البطريرك الراعي يحتفل بقداس عيد السيدة في كنيسة السيدة في دير قنوبين الأثري


نشاط البطريرك

جرياً على التقليد البطريركي السنوي إحتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بذكرى إنتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد في كنيسة السيدة في دير قنوبين الأثري الذي وصل إليه من الديمان يرافقه المطارنة حنا علوان، بولس صياح، جوزيف نفاع ومدير عام وزارة الطاقة والمياه الدكتور فادي قمير ومديرة النفط أورور فغالي، وممثلين عن كل من قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام قوى الأمن الداخلي العميد عثمان عثمان ورئيس جهاز أمن الدولة العميد الركن طوني صليبا، رئيس لجنة إعادة المهجرين الموارنة في قبرص رجل الأعمال إيلي عيد الداعم لمشروع بيت وادي قنوبين للأنشطة الروحية، وممثل وزارة النقل والإتصالات القبرصية فرنغيغوس فرنغوس، رئيس نادي الأرزة الماروني في قبرص يانس بوليس، الى حشد من الكهنة ومختار وادي قنوبين طوني خطار وأبناء الرعية والجوار.

وتوجه البطريرك الراعي الى البيت الجاري ترميمه وقص الشريط التقليدي بمشاركة السيد عيد وكانت جولة إطلع خلالها البطريرك والحضور على الأشغال الجارية بالوسائل ومواد البناء القديمة. وتفقد أرجاء البيت المخصص للأنشطة الروحية والرعوية حيث عرضت مجموعة لوحات مصورة لمسار الأشغال المنجزة.

وحيا البطريرك الراعي جهود المهتمين بهذا المشروع الحيوي شاكراً مبادرة السيد عيد داعم المشروع ورحب بالوفد القبرصي المشارك الآتي مع عيد من قرية آيا مارينا المارونية القبرصية الى ظلال القديسة مارينا في عمق الوادي حيث جذور أبناء الرعية القبرصية. وشكر الراعي إهتمام الدكتور فادي قمير ووزارة الطاقة بأمور الوادي الإنمائية وأكد البطريرك الحرص على أبناء رعية قنوبين متجذرين في أرض الوادي وقد وفرت الدولة لهم حقوقهم الطبيعية.

ولفت الى أن بيت الرعية الذي ندشن المرحلة الأولى من أشغاله اليوم يجب أن يكون فاتحة الطريق لترميم سائر البيوت وتأهيل الأديار لإنعاش الحياة الروحية فيها.

وألقى عضو الوفد القبرصي السيد فرنغوس كلمة حيا فيها البطريرك الراعي ناقلاً محبة وتعلق موارنة قبرص بأبيهم ورأس كنيستهم أي البطريرك وقال: تأثرت بهذه الزيارة الأولى التي حققها الله لنا وشعرت كأنني إبن هذه الأرض المقدسة منذ زمن طويل، ونحن من رعية آيا مارينا المارونية في قبرص التي حمل أبناؤها إسمها معهم من هنا من هذا الوادي حيث مزار القديسة مارينا وأتمنى أن نتمكن في المستقبل من إقامة توأمة فاعلة بين الرعيتين في قبرص وهنا في لبنان.

وبعد ذلك إنتقل البطريرك الراعي والمشاركون الى كنيسة دير سيدة قنوبين حيث ترأس قداس العيد الذي ألقى في بدايته خادم رعية وادي قنوبين الخوري حبيب صعب كلمة حيا فيها البطريرك الراعي مؤكداً تعلق أبناء رعية وادي قنوبين بشخص البطريرك المحب الذي وجدوا فيه أباً راعياً حنوناً يتفهم مطالبهم المزمنة المتفاقمة نتيجة حرمانهم من أبسط حقوقهم وهم يتطلعون اليوم الى خطوة تدشين المرحلة الأولى من بيت الرعية حلقة من سلسلة إحياء رعيتهم وتجديد الحياة فيها.

وشكر الخوري صعب جميع داعمي رعية الوادي في مختلف المجالات آملاً من أجهزة الدولة الرسمية القيام بواجباتها تجاه الوادي وأبنائه.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى البطريرك الراعي عظةً روحية تحدث فيها عن السيدة العذراء وإنتقالها بالنفس والجسد الى السماء وقال: أعطى الله السيدة العذراء عظمة بأن تشارك مع إبنها في عمل الفداء فحملت معه كل الألم وبدأت مسيرة الألم منذ البداية مذ هجرت الى مصر جراء إضطهاد الملك الذي أراد أن يقتل الطفل، علامات إستفهام رافقت حياتها لكنها كانت تحفظها في قلبها وعلمتنا أن نقرأ من مرارة الحياة من أي نوع كانت صعبة أو مرة إرادة الله فهي كانت تقرأ وتتأمل وتصلي وكرست نفسها كلياً لخدمة الكلمة المتجددة ولتحقيق تصميم الله الخلاصي وبلغت معه الى تحمل آلام الصلب. فكانت شريكة حقيقية في الفداء. كل هذه العظائم من على الصليب وهي أم يسوع التاريخي شاءها يسوع قبل أن يلفظ روحه أن يجعلها في الألم أم البشرية الجديدة المتمثلة بالكنيسة وأماً لكل إنسان كان حاضراً بشخص يوحنا فإذا بمريم التي دعيت لتكون في البشارة أم يسوع التاريخي دعيت في الألم والصليب أن تكون أم البشرية. وكان من الضروري أن تنقل بالنفس والجسد الى السماء وتتوج ملكة السموات والأرض.

وأضاف: هذا هو مضمون كلمتها النبوية “ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأن القدير صنع بي العظائم” قيمة مجيئنا الى هذا الوادي المقدس وبنوع خاص الى هذا الكرسي البطريركي التاريخي وكل مرة ناتي إليه نأتي الى هنا حتى نطوب أمنا مريم سيدة قنوبين على عظائم الله التي لم تنتهي معها ولم تنتهي منذ ألفي سنة لكن عظائم الله تتواصل في التاريخ عبر كل إنسان فمن الضروري ان ينفتح كل واحد منا بالصلاة والتأمل ويسأل الله كيف ربي أعظم إسمك. كيف ربي تريد أن اعظم شخصياً في حالتي التي أنا فيها في ظروف حياتي كلها ان نعيش هذا التعظيم المستمر لله لأن عظائمه تتواصل. ولنا المثال والقدوة وذروة المثال والقدوة في شخص مريم وكل ذلك كان متوقفاً على كلمتين. نعم يوم فرح البشارة ونعم على أقدام الصليب.

وتابع: نحن نسأل أمنا مريم العذراء ان تعطينا هذه النعمة أن نقول نعم لإرادة الله ان نبحث عن إرادة الله أن نستقرأ إرادة الله في ظروف حياتنا اليومية وهذا هو جمال الصلاة والتأمل ولو كان سريعاً بين كل واحد منا والله. فالله يتمم تاريخ الخلاص عبر كل إنسان مولود لإمرأة. أتمنى ان يكون هذا العيد مباركاً لكم جميعاً أن تعودوا من هذا الوادي المقدس ممتلئين من الإيمان، الإيمان الذي عاشه أجيال وأجيال في هذا الوادي متشبثين بأرضنا ومقدسينها ومستمدين قيمهم من السماء. كلما أتينا الى الوادي نختزله بكلمتين تجذر في الأرض اللبنانية وإستنارة بقيم السماء.

وختم: ها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأن القدير يصنع بنا العظائم وكل عيد وانتم بخير.

PHOTOS: Patriarch Rai Mass Saydet Annoubine_14.7.2017