تخريج طلاب الدفعة الأولى من دبلوم الإصغاء والمرافقة العائلية في مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية – جامعة الحكمة، بيروت
نشاط البطريرك
سلم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الشهادت لطلاب الدفعة الأولى من دبلوم الإصغاء والمرافقة العائلية في حفل اقيم مساء امس ضمن فعاليات مؤتمر “حماية العائلة: مصالحة ووساطة” الذي استضافته جامعة الحكمة برعاية البطريرك الراعي ونظمه مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية، بالتعاون مع المحاكم الكنسية المارونية وبالتنسيق مع معهد العائلة في كلية العلوم الكنسية في الجامعة. وشارك فيه عميد محكمة الروتا في الفاتيكان المونسنيور بيو فيتو بنتو، النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، مطران بيروت للموارنة بولس مطر، رئيس جامعة الحكمة الخوري خليل شلفون، منسق مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية الأباتي سمعان ابو عبدو والمنسقان المعاونان سليم وريتا الخوري ومطارنة وكهنة وراهبات وعلمانيين.
قدمت الحفل الإعلامية والممثلة هيام ابو شديد حجيلي التي شددت على اهمية العائلة في حياة المجتمع والكنيسة.
تحدث بعدها المطران مطر ورحب بالبطريرك الراعي وقال: الكلمة الان ليست لي بل لكم يا صاحبة الغبطة، وانتم الذين رعيتم العائلة منذ البداية اسقفا ومسؤولا عن العائلة لمدة سنوات تأسيسية، لا نرحب بكم انتم صاحب الدار ونحن منكم ومعكم ولكم.
واعلن: اذكر بفخر وغبطة وفرح انكم شجعتمونا منذ البداية على فتح هذا المعهد للعائلة عندما احجمت واقولها بمحبة كل الجامعات عن ذلك، زرنا الجامعات مع الذي كان رئيسا لجامعة اللاتران المونسنيور سكولا الذي صار كاردينالا، وتوصلنا الى انه لا مجال سوى فتح معهد العائلة والزواج في هذه الجامعة، وقلت في نفسي نحن جامعة ابرشية لها اتجاه رعوي، وشجعتمونا ووصلنا الى هذا التعاون الكبير مع الدائرة البطريركية لأمور العائلة والمحاكم المارونية ومع الكلية التي اصبحت جزءا من معهد يوحنا بولس الثاني. نحن فخورون ان يتم هذا التخريج في الجامعة برعايتكم وبمحبتكم وبتشجيعكم، ونحن نذكر كأساقفة كيف كلمتمونا منذ بضع سنوات في اجتماع شهري في بكركي بكل عمق عن العائلة، وعن ضرورة ان ينزل الأساقفة والكهنة والرهبان وجميع العاملين الى ساحة العائلة في عملية انقاذ عندما رأينا المحاكم تتلقى دعاوى لها اول وليس لها اخر، وان المجتمع اللبناني يكاد يسير خطوة خطوة وراء المجتمعات الغربية التي صارت فيها العائلة بمأزق كبير، فشكرنا الله على انكم شجعتمونا على هذه الرسالة التي نقلناها الى كهنتنا، واليوم في هذا المؤتمر بالذات نأخذ تحفزا جديدا للعمل، بخاصة بعدما سمعنا المونسنيور بنتو يكلمنا عن دور الأسقف والوسطاء في انقاذ العائلات، ومع انقاذ العائلات هناك خدمة جلة للكنيسة.
اضاف المطران مطر:العائلة يا صاحب الغبطة كما قلتم لنا ليست مهددة اليوم فقط على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والنفسي، العائلة مهددة في تكوينها وفلسفتها، يضربون العائلة على مستوى الفكر والثقافة ويقولون لا ضرورة للعائلة هذا امر مضى، ولكن الكنيسة هي في الطليعة حاملة هم العائلة وهم انقاذ الإنسانية كلها. نشكر توجيهاتكم يا صاحب الغبطة التي هي خارطة طريق لنا لنقوم بواجباتنا.
بعد ذلك قدم شربل القاضي واولغا الكيك اغنية روحية صوراها لتعرض في يوم زفافهما تتكلم عن تسليم حياتهما للرب لينور الروح القدس طريقهما، واسم الأغنية دعاء والصلاة ولقد اداها سابقا كل من سيلين ديون وجوش غروبن..
وقدم الزوجان طوني وفاديا ابراهيم شهادة حياة عن التجارب صعبة التي مرا بها وكيف وجدا الطريق لحماية حياتهما وحبهما من خلال اللجوء الى مراكز الأصغاء والمرافقة والمصالحة العائلية.
ثم تم عرض وثائقي في خدمة العائلة من اعداد واخراج طوني نعنوع.
فكلمة لمنسقة مكتب راعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية ريتا يمين الخوري جاء فيها:
منذُ إنشاءِ مكتبِ راعويّةِ الزّواجِ والعائلة سنة 2011، لم يُفارقْنا هاجسُ مُصالحةِ ومُرافقةِ العائلاتِ المُتعثِّرة، وقد حملناهُ معنا إلى سينودسِ العائلةِ في روما عام 2014، آخذًا حيّزًا هامًّا من مُداخلتِنا في ذلكَ المجمعِ الّذي انعَقَد برئاسةِ وحضورِ قداسةِ الحبرِ الأعظمْ البابا فرنسيس، وقد أبدى شخصيًّا اهتمامًا شديدًا بقضيّة العائلة، وخاصّةً في الشّرق، مُوجِّهًا إرشادًا رسوليًّا بالغَ الأهميّةِ بعنوانْ “فرح الحبّ” في أعقابِ انتهاءِ الأعمالِ المجمعيّة.
بعد ذلك، تابَعْنا الرسالةَ بزخمٍ نحوَ المساهمةِ في الحفاظِ على وَحدةِ العائلةِ وديمومةِ الزواج، وذلكَ تحتَ رعايةِ وعنايةِ غبطةِ أبينا البطريرك، الّذي يحملُ دائمًا همَّ العائلةِ ووحدتها في قلبِه، وبالتّعاونِ مع أصحابِ السّيادةِ أساقفةِ الأبرشيّات، وبخاصّةٍ مع سيادةِ المطران حنا علوان المشرفِ على المحكمةِ المارونية، صاحبَ المبادرةِ في دعوةِ عميدِ محكمةِ الرّوتا الرّومانية، قُدسِ المونسنيور فيتو بينتو، الّذي نشكره لأجلِ مواكبتِه مؤتمرِنا،*francais وأيضاً بالتّعاون مع الكهنةِ المحترمينْ خدّامِ الرّعايا، وبشفاعةِ العائلةِ المُقدَّسةِ ، إيمانًا منّا بأنَّ “فرحَ الحبِّ الذي يُعاشُ في العائلاتِ هو أيضًا فرحُ الكنيسة.
وها نحنُ اليوم، مكتب راعوية الزواج والعائلة, شجرةِ حياةٍ، نامية مخصبة ومثمرة، جُذورها في المُجمَّعِ البطريركيِّ المارونيّ، قد أيْنَعَت، واعطت ثِمارِها الطيّبة، مجبولةً بعرقِ جبينِ القيّمينَ عليها، المجاهدينَ بخفرٍ وتواضع، السّاهرينَ على مُجرَياتِ الأعمال، بحبٍّ منقطعِ النّظير!!
– الثمرةُ الأولى: إطلاقُ الدليلِ المُوحَّدِ لمراكزِ الإصغاء. وهو عصارةُ ساعاتٍ طويلةٍ من التفكيرِ والحوارِ وتبادلِ الخُبُرات، بين مجموعةٍ كبيرةٍ من العاملينَ والعاملاتِ في مراكزِ الإصغاء، والأخصائيينَ والمُعالجينَ النفسيّينَ والكهنة. أمّا هدفُه المنشود، فكانَ وضعَ تصوّرٍ شاملٍ لمركزِ إصغاءٍ نموذجيّ، يُواكبُ عن كَثَب، التحدّياتِ الزّواجيّةِ والأسريّةِ في عالمِنا المعاصِر، ويُساهمُ في مُرافقةٍ مُتخصّصةٍ جدّيّةٍ وواعيةٍ لشؤونِ وشجونِ العائلاتِ عامةً، ولهمومِ الأُسَرِ المُتعثّرةِ خاصّةً، سعيًا إلى ترميمِ ما قد تشوَّهَ علائقيًا، وإلى بلسمةِ الجراحِ المصابةِ بها الشّراكةُ الزّوجيّة.
– الثمرةُ الثانية: منحُ دبلومٍ في الوَساطة. فالوَساطةُ من حيثُ ماهيّتِها، هي الطريقُ الأسلمُ والسّبيلُ الحُبيُّ والسَّريعُ وغيرُ المُكلِف، اللّذانِ يساعدانِ الأزواجِ المُتخاصمِين، على التوصُّلِ إلى حلٍّ يضعونَهُ بأنفسِهِم، ويُكرّسونَهُ بموجَبِ اتفاقيّةٍ، بمُساعدةِ وسيطٍ مُتخصّص… . إنّها تقنيّةٌ جديدةٌ نسبيًّا في إدارةِ النِّزاعاتِ الزّوجيّةِ والعائليّة، والوسيلةُ الأنجعُ للوصولِ إلى نهايةٍ سليمةٍ لكلِّ اشتباكٍ على هذا الصّعيد، أَتَحقّقَتْ عَبرَها المُصالحة، أم أُنجِزَ الاتفاقُ على تنظيمِ الخلاف، والأهمّْ حمايةُ الأولادِ مِنَ التّداعياتِ الخطيرةِ والمخيفةِ، بكونِهم الضّحيّة المباشرة والأولى في مِثلِ هذه الظّروف.
وعليه، فقد عَقَدنا اتفاقًا، مع جامعةٍ مرموقةٍ ذي ماضٍ عريقٍ وخبرةٍ طويلةٍ في هذا المِضمار، هي جامعةُ القديس يوسف U.S.J.، من أجلِ منحِ ديبلومٍ جامعي خاصٍّ في الوَساطةِ (la mediation)، بالشَّراكةِ بيننا وبينهم، واختَرنا مكاتبَ المُجمّعِ البطريركيِّ في الذوق، كنقطةٍ وسَطْ بين المناطق، تسهيلًا لأوفرِ عددٍ ممكنٍ ليتابعوا التنشئة. وبالمُناسبة نُحيي ونشكر رئيس الجامعة اليسوعيّة مُمثّلاً معنا اليوم بالأب الدكتور ادغار الهيبي الذي نكنّ له الإحترام والمودة.
– الثّمرةُ الثالثة: تخرّجُ دُفعةٍ من طلّابِ الديبلومِ في الإصغاءِ والمُرافقةِ العائليّة، على قاعدةِ أنَّ التدخّلَ المُبكِّرَ لطرفٍ مُحايد، بُغيةَ الإحاطةِ بالأزواجِ عند نشوبِ خلافٍ ما، هو أساسيٌّ جدًّا، عِوَضَ تركِ الأمورِ على مغاربِها لتَتَفاقَم، دونَ الإغفالِ طبعًا عن أوَّلِيّةِ دورِ كاهنِ الرّعيّة، الّذي يُستحسَنُ أن يُسانِدَه فريقٌ من الأزواجِ المتخصّصين، يقدّمون المعونةَ والخبرةَ اللّازمة، لاحتواءِ الخلافِ في بداياتِهِ فيَسْهُلَ حلَّه إن كان في الرعايا أو في مراكز الإصغاء. هدف طَموحْ، عمِلنا كمكتبِ راعويّةِ الزواجِ والعائلةِ على تحقيقِه بالتنسيقِ مع صَرحٍ جامعيٍّ مشهودٍ له بالتّميُّز، هو جامعةُ الحكمة الغَرّاء، الّتي أبَت إلّا وأنْ تستضيفَ أعمالَ مؤتمرِنا اليوم. فقدَّمْنا بمعيّتِها ديبلومًا مُشتركًا في الإصغاءِ والمُرافقةِ العائليّةِ امتدَّت دروسُه المعمّقة لمدّة سنتين. وستتخرّجُ اليومَ باكورةُ المتابعينَ فيه، كدُفعةٍ أولى، ولن تكونَ الأخيرة بإذنِ الله. “مبروك سلف”. وكل الشكر والتقدير لسيادة المطران بولس مطر، ولكلّ القيّمين عليها.
أعزّائي، الحِصادُ كثيرٌ والفعلةُ قليلون. ومن ثمارِهم تعرفونهم وستتعرّفون إليهِم. إنّهم أزواجٌ انكبّوا على الاهتمامِ والعنايةِ بشؤونِ العائلةِ وبسلامتِها، يسعَون بما أُعطُوا من حيويّةٍ رسوليّةٍ إلى ترميمِ ما تهدَّم، ولكِنْ على أُسسٍ متينة. يُعطُون بسخاءٍ كبيرٍ من وقتِهم ومحبّتِهم، ولا يتوانون عن تنميةِ قُدُراتِهمِ المهنيّةِ والفكريّةِ في سبيلِ إنقاذِ ومساعدةِ الأزواجِ والعائلاتِ المُتعثّرة.
ألفُ شكرٍ لكُم، نهنِّئُكم بالدّيبلوم، الّذي استحقّيتموه بجدارة، هنيئًا لمكتبِ راعويّةِ الزواجِ والعائلة، والبهجة لكنيستِنا برُسلِ الفرحِ والسلامِ والمصالحةِ، ينطلقونَ ليُذيعوا البُشرى السّارّة، من قلبِ العائلة، إلى الرّعيّة، وحتّى أقاصي الأرض. تحيّةً خاصّة لكلّ الّذين واكبونا طَوالَ هذا النّهارِ المُبارَك من مُحاضرين ومُنظّمين وكلّ من تعب في إنجاح هذا اللقاء, ونخصّ بالشكر السيّدة هيام ابو شديد التي واكبتنا طوال اليوم تحية محبّة وتقدير.
والقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: ان المطران مطر استضاف معهد الزواج والعائلة المرتبط بروما وموله، ومنذ القدم وفي اجتماعات مجلس المطارنة عندما كان سيدنا البطريرك مار نصرالله صفير يقرأ الدعوات التي ترد للمشاركة في المؤتمرات، وكان يسأل من يود المشاركة وكنا كلنا نسمي المطران مطر لأنه الأليق والأكرم، فالمطران مطر رجل القرار والكرم، ونشكر محبته ونحييه فهو ولي هذه الجامعة وباني هذا الصرح العظيم، وهو احيا جامعة الحكمة وكبرها. واحيي رئيس الجامعة على استضافة هذا المؤتمر، واحيي ايضا مكتب العائلة والزواج الذي يحمل دائما هم الزواج والعائلة مع المطران حنا علوان الذي احييه تحية كبيرة ،كما احيي القضاة في المحكمة المارونية الذين يقومون بعمل جبار وكبير.
ووجه البطريرك الراعي ايضا تحية للمونسنيور بيو فيتو عميد محكمة الروتا الرومانية الذي اعطاه قداسة البابا الثقة الكبيرة وجعله رسول العائلة ورسول المحافظة عليها، فهو رسول العائلة والزواج، وكانت له خبرة كبيرة في محكمة الروتا ومعرفة عميقة بآلام العائلات ولهذا فهو يحمل في قلبه هم وحدة العائلة ومصالحتها.
وشكر كل من ادار الجلسات والقى المحاضرات، كما شكر الثنائي ابراهيم على الإختبار الذي قدماه واعطيا فيه شهادة الحياة على كيفية الحفاظ على العائلة.
ولفت ان للأهل دورا اساسيا في مصالحة الزوجين المتخاصمين وفي عدم صب الزيت على النار.
وقال: هناك كلام رائع للبابا فرنسيس في ارشاده الرسولي فرح الحب يقول فيه: عندما يقع الأزواج في ازمة ففي طياتها خبر جميل اذا عرفوا كيفية مواجهتها وتخطيها فسيحصلون على خمرة حب جديدة في حياتهم، فخمرة الحب لا تتجدد الا في الأزمات حيث تصقل شخصيتنا لأن الذهب الصافي لا يصقل الا في النار.
واعلن: ان الزواج مشروع حياة يجب بناؤه، وهو بدأ عندما قال الزوجان نعم وتبادلا الرضى، ولكن هذا المشروع ليس نهائيا، فيجب بناء مستقبل هذا الزواج مدى الحياة. ورأى انه للإستمرار في الحياة الوطنية والرهبانية والزوجية هناك كلمتان اساسيتان هما الكينونة والصيرورة .
وشكر العاملين في مراكز الأصغاء والمرافقة على ما يقومون به من اجل حماية العائلة والكنيسة لأنهم عندما يحمون العائلة يحمون الكنيسة، فمسيحي ممتاز يعني كنيسة ممتازة، فالعائلة هي الخلية الأساسية للمجتمع وعائلة سليمة تعني وطنا سليما واخلاقا وقيما وتضحية.
بعد ذلك قدم البطريرك الراعي يحيط به المطرانان مطر وعلوان والمونسنيور بنتو الشهادات للمتخرجين والمتخرجات.