نرافقه بالقداسات ونودّعه بالصلاة


نشاط البطريرك

واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والمطارنة وعائلة الراحل البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قبل ظهر اليوم تقبل التعازي في صالون الصرح البطريركي في بكركي من المؤمنين الذين توافدوا الى كنيسة سيدة الانتقال لإلقاء نظرة الوداع الاخيرة على جثمان الراحل المسجى في الكنيسة.

 

وكان قد افتُتح يوم الجنازة بقداس مرافقة ترأسه غبطة البطريرك الراعي في كنيسة سيدة الانتقال حيث يُسجّى جثمان المثلث الرحمات البطريرك صفير لتتوالى بعدها القداسات التي استمرّت حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم. قداس المرافقة الثاني احتفل به أمين سرّ البطريرك الخاص الخوري شربل عبيد. واحتفل الكردينال ليوناردو ساندري عميد مجمع الكنائس الشرقية بقداس المرافقة الثالث يعاونه السفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري ومطران اللاتين في لبنان سيزار أسايان.

 

قدّاس المرافقة الرابع احتفل به راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون يعاونه كهنة ورهبان الأبرشية.

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران عون عظة قال فيها: “لطالما اهتم البطريرك صفير بأبرشية جبيل يوم كان مطرانا عليها وبعدما أصبح بطريركا تابع اهتمامه بها لغاية 1990، وهي اليوم تذكره باهتمام وتصلي له لأنه كان الراعي الصالح لها، واهتم بها وكان لها القائد الروحي والمدني بما للكلمة من معنى”.

أضاف: “وفي زمن وطني صعب كان صوت الضمير في لبنان لم يتراجع عن الحقيقة، وعن محبته لكل اللبنانيين لأنه آمن بلبنان وطنًا سيدًا حرًّا ووطن الرسالة.

وعلى المستوى الكنسي يوم كان كاهنا سنة 1950 حتى عبوره الى بيت الاب السماوي، كان كاهنًا وأسقفًا وبطريركًا، بقي ذاته الانسان المصلّي والمتواضع الذي يشهد الشهادة الحقيقية بأمانته ورسالته وتواضعه واستحق ان يكون راعيًا صالحًا”.

وتابع: “لقد أمضى 63 سنة في بكركي كاهنًا ومطرانًا ثم بطريركًا، عاش كالراهب في ديره، ومن تضحياته التخلي عن كل شيء.

حياته كانت علامة حب في كل خدمة، كان يقوم بها وكان الراعي الأمين، نرافقه بصلواتنا اليوم.

أرقد بسلام أيها الراعي الصالح بصلاتك من عليائك”.

وختم: “نصلي من أجل سيدنا البطريرك الراعي ليبقى الشاهد ويعطي الأساقفة والمؤمنين أن يعيشوا رسالة القداسة وتحقيق إرادة الرب في حياتنا”.

 

احتفل النائب البطريركي على نيابة صربا المارونية المطران بولس روحانا بقداس المرافقة الخامس عاونه كهنة الأبرشية وخدمت القداس جوقة مار روكز ريفون بمشاركة حشد من رعايا النيابة وخصوصا من بلدة ريفون مسقط رأس الراحل.

واستهل روحانا القداس بكلمة عدد فيها مزايا الراحل مشددا على مسيرته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية التي اتسمت بالتواضع والصلاة وقربه من الله. وطلب روحانا من محبي البطريرك صفير “إكمال مسيرته ليرضى علينا من عليائه فنفكر بالوطن كما فكر هو الذي خدمه بإخلاص وثبات لنكون على خطاه قلبا واحداً مكرسين لخدمة الإنجيل ونناضل في سبيل رسالته رسالة الكنيسة الحبيبة.”

 

احتفل راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، بقداس المرافقة السادس عاونه كهنة الأبرشية، وبعد الإنجيل كانت للمطران الحاج كلمة قال فيها:

“ما من شيء أصعب من التكلم نحن الصغار في حضرة سيدة الكلمة والبلاغة وكبير المحبة امامنا، الصرح لا يزال يضج بكلام سيدنا صفير واليوم يضج بكلام سيدنا البطريرك الراعي، من الصعب ان نقول عن سيدنا صفير كلمة ولكن على ضوء كلمة الله نتوقف عند كلمة وهي انه في رئاسة سيدنا مر لبنان ببحر من الظلام وبعواصف محدقة بلبنان ومع ذلك كنا مطمئنين لرئاسته وقيادته السفينة ومطمئنين لوجود ربان عظيم وريس لكل ما للكلمة من معنى وخليفة لبطرس، جامد كالصخر ودوره الكبير كان تثبيت ايماننا بيسوع المسيح وبالكنيسة وبكركي الصخرة، وكنا نشعر بالأمان عندما يتحدث فيحيا هذا الرجاء في قلوبنا وكان يقول لنا في تلك الايام الصعبة همي الوحيد ان تزيدوا محبة بعضكم لبعض، لا بل اعتبر كل اللبنانيين اخوة وكان مطمئنا ان السفينة ستصل إلى الميناء وكنا نعلم انه ما دام هو الربان سنصل الى شاطئ الامان، لم يستطع الرسل مقاومة العاصفة ولكن مع يسوع وصلوا الى المكان المقصود، ومعك يا سيدنا صفير وصلنا الى المكان الذي اردت ان توصلنا اليه واليوم مع سيدنا الراعي نحن مطمئنون لأننا سنصل بأيمان أيضا الى المكان المرسوم”.

 

احتفل راعي الأبرشية البطريركية المارونية في منطقة جونية المطران أنطوان نبيل العنداري بقداس المرافقة السابع بمشاركة كهنة الأبرشية وحشد من المؤمنين.

 

قدّاس المرافقة الأخير احتفل به الرئيس العام لجمعية الآباء المُرسَلين اللبنانيين الموارنة يُعاونه مجلس المدبّرين وبحضور آباء الجمعية وحشد من المكرّسين والمؤمنين.

 

وقد أُقفِلَت أبواب كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي أمام المؤمنين وجثمان البطريرك صفير في داخلها. علمًا بأنّ موكب جثمان البطريرك صفير ينطلق من الكنيسة، عند الرابعة و25 دقيقة، ويخرج النعش من الباب المقدس في اتجاه الساحة الخارجية، حيث يوضع على المذبح في نعش يرمز إلى حياة التجرد والنسك.