نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الإثنين 15 نيسان 2019، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من أهالي القرى المجاورة لمرج بسري يرافقهم رئيس الحركة البيئية في لبنان بول ابي راشد، ومنسق الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري في زيارة سلموا في خلالها صاحب الغبطة ملفا يتضمن دراسات وتقارير توثق “خطورة اقامة سد بسري الذي لا يستوفي شروط السلامة العامة، فهو الى جانب كونه يقع على ملتقى فالقين زلزاليين نشطين، سيقضي على الثروة الطبيعية والآثار التاريخية والدينية في المنطقة، مذكرين بالزلزال الذي ضرب جزين في العام 1956.”

ورأى ابي راشد:” ان انشاء السد سيدمر الغابات والمواقع الأثرية الواقعة بين الشوف وجزين كما انه سيقضي على الزراعة في هذه المنطقة،” لافتا الى ان”حفر الأرض على عمق 122م وتعرية المنطقة من الأشجار ستؤدي الى انزلاق عدد من القرى المحيطة بالسد.”

وعبر اعضاء الوفد عن خوفهم من انشاء السد لافتين الى “ان رفض المشروع بدأ منذ العام 2011 وهناك طعن لمرسوم الإستملاك منذ العام 2015 ،” مستنكرين عملية “استحداث بوابة في المرج لمنع الاهالي من الدخول الى اراضيهم.”

وتمنى الوفد على غبطته الوقوف الى “جانب ابناء المنطقة الذين يتمسكون بأرضهم على الرغم من الظروف القاسية التي عانوا منها منذ انطلاقة الحرب في لبنان حتى التسعينيات،” لافتين الى ان”المنطقة معروفة بدرب المسيح وهي تحتوي على آثار ومواقع تاريخية ودينية يمكن للدولة ان تستثمرها في السياحة الدينية ويكون مردودها اكثر بكثير على الدولة وابناء المنطقة، وقد اثبتت خرائط .”

ورأى اعضاء الوفد ان”هذا المشروع الذي لن يغذي بيروت الكبرى الا بمياه غير صحية لا بل ملوثة وذلك بحسب تقارير علمية يمكن استبداله بمشاريع تنموية وبيئية في المنطقة واستخدام المرج لتوليد الطاقة على سبيل المثال. فالمنطقة ليس لديها بنى تحتية للصرف الصحي لأن مجلس الإنماء والإعمار لم يفي بوعده بتحقيقها وهذا يعني ان المياه المبتذلة تصب في نهر بسري وبالتالي فالمياه تحتضن البكتيريا وقد اكد الخبراء ان هذه المياه لا يمكن تكريرها كي تصبح صالحة للشرب لذلك ما من جدوى وراء المشروع.”

وشدد الوفد على ان “اهالي مزرعة الضهر والمطلة وغيرها يخافون من اعادة تهجيرهم فجبل مباركة الذي من المقرر اقتلاع كميات كبيرة من صخوره لإستعمالها في السد ستؤدي عملية قضمه الى القضاء على هذا السور الطبيعي المنيع للبلدة وتصبح المنطقة اكثر عرضة للزلازل والهزات اضف الى ذلك وجود دير القديسة صوفيا الذي بناه الملك قسطنطين مع المسيحيين الأوائل في المنطقة اضافة الى كنيسة مار موسى الحبشي التاريخية العريقة وهي مواقع أثرية دينية نرفض نقلها الى منطقة لا يمكن الوصول اليها. “

ولفت اعضاء الوفد الى ان” خوف الأهالي دفعهم الى المجيء اليوم الى هذا الصرح العريق لتسليم غبطة البطريرك الراعي التقارير العلمية التي تظهر ان المياه التي يعدون بها اهالي بيروت هي مياه ملوثة لا يمكن استعمالها للشرب  في حين ان البدائل موجودة وقد اوردتها دراسات المانية اكدت ان تجديد شبكة مياه جعيتا -ضبيه -بيروت بامكانها وحدها تأمين المياه الكافية لبيروت. في حين ان الآثار البيئية والأركيولوجية والخطر الزلزالي وتدمير المقامات الدينية واهمها درب المسيح الذي تؤكد عليه الخرائط كلها في خطر، لذلك طلبنا من غبطته تأليف لجنة متابعة مع بكركي واجراء دراسات وتبني المقررات التي اتخذتها لجنة الأشغال في البرلمان والتي تدعو الى فرض دراسة مستقبلية حيادية لموضوع الزلازل ودراسة جدية للبدائل ودراسة مالية لأن المشروع يخسر البلد ماديا واعلان المرج محمية طبيعية يدر ارباحا مضاعفة للدولة.”

بعد الظهر استقبل غبطته رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون في زيارة التماس بركة، اطلع في خلالها فيون صاحب الغبطة على مبادرته لاطلاق مؤسسة تهتم بدعم المسيحيين وتثبيتهم في ارضهم في الشرق. بعد اللقاء تحدث فيون وقال:”لقد تشرفت مرة جديدة بلقاء صاحب الغبطة حيث عرضت لمشروع انشاءمؤسسة”Agir pour les chretiens du moyen orient” هدفها الضغط على الحكومات الأوروبية للأخذ بعين الاعتبار وبطريقة استراتيجية الوجود المسيحي في الشرق كعنصر استقرار وسلام.”

وتابع فيون:” اقدر كثيرا الدعم القوي الذي لقيته لدى البطريرك الراعي بالنسبة لهذا المشروع،” معربا عن اعجابه “بمواقف وشخصية صاحب الغبطة الداعية الى عدم ترك المسيحيين لأرضهم في الشرق لانها ارضهم الأصيلة وبحفاظهم عليها يحافظون على تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم العريقة والمتجذرة في المنطقة.”

وختم فيون مثنيا على وجود ” لبنان في هذا الشرق كبئر ماء وسط الصحراء على الرغم من همومه ومشاكله وتقلباته.”

____________________________________________________________________________

  

link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org

Photos : Patriarch Rai Activity_Bkerki_15.4.2019