البطريرك الراعي يشارك في احتفال بعنوان منتمية ومبادرة بدعوة من مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
نشاط البطريرك
وبعد الظهر رعى غبطة البطريرك الراعي على مسرح الصرح البطريركي في بكركي احتفالا بعنوان منتمية ومبادرة بدعوة من مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بحضور المطارنة بولس مطر، حنا علوان، طانيوس الخوري، سمعان عطالله، منسقة مكتب راعوية المرأة الأم دومينيك الحلبي، عدد من الكهنة والراهبات، هيئات رسمية ودينية واجتماعية اضافة الى حشد من السيدات من لجان المرأة من مختلف الأبرشيات.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، تلته كلمة ترحيبية لعريفة الحفل داني الجميل شكرت فيها لغبطته دعمه لعمل مكتب راعوية المرأة الذي اطلقه في 7 آذار من العام 2012 من الصرح البطريركي في بكركي والذي بلغ عدد لجانه حتى اليوم 10 لجان توزعت على الأبرشيات المارونية في لبنان.
بعدها انشد المرنم كارل قشوع ترنيمة آفي ماريا، تبعه عرض لوثائقي عن اهم الانجازات والنشاطات التي قامت بها لجان المرأة في الأبرشيات تضمن مداخلات لعدد من أساقفة الأبرشيات شددت على “اهمية دور هذه اللجان ودور المرأة في الكنيسة والمجتمع لما تتمتع به من حس خلاق وابداع.
كما سلط الوثائقي الضوء على محاور مختلفة وعلى المؤتمرات التي عقدها مكتب راعوية المرأة لإبراز “مكانتها في المجتمع والعائلة والكنيسة على ضوء التحديات في عالمنا المعاصر.”
وتخلل الوثائقي لقاء جمع غبطته مع الأم الحلبي شدد في خلاله البطريرك الراعي على “اهمية دور المرأة في الكنيسة واينما وجدت”، معربا عن تقديره الكبير “لنشاط لجان مكتب راعوية المرأة الذي انطلق في العام 2012،” و مستشهدا بقول ملفت “اذا اردت ان تتعرف الى اخلاقية شعب انظر الى وجوه نسائه.”
كما لفت غبطته الى ان “موقع المرأة في الكنيسة اظهر انها في الخطوط الأمامية وهي حاضرة وفاعلة في قلب الكنيسة على الرغم من ان وجودها هو شبه معدوم في لجان ادارة الأوقاف.”
ثم كان عزف لماريا بو خرس على القيثارة تلته كلمة للدكتورة ميرنا مزوق شكرت في خلالها” كل من ساهم في انجاح هذا الحفل.”
ووضعت مزوق امام غبطته “كل التحديات التي تحدق بدور المرأة من علاقة الأولاد بالكنيسة الى تعاليم الكنيسة لمواجهة الإنحراف وصولا الى التضليلات الإعلامية الكبيرة “، مؤكدة ان “ما يلزم لمواجهة هذه التحديات هي سيدات فاعلات وفعالات، فكل امرأة هي منتمية للإنجيل ومبادرة للعمل في حقل الرب.”
وبعد رفع الصلوات على نية المرأة لكي “تنعم بروح البطولة والإبداع على الرغم من كل التحديات، القى غبطته كلمة ختامية قال فيها:” لقد عاد كل واحد منا معكم اليوم وفي خلال هذا اللقاء الى امه واخته وجدته. تذكرنا جميعنا اننا تربينا على ايديهم. شكرا لمكتب راعوية المرأة على ما قدمه وبشكل فني كبير جسد من خلاله الموضوع الذي اتخذه بعنوان “منتمية ومبادرة”، في البداية كما في النهاية. البداية اختصرتها عريفة الحفل بكلمة نعم التي قالتها مريم للملاك وانتمائها لتدبير الله الخلاصي والمبادرة عندما اسرعت للخدمة. وفي الصلوات الأخيرة اعدتم مفاهيم المرأة المنتمية والمبادرة.”
وتابع غبطته:” احيي في اليوم العالمي للمرأة كل امرأة: الام والأخت والمكرسة، الام التي تعمل في الخفاء، الأم المريضة والأم الموجودة في كل قطاعات الحياة. اليوم هو عيدكم وعيد العائلة والكنيسة وعيد المجتمع والأوطان. بعودتنا للبدايات يسوع تربى على يد مريم الأم. الإله الذي صار انسانا كان بحاجة لأم. القديس البابا يوحنا بولس الثاني يقول لا احد يعرف وجه يسوع كامه مريم فهي التي حملته وربته وهيأته للرسالة التي تممها وهو اخذ كل قوته من مريم امه. وفي الكنيسة قديسنا العظيم اغسطينوس يكمن سر ارتداده لأمه التي صلت وبكت فكان القديس اغوسطينوس من اهم القديسين بفضل امه مونيكا. وفي العائلة لا احد يمكنه تصور كم ان الأم مؤثرة في تربيتها وهذا ما اختبرناه جميعنا. وعن دور الأم وتأثيره في حياة العائلة اذكر الرئيس الأميركي لينكولن الذي تميز في حياته بمبادراته وثقافته وعند سؤاله عن مصدر ثقافته اجاب املك كتابا اساسيا اقراه واسمه امي. كذلك عند قراءتي كتاب الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون هذا الشاب الذي يبلغ ال38 عاما وفي revolution et combat pour la france فوجئت انه كتب مليا في الفصل الأول عن جدته التي تربى على يديها ويروي كيف ربته وعلمته واعتنت به ويقول اليوم توفيت ولكنني اتذكر وجهها يوميا وارشاداتها وما كانت تقوله. وهذا لأقول انه في الكنيسة وفي الدولة المرأة هي صاحبة القرار لأنها هي التي تربي الأجيال وفي كل المجتمعات المرأة هي التي تقوم بالمبادرات على مختلف انواعها.”
ووجه غبطته كلمة”شكر وتقدير لكل امرأة في الظرف والوضع الذي تعيشه في البيت او المجتمع او الكنيسة”، وقال:” نشكر المرأةعلى انتمائها للعائلة وللمجتمع والدولة والكنيسة وشكرا لكل المبادرات التي تقوم بها في هذه القطاعات الأربعة. المرأة اينما كان هي روح كلنا اختبرناه. ما من مجتمعات من دون هذه الروح التي هي المرأة وهذا ما تحدث عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما شكر الثالوث الأقدس على سر المرأة هذه العطية العظمى التي اعطاها الرب لمجتمعاتنا.”
وتابع غبطته:” من المؤسف اليوم ان يجعل بعضهم المرأة سلعة ويحتقرها. هناك مجتمعات تنظر اليها نظرة دونية وهذا يؤسفنا ونحن نعمل من اجل ان تتحرر المرأة وان تعيش جمال حياتها وعطاءاتها. مشكلتنا ليست في تعاليم الكنيسة وانما في الأنظمة والتقاليد الموجودة التي تؤثر على حياة المرأة. ونحن كمسيحيين نحمل رسالة ثقافتنا الكنسية والإنجيلية، وكل تعليم الكنيسة يتحدث عن المساواة بين الرجل والمراة ونحن على تقدم في هذا الأمر. ففي لبنان 111 مرشحة للإنتخابات النيابية نتمنى ان ينجح الربع منهن لأنهن يعطين الحياة والمعنى. للمرأة الكاريزما الخاصة بها سواء في منزلها او خارجه. هذا هو سر المرأة ونتمنى من الدولة اللبنانية ومن الشعب اللبناني ان يسخى بصوته للمرأة فمن الجيد ان يكون عندنا عددا ملفتا في المجلس النيابي والإدارات لأن لبنان بحاجة لأشخاص يعملون من كل قلبهم وبجدية والمرأة تعمل بجدية ومن كل قلبها وهذا امر معروف.”
وختم غبطته:”في هذا اليوم الجميل اليوم العالمي للمرأة نحيي كل امرأة بينكم وكل امراة لبنانية وفي العالم اجمع ومع البابا يوحنا بولس الثاني القديس نقول يارب نحن نشكرك على المرأة.”
وفي الختام انشد الجميع ترنيمة تعظم نفسي الرب.
PHOTOS: Patriarch Rai_International Women’s Day_Bkerki_8.3.2018