” لقد تشرفت اليوم بلقاء غبطة البطريرك الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق. هذا اللقاء كان قد حدد موعده يوم الإثنين الماضي وهو ليس بموعد طارئ. لقد تبادلنا الأحاديث الوطنية وكل ما يتعلق بالشأن الوطني وبشؤون الناس ، كما تطرقنا الى الشأن الحكومي وكل ما يتعلق بجوانبه في هذه الظروف.”
وتابع سليم:” لقد عرضنا لشؤون المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع الوطني وطمأنت غبطته الى وضع المؤسسة العسكرية والى ما تقوم به من مهام وطنية، وحرصنا شديد جدا على ان يبقى دورها دورا قويا يحفظ سلامة الوطن واستقرار وامن المواطنين. كذلك عرضت لبعض الأمور التي تناولها الإعلام في موضوع الإدارة لهذه المؤسسات التي ترتبط بوزير الدفاع الوطني وكانت الأمور كلها واضحة في بحثنا لهذا الموضوع. ونحن نؤكد ان جيشنا سيبقى دائما حامي الوطن والمواطنين.”
وفي رده على سؤال عن توتر العلاقة بينه وبين قائد الجيش العماد جوزاف عون، اجاب سليم:” شكرا على السؤال. لم ولن ولا يمكن ان يكون هذا الكلام قد صدر عني او ان يصدر عني كلام من هذا القبيل. انا حريص على الجيش وعلى قائد الجيش حرصي على ايقونة غالية احفظها في قلبي.”
وعن امكان وجود طابور خامس اكد سليم:” انا وزير دفاع لا اتخذ قراراتي الا وفق القوانين ولا اعمل الا بأجندة مهنية ومن موقعي كوزير دفاع انا لا اعمل بأي اجندة سياسية او اي دوافع اخرى اطلاقا.”
وعن وجود تصفيىة حسابات بين الوزير جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزاف عون اكد سليم:” خطير هذا الكلام الذي يصدر في بعض الصحف لأن لا اساس له من الصحة. وفي ما يختص بي انا كوزير للدفاع لا يحركني احد ولا شيء الا قناعاتي الوطنية ومستنداتي القانونية التي تحدد صلاحياتي صلاحيات كل السلطات الأخرى التي اتعامل معها. ولكن هذه الصلاحيات لا استعملها الا لخدمة الجيش وخدمة الوطن وكل ما يقال غير ذلك في الإعلام فانا اهيب بالإعلام ان يبتعد عن هذا النهج لأن بعض الإعلام عندما يلجا الى هذه السياسة الإعلامية يكون يحرف الحقيقة ويعرض الوطن للخطر وارجو الا يحصل هذا الأمر.”
وختم سليم:” في ما يتعلق المشاركة بجلسات الحكومة فنحن لا نشارك فيها ليس من قبيل المقاطعة وانما بحسب ما يتضمنه الدستور. فمجلس النواب عندما مثلت حكومتنا امامه حدد دورها بمعالجة القضايا الطارئة الملحة جدا اذا اقتضى الأمر. ولكن في غير هذه الحال فان حكومتنا المقبولة استقالتها والتي هي حكومة تصريف اعمال من غير المقبول ان تجتمع الا للضرورة القصوى والا فان الأمر يكون غير دستوري. المسالة هنا ليست مسألة مزاج شخصي وانما مسألة مبدأية واذا كنا نحترم دستورنا علينا الإلتزام بهذا الموقف.”
وعما اذا كانت الظلمة وشؤون الناس الحياتية والمعيشية لا تفرض اجتماع الحكومة تابع سليم:” كل هذه الأمور لها معالجاتها وشهدناها في كثير من الأحيان وهو لن يكون سببا في اجتماع الحكومة. الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع للجنة الكهرباء وكنت حاضرا وتمكنا من اتخاذ قرارات كبرى وتخصيص اموال للمؤسسة في اجتماع لجنة وزارية وليس مجلس وزراء.”
بعدها التقى غبطته المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال بعد اللقاء:” لقد تشرفت اليوم بزيارة صاحب الغبطة، وفي هذه الظروف الصعبة لا بد ان نشاور الحكماء في هذا البلد، وعلى رأسهم غبطة البطريرك وهذا هو سبب الزيارة”.
وعن “جوازات” السفر، قال ابراهيم :”لقد سبق وذكرت ان اصدار الجوازات معلق لشهر وسنلغي المنصة ليصبح تقديم الطلبات بشكل طبيعي، والذي سبب الازمة هو اقبال الناس على استصدار جوازات تفوق قدرتنا التقنية على الاصدار، اي انه كل يوم كنا نستقبل ثمانية آلاف طلب في الوقت ان قدراتنا التقنية لا تتحمل اكثر من ثلاثة آلاف في اليوم، الموضوع اصبح في نهايته وخلال شهر سنعود لما قبل المنصة”.
وردا على سؤال، عما اذا كان يقوم باي وساطة في موضوع الاستحقاق الرئاسي، قال ابراهيم: “لا أبدا. نحن نلبي دعوة غبطته اليوم بالزيارة التي ليس لها علاقة بموضوع الرئاسة ولكنني على استعداد للقيام باي مهمة تجلب الاستقرار للبلد ولا بد من ان يكون هناك رئيس للحمهورية الذي هو عنوان للاستقرار”.
وعن سفر أحد الذين أخلي سبيله في ملف المرفأ، وهو ممنوع من السفر، قال: ابراهيم:
“نحن لا نقوم بشيء مخالف للقضاء، مؤكدا ان استدعاءه قد تم،” لقد سبق واعطيت رأيي في هذا الاستدعاء وفي هذا القرار، واتوجه من هذا المنبر لاقول للسادة القضاة ان بيروت هي ام الشرائع فلا تجعلوها ام الشوارع” مبديا تخوفه من العودة الى لغة الشارع ومؤكدا تعميم قرار منع السفر بحق القاضي بيطار.”
هذا وكان البطريرك الراعي قد استقبل عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة، الذي اعتبر ان ” زيارة غبطة البطريرك تعيد الأمل دائما بالمحافظة على لبنان الكبير المهدد في هذه الأيام والحفاظ على سيرته وتعدديته واستقلاله .وكالعادة استمعنا من غبطته ونقلنا اليه تحيات كل مجموعتنا وعلى رأسهم الاستاذ وليد جنبلاط وربما سيكون هناك زيارة قريبة للنائب تيمور جنبلاط الى بكركي، لينقل كل شؤون وشجون البلد ويناقشها مع غبطته، مشيرا الى ان “ما نعيشه اليوم هو قاسي جدا وصعب وما نعيشه اليوم هو صيغة التحقيق المستحيل والممنوع، وأنا عشته شخصيا وعاشه كل شهداء ثورة الارز.”
وقال حمادة:”اليوم هناك تحقيق ممنوع من قبل الذين ستثبت عليهم مسؤولية تفجير مرفأ بيروت، أكان من الخارج أم الداخل ولكن تصرف بعض فرقاء الداخل يزيد عليهم للاسف الشبهات، والذي رأيناه بالأمس في قصر العدل والتصرف الذي حصل مع النواب الزملاء أمر غير مقبول”.
أضاف حمادة :”نحن منذ اليوم الأول ودرءا للمخاطر دعونا الى تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، لأننا نعلم انه ومع كل حسن النية أفضل قاضي في لبنان يعجز عن الذهاب الى مكان آمن يحمي فيه نفسه وعائلته ووظيفته من اي خطر. اليوم كل الناس في خطر، فهذه الجريمة كبيرة الى درجة ان قاتل 250 لبناني وغير لبناني، والجارح لـ6 آلاف شخص والذي دمر نصف العاصمة لن يسمح للتحقيق أن يمر بسهولة”.
وتوجه حمادة بنداء الى مجلس القضاء الأعلى “من أجل لملمة نفسه وليجتمع بسرعة ويسمع من رئيسه الحكيم جدا، وللتذكير أنه عين من قبل من كان حاكما للبنان منذ سنوات، وهذا ينطبق على وزارة الدفاع وقيادة الجيش”، فلقد قرأنا ان وزيرا يريد أن يقيل قائد الجيش، لماذا يريد اقالته فقائد الجيش رجل” آدمي” وممسك بوظيفته و يعمل بكل تفان، ونرى أن من تعين من قبل حاكم انقلب عليه الحاكم والذي قام باداء حسن يستهدف، وهذا ما حصل ايضا مع جان العلية.”
وتابع حمادة:” لقد كلمنا مع الراعي في جميع الشؤون ووضعته في كل الأجواء. وكنائب عن الشوف ركزت على موضوع بلدة بريح الحبيبة ، التي كانت أولى البلدات التي اجتاحتها الحرب العبثية وقد عاد لها السلم من خلال المصالحة، وبالتالي لا يوجد ذرة مشكلة درزية – مسيحية فيها، والأحداث الصغيرة التي حصلت والتي للأسف لم تكشف القوى الامنية عنها، لم تنفذ من مصدر داخلي بل هي محاولة تافهة ولن تنجح لزرع فتن صغيرة في الجبل، الذي هو بمنأى عن هذه الفتن وبعد المصالحة 2001 وفي موضوع بريح ودخول البطريرك الراعي الى الساحة باتت الحياة فيها مضمونة ومكفولة، وكل من ينتمي الى الجبل ليس بوارد الإقتتال او العودة اليه وهذا ضمان للبنان ولمستقبله الموحد.”
وعن الملف الرئاسي والدفاع عن قائد الجيش، قال النائب حمادة: “في الاجتماع الأخير بين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ووفد “حزب الله” طرح جنبلاط عينة من الأسماء التي تخرج من هذا النزاع الكبير والصدام الذي يمنع جمع 65 صوتا، وانا في رأي أن لـ65 صوتا لا تكفي لأن الرئيس اللبناني يجب أن يأتي ومعه قوة دافعة يستطيع من خلالها تشكيل حكومة جدية ويعيد الانتظام إلى مؤسسات البلد”.
وردا على سؤال حول وصول الرئيس السابق ميشال عون للرئاسة بأكثر من 65 صوتا أجاب حمادة: “الرئيس عون كان الغلطة التاريخية التي ارتكبها الكثير من اخصامنا واصدقائنا”.
وعن تأييد الحزب لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، قال حمادة: جوزاف عون من الأسماء المطروحة والتي تناولتها الصحف”.
وحول موقف بكركي من الحوار، شدد حمادة على “ان ميزة بكركي اليوم هي انها الخط الاحمر الأخير الذي يحمي استقلال ووحدة لبنان، والجميع يأتون اليها. فالحوار في المجلس لا يتطور، وكانه على الساحة السياسية مطبق عليه او ممنوع، لذلك نراه يتم في بكركي فما نراه من زيارات لفرنجية وباسيل وقريبا تيمور الجميع يأتي الى هنا. هذا الصرح الذي كان وراء لبنان الكبير واستقلال لبنان في 1943 ونهاية الحرب الأهلية عام 1958 ومصالحة لـ2001، نرى اليوم جميع الأنظار باتجاهه للانقاذ الأخير”.