كلمة غبطة البطريرك في عشاء مشترك لرعيتي مار شربل وسيدة لبنان تورينتو – كندا


نشاط البطريرك

نقول دائما اننا نعتز بكم ولا سيما اعدادكم التي نراها تزداد من مدينة الى مدينة. أنتم وجه لبنان الحقيقي وتنقلون صورة لبنان إلى كندا وبسببكم احب العالم بلدكم لأنكم تحبون كندا وتساهمون في مختلف النشاطات لنمو بلدكم ولأن حضوركم هو فاعل وصديق. 

وما لفتني كثيراً هو أن الكاردينال “لاكروا” اعلمني أن السلطات المدنية لا تشارك في المناسبات الروحية التي يقيمونها في كندا بسبب الفصل بين المجتمع والكنيسة واعتبر لاكروا ان اللبنانيين يتمتعون بغيرة التلاقي مع الآخر أينما وجدوا وهذه ميزتنا. 

كما أعبر عن فرحتي بتماسك العائلة هنا وانخراط الشباب بالحركات الكشفية والتنظيمات. 

وأود شكركم لأنكم تدعمون اهلكم في لبنان بسبب أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية المنحطة بسبب إهمال الجماعة السياسية للخير العام والعمود الفقري اي الاقتصاد. الدين يأكل البلد فما من شيء تعده الدولة للخدمات العامة والدين ارتفع وبلغ نحو 58 مليار دولار. الفساد منتشر في كل الإدارات بتنا نخجل في هذا الواقع الذي نعيشه في لبنان. ولولا أن كل بيت عنده ولد في الهجرة. لبنان الذي يشكل عنصر سلام واستقرار والمنفتح على الحداثة والديمقراطية والذي يمكن في فصل الدين عن الدولة والعيش بمساواة غير موجودة في أي عالم عربي آخر، لبنان الذي يعترف بالحريات العامة وكل حقوق الإنسان لا يمكننا التضحية به. 

وأنا لا أطلب منكم عودتكم إلى لبنان فهو لا يستوفي هذه الأعداد وإنما أقول حافظوا على هويتكم وجنسيتكم. البارحة فرحنا جدا بحفل الشبيبة الذين قدموا لنا لوحات رائعة من الأغاني اللبنانية. 

لذلك نحن نفاخر بجنسيتنا والجنسية شرف كبير لكل واحد متحدر من أصل لبناني والمهم أن نسجل نفوس أولادنا وولاداتهم وزواجاتهم وغيرها. 

أنتم تساعدون لبنان كثيراً وتحملون القضية اللبنانية وقضية اوطانكم أمام السلطات الكندية. 

ومعكم احيي كندا التي أعطت المجد لكم لأنها دولة القانون واحترام الإنسان تمنحكم المجال لتحقيق ذواتكم ومعظكم ارتفع في نطاق عمله وحقق ذاته. 

بالنسبة لنا في لبنان واقعنا مر. يسألنا شعبنا في كندا يوميا عن لبنان. ما هو المصير في لبنان من تشكيل الحكومة متى سيصبح لبنان كباق الدول. 

لقد قلتها واعيد لا يمكننا القبول بالممارسة السياسية الموجودة في لبنان. ممارسات تخالف دائما الدستور ولا يوجد من قبل السلطة السياسية اي اهتمام لنا في الخير العام.

اذا اليوم الولاء والانتماء بات للحزب والمذهب والطائفة. 

وصلنا إلى الحكومة وكانت البدعة بأن الأحجام النيابية هي التي تتمثل بالحكومة والبدعة اليوم باتت اننا لا نفصل اليوم بين السلطات. 

الحكومة التي تصرف الأعمال تسمى وحدة وطنية ولكنهم لم يتفقوا ابدا. فالولاء للمذهب والحزب والزعيم والطائفة هذا ما نحاول تحويله في لبنان، لقد أصبح النافذون يغطون الجرائم لا ينفذ اي حكم بحق زعيم. 

البدعة الثانية هي توزيع عدد ما في الوزارات إلى خدمات وزارية وغيرها فالبلد المتأخر في العالم. 

وكل ما يمكننا قوله أننا نخاطب ضمائر السياسيين ولا يحق لكم ان تهجرونا. 

أخطاء عظيمة وهم لا يزالون متمسكين بها. 

اليوم سمعنا بتقسيم الوزارات من سيادية إلى وازنة وخدماتية وهنا اقول اننا لم نسمع بهذا الأمر في أي بلد متأخر في العالم. ماذا يعني وازنة ونصف سيادية وخدماتية منذ 5 اشهر ونحن من دون حكومة وعلى هذا الموال لن يكون هناك حكومة لأننا خرجنا عن الدستور وعن المفاهيم. وهذا لا يمكننا القبول به. 

كل ما نقوله اننا لا زلنا نخاطب ضمائر السياسيين ونردد بالقول انه لا يحق لكم أن تفقرونا وان تستبدوا بالبلد على هذا الشكل، لا يحق لكم تهجيرنا وتهجير شبابنا الذين يتخرجوا بالمئات سنوياً ولا يجدون اشغالا فيهاجرون وهنا نسأل هل هذا هو اللبنان. كم منكم يقول نحن هنا نبني وطنا استقبلنا هناك أطباء ومهندسين رجال أعمال لا يمكننا تحقيقها في لبنان. 

خلاصة القول : انتم هنا عليكم دعمنا في لبنان لكي نستمر وتمر هذه الموجة ويعود المسؤولون الى ضمائرهم. 

الأسرة الدولية تنهنا يوما بعد يوم، فالبنك الدولي يردد باستمرار أن الوضع المالي في لبنان على شفير الخطر.

لذلك اهتمت الأسرة الدولية بالأمر وعقدت مؤتمرات لدعم لبنان شرط المباشرة بالإصلاحات. 

وعندكم دور فقولوا ما تريدون لأننا لا نقبل أن يتحول وطننا الى ما هو عليه الآن. 

الشكر على هذا اللقاء الحلو، مار شربل وسيدة لبنان معكم.



________________________________________________

Click here for Photo Album

Photos: Patriarch Rai visit to canada_30.9.2018