نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
استقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الإثنين 7 كانون الثاني 2019، في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني الذي قال بعد اللقاء: “لقد زرت صاحب الغبطة بهدف المعايدة والتمني له بالعمر الطويل وبأن تكون السنة الجديدة مباركة علينا وعلى لبنان، وعسى ان تحمل سنة ال 2019 الخير وتكون أفضل من التي سبقتها وان يشهد العام الجديد، بأسرع وقت ممكن، تشكيلا للحكومة التي تكون قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة من الناحية الاقتصادية والمالية والسياسية بشكل عام، لأن تشكيل الحكومة خطوة إيجابية ويجب أن تحصل بأسرع وقت ولكنها ليست خطوة كافية للمضي الى الأمام من الوضع الذي نحن فيه”.
أضاف حاصباني : “على الحكومة التي ستشكل أن تتخذ قرارات جريئة وبشكل سريع، أولا بتطبيق المتطلبات التي يحتاج اليها لبنان من ناحية تعزيز الشفافية والعمل الإداري وتنظيم القطاع العام لكي تستطيع الحكومة أن تستقطب وتنفذ المشاريع الكبرى التي ستنهض بالاقتصاد اللبناني. الخطوات التي نحتاج اليها عديدة بدءا من تشكيل الحكومة وانطلاقها بعمل جدي بتطبيق القوانين القائمة حاليا والموجودة، وبالإسراع بتنفيذ العمل الذي سيؤدي الى الاستفادة من الاستثمارات الكبرى وتحسين الوضع الاقتصادي كأولوية للحكومة العتيدة”.
وعن موقفه حيال حكومة مصغرة من حياديين، أوضح حاصباني: ” لقد طالبنا في السابق بحكومات من هذا النوع ، ولكن أي نوع من الحكومة عليها أن تكون قادرة على اتخاذ قرارات صعبة وجريئة يحصل عليها توافق لكي نستطيع تحسين الوضع الذي نحن فيه، فلا يكفي أن تكون هناك حكومة موجودة أكانت حكومة وحدة وطنية أو تقنية او اي نوع من الحكومات إذا لم تكن هذه الحكومة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة تدعم من مجلس النواب بالتشريعات المطلوبة لكي ننهض بالاقتصاد وبالحالة الاجتماعية بشكل إيجابي”.
وختم حاصباني: “لدينا خطوات متعددة تذهب الى ابعد من تشكيل الحكومة، لذلك أصبح موضوع تشكيل الحكومة بالصيغة المناسبة لها هو موضوع أساسي وطارىء علينا أن ننظر اليه بشكل جدي لكي ننطلق بالعمل”.
ثم التقى غبطته رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل يرافقه نائب الرئيس الوزير السابق سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي الدكتور فرج كرباج، وتحدث الجميل بعد اللقاء، موجها تحية معايدة للبنانيين عامة وللطائفة الارمنية خاصة متنمنيا سنة خير للجميع وقال:”نحن هنا لمعايدة سيدنا ونتمنى له سنة خير وان تبقى بكركي مرجعية وطنية حاملة هموم اللبنانيين جميعا ولا سيما في هذا الظرف الصعب الذي يمر به البلد، ونحن بحاجة لأصوات عاقلة وواعية عندها الحكمة والترفع اللازم لتتمكن من التفكير بمصلحة اللبنانيين ومصلحة البلد قبل مصالحها الخاصة”.
وتابع الجميل:” للأسف اليوم من يحكم البلد هي المصالح الخاصة على حساب مصلحة البلد. انطلاقا من هنا نحن نكرر موقفنا المشترك مع سيدنا وهو موقف شجاع وصحيح، ونكرر دعوتنا في ظل فشل محاولات تشكيل حكومات محاصصة، ان تتشكل حكومة اختصاصيين كما يطلب غبطة البطريرك حكومة مصغرة تضم افضل الناس في البلد لإدارة وانتشال لبنان من الواقع المرير الذي وصل اليه”.
واردف الجميل:” من الواضح اليوم ان المحاصصة هذه اوتقسيم قالب الجبنة يتعرض لصعوبات كبيرة، لذلك يجب العودة الى مصلحة اللبنانيين اولا وتشكيل حكومة تنقذ لبنان من الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يمر به. هذا هو طرح سيدنا وطرح حزب الكتائب الذي يكرره منذ أكثر من خمسة أشهر، وبالنسبة لنا اليوم مامن خيار آخر، وحتى اذا تشكلت حكومة محاصصة ستكون حكومة معطلة ولن تتمكن من القيام بدورها ولن يتفقوا على اي شيء حتى إذا اتفقوا اليوم على الحصص. لهذا السبب فلنشكل حكومة متجانسة تضع مصلحة البلد أولا وتكون متحررة من المحاصصة والمحسوبيات ويكون همها الوحيد تطبيق القانون وإنقاذ البلد، وبموازاة ذلك يجب فتح حوار بالعمق بين كل الفرقاء المتخاصمين تحت قبة مجلس النواب اليوم للبحث في المواضيع السياسية الخلافية إذ لا يجوز تأجيلها الى أجل غير مسمى. يجب معالجة هذه الأمور الخلافية لكن ليس على حساب تشكيل الحكومة، فلنشكل حكومة اختصاصيين وفي الوقت عينه نفتح حوارا في العمق في الملفات السياسية.”
وقال الجميل:” هذه هي الأمور التي نطرحها اليوم وهذا هو طرح سيدنا والشعب اللبناني لم يعد يحتمل ولا أعرف ماذا ننتظر. انا اتخوف من أن يكون اللاعبون السياسيون يمارسون عملية اعصاب ومن يسقط منهم قبل الآخر. أريد ان اطمئنهم إلى أن من يسقط هو الشعب اللبناني والبلد. سبعة اشهر من دون حكومة وما من احد يسأل. نعرف انكم لن تسقطوا لقد اقتنعنا ولكن ماذا ستفعلون بالبلد والناس. الناس التي لا تستطيع تأمين التدفئة وسط الصقيع اليوم. رحمة بالناس اتركوا الحكومة تتشكل. الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لديهما الصلاحية للتشكيل ونتمنى منهما القيام بذلك، وعلى المجلس النيابي تحمل مسؤولية التصويت وإعطاء ثقة لحكومة تحمل آمال اللبنانيين”.
ورأى الجميل انه”اذا كان لا بد من توجيه نداء اليوم فهو يجب ان يوجه الى من، بحسب النص، لديه القدرة والحق والمسؤولية بان يطرح تشكيل حكومة على المجلس النيابي اي رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، النداء موجه لهما لأن لديهما القدرة على إنقاذ اللبنانيين. فليضعوا كل الحسابات الاخرى جانبا وليفكروا فقط بمصلحة اللبنانيين والبلد وإنقاذ لبنان من الواقع الذي وصل اليه بأسرع وقت”.
وردا على سؤال حول الخطوات الممكن اتخاذها، اعلن الجميل: “عندما طرح حزب الكتائب تشكيل حكومة اختصاصيين كنا لوحدنا، واليوم هناك سيدنا البطريرك والمطران عودة ونوابا من كتل نيابية مختلفة يطالبون بحكومة اختصاصيين اي ان كرة الثلج تكبر، وكل يوم يمر سيلتف الناس حول هذا الطرح لأن لا بديل منه، وإذا كان هناك من بديل فليطرحوه”.
وعن وجود قرار دولي بعدم تشكيل الحكومة، اكد الجميل: “إذا كان الأمر صحيحا، هذا يعني ان هناك عملاء في الداخل يتجاوبون مع هذا القرار، لكنني أشك بأن يكون هذا الواقع، لهذا السبب، إذا كنا احرارا بقرارنا ولدينا القدرة على فرض القرار الأنسب للبلد فالمسؤولية تقع على من يستلم الملف ولا يستطيع التقدم به، ومن هو غير مقتنع بحكومة مصغرة من اختصاصيين فليقل لنا ما هو البديل، أما إبقاء الوضع على حاله فهي جريمة ترتكب بحق الاجيال المقبلة”.
بعدها استقبل البطريرك الراعي قائد الجيش العماد جوزاف عون يرافقه العميد الركن وسيم الحلبي، العميد الركن كليمان سعد والعميد الركن عماد خريش في زيارة تهنئة بالأعياد، اثنى في خلالها صاحب الغبطة على “دور الجيش اللبناني الدفاعي والأمني والإنمائي الذي تتولاه القيادة والضباط والافراد على مختلف الأراضي اللبنانية،”منوها “بالمهمات النوعية التي ينفذها لحفظ الأمن والإستقرار.”
وإذ ثمن “الجهوزية الدائمة للمؤسسة العسكرية لمواجهة اي خرق او اعتداء، حيا البطريرك الراعي “العماد جوزاف عون على حكمته وشجاعته في اتخاذ قرارات عسكرية حازمة لتأمين سلامة اللبنانيين على تنوعهم واينما وجدوا دون استثناء، والحفاظ على سيادة الأراضي اللبنانية،” موجها “تحية تقدير وشكر للجيش اللبناني وللقوى الأمنية لتأديتهم واجبهم الوطني بأمانة واندفاع وحزم ولا سيما في فترة الأعياد التي شهدت امنا استثنائيا كان محط انظار اقليمي ودولي .”
كما خص غبطته “عناصر المؤسسة العسكرية المنتشرة في المناطق الحدودية والجبال والقرى والبلدات البعيدة، وسط اجواء مناخية صعبة،” سائلا الله ان “يمدهم بالعافية والإيمان والقوة لتأدية رسالتهم الوطنية.”
بعدها التقى غبطته الوزير السابق دميانوس قطار الذي قال بعد اللقاء:”بعد تقديم التهاني لغبطته بعيدي الميلاد ورأس السنة تطرقنا الى الواقع الإقتصادي والمالي للعام 2019، ولمست عند غبطته الما عميقا من الواقع الراهن في لبنان وقد عبر عنه في عظاته ولا سيما الاربع الأخيرة التي ركز فيها على صعوبة الوضع.”
وتابع قطار:”وعلى الرغم من ان الإستقرار النقدي موجود واستحقاقات الدولة شبه مؤمنة في ال2019، الا ان هذا لا يكفي مقابل ازمة اقتصادية خانقة واضحة مقبلة. وهذه الأزمة لا تحل الا بوجود سياسات اقتصادية تقوم بها الحكومة حتى القطاع الخاص بحاجة هو ايضا الى وجود حكومة. وغير دقيق ما يقال من كلام بأن لبنان يمكنه ان يسير من دون حكومة. نعم لبنان لا يموت من دون حكومة ولكنه لا يسير من دون حكومة.”
ومن زوار الصرح النائب جان عبيد الذي تمنى ان “يحمل معه العام الجديد حلولا لمختلف الأزمات التي ترهق لبنان لأن هذا البلد واهله يستحقون العيش بسلام وازدهار وطمأنينة”، ثم السيد فيليب زيادة.
___________________________________________________________________
link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org
PHOTOS: Patriarch Rai Activity_Bkerki_7.1.2019