نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 21 نيسان 2022، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن الذي قال بعد اللقاء: “لقد قمنا برفقة وفد من العائلة الخازنية بزيارة الصرح البطريركي والتقينا بسيده، فأكدنا له وقوفنا الدائم الى جانب بكركي والى جانب الثوابت الوطنية التي ينادي بها دائما صاحب الغبطة. كما اكدناعلى عدد من النقاط الأساسية التي تتضمنها هذه الثوابت ومنها مسألة سيادة واستقلال لبنان والحرص على النظام الديمقراطي فيه وعلى الحريات العامة والخاصة وعلى بقائه حاملا راية الحياد بسياسته الخارجية، اي تحييده عن الصراعات الدولية والإقليمية.”

وتابع الخازن: “كما نوهنا بعودة السفراء العرب الى لبنان لأن الجميع يعلم ان لبنان من دون علاقته مع اخوته العرب يكون وضعه غير سليم ولا يمكنه النهوض من دون ان يحمي هذه العلاقة مع الدول العربية. لقد تحدثنا عن مسألة السيادة ومن بينها السلاح.  فالاستراتيجية الدفاعية يجب ان يكون لها جدولا زمنيا يهدف الى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية. ان مقاومة اسرائيل هي حق ولكن يجب ان تتم من خلال الجيش والقوى الأمنية لذلك يجب دعم الجيش كي يتمكن من مواجهة المخاطر الإسرائيلية وهذا يجب الا يبقى حبرا على ورق. لقد تطرقنا الى مبادرة جمع القادة المسيحيين والموارنة التي تهدف الى جمع كل القوى السياسية اللبنانية والوطنية فيما بعد. فلبنان بلد التفاهم والتوافق هذا البلد من دون التفاهم والتوافق داخل طوائفه وضمن القوى السياسية المسيحية وغيرها لن يمكنه النهوض. سنبحث الموضوع بعد الإنتخابات النيابية التي نتمنى ان تمر بكل سلاسة وهدوء من دون اية اشكالات ومن دون اية عوائق او عرقلات. ونتمنى بعد الإنتخابات ان ينتقل البلد الى محطة افضل ومجلس نيابي افضل فيه تغيير بالأشخاص والآداء.”

وختم الخازن:”على الناخب اللبناني معرفة من يختار عليه ان يختار من جربهم من الأشخاص الذين لديهم تاريخ حريص على البلد وباستطاعتهم تولي مهمات عامة سواء في المجلس النيابي او في مجلس الوزراء او في اي موقع آخر. ونحن اذا طبقنا الطائف كما كان يطالب البطريرك صفير عندها نرى ان كان يصلح للبلد او لا وانما اقول ان الطائف لا يزال الضمانة الأساسية لوحدة لبنان واستقلاله.”

ثم استقبل غبطته رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوض، الذي قال بعد اللقاء: “زيارتي اليوم لغبطة البطريرك هي زيارة معايدة بمناسبة عيد الفصح المجيد الذي يذكّرنا أنه مهما كانت الظلمات، يبقى هذا العيد عيد الأمل والرجاء، ونحن متمسكون بهذا الأمل وبالنضال كي نستعيد هذا الأمل.”

وتابع معوض:” زيارتي كانت مناسبة أيضاً للبحث مع غبطته في ظروف البلد في ظل المعركة الانتخابية المقبلة، وكانت فرصة للتأكيد أن هذه المعركة الانتخابية ليس معركة بين أشخاص على الرغم من أننا نعرف أنه في كل منطقة هناك لوائح تتنافس، ولكنها ليست معركة تنافسية، لأننا في مرحلة حساسة بالنسبة للبنان يعيش فيها أزمة اقتصادية وأزمة هويّة وكيان، فهذه المعركة هي معركة خيارات. اللبنانييون لا يختارون اليوم بين أشخاص، بل يختارون كيف يريدون مستقبلهم، إذا كانوا يريدونه بلداً سيّداً منفتحا على العالم وعلى محيطه العربي والدولي، أو بلداً تتحكّم فيه ميليشيا، وهذا الخيار سيؤثر على كل لبناني. اللبنانييون اليوم يجوعون ويعانون من الفقر والذلّ، وجزء أساسي من الأسباب هو ربط لبنان بالمحور وعزل لبنان من ميحطه. عليهم أن يختاروا أي هوّية للبنان يريدون، لبنان التعددي المنفتح الحديث، أم لبنان معرض الكتاب- الذي شهدناه مؤخرًا وما يُفرض عليهم -أم طريق المطار التي نشعر بها أننا لسنا في لبنان.”

واضاف: “هي معركة استرجاع أموالنا، فكل يوم يمرّ تتبخّر فيه هذه الأموال، وأذكّر اللبنانيين أنه منذ سنتين ومع انفجار الأزمة، كان حجم الخسارة حوالي 50 مليار دولار وكان احتياطي مصرف لبنان 32 مليار دولار، اليوم بعد سنتين من استحكام هذه المنظومة بإدارة البلد، أصبحت الخسارات أكثر من 70 مليار دولار واحتياطي مصرف لبنان أقل من 11 مليار دولار، ما يعني أن كل يوم يمرّ مع سياسة مالية مماثلة، أموالنا تتبخّر. هو خيار بين استعادة علاقتنا بالانتشار وبين محاولة منعهم من الانتخاب، واليوم كان هناك فرصة لأقول لغبطته عن الاجراءات المعيبة التي تؤخذ لمحاربة إقبال اللبنانيين والانتشار اللبناني من الاقتراع، من خلال الضياع الحاصل بموضوع مراكز الاقتراع، ونحن نتوقع المزيد من العرقلات.”

وختم معوض:” أتوجه من هذا الصرح الى المغتربين لأقول أن دوركم هو دور مقاوم، سيحاولون إحباطكم ولكن عليكم أن تقترعوا. بين قرار الهجرة والفقر وبين استعادة كرامتنا وطبقتنا الوسطى وقدرتنا على الاقتصاد وجامعاتنا ومستشفياتنا وحقنا بالنجاحات التي يحققها اللبناني أينما حلّ، وتحرير لبنان المخطوف من ميليشيا فاسدة تخطف البلد والدولة، وحان الوقت لبناء دولة فؤاد شهاب وليس دولة المحاصصة”.

ورداً على سؤال عما اذا كان الصوت الاغترابي بخطر لأنه صوت تغييري، اجاب معوض:      “بالتأكيد، ليس فقط الصوت الاغترابي، الخطة هي إحباط اللبنانيين، فكل يوم نسمع مقولات مثل أن الانتخابات لن تُحدث أي تغيير وما الجدوى من الانتخاب، وسنرى الوجوه نفسها، وهذه خطة ممنهجة لإحباط اللبنانيين، ولكن على اللبنانيين أن يقولوا لا وأن يتجهوا للإدلاء بأصواتهم للتغيير ولاسترجاع البلد، فالانتخابات هي أساس التغيير. صحيح أنها وحدها لن تُحدث الفرق ولكنها محطة أساسية في مسيرة التغيير، وبالتأكيد ان صوت الاغتراب هو صوت الضمانة، وليس فقط بأصواتهم بل بكمية الأموال التي يرسلها الاغتراب اللبناني للبنان، والاّ كان اللبنانييون جاعوا وافتقروا أكثر، وبالتالي الاغتراب هو شريك أساسي بإعادة بناء لبنان”.

 

وعن كونه نائباً مستقيلاً من برلمان لم يلبّي حدًّا أدنى من طموح اللبنانيين، وإمكانية إحداث فرق في حال أُعيد انتخابه مرة جديدة، قال معوض: “نحن حاولنا أن نكون قوة اصلاحية من الداخل في البرلمان وأن ننسّق مع القوى الموجودة آنذاك لمحاولة إحداث تغيير، لذا أريد أن أقول للبنانيين إسألوا مجّرب وما تسألوا حكيم، ونحن جرّبنا وتأكدنا أن مشكلتنا مع هذه المنظومة ليست مشكلة شخصية، وأدركنا أن هناك استحالة في التعاون مع هذه المنظومة لإحداث التغيير، لذا المطلوب هو تغيير جذري على مستوى السيادة والبنية السيادية للبلد التي نريد أن نُسقط منها سلطة 7 أيار المبنيّة على “الفيتو”، فعندما يختلفون يعطّلون الدولة وعندما يتفقون ينهبونها ويحاصصونها. المطلوب تغيير جذري على مستوى إعادة بناء الاقتصاد على مستوى الاقتصاد الحرّ والعدالة الاجتماعية، المطلوب استعادة ثقة اللبنانيين بمستقبلهم وهذا أمر مستحيل مع هذه المنظومة. ما أعد به هو أمر واحد، نضالنا مستمرّ وسنجمع كل القوى السيادية التغيرية في داخل المجلس أو بقدر المستطاع، كي نخلق جهوزية داخلية ونكمل المعركة، لأن المعركة تتطلب شبك الأيادي، فلا أحد يستطيع التغيير وحده. التحدي هو كيف يمكننا الوصول الى ما نريد، والحل هو بوحدة القوى الموجودة خارج المنظومة، وكنا تمنّينا أن نوحّد اللوائح ولم نستطع لسوء الحظّ، المطلوب التوحيد بعد الانتخابات”.

وعن السبب الذي منع توحيد القوى السيادية، أجاب معوض: “هنا ليس المكان ولا الزمان لأجيب بالتفصيل، ولكن ما أستطيع قوله أنني من الأشخاص الذي سعوا بكل قواهم للوصول الى هذه الوحدة لأنني مقتنع أنه لا تستطيع أي قوى منفردة أن تُحدث التغيير، وأننا أمام تحدٍ كبير بأن نستطيع إسقاط المنظومة، وهو أمر صعب لأن هذه المنظومة تستعمل السلاح والقتل، وهي منظومة فاسدة، وبالتالي لا بدّ من التوحيد”.

 

بعدها استقبل غبطته النائب فؤاد المخزومي الذي قال بعد اللقاء: “زيارتي لهذا الصرح اليوم هي للمباركة لصاحب الغبطة بعيد الفصح المجيد، متمنّين قيامة لبنان. خمسة وعشرون يوماً يفصلوننا عن مفترق طرق، وعن اتخاذ قرار باستعادة لبنان من السيطرة الايرانية وسيطرة حزب الله والمنظومة الفاسدة التي تحاول أخذنا الى بلد لا نستطيع التأقلم فيه، بل نريد إعادته الى نظامنا الليبرالي واقتصادنا المنفتح والتعايش الموجود فيه.”

وتابع مخزومي:” حزب الله يأخذنا الى مكان نحن نرفضه، شعبنا يجب أن يأخذ قراره إما بإستعادة لبنان كما كان أو بالاستسلام. نستطيع اليوم تغيير هذا الواقع واسترجاع لبنان من خاطفيه، فاليوم نرى أن هناك محاولة تسكير وإعطاء براءة ذمّة لكل العمليات المالية التي حصلت قبل العام 2022، ومحاولة تمرير الكابيتال كونترول الذي سيقضي على أموالنا ويمنعنا من استرجاعهم. هذا نموذج مما نمرّ به اليوم، لأن حزب الله يريد أن يأخذنا نحو نظام تهريب ونظام حدود مفتوحة، ونظام كابتاغون وعمليات إجرامية، وليس هذا لبنان الذي نريده، ويمكننا إحداث التغيير، وما يؤكد ما أقوله هو عودة السفراء العرب ونيّة المجتمع الدولي بمساعدة لبنان. حزب الله يحلم بأن ينسى العالم لبنان، ولكننا نطمئنه بأن العالم سيبقى مع لبنان، فعودة السفير السعودي وسفراء العرب تقول أن الدول العربية تقف الى جانب لبنان، ولكن يجب أن نبرهن أننا بدورنا سنقف مع أنفسنا وسيكون لدينا تمثيل بالمجلس النيابي الذي يسيطر عليه حزب الله من خلال الأكثرية الموجودة بداخله، ونحن اليوم نستطيع التغيير.”

وختم مخزومي:” أتمنى على الجميع النزول في 15 أيار والإدلاء بأصواتهم لأنه حقّ لكم، والتقاعص عن المشاركة سيعطي حزب الله الأكثرية، وعلى أمل أن نقول في 16 أيار لجميع اللبنانيين، أن النصر للبنانيين وأن لبنان عاد للبنان، وكل عام وأنتم بخير”.

وظهرًا التقى البطريرك الراعي المحامي والمحلل السياسي جوزيف بو فاضل الذي قال: “لقد بحثنا في عدد من المواضيع المحلية ولا سيما الإنتخابات النيابية وخطورة تطيير انتخابات المغتربين او الإنتخابات بشكل عام لأن هناك فريقا لا يريد ان تتم الإنتخابات كي لا يخسرها. في المقابل هناك من يريد ان يعود او ان يدخل الى مجلس النواب ليفي بوعود اصلاحية كانت تطرح من خارج القبة البرلمانية. فاختراع الدائرة 16 ما هي الا لفصل المنتشرين عن اهلهم وبلداتهم وهموم العائلة الواحدة وان يصبوا اهتمامهم على ستة نواب لا يقدمون ولا يؤخرون في الحياة السياسية وان يصبح همهم تحويل الأموال الى اهلهم في الوطن وهذا امر مرفوض ومعيب. ولطالما البلد طائفي يجب الحفاظ على حقوق المسيحيين فيه بشكل موضوعي وواقعي وليس بالخطابات.”

وختم بو فاضل: “ان الحلّ الوحيد للازمة يكون بتغيير المنظومة الفاسدة وبما طرحه غبطة البطريرك من حياد لبنان الى مؤتمر دولي يعيد التفاف الدول الصديقة حوله”.