نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 15 آذار 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين يرافقه سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور والمستشار الاول في السفارة حسان شيشاني، وكان لقاء تمحور موضوعه حول مسألة تهويد القدس.
وأعرب الشيخ حسين بعد اللقاء عن سعادته للقيام “بزيارة البطريرك الراعي،” وقال:”لقد كنا مسرورين جدا بهذه المواقف الثابتة لغبطة البطريرك لدعم القدس والقضية الفلسطينية بشكل عام، ورفضه الكامل والتام للقرارات الاميركية التي تتعلق بالقدس، سواء لجهة الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل او لجهة نقل السفارة الاميركية الى القدس، وكذلك مسألة اللاجئين وكل ما يتعلق بمؤسسة الاونروا والجهة الدولية التي تدعم حقوق اللاجئين حتى العودة الى فلسطين.”
واكد حسين ان “مواقف غبطته ليست جديدة وانما هي مواقف مبدأية وثابتة، ونحن ابناء الشعب الفلسطيني نقدرها عاليا ونتمنى لغبطته دائما تمام الصحة والعافية ودوام هذه المواقف الثابتة التي تدعم العدالة والحرية والحق، وهذه المبادىء بشر بها سيدنا المسيح”.
ثم التقى غبطته وفدا من طلاب الماستر2 في مادة التاريخ من جامعة السوربون باريس 1 يتقدمهم الدكتور ديما فرنسوا الزين دي كليرك، البروفيسور بيار فيرمان وعدد من الأساتذة، في زيارة لالتماس البركة والتعرف الى تاريخ نشأة الموارنة في الشرق وعلاقتهم بفرنسا.
اعرب فيرمان باسم الوفد عن “شكر وتقدير لغبطته على حفاوة الإستقبال، وعلى المعلومات التاريخية الشيقة التي زودنا بها عن تاريخ الموارنة في الشرق ولا سيما في لبنان، ودورهم الكبير في انشاء لبنان الكبير مع البطريرك الياس الحويك. وهذه المعلومات ساعدتنا للتعرف اكثر الى الجماعة المارونية.”
وكان غبطته قد عرض امام الوفد “للعلاقات التاريخية التي تربط البطريركية المارونية بفرنسا،” مشيرا الى “التقليد السنوي المتمثل باحتفال البطريرك الماروني بالقداس الإلهي يوم اثنين الفصح على نية فرنسا بحضور السفير الفرنسي وطاقم السفارة في البطريركية المارونية.”
وردا على عدد من الأسئلة اوضح البطريرك الراعي ان “الموارنة هم جماعة مسيحية تبعت القديس مارون، والكنيسة المارونية تضم سينودس اساقفة وينتشر مؤمنوها حول العالم. انها كنيسة كاثوليكية شرقية تقاليدها انطاكية وسريانية وبطريركها يحمل لقب بطريرك انطاكيا وسائر المشرق اي من تركيا الى موريتانيا وصولا الى الحدود الهندية. واول ظهور للموارنة في التاريخ كان مع المجمع الخلقيدوني في العام 431. وانتخب الموارنة اول بطريرك لهم في العام 686 وهو مار يوحنا مارون.”
وتابع غبطته:” بعد انتشارهم في لبنان شكل الموارنة الجماعة الاقوى. وفي العام 1920 وبمسعى من البطريرك الماروني الياس الحويك الذي طالب به المسلمون والمسيحيون في لبنان ليترأس وفد فرساي انشئ لبنان الكبير، حيث يعيش حتى هذه اللحظة ابناؤه مسيحيين ومسلمين معا وفق الميثاق الوطني الذي يشكل ضمانة لهم يتشاركون من خلالها معا في السلطة وفق نظام ديمقراطي يحترم الحريات المدنية، ويؤمن حرية الرأي والتعبير وفق الإحترام المتبادل.”
وشدد غبطته امام الوفد على “ضرورة احترام الآخر وتقبله لأن هذا ما يتميز به لبنان حيث تعيش نحو 18 طائفة معا وتشكل لوحة من الموزاييك الفريد في المنطقة،” مؤكدا ان” المسيحيين في الشرق ليسوا بأقلية فهم اصيلون في هذه الأرض ولكن بسبب الحرب العابثة والهدامة التي ضربت ارضهم ونسبة لعددهم الضئيل تأذوا كثيرا ما اضطرهم الى ترك ارضهم والهجرة وهكذا بات عددهم في بعض الدول العربية كالعراق شبه معدوم.”
واكد غبطته ان “الحرب قد فرضت على شعوب المنطقة وان الإسلام منها براء. وان من يقوم بها هي الجماعات الإرهابية من قاعدة ونصرة وغيرها ومنظمات متطرفة ومرتزقة. لقد بنينا مع المسلمين حضارة عمرها 1400 سنة لا يعقل ان يكون الإسلام هو من يود تدمير هذه الثقافة والحضارة التني بنيناها معا على مر التاريخ.”
ثم استقبل غبطته وفدا من المنتدى الحقوقي برئاسة المحامي عباس صفا الذي تمنى على غبطته” رعاية الشباب غير المسيس في لبنان لكي يتمكن من التعرف الى بعضه البعض والتحاور والعمل معا من اجل مستقبل افضل للبنان كوطن للجميع وليس لفئة معينة.”
ورأى صفا ان البطريرك الراعي هو” الجهة الوحيدة المؤهلة لإحتضان الناس الذين لا يؤمنون الا بالولاء للوطن،”مشددا على ان “لبنان بحاجة الى رجالات تحمل فكرا جديدا ونهجا جديدا يؤسس لمستقبل ناجح لأبنائه وليس لاشخاص يطلبون المواقع والمراكز لأهداف شخصية.”
وبعد الظهر استقبل غبطته في الصرح البطريركي في بكركي، مدير عام مصلحة المياه في بيروت وجبل لبنان جان جبران الذي عرض لواقع المياه وللتطلعات والمشاريع المستقبلية المنوي انجازها “بهدف مكافحة ندرة المياه والعمل على ترشيدها والحفاظ عليها كثروة طبيعية يحق لكل مواطن لبناني الإستفادة منها. “
ثم التقى غبطته وفدا من الأدباء والكتاب السريان في العراق يرافقهم الدكتور غابي خوري مدير الجامعة اللبنانية الدولية في جبل لبنان، وضم الوفد رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان في العراق الدكتور راوند بولس، مدير عام التعليم السرياني في وزارة التربية اقليم كردستان العراق نزار حنا بطرس، مدير عام الدراسات السريانية في الحكومة الإتحادية في العراق الدكتور عماد سالم، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب السريان نزار حنا الديراني الذين شاركوا في مؤتمر “العلامة الأباتي جبرائيل القرداحي للدراسات السريانية”، الذي نظمته الجامعة اللبنانية الدولية في جبل لبنان بالتعاون مع الأدباء والكتاب السريان في العراق، وانعقد في لبنان من 12 الى 14 آذار الحالي.
واطلع اعضاء الوفد صاحب الغبطة على نتائج المؤتمر الذي وصفوه “بالممتاز وعلى التوصيات التي صدرت في ختامه ومن بينها الطلب من الدولة اللبنانية ادراج اللغة السريانية كلغة وطنية وادخالها الى الجامعات والمدارس ومطالبة منظمة الأونيسكو دعم مشاريع وعملية النهوض باللغة السريانية في لبنان والمشرق.”
كما شدد اعضاء الوفد على “اهمية اللغة السريانية التي تحتضن تاريخا وتراثا غنيا لا يمكن ان ينضب خصوصا بالنسبة للموارنة في لبنان وللمسيحيين في دول الشرق الأوسط، فارتباطها وثيق بجذورهم، لذلك عليهم اتقانها للتعرف اكثر الى تاريخهم في المنطقة.”
وفي الختام تسلم غبطته من الوفد درعا تكريمية.
ومن زوار الصرح البطريركي الدكتور الكسي مكرزل، ثم النائب محمود عواد والمحامي زياد حواط.
PHOTO: Patriarch Rai Activity_Bkerki_15.3.2018