نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الجمعة 27 تموز 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الكندية النائب الكندي اللبناني الأصل فيصل الخوري ونائب تكتل لبنان القوي اسعد درغام في زيارة تم في خلالها عرض لوضع الجالية اللبنانية في كندا بشكل عام والجالية المسيحية بشكل خاص.

وتمنى الخوري لغبطته ” زيارة موفقة الى كندا يلتقي في خلالها اللبنانيين الذين ينتظرونه بشوق لما يمثله من رمز وطني وروحي لا ينطق الا بالحق والعدالة والمحبة وسط عالم لفه الحقد والفساد والضغينة.”

وعبر الخوري “عن توق وتطلع ابناء الجالية على اختلاف انتماءاتهم الى هذه الزيارة، التي من شأنها ان تحيي الأمل في النفوس وتعزز الإيمان بكنيسة ساهرة وراعية لأبنائها اينما وجدوا.”

بدوره أشار النائب درغام الى” دور اللبنانيين في دول الإنتشار سواء على صعيد الدول التي هاجروا اليها حيث برزوا وساهموا في تطورها ونموها رافعين اسم لبنان بفخر واعتزاز وسواء على صعيد لبنان حيث يشكلون دعما قويا لبقاء اهلهم ثابتين في ارضهم،”معتبرا “انهم يستحقون بركة غبطته الرسولية  ليتابعوا مسيرتهم ويشددوا ايمانهم بكنيستهم ويوطدوا اواصر علاقتهم ببلدهم الأم لبنان.”

بعدها  التقى غبطته سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي الدكتور فريد الياس الخازن وكان تشاور في مواضيع تتعلق بالعلاقة بين الكنييسة المارونية والكرسي الرسولي وتوافق على “ضرورة تعزيز هذه العلاقة ودعمها وتطويرها.”

وردا على سؤال عن موعد تسلمه مهامه بشكل رسمي اشار الخازن الى ان “هناك اجراءات ادارية تستكمل في هذا الشأن،” متمنيا “الإنتهاء منها في وقت قريب.”

وظهرا  التقى غبطته  نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال غسان حاصباني الذي قال في حديث اعلامي بعد اللقاء:”لقد هنأت صاحب الغبطة على عودته بالسلامة من زيارته الى الأردن، ووضعته في الأجواء العامة في قطاع الصحة وما يحدث في البلاد بشكل عام وتناقشنا بالوضع الحالي والأمور العامة ولا سيما في هذا القطاع والمستجدات التي تحصل فيه. كما شكرت غبطته ومن خلاله السينودس على موقفهم الداعم للآلية العلمية التي وضعت لتوزيع سقوف المستشفيات وللمرة الاولى والتي كانت شفافة بالكامل وقد اشارت الى الإجحاف الذي لحق بعدد من المستشفيات في السابق وهي تضع آلية بتصرف الوزراء المتعاقبين في المستقبل لإعتمادها مع غياب اي آلية في السابق لتوزيع موازنات المستشفيات.”

وتابع حاصباني:” لقد تطرقنا الى امور عديدة تتعلق بالأوضاع الحالية والتطورات الأخيرة وتمنينا ان تتشكل الحكومة في اسرع وقت ممكن وان يكون هناك ايجابيات في هذا الخصوص للحفاظ على الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي والأمني الذي ينعم به لبنان على المدى البعيد.”

وأضاف:” هذه هي اجواء اللقاء بشكل عام ولقد تمنينا الحوار والنقاش الدائم. كما شكرت غبطته على مواقفه الداعمة للعمل الإيجابي في الشأن العام اللبناني.”

وأشار حاصباني في موضوع تشكيل الحكومة الى “انه يجب ان لا نتغاضى اليوم عن ان هذه الحكومة هي حكومة مشاركة وطنية ويجب ان تمثل ما يطمح اليه الشعب اللبناني وهذا الطموح وضعه في صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية وعلى هذا الأساس يجب ان نأخذ بعين الإعتبار ما يريده الشعب وما وضعه في هذه الصناديق لتشكيل حكومة تمثل تطلعات الجميع والمكونات بأحجامها الحقيقية التي نتجت عن الإنتخابات النيابية.”

وعما اذا كانت القوات اللبنانية هي من يعرقل موضوع تشكيل الحكومة اكد حاصباني” انا لا اعتقد ان القوات اللبنانية هي من تعرقل لأنها وضعت طروحاتها بشكل واضح جدا للمشاركة في هذه الحكومة انطلاقا من مبدأ الشراكة الفعلية وليس من مبدأ المحاصصة اي ضرورة ان يكون هناك وجود وازن وفاعل يمثل ما اوكل به المواطن اللبناني الفئات المختلفة ومنها القوات اللبنانية التي لا تعرقل اي شيء وانما هناك عوامل عديدة تحول دون التشكيل السريع ولكنها تذلل جميعها فالتشكيل بيد الرئيس المكلف ونحن حريصون على انه سيتخذ القرارات الصائبة للمضي قدما. هناك معوقات كثيرة ليست محصورة بموضوع واحد ولكن وضع الأمور بمسارها الصحيح وبطريقة علمية وعملية يتم المضي قدما بتشكيل الحكومة.”

واوضح حاصباني في رده على امكانية عقد لقاء بين الدكتور جعجع والوزير باسيل لتذليل ما حكي عن عرقلة مسيحية لتشكيل الحكومة” انا لا اعتقد انه هناك اي عقبة مسيحية ولا علم لي باية لقاءات محددة واي عقبة هي متعددة ولكننا نثق تماما بفخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس الحريري بان يبذلا الجهد المطلوب لتذليل كل هذه العقبات كراعيين لهذه التشكيلة.”

وعن العلاقة بين الحملة على وزير الصحة ومسألة تشكيل الحكومة قال حاصباني:” ما من شك لدينا بأن هذه الحملة الموجهة ضد وزير الصحة والوزارة تحديدا والتي ظهرت فجأة في الأسابيع الاخيرة  لها علاقة بالتشكيلة الحكومية والسياسة بامتياز لما تحمله من افتراءات واكاذيب ومعلومات مضللة قد تصل بالأذى ليس لهذا الفريق وانما للرأي العام والشعب اللبناني لأنها تلعب بشؤون صحية في غير محلها ونتمنى نهاية هذه الحملة وعودة الجميع الى رشدهم وان يعلموا ان من سيمثل في هذه الحكومة سيمثل والذي سيحصل سيحصل.”

وعن نقله اي رسالة من الدكتور جعجع الى غبطة البطريرك اكد حاصباني ان “الزيارة تم حصرها بالنقاط التي عرضها،” مشيرا الى انه “التمس من غبطته كما هو دائما الدعم الدائم لكل ما هو لصالح البلد ولكل ما هو ايجابي وعمل يصب في مصلحة الإنسان والمواطن اللبناني واستقرار لبنان. وفي كل مرة ازور فيها غبطته اخرج بانطباع ايجابي وبروح ملؤها السلام والمحبة وروح العمل.”

بعدها استقبل غبطته النائبين الفرنسيين مارتين وونر نائبة رئيس مجموعة الصداقة اللبنانية الفرنسية وايف سنسي المستشار السابق للرئيس الراحل جاك شيراك  يرافقهما هادي عفيف وياسر عبوشي وكانت جولة افق شملت عددا من المواضيع المحلية ولا سيما على صعيد العلاقة بين لبنان وفرنسا وضرورة تجديدها وتعزيزها.

ولفتت وانر الى “اهمية اللقاء مع البطريرك الراعي  الذي تخلله تداول لعدد من القضايا ابرزها مسيحيي الشرق والنازحين السوريين والفرنكوفونية،”مشيرة  الى ” تقاطع الأهداف ولا سيما في مايتعلق بموضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم وايلاء الموضوع عناية خاصة لجهة حماية المدنيين وتشجيعهم على العودة الآمنة على امل اللقاء بعد سنة للبحث في تطور هذا الموضوع ونشر تقارير مفصلة عن انطلاقة هذه العودة برعاية روسية كما علمنا حيث سيكون هناك ساحة لعمليات العودة وعلينا كفرنسيين مع لبنان وباقي الدول ومنظمة الامم المتحدة مراقبة آلية التطبيق.”

واكدت وانر “ان فرنسا منذ العام 2014 بدأت باستقبال عدد من اللاجئين السياسيين السوريين وهي ستستمر وفق برنامج خاص تطبيق هذا الامر لغاية العام 2019 واستقبال نحو 7 الاف سوري.”

كما اشارت وانر الى علاقة الصداقة التي تربط بين سفير لبنان في فرنسا والرئيس ايمانويل ماكرون والتي من شأنها المساعدة على تعزيز العلاقة بين البلدين على مختلف الصعد،” لافتة الى “ضرورة ان يتعرف الفرنسيون الى طبيعة هذه العلاقة ومدى اهميتها لأنها تاريخية عريقة بامتياز.”

وعن موضوع الفرنكوفونية قالت وانر:” هناك واقع اليوم وهو ان الأجيال الجديدة تتجه اكثر واكثر نحو الأنغلوفونية لذلك يجب ايجاد برامج فرنكوفونية متطورة تجذب هذا الشباب لأن المشكلة لا تكمن فقط بتعلم اللغة واتقانها وانما بضرورة التعرف الى هذه الثقافة المرتبطة بتاريخ بلادهم لذلك علينا العمل معا في هذا الخصوص وخصوصا ان فرنسا هي الأم الحنون بالنسبة للبنان ويجب ان يكون العمل مشتركا. وفي هذا السياق طرح الرئيس ماكرون ورقة عمل بحثتها البارحة مع السفير فوشيه وهناك عدة مشاريع يجب ان نكون متنبهين جدا لجهة تحقيقها في السنوات الخمس المقبلة مع ما تتضمنه من محاور ومنها تدريب المعلمين وايجاد فرص عمل لهم.”

بدوره اشار النائب الجمهوري ايف سينسي الى “العلاقات القوية التي تربط الجمهوريين في فرنسا بمسيحييي الشرق والمصير المشترك الذي يجمعهم مؤكدا ان هذا الأمر يحثنا على ايجاد حلول ملموسة لمتابعة نسج العلاقات لكي يتفهم الفرنسيون طبيعة واهمية هذه العلاقة.”