رعاية غبطة البطريرك الراعي لمسرحية


نشاط البطريرك

رعى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء يوم الخميس 6 نيسان 2017 مسرحية “فخر الدين” للأخوين الرحباني على مسرح مدرسة راهبات سيدة الرسل، بدعوة من رهبانية سيدة الرسل –الروضة بحضور راعي ابرشية بيروت للموارنة المطارنة: بولس مطر، جورج صليبا، حنا علوان، طانيوس الخوري وبول عبد الساتر، قائمقام المتن مارلين حداد، رؤساء بلديات ومخاتير، وفعاليات عسكرية وثقافية ودينية. 

والقى غبطته كلمة في ختام المسرحية، استهلها بتوجيه تحيات شكر وتقدير لكل من الأخوين الرحباني والسيدة فيروز والقيمين على المدرسة والطلاب والأهل وكل من نظم وعمل وشارك في هذا العرض، وقال:  ” انا اعتقد انه ما من احد لم تدمع عيناه تأثرا في هذا العرض المسرحي الرائع. لقد كنا امام مشهد جميل ومؤثر ومحفز جدا لكل واحد منا. جميلة هي هذه المسرحية. شكرا على هذه المواهب التي سطعت ليس من خلال التمثيل المميز وحسب وانما من خلال عيش هذا الحدث التاريخي “فخر الدين”. نود ان نقول معكم لفخر الدين، وصيتك للطلاب ونحن معهم هي ان نعيش دائما لبنان الحر ولبنان الكرامة ولبنان التضحية. اقول لكم ايها الشبان والصبايا وطلابنا في المدارس الكاثوليكية والخاصة والمدارس الرسمية وطلابنا الجامعيين ومن هم في عمر الشباب، ان لبنان يبنى بسواعدكم انتم. لبنان يبنى بجهودكم انتم.”

وتابع غبطته:” اليوم جددت ايماني بلبنان بسببكم. وتعلمت مما قاله فخر الدين بانه من غير المهم ان يستمر الإنسان وانما المهم ان يبني ويرحل. هذا ما نحن بحاجة اليه. لبنان بحاجة الى اناس احرار. انه بحاجة الى رجالات دولة احرار. لبنان لا يبنى بأشخاص يتحملون مسؤولية عامة وهم مستعبدون، اما لذاتهم واما لمصالحهم واما لغيرهم. لا يبنى لبنان باشخاص يعيشون العبودية. لبنان بحاجة الى احرار كفخر الدين. هذا هو الحافز الذي سنحمله معنا الليلة .”

وأضاف غبطته:” نعم اطلب منكم كما قطعتم وعد الطاعة لفخر الدين في المسرحية، ان نقطع معكم وعد الطاعة للبنان. فلا نسأل اهلنا ابدا عن تأشيرة سفر للخارج، وانما نؤكد لهم اننا باقون هنا لأننا نريد ان نبني لبنان. هل يمكنكم قطع وعد الطاعة؟ انا شخصيًا نفذته. ولكنني اطلب منكم، طالما كنا معا في هذا المشهد البطولي، اننا بحاجة الى أبطال. فخر الدين قبل التحدي ولولاه لما كنا هنا ولما كنا احرار. انتم تعلمون انه هو من بنى اساسات لبنان الجميل. هو الذي عرف كيف يختار افضل الأشخاص ليتعاون معهم في الداخل وفي الخارج. اختار رجال العلم والكفاءة والنزاهة، ولم يختر المحسوبيات الصغيرة. اختار المخلصين للجبل اللبناني وبنى معهم ووضع اسسا للبنان الذي وصل سنة 1920 الى استقلاله. هذا اللبنان الذي ننعم به بعدما دفع غيرنا الثمن غاليا من عهد فخر الدين وقبله وبعده ولغاية اليوم.”

وتابع غبطته:” كل من دفع الدم، رفع لبنان بدمائه، فبقينا. لايحق لنا اليوم ولا يحق لجيلنا ولا لمن سيأتي بعدنا، كما انه لا يحق وبنوع خاص، لكل المسؤولين عن الشأن العام ولكل السياسيين والبرلمانيين وكل من هم في الحكومة وكل الأحزاب، لا يحق لهم ان يتلاعبوا بمصير لبنان الذي دفع دما غاليا من دماء ابنائه. لا يحق لهم التلاعب به كما يفعلون اليوم. هذا اللبنان بحاجة الى اشخاص احرار. احرار من ذاتهم واحرار من مصالحهم، لأنه طالما هذا الأمر موجود، فهم مقيدون بسلاسل لا تمكنهم من السير قدما ولنأخذ مثلا واحدا الا وهو قانون الإنتخابات الذي بدأ العمل عليه منذ سنة 2005 لغاية اليوم. اثنتا عشرة سنة لم يستطع ان يتحرر ايا منهم من حساباته لكي يقر لنا قانون انتخابات. لبنان لا يبنى بأناس غير احرار.”

وختم غبطته:” اشكركم على هذه المسرحية التي كانت بمثابة رياضة روحية منحتنا فرحا كبيرا ونحن على مشارف عيد الفصح، عيد العبور، الذي نتذكر فيه، ان الرب يسوع وهو عن عمر 33 سنة سلم ذاته على الصليب بعد ان بنى الكنيسة والخلاص، اسلم ذاته على الصليب وقال: حرركم الإبن بموته وقيامته لكي لا تُستعبدوا لأحد. ومعكم اليوم نحمل وصية فخر الدين التي حملها آباؤنا واجدادنا وحملتها هذه المدرسة. يشرفنا اننا في وطن حر، ويكون شرفنا اكبر ان كنا مواطنين احرار.”