نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 21 تشرين الثاني 2019، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير الإتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف في زيارة بروتوكولية بعد توليه مهامه الديبلوماسية في لبنان، تخللها عرض لعدد من المواضيع على الصعيدين المحلي والدولي.

واعرب طراف بعد اللقاء عن سروره بلقاء صاحب الغبطة، وقال:” انا مدرك تماما للدور الهام الذي يقوم به غبطته في البلد ولقيمة صوته ووزنه. لقد كان من المهم جدا بالنسبة لي ان استمع الى وجهة نظره حول الوضع في لبنان بجوانبه المختلفة، الدينية طبعا والسياسية والإقتصادية، كذلك الإستماع الى تحليله وقراءته للوضع ومشاركته وجهات النظر في عدد من القضايا.”

وتابع طراف:” لقد تطرقنا الى الوضع الراهن في البلد وما يشهده من تظاهرات، والتحديات التي يواجهها النظام السياسي وامكانية ايجاد حلول واجوبة للأسئلة المطروحة. وبدوري سألت غبطته عما اذا كان متفائلا فاكد لي ان الأمل هو فضيلة دينية مهمة وهذا ما يبقيه متفائلا.”

وامل طراف ان “تتحسن الأمور في لبنان وان تأتي الجهود المبذولة بنتائج جيدة ولا سيما مع الشباب وجهودهم للوصول الى ما يحسن نظام الحكم والإقتصاد. فهناك مشاكل يجب طرحها للوصول الى حلول لها.”

بعدها التقى غبطته النائب ابراهيم كنعان وكان بحث في عدد من المواضيع المحلية لا سيما مسألة تأليف الحكومة وضرورة حماية عمل المؤسسات الدستورية، واشار كنعان بعد اللقاء الى انه تم “عرض للأوضاع الراهنة والإستثنائية التي نمر بها ولا سيما الموضوع المالي. فهناك موضوع الموازنة وكما يعلم الجميع فان الجلسة لم تتم لإنتخاب رؤساء واعضاء لجان هيئة المكتب، وكان اجتهاد وقرار باعتبار التمديد واقعا الى حين اتمام العملية الإنتخابية. وبصفتي رئيس لجنة المال والموازنة تترتب عليي مسؤولية تجاه الدولة والناس والشعب وخصوصا في هذا الظرف الإقتصادي بأن استشرف المواقف والحظ النوايا. وكتلتنا كما جرت العادة في السنوات الماضية لديها موقفها المبدأـي من عدم تجديد الدم في المؤسسات الدستورية من خلال الإنتخابات.”

وتابع كنعان:” الا اننا نعلم اليوم ان استمرارية المرفق العام هي نظرية موجودة والأهم منها الإرادة والنوايا اذا ما توفرت. وهذه الإرادة لا يجب ان تكون متوفرة فقط عند الكتل النيابية وهذا ان توفرت وانما يجب ان يكون الشعب اللبناني واعيا لأهمية هذه الخطوة فالحديث عن الموازنة يجب ان يكون مستقلا. وعندما يلتئم مجلس النواب لمناقشة الموازنة فهو يتفرغ لهذا الأمر فقط وتأتي اللجان للتحضير والبحث والنقاش. ان اهمية هذا الأمر تكمن في ان نعي جميعنا الوضع الإقتصادي ومدى الخطر الذي سنواجهه، فهل اقرار موازنة ال2020 هو امر مفيد؟ اقول نعم لأنه يطمئن الناس والموظفين والعسكريين واعتمادات الدولة لتشغيل عدد كبير من المؤسسات المتعلقة برعاية المواطنين اضافة الى الثقة التي يمكن ان يساهم في اضفائها دوليا ومحليا لدى كل من يتعاطى معنا من مقرضين ووواهبين وغيرهم. هي لن تحقق نقلة نوعية ولكنها ستساهم باستعادة واعطاء دفعة من الثقة المطلوبة جدا في هذه المرحلة. القرار لا يعود لي ولا الى النواب فقط وانما هو لنا جميعنا نحن والشعب اللبناني. وخطوة من هذا النوع لا علاقة لها لا بالعفو ولا بغيره من القوانين وموقفنا معروف مسبقا حيال الموضوع فقانون العفو ولد ميتا.”

اضاف كنعان:” كذلك تطرقنا الى موضوع الحكومة وعرضت لغبطته الوضع بما يتعلق بالتكليف والتأليف وان ما يقوم به فخامة رئيس الجمهورية هو انضاج لعملية التأليف. فما لا نريده جميعا هو حصول تكليف شكلي يوقعنا في المحظور. لبنان لا يحتمل والكل يعلم ان البحث لا يتناول الاسماء والحقائب وانما من يستطيع ويريد ولديه امكانية القيام بهذه المهمة في هذه المرحلة بشكل معين ومقبول من الأطراف المعنية. ودور فخامة الرئيس يبقى دورا توفيقيا بمعنى امكانية احداث خرق في هذا الجدار وتأليف سريع  تؤمن ظروفه هذه المشاورات والإتصالات التي تتم والتي نتمنى ان تعطي ثمارها. كلنا يتمنى هذا الأمر وصاحب الغبطة اولنا.”

وقال كنعان:” تشريع الضرورة في ظل حكومة تصريف اعمال هو واجب ولكن تعطيل المؤسسات الدستورية لا يجوز وهذا ما يقودنا الى الإنهيار. ما تحقق اليوم على مستوى الحراك هو عظيم وجيد ومنه استقالة الحكومة فلنسع بالتكامل والتضامن الى إنقاذ لبنان وعدم اخذه الى مكان لا يرغب احد في اخذه اليه. فانهيار المؤسسات يعني انهيار الدولة التي ان انهارت لا يمكن اصلاحها.  لنعمل سويا بهذه النوايا لان هذا ما تنادي به الكنيسة وصاحب الغبطة.”

وعن امكانية انهيار البلد، اكد كنعان انه “بامكاننا انقاذ البلد بتعاوننا وبتشكيل حكومة تبادر فورا الى اقرار موازنة ال2020 من دون ضرائب وبعجز محدود ومع بعض الخطوات الأصلاحية سنكون قادرين على الصمود ماليا واقتصاديا ولكن استمرار هذا الطلاق الكامل سيكون له انعكاسه الكبير على المؤسسات. لا احد يطالب بالغاء الاخر لا الحراك ولا السلطة ولكن يجب مخاطبة العقل والتواصل والحوار لإنجاح مسيرة الإصلاح في لبنان.”

ولفت كنعان الى ان “غبطة البطريرك الراعي والكنيسة يدعوان دائما للحوار والحفاظ على الدولة التي هي رجاؤنا. لذلك يجب التنبه الى الظروف الاقليمية والدولية المحيطة بنا وتداعياتها على دول المنطقة من سوريا ومصر والعراق وليبيا واليمن واليوم ايران. نحن حافظنا على الإستقرار ولكنه اليوم بدأ يهتز قليلا. لا يمكننا اطلاقا التحول الى ساحة.”

وعن بطء المشاورات اكد كنعان ان “اهميتها تكمن في نتائجها،” لافتا الى ان “مدتها يقررها فخامة الرئيس.” واعتبر كنعان في رده عن شخصية رئيس الحكومة  ان “هناك الكثير من اصحاب الكفاءات لتولي منصب رئيس الحكومة ولكننا لا نود ان نغفل الظرف الإستثنائي الخطير الذي تمر به المنطقة وبمن فيها لبنان. وعلينا تحصين قرارنا الداخلي والتمتع بمناعة اقوى والإتفاق في ما بيننا على انقاذ لبنان وعندها لن يمكن لأي احد ان يقف في وجهنا.”   

 

link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org

PHOTO ALBUM: Bkerki Meetings_21.11.2019